تجوِّزونه فلا حرج عليكم في التحدث به عنهم (١).
وقال المناوي : «حدِّثوا عن بني إسرائيل» أي بلِّغوا عنهم قصصهم ومواعظهم ونحو ذلك مما اتَّضح معناه ، فإن في ذلك عبرة لأولي الأبصار ، «ولا حرج» عليكم في التحديث عنهم ولو بغير سند ، لتعذّره بطول الأمد ، فيكفي غلبة الظن بأنه عنهم ، إنما الحرج فيما لم يتَّضح معناه (٢).
وقول الجزائري : وكيف تجوز قراءة تلك الكتب المنسوخة المحرَّفة والرسول صلىاللهعليهوآله يرى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي يده ورقة من التوراة فينتهره قائلاً : ألم آتيكم بها بيضاء نقية؟!
جوابه : أن ما عند أئمة أهل البيت عليهمالسلام من كتب الأنبياء السابقين لم تصل إليها يد التحريف كما مر ، وحينئذ يجوز التحديث عنها وإن كانت منسوخة ، ولا سيما فيما يتعلق بالدعاء والمواعظ ونحوهما.
وأما نهر النبي صلىاللهعليهوآله لعمر فلعله كان في بداية الدعوة ، ثمّ رُفع المنع منه لما استقرت الأحكام كما تقدم في كلام ابن حجر.
__________________
(١) فتح الباري ٦/ ٣٨٨.
(٢) فيض القدير ٣/٣٧٧.