الأولى التي كانت مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، (وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ) ، قال : بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من هذه الأمّة.
(وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ) ، قال : أصحاب الشمال أعداء آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابهم الذين والوهم (فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ) ، قال : السموم : اسم النار ، والحميم : ماء قد حمي (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ) قال : ظلمة شديدة الحر (لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ) ، قال : ليس بطيّب (فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ) قال : من الزقوم ، والهيم : الإبل (١).
* س ١١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ (٤٥) وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (٤٦) وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٤٧) أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ (٤٨) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (٤٩) لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (٥٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (٥١) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (٥٢) فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ) (٥٣) [سورة الواقعة : ٤٥ ـ ٥٣]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : ثم ذكر سبحانه أعمالهم التي أوجبت لهم هذا فقال : (إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ) أي كانوا في الدنيا متنعمين ... وذلك أن عذاب المترف أشد ألما. وبين سبحانه أن الترف ألهاهم عن الانزجار ، وشغلهم عن الاعتبار وكانوا يتركون الواجبات طلبا لراحة أبدانهم : (وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ) أي الذنب العظيم ... والإصرار : أن يقيم عليه ، فلا يقلع عنه ، ولا يتوب منه. وقيل : الحنث العظيم الشرك أي : لا يتوبون عنه ... وقيل : كانوا يحلفون لا يبعث
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٤٩.