يعرفوه في الدنيا. (مُتَّكِئِينَ) حال ممن ذكروا في قوله : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ) أي قاعدين كالملوك (عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) أي من ديباج غليظ. ذكر البطانة ، ولم يذكر الظهارة ، لأن البطانة تدل على أن لها ظهارة ، والبطانة دون الظهارة. فدل على أن الظهارة فوق الاستبرق. وقيل : إن الظهائر من سندس ، وهو الديباج الرقيق ، والبطانة من استبرق. وقيل : الاستبرق الحرير الصيني وهو بين الغليظ والرقيق. وروي عن ابن مسعود أنه قال : هذه البطائن فما ظنكم بالظهائر؟ وقيل لسعيد بن جبير. البطائن من استبرق فما الظهائر؟ قال : هذا مما قال الله تعالى (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ. وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ) الجنى الثمر المجتنى أي : تدنو الشجرة حتى يجتنيها ولي الله إن شاء قائما ، وإن شاء قاعدا. وقيل : ثمار الجنتين دانية إلى أفواه أربابها ، فيتناولونها متكئين ، فإذا اضطجعوا نزلت بإزاء أفواههم ، فيتناولونها مضطجعين ، لا يرد أيديهم عنها بعد ، ولا شوك (١).
* س ١٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (٥٦) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥٧) كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ (٥٨) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (٥٩) [سورة الرحمن : ٥٦ ـ ٥٩]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم القمي ، في قوله تعالى : (فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ)(٢) ، الحور العين يقصر الطرف عنها من ضوء نورها ، وقوله تعالى :
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٩ ، ص ٣٤٦.
(٢) «طرف على وزن (حرف) بمعنى جانب العين ، وبما أن الإنسان عند ما يريد النظر يحرّك أجفانه ، لذا فقد استعمل هذا اللفظ كناية عن النظر ، وبناء على هذا فإنّ التعبير بقاصرات الطرف إشارة إلى النساء اللواتي يقصرن نظراتهن على أزواجهن. ويعني أنهن يكنن الحب والود لأزواجهن فقط ، وهذه هي إحدى ميزات الزوجة التي لا تفكر بغير زوجها ولا تضمر لسواه الود.