مُرِيبٍ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) ، قال : هو ما قالوا : نحن كافرون بمن جعل لكم الإمامة والخمس.
قال : وأما قوله : (قالَ قَرِينُهُ) ، أي شيطانه ، وهو الثاني (رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ) ، يعني الأول (وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) ، فيقول الله لهما : (لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ) ، أي ما فعلتم لا يبدل حسنات ، ما وعدته لا أخلفه (١).
وعن ابن بابويه : بإسناده ، عن إبراهيم بن أبي محمود ، قال : سألت أبا الحسن الرضا عليهالسلام ، عن الله عزوجل ، هل يجبر عباده على المعاصي؟ فقال : «بل يخيرهم ويمهلهم حتى يتوبوا.
قلت : فهل يكلف عباده ما لا يطيقون؟ فقال : «وكيف يفعل ذلك وهو يقول : (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)(٢). ثم قال عليهالسلام : «حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد عليهماالسلام ، أنه قال : من زعم أن الله تعالى يجبر عباده على المعاصي أو يكلفهم ما لا يطيقون ، فلا تأكلوا ذبيحته ، ولا تقبلوا شهادته ، ولا تصلوا وراءه ، ولا تعطوه من الزكاة شيئا (٣).
* س ١٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) (٣٠) [سورة ق : ٣٠]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : هو استفهام ، لأن الله وعد النار أن يملأها ، فتمتلىء النار فيقول لها : هل امتلأت؟ وتقول : هل من مزيد؟ على حد الاستفهام ، أي ليس فيّ مزيد ، قال : فتقول الجنة : يا رب وعدت النار أن
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٢٦.
(٢) فصلت : ٤٦.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ١ ، ص ١٢٤ ، ح ١٦.