فصل
سوى فيه بينهم وبين المنافين والقرامطة وجعل المجسمة مقابل الجميع ، وأن ما ثم إلا التجسيم أو التعطيل وقد تقدم مثله ، وإنما زاد التكرير والتفظيع ليزرع الريبة في القلوب.
فصل
قال : «الاستواء ونحوه والمشيئة ونحوها كلاهما من صفات الأجسام ـ وطلب الفرق بينهما ـ والله لو نشرت شيوخك كلها لم يقدروا أبدا على فرقان».
انظر هذا الجلف الجاري على ما لا يعلم ، وكل عاقل يعلم أن الاستواء بمعنى القعود أقرب إلى صفات الأجسام من المشيئة والقدرة.
قال : «قال زعيمهم في الفرق هذه الصفات بالعقل والقرآن فيقال إن نفي العقل التجسيم فانفوها وانسلخوا من القرآن وإن أثبته فلم الفرار؟ وإن نفاه في وصف وأثبته في وصف فما الفرق؟.
انظر هل بعد هذا الكلام شيء في التجسيم (١)؟.
فصل
كله سفاهة.
فصل
حكى مذاهب خصومه بأقبح ما يكون ثم قال : «جربت هذا كله ووقعت في
__________________
نص من ابن تيمية في الحد والجسم
(١) وشيخه أصرح منه وأجهر صوتا في ذلك حيث يقول فيما ردّ به على أساس التقديس : «ومن المعلوم بالاضطرار أن اسم الواحد في كلام الله لم يقصد به سلب الصفات ـ يريد ما يشمل المجيء ونحوه ـ ولا سلب إدراكه بالحواس ولا نفي الحد والقدر ونحو ذلك من المعاني التي ابتدع نفيها الجهمية وأتباعهم ، ولا يوجد نفيها في كتاب ولا سنة اه». وهذا صريح جدا لعلك لا تحوجني إلى شرح ذلك ، راجع الكواكب الدراري لابن زكنون الحنبلي المحفوظ بظاهرية دمشق ففي المجلد رقم ٢٤ و ٢٥ و ٢٦ منه رده على أساس التقديس وفيه فوق ما تقدم التصريح بأنه يمكنه التزام قدم بعض الأجسام يريد الباري سبحانه فهل يتصور أن ينطق مبتدع مارق بأصرح من هذا في وسط المسلمين والناظم متقلد مذهبه بدون تفكير والله سبحانه ينتقم منهما بما أثارا من الفتن بين العوام.