الإقرار بهذه الشهادة وليس لهم أن يتكلفوا علم ما في القلوب. ومنهم من يكون عند الله مؤمنا وعند الناس كافرا وذلك بأن الرجل يكون مؤمنا بالله ويظهر الكفر في حالة التقية بلسانه فيسميه من لا يعرف أنه يتقي كافرا وهو عند الله مؤمن.
قال المتعلم : لقد وضحت عدلا. ولكن أراك قد كثرت الإيمان في قولك إن الإيمان هو التصديق والمعرفة والإقرار والإسلام واليقين.
قال العالم رحمهالله : أصلحت الله لا تكونن منك العجلة ، وتثبت في الفتيا وإن أنكرت شيئا مما أذكره لك فسل عن تفسيره إن كنت مناصحا. فربّ كلمة يسمعها الإنسان فيكرهها فإذا أخبر بتفسيرها رضي بها. ولا تكونن كالذي يسمع الكلمة فيكرهها ثم يتفوه بها إرادة الشين فيذيعها بين الناس. ولا يقول عسى أن يكون لهذه الكلمة تفسير ووجه هو عدل ولا أعلمه أفلا أسأل صاحبي عن تفسيرها أو لعلها كلمة جرت على لسانه ولم يتعمد لها فينبغي لي أن أتثبت ولا أفضح صاحبي ولا أشينه حتى أعلم ما وجه كلامه.
قال المتعلم : ثبّتك الله ووفقك وأدام لك صالح الذي أعطاك قد عرفت الذي قلت : فلا تؤاخذني بما كان مني إني متعلم ولكن أخبرني عما وصفت من التصديق والمعرفة والإقرار والإسلام واليقين ما منزلتهن وتفسيرهن عندك؟.
قال العالم رحمهالله : إن هذه أسماء مختلفة ومعناها واحد هو الإيمان وحده وذلك بأن يقر بأن الله ربه ويصدق بأن الله ربه ويتيقن بأن الله ربه ويعرف بأن الله ربه فهذه أسماء مختلفة ومعناها واحد كالرجل يقال له يا إنسان ويا رجل ويا فلان وإنما يعني القائل بها واحدا وقد دعاه بأسماء مختلفة.
قال المتعلم : رحمك الله لو لا ما أعرف من نفسي من قلة العلم وعجز الرأي لم أقصد إليك. فإن رأيت مني ما تكره ودخلت عليك مئونة فلا تلمني. فإن مئونة معالجة مرض المريض على الطبيب ومئونة عمى الأعمى على البصير كذلك ينبغي للعالم أن يحتمل مئونة الجاهل. وقد عرفت أن من الكلام كلاما يفزع منه الجاهل إذا سمعه فإذا فسر له اطمأن. ولحسن ما فسرت الإيمان والتصديق واليقين والإخلاص ولكن أخبرني من أين ينبغي لنا أن نقول : إن إيماننا مثل إيمان الملائكة والرسل. وقد نعلم أنهم كانوا أطوع لله عزوجل منا.
قال العالم رضي الله عنه : قد علمت أنهم كانوا أطوع لله منا وقد حدثتك أن الإيمان غير العمل فإيماننا مثل إيمانهم لأن صدقنا من وحدانية الرب وربوبيته وقدرته