وسئل الإمام أحمد قدس الله روحه عن الاستواء فقال : (هو كما أخبر لا كما يخطر بالبشر).
فانظر وفقك الله وأرشدك إلى الحق إلى هذه العبارة ما أرشقها وعلى أتباعه ما أشققها (١) اعتقاد قويم ومنهاج سليم.
قال الحافظ أبو الفرج بن الجوزي واسمه عبد الرّحمن بن علي لما رأى الحساد للإمام أحمد ما حصل له من الرفعة ونفاسة مذهبه لتشييده بالكتاب والسنة انتموا إلى مذهبه ليدخلوا عليه النقص والخلل وصرف الناس عنه حسدا من أنفسهم فصرحوا بالتشبيه والتجسيم ولم يستحييوا من الخبير العليم. ونسبوه إليه افتراء عليه. ومن نظمه في ذلك :
ولما نظرت في المذاهب كلها |
|
طلبت الأسد في الصواب وما أغلو |
فألفيت عند السير قول ابن حنبل |
|
يزيد على كل المذاهب بل يعلو |
وكل الذي قد قاله فمشيد |
|
بنقل صحيح والحديث هو الأصل |
وكان بنقل العلم أعرف من روى |
|
يقوم ......... (٢) |
ومذهبه أن لا يشبه ربه |
|
ويتبع في التسليم من قد مضى قبل |
يشير إلى صاحبه الإمام الشافعي وغيره من علماء السلف كما أذكر :
فقام له الحساد من كل جانب |
|
فقام على رجل الثبات وهم زلوا |
وكان له أتباع صدق تتابعوا |
|
فكم أرشدوا نحو الهدى ولكم دلوا |
وجاءك قوم يدعون تمذهبا |
|
بمذهبه ما كل زرع له أكل |
ومالوا إلى التشبيه أخذا بصورة |
|
الذي نقلوه في الصفات وهم غفل |
وقالوا الذي قلناه مذهب أحمد |
|
فمال إلى تصديقهم من به جهل |
فصار الأعادي قائلين لكلنا |
|
مشبهة قد ضرنا الصحب والخل |
فقد فضحوا ذاك الإمام لجهلهم |
|
ومذهبه التنزيه لكن هم اختلوا |
لعمري لقد أدركت منهم مشايخا |
|
وأكثر ما أدركته ما له عقل |
__________________
(١) لعله ما أشقها بحذف إحدى القافين أو بإبدال إحداهما فاء ، اه مصححه.
(٢) هكذا بياض بالأصل ويصح أن يتمم بنحو قولنا : إذا نام السوي وبه يخلو ، اه مصححه.