فصل
في عدد الجنات
قال : «سبحان من غرست يداه (١) جنة الفردوس ويداه أيضا أتقنت لبنائها ، هي في الجنان كآدم لكنما الجهمي ليس لديه من ذا الفضل شيء فهو ذو نكران». إنما ينكر العضو والجارحة فإن كنت أنت تثبتها فاعرف.
قال : «ولد عقوق عقّ والده ولم يثبت بذا فضلا عن الشيطان».
ما يستحيي يكذب على الناس.
قال : «ولقد روى حقا أبو الدرداء ذاك عويمر أثرا عظيم الشأن يهتز قلب العبد عند سماعه طربا بقدر حلاوة الإيمان ما مثله أبدا يقال برأيه فيه النزول (٢). ثلاث ساعات : فإحداهن ينظر في الكتاب ، الثاني : يمحو ويثبت ما يشاء بحكمة ، والساعة الأخرى إلى عدن أهله هم صفوة الرّحمن والساعة الأخرى إلى هذه السماء يقول هل من تائب ندمان».
الظاهر أنه ما ساق أبوابا في صفة الجنة إلا ليذكر هذا الحديث وأيضا ليسكت الناس بسماع صفات الجنة فيقبلون على هذه القصيدة ويعكفون عليها فيفتنهم ، أسأل الله العافية ويحق له اسم الحشوي لأن الباطل محشو في هذه القصيدة اللحناء.
قال : «وروى ابن ماجه مسندا عن جابر بينا هم في عيشهم إذا بنور ساطع رفعوا رءوسهم فرأوه نور الواحد وإذا بربهم تعالى فوقهم (٣) قد جاء للتسليم وقال السلام
__________________
ـ ضعيف بل بينهم ضعيف ومنكر الحديث وآخر قدري خلا استحالة المتن وابن كثير أهون شرا من الناظم حيث أنكره جدا في جامع المسانيد (قال المنبجي الحنبلي في إثبات المماسة) : قال ابن تيمية والمعروف عند أئمة أهل السنة وعلماء أهل الحديث أنهم لا يمتنعون عن وصف الله أنه يمس ما شاء من خلقه بل يروون في ذلك الآثار ويردون على من نفاه. انتهى ذكره في الأجوبة المصرية). قاتله الله ، ما أجرأه على الله.
(١) خلق الله آدم بعناية خاصة وبدون سببية والد وأم هذا المعنى المجازي يعقله كل من عنده ذوق العربية وأما الخبر الذي يشير إليها الناظم ففي سنده ابن علي زيد بن جدعان لا يحتج به.
(٢) هذا الخبر الموقوف ليس بثابت عن أبي الدرداء فضلا عن ثبوت رفعه إليه صلىاللهعليهوسلم. وفي سنده زيادة بن محمد الأنصاري ، قال البخاري : هو منكر الحديث وقال ابن حبان يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك ، نقله ابن الجوزي ، ولعلك علمت بذلك مبلغ قيمة ما يحتج به هذا البجباج النفاج.
(٣) قال الذهبي : إسناده ضعيف ، وقال ابن الجوزي : موضوع ، وقال العقيلي : أبو عاصم العباداني ـ في سنده ـ منكر الحديث لا يتابع عليه. وأما فضل الرقاشي في السند فممن لا يكتب حديثه وبمثل هذا الخبر يحتج الناظم في تكييف الرؤية.