أنهم رووا الأحاديث الكثيرة الدالة على نزول هذه الآية في علي عليهالسلام لما تصدَّق بخاتمه في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (١).
والولي هنا لا يصح أن يكون بمعنى الناصر والمحب ، بل هو بمعنى الأولى بالتصرّف ، لأن الولاية لو كانت بمعنى النصرة والمحبة لكانت عامة للمؤمنين ، لقوله تعالى (الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) (٢) مع أن الآية نزلت في علي عليهالسلام كما دلَّت عليه الأحاديث الكثيرة.
مضافاً إلى أن الآية حصرت الأولياء في ثلاثة ، وهم : الله ، ورسوله ، والمؤمنون المتصفون بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وهم راكعون. وعموم المؤمنين لم يتصفوا بهذه الصفات ، وهذا يدلّ بوضوح على أن المراد بالذين آمنوا في الآية بعض المؤمنين لا كلهم.
ومن هذا البيان يتضح أن معنى هذه الآية هو معنى قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه. لأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بيَّن المراد بالمولى بقوله قبل ذلك : أيها الناس ، ألستُ أولى بكم من أنفسكم؟ وقد تقدَّم بيان ذلك مكرراً.
__________________
(١) راجع تفسير القرآن العظيم ٢/ ٧١ الدر المنثور ٣ /١٠٤ ـ ١٠٦ جامع البيان في تفسير القرآن ١٨٦/٦. الجامع لأحكام القرآن ٦ /٢٢١ ـ ٢٢٢. فتح القدير ٢/ ٥٣. الكشاف ١/ ٣٤٧. التفسير الكبير ٢٦/١٢.
(٢) سورة التوبة ، الآية ٧١.