رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وساءه ما ظهر من سوء أدبهم ، فأنزل الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ)(١).
وقال ربعي بن خراش : خطبنا علي عليهالسلام في الرحبة ، ثم قال : «لمّا كان في زمان الحديبية ، خرج إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أناس من قريش ، من أشراف أهل مكة ، فيهم سهيل بن عمرو ، فقالوا : يا محمد ، أنت جارنا وحليفنا وابن عمّنا ، وقد لحق بك أناس من أبنائنا وإخواننا وأقاربنا ، ليس بهم التفقه في الدين ، ولا رغبة فيما عندك ، ولكن إنما خرجوا فرارا من ضياعنا وأعمالنا وأموالنا ، فأرددهم علينا. فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أبا بكر ، فقال له : انظر ما يقولون. فقال : صدقوا يا رسول الله ، أنت جارهم ، فارددهم عليهم. قال : ثم دعا عمر فقال مثل قول أبي بكر ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عند ذلك : لن تنتهوا ـ يا معاشر قريش ـ حتى يبعث الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه للتقوى ، يضرب رقابكم على الدين. فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله؟ قال : لا فقام عمر ، فقال : أنا هو يا رسول الله؟ قال : لا ، ولكنّه خاصف النعل ، وكنت أخصف نعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال : ثمّ التفت إلينا علي عليهالسلام ، وقال : «سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (٢).
* س ٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) (٦) [سورة الحجرات : ٦]؟!
الجواب / قال زيد الشحام : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الفسوق ، فقال :
__________________
(١) ربيع الأبرار : ج ٢ ، ص ٣٠٥.
(٢) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٦٠٢ ، ح ١ وفضائل الصحابة لابن حنبل : ج ٢ ، ص ٦٤٩ ، ح ١١٠٥.