يفهم من الاستواء بمعنى القعود إلا أنه هيئة وضع المتمكن في المكان ولا من المجيء والإتيان والنزول إلا الحركة الخاصة بالجسم ، وأما المشيئة والعلم والقدر ونحوها فهي صفات ذات وهي فينا ذات أمرين أحدهما عرض قائم بالجسم ، والله تعالى منزّه عنه ، والثاني المعاني المتعلقة بالمراد والمعلوم والمقدور وهي الموصوف بها الرب سبحانه وتعالى وليست مختصة بالأجسام فظهر الفرق.
فصل
قال : «يا وارد القلوط» (١).
فأتى ببضعة عشر بيتا من هذا القبيل فهل سمع أحد بأن هذا كلام أهل العلم ، وما دعاني إلى الوقوف على هذا الوسخ؟ ينبغي أن يأتي له (مجلى) مثله يتكلم معه زيبق المشاعلي أو غرير المرقد أو أهل جعفر أو عماد فكيف بابن حجاج؟.
فصل
فيه أكثر من تسعين بيتا ... وقال في أواخره :
من قال بالتعطيل فهو مكذب |
|
بجميع رسل الله والفرقان |
إن المعطل لا إله له |
|
سوى المنحوت في الأذهان |
وكذا إله المشركين نحتته الأي |
|
دي ما في نحتهم سيان |
لكن إله المرسلين هو الذي |
|
فوق السماء مكون الأكوان |
__________________
ـ القائمة بالله سبحانه كما يقول السلف ، واصطلحا في الصفة على معنى ، يجامع الجزء على خلاف المعروف بين أهل العلم وإلا لما بقي وجه لتشددهما ضد أهل الحق.
وشيخ الناظم يقول في الأجوبة المصرية : «إن الله يقبض السماوات والأرض باليدين اللتين هما اليدان» فما ذا يجدي بعد هذا التصريح أن يسميها صفات؟ والله سبحانه هو الهادي.
معنى القبضة عند الخلف
وأهل العلم من الخلف يحملون القبض على أنه مجاز عن إخراج السماوات من الإظلال والأرض من الإقلال وإيقافهما عن أن تكونا صالحتين لتناسل المتناسلين كما يشير إلى ذلك البيضاوي وهو القابض الباسط أي الموقف عن المسير متى شاء والمجرى للأمور كما يشاء.
راجع العارضة في شرح الأسماء الحسنى. والسلف يفوضون مع التنزيه ، وأما حمل القبض على القبض الحسي فقول بالتجسيم والجارحة ، تعالى الله عن ذلك.
(١) لفظة عامية لا ينطق بها من العوام إلا من هو بالغ الوقاحة فضلا عن أهل العلم فنأبى شرح هذه الكلمة القذرة المنتنة.