الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) [النّساء : ٨٠] لأنه جعل الرسول قائدا لجميع خلقه من الجنّ. والإنس. وأمينا على فرائضه وسننه. ولذلك قال الله تعالى : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) [الحشر : ٧].
قال المتعلم رحمهالله : لقد أتيتني بالنور فنوّر الله طريقك يوم القيامة ولكن أخبرني عمن يزعم أنه يعرف الله ويقول أنا أشتهي أن أزعم أن لله ولدا.
قال العالم رضي الله عنه : سبحان الله فهل كان هذا وذا إلا واحدا. هذا رأسا ما سألت من قبل من مسائل المتعنتين. ولكن كيف تقول في ميت إنه يحتلم فكم لا يكون ميت يحتلم. فكذلك لا يكون موحد يشتهي أن يقول لله ولد.
قال المتعلم رحمهالله : هذا لعمري كما قلت إنه من مسائل المتعنتين. وهذا محال من الكلام. ولكن أخبرني عن النفاق اليوم. أليس هو النفاق الأول والكفر اليوم هو الكفر الأول. وكيف النفاق الأول؟.
قال العالم رضي الله عنه : نعم النفاق اليوم هو النفاق الأول والكفر اليوم هو الكفر الأول. كما أن الإسلام اليوم هو الإسلام الأول. فأخبرك عن ذلك النفاق الأول إنما كان التكذيب والجحود بالقلب وإظهار التصديق والإقرار باللسان. وكذلك هو اليوم فيمن كان وقد نعتهم عزوجل في كتابه فقال : (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ) [المنافقون : ١] فقال الله عزوجل ردا عليهم وتكذيبا لهم : (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) [المنافقون : ١] وليس تكذيبهم بأن ما قالوا كذب. ولكن إنما كذبهم بأنهم ليسوا في الإقرار والتصديق كما يظهرون بألسنتهم.
وفيهم قال الله عزوجل : (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (١٤)) [البقرة : ١٤] أي بمحمد وأصحابه بما نظهر لهم بألسنتنا من الإقرار والتصديق.
قال المتعلم رحمهالله : هذا لعمري عدل معروف ولكن أخبرني من أين سمى الله الناس مؤمنين وكفارا. ومن أين نحن نسميهم مؤمنين وكفارا؟.
قال العالم رضي الله عنه : سماهم مؤمنين وكفارا بما في القلوب لأنه تعالى يعلم ما في القلوب ، ونحن نسميهم مؤمنين وكفارا بما يظهر لنا من ألسنتهم من التصديق والتكذيب والزي والعبادة ، وذلك بأنا لو انتهينا إلى قوم لا نعرفهم غير أنهم في المساجد ، مستقبلين إلى القبلة يصلون سميناهم مؤمنين ، وسلمنا عليهم وعسى أن