لعله كان يعاد ، قال : لا بل يكسر ، وحدثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت حديثا ليس بالأغاليط).
قال أبو خالد : فقلت لسعيد : يا أبا مالك : ما «أسود مربادا»؟ قال : شدة البياض في السواد ، قلت : فما «الكوز مجخيا»؟ قال : منكوسا ، فقوله ليس بالأغاليط يعني أنه عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
والفتن كل أمر كشفه الاختبار عن أمر سوء وأصله في اللغة الاختبار وشبهت بموج البحر لاضطرابها ودفع بعضها ببعض وشدة عظمها وشيوعها ، وقوله «تعرض الفتن على القلوب» أي تلصق بعرض القلوب أي بجانبها كالحصير تلصق بجنب النائم وتؤثر فيه لشدة التصاقها وهذا شأن المشبهة تلصق فتنة التشبيه في قلوبهم وتؤثر وتحسن لعقولهم ذلك حتى يعتقدوا ذلك دينا وقربانا من الله عزوجل وما يقنع أحدهم حتى يبقى داعية وحريصا على (١) إفتان من يقدر على إفتانه كما هو مشاهد منهم ، وإلى مثل ذلك قوله : «أشربها» أي دخلت فيه دخولا تاما وألزمها وحلت منه محل الشراب ومنه قوله تعالى : (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) [البقرة : ٩٣] أي حبه ، فقوله : «إن بينك وبينها بابا مغلقا» معناه أن تلك الفتن لا تفتح ولا يخرج منها شيء في حياتك ، وقوله : «يوشك» هو بضم الياء وكسر الشين معناه أنه يكسر عن قرب و «الرجل» هو عمر وقد جاء مبينا في الصحيح والحاصل أن الحائل بين الناس وبين الفتن هو عمر رضي الله عنه ما دام حيا فإذا مات دخلت ، ومبدأ الفتن هو الذين شرقوا (٢) بالنبي صلىاللهعليهوسلم وبأبي بكر وعمر رضي الله عنهما لعلمهم أن الدين لا يتم إلا بهما لأن عندهم علما بذلك وكانوا يظهرون الإسلام ويقرءون شيئا من القرآن وكانوا يرمزون إلى التعرض بالنقص حتى في النبي صلىاللهعليهوسلم حتى أن منهم من كان يؤم الناس ولا يقرأ في الجهرية إلا بعبس لما فيها من العتاب مع النبي صلىاللهعليهوسلم لأجل ابن أم مكتوم وهم رضي الله عنه على (٣) قتاله وتظاهر شخص بسؤال ما الذاريات ذروا فقال عمر رضي الله عنه : اللهم أمكني منه ، فمرّ يوما فقيل له : هو ذا ، واسم الرجل صبيغ ، فشمّر عمر رضي الله عنه عن ذراعيه وأوجعه جلدا ثم قال : أرحلوه فأركبوه على
__________________
(١) يريد فتنة من يقدر على فتنته أو فتن أو فتون الخ ، اه مصححه.
(٢) أي غصوا به صلىاللهعليهوسلم وبصاحبيه فلم يستطيعوا أن ينفذوا ما يضمرون من الكيد للإسلام في وجودهم لعلمهم الخ ، اه مصححه.
(٣) على موضع الباء ، اه مصححه.