والشخص الذي يبتلى بهذه الحالات هو المغرور الذي أسكرته النعم ، ولم توقظه المصائب والآفات عن هذا السكر والغفلة وتهديه إلى سير التكامل.
* س ١٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)(٢٤) [سورة الحديد : ٢٤]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي : ثم بين صفة المختال الفخور ، فقال (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ) بما أوجب الله عليهم من الحقوق في أموالهم (وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ) أيضا. وقيل : نزلت في اليهود الذين بخلوا بذكر صفة النبي على ما وجدوه في كتبهم وأمروا غيرهم بذلك. والبخل هو منع الواجب. ثم قال (وَمَنْ يَتَوَلَ) يعني ومن يعرض عما ذكره الله وخالف (فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) ومعناه إنه تعالى الغني عن جميع خلقه محمود في جميع أفعاله ، فمنع هؤلاء حقوق الله لا يضره ، وإنما ضرر ذلك عليهم (١).
* س ٢٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (٢٥) [سورة الحديد : ٢٥]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «أوصى موسى عليهالسلام إلى يوشع بن نون ، وأوصى يوشع بن نون إلى ولد هارون ، ولم يوص إلى ولده ، ولا إلى ولد موسى ، إن الله عزوجل له الخيرة ، يختار ما يشاء ممن يشاء ، وبشر موسى ويوشع بالمسيح عليهمالسلام ، فلما أن بعث الله عزوجل المسيح عليهالسلام ، قال
__________________
(١) التبيان : ج ٩ ، ص ٥٣٣.