تسألني عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، [لم] لم يطق حمله علي بن أبي طالب عليهالسلام عند حطّه الأصنام عن سطح الكعبة ، مع قوته وشدته وما ظهر منه في قلع باب القموص بخيبر والرمي به إلى ورائه أربعين ذراعا ، وكان لا يطيق حمله أربعون رجلا ، وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يركب الناقة والفرس والحمار ، وركب البراق ليلة المعراج ، وكل ذلك دون علي عليهالسلام في القوة والشدة؟ قال : فقلت له : عن هذا والله أردت أن أسألك ، يابن رسول الله.
وذكر الحديث ، إلى أن قال : «وقد قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ عليهالسلام : يا علي ، إن الله تبارك وتعالى حمّلني ذنوب شيعتك ثم غفرها لي ، وذلك قوله عزوجل : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ)(١).
أقول : أمّا إتمام النعمة على النبي وهدايته إياه الصراط المستقيم ونصره النصر العزيز .. بعد الفتح في الحديبية فليست هذه الأمور مما تخفى على أحد ... فقد انتشر الإسلام بسرعة وسخّر القلوب المهيأة! وظهرت عظمة تعليماته للجميع وأبطل السموم (المضادّة) وأتم نعمة الله على النبي وعلى المسلمين وهداهم الصراط المستقيم نحو الانتصارات حتى أن جيش الإسلام لم يجد أية مقاومة في فتح مكة وفتح أكبر حصن للمشركين!.
* س ٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (٤) لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللهِ فَوْزاً عَظِيماً (٥) وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ
__________________
(١) علل الشرائع : ص ١٧٣ ، ح ١.