فصل
مناظرة خيالية بين المشبه والمنزه ... إلخ
قال : «جمع مجلس المذاكرة بين مثبت للصفات والعلو ومعطل» إلى أن قال : «من كلام المثبت أن كهيعص وحمعسق وق ون كلام الله حقيقة وأن الله تكلم بالقرآن العربي الذي سمعه الصحابة».
مراده بذلك أن كلام الله حرف وصوت وهذا الجاهل لا يفرق بين كلام الله واللفظ الدال عليه (١).
ثم قال : «ومن قال ليس لله في الأرض كلام فقد جحد رسالة محمد صلىاللهعليهوسلم» هذا الكلام يحتمل وجهين (٢) لا نطول بهما ، ثم قال : «إن الله فوق سماواته». يقول له : أين قال الله أو رسوله إنه فوق سماواته؟ وأنت قلت في صدر كلامك
__________________
(١) بل بين الكلام اللفظي والكلام النفسي وفي أوائل تفسير (روح المعاني) بسط لطيف في الكلام النفسي بحيث لا يدع شكا لمرتاب. وبعد أن انتهى الألوسي فيه من الكلام في الكلام النفسي قال : ومن أحاط بذلك اندفع عنه كل إشكال في هذا الباب ورأى أن تشنيع ابن تيمية وابن القيم وابن قدامة (الموفق) وابن قاضي الجبل والطوفي (سليمان بن عبد القوي) وأبي نصر (السجزي) وأمثالهم صرير باب أو طنين ذباب ... وقد انحرفت أفكارهم واختلطت أنظارهم فوقعوا في علماء الأمة وأكابر الأئمة وبالغوا في التعنيف والتشنيع وتجاوزوا في التسخيف والتفظيع ولو لا الخروج عن الصدد لوفيتهم الكيل صاعا بصاع ولتقدمت إليهم بما قدموا باعا بباع ولعلمتهم كيف يكون الهجاء بحروف الهجاء ولعرفتهم إلام ينتهي المراء بلا مراء :
ولي فرس للحلم بالحلم ملجم |
|
ولي فرس للجهل بالجهل مسرج |
فمن رام تقويمي فإني مقوّم |
|
ومن رام تعويجي فإني معوج |
على أن العفو أقرب للتقوى والإغضاء مبنى الفتوة وعليه الفتوى والسادة الذين تكلم فيهم هؤلاء إذا مروا باللغو مروا كراما وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما اه.
(٢) لعله يريد وجود الكلام النفسي ووجود الكلام اللفظي فنفي وجود الثاني في الأرض نفي لوجود كتاب الله وشرعه في الأرض وهو كفر صراح ولا قائل بذلك من فرق المسلمين. وأما زعم وجود الكلام النفسي القائم بالله في الأرض فقول بالحلول كقول النصارى في الكلمة ، وقد كفر غير واحد من أئمة السنة ، السالمية على قولهم بأنه تعالى يقرأ على لسان كل قارئ ، تعالى الله عما يأفكون. وقد ذكرنا ما يتعلق بذلك بنوع من البسط فيما علقناه على التبيين وفي (لفت اللحظ إلى ما في الاختلاف في اللفظ).