بوسيلة المطر ، كذلك فإن إحياء القلوب الميتة يكون بواسطة ذكر الله وقراءة القرآن المجيد الذي نزل من سماء الوحي على القلب الطاهر للنبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وكلاهما لائقان للتدبر والتعقل ، لذا أشير في الروايات السابقة إلى كليهما :
ونقرأ في حديث للإمام الكاظم عليهالسلام : «فإن الله يحيي القلوب الميتة بنور الحكمة كما تحيا الأرض الميتة بوابل المطر (١).
* س ١٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ)(١٨) [سورة الحديد : ١٨]؟! ولماذا طرحت مسألة الإنفاق بعنوان القرض الحسن لله سبحانه؟ ولماذا كان الجزاء المضاعف الأجر الكريم؟!
الجواب / ١ ـ قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إن الله عزوجل فرض [للفقراء] في أموال الأغنياء فريضة لا يحمدون إلا بأدائها ، وهي الزكاة ، بها حقنوا دعاءهم ، وبها سموا مسلمين ، ولكن الله عزوجل فرض في أموال الأغنياء حقوقا غير الزكاة ، فقال عزوجل : (فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ)(٢) فالحق المعلوم [من] غير الزكاة ـ إلى أن قال ـ : وقد قال الله عزوجل أيضا : (أَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً)(٣).
وقال الصادق عليهالسلام : «على باب الجنة مكتوب : القرض بثمانية عشر ، والصدقة بعشرة ، وذلك أن القرض لا يكون إلا لمحتاج ، والصدقة ربما وقعت في يد غير محتاج (٤).
٢ ـ وللجواب على السؤال الثاني : أقول : في الحقيقة إنه تعبير عجيب ،
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٧٨ ، ص ٣٠٨.
(٢) المعارج : ٢٤.
(٣) الكافي : ج ٣ ، ص ٤٩٨ ، ح ٨.
(٤) الكافي : ج ٤ ، ص ٣٣ ، ح ١.