ولهذا أفتى مَن وقفنا على فتاواه من العلماء بجواز اقتناء التوراة والإنجيل ، بل كتب الضلال كلها لنقضها أو للاحتجاج بها على من يعتقد بها.
وعليه ، فلعل اقتناء أهل البيت عليهمالسلام لهذه الكتب كان لأجل هذه الغاية ، فلا يستخرجون شيئاً منها إلا وقت الحاجة إليه ، كما صنع الإمام عليهالسلام مع بُريه.
وقد قال الشيخ محمد بن علي الصيان : إن المهدي يستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكية ، وأسفار التوارة من جبل بالشام ، يجاج بها اليهود ، فيسلم كثير منهم (١).
وعلى ذلك يكون معني قوله عليه السلام في حديث الكفي الذي نحن بصدد الكلام فيه : «نقرؤها كما قرأرها ، ونقولها كما قالوا» : أن ما نقرؤه عليهم منها ونقوله لهم هم يقرؤونه كذلك ويقولون به ولا ينكرونه ، فيكون هذا أدعى لإقامة الحجة عليهم.
__________________
من أهل الردة والكفر ، باب الرجم في البلاط ، وصفحة ٢١٤ باب أحكام أهل الذمة. وراجع صحيح مسلم ٣/١٣٢٦ كتاب الحدود ، باب رجم اليهود أهل الذمة في الزنا.
(١) إسعاف الراغبين ص ١٥٠ ، وأخرج السيوطي في كتابه «العرف الوردي في أخبار المهدي» المطبوع ضمن الحاوي للفتاوي ٢/٨١ نقلا عن أبي عمرو الداني في سننه ، عن ابن شوذب قال : إنما سمي المهدي لأنه يهدى إلى جبل من جبال الشام ، يستخرج منه أسفار التوراة ، يحاج بها اليهود فيسلم على يديه جماعة من اليهود.