أما سئموا من النزول؟!!
إصرار فاض على فتيا زائفة له في إنكار نزول عيسى عليهالسلام ، أوجب مناصرة عقيدة المسلمين في المسألة ، ولو لا هذا لكنا في غنية عن هذا الحديث في مثل هذه الظروف.
ومن الناس من لا يجد موطئ قدم يقوى على حمل أثقاله ، فلا يزداد إلا نزولا وتورّطا كلما حاول النهوض من حيث كبا ، مثل الأستاذ المتهجّم ، فإنك تراه يزداد تورّطا وتخبّطا وانكسافا وانخسافا ، كلّما حاول الدفاع عن خروجه على المتوارث في العمل والعقيدة.
فها هو ذا قد كتب مقالا في العدد (٥١٤) من مجلة الرسالة ، يظهر منه أنه يريد أن يشغل الناس ـ إلى نزول عيسى عليهالسلام ـ برأيه الشاذّ في النزول ، بعد أن أماتته حجج أهل الحق وأقبرته ، والدجّال الأعور لا يتأخّر عن الاعتراف بنزوله عليهالسلام ، حين يرى نزوله بعينه السليمة مع عدم اعترافه بالوحي.
ومن أسوإ ما يصاب به المرء أن لا يشعر بما مني به في مناهضة عقيدة الجماعة ، فيزداد سقوطا بتمرّده واستكباره عن قبول الحق ، وبرميه جماعة أهل العلم بدائه ، قاعدا تحت المثل السائر : «أوسعتهم سبّا وأودوا بالإبل» ، وهو مطمئن إلى أننا لا نستطيع أن نساجله في ذلك ، وله الحقّ في هذا الاطمئنان.
ومما يدل على مبلغ تهيّج أعصابه إزاء وطأة الحق قوله عن حجج أهل الحق الرادين على باطله : إنها إنما نشرت في مجلات وصحف لا تقع عليها عين عالم!! كلمة ما أسخفها!! وبذلك يكون أقرّ على نفسه بأنه غير عالم ، لأنه من كتّاب مجلة نكتب فيها ، وكم كتب فيها وأثنى عليها ، ورأى الردود على شطحاته فيها ، فحاول الجواب عنها ، فهو يراها ثم يراها إلى أن تقوم قيامته ، وهذا الإقرار منه حجّة قاصرة لا تتعدّى شخص المقرّ ، وله أن يقرّ على نفسه بما يشاء.