مشتملة على أجوبة مسائل عديدة سُئل عنها الإمام عليهمالسلام.
ومما جاء في هذه المكاتبة قوله عليهمالسلام : وسألتَ عن رجلين اغتصبا رجلاً مالاً كان ينفقه على الفقراء والمساكين وأبناء السبيل وفي سبيل الله ، فلما اغتصباه ذلك لم يرضيا حيث غصباه حتى حمَّلاه إياه كرهاً فوق رقبته إلى منازلهما ، فلما أحرزاه تولَّيا إنفاقه ، أيبلغان بذلك كفراً؟ فلعمري لقد نافقا قبل ذلك ، وردَّا على الله عزوجل كلامه ، وهزئا برسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهما الكافران ، عليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
وهذه الفقرة الأخيرة هي التي نقلها الجزائري في الحديث الذي احتج به بعد أن وضع لها سؤالاً من عنده ، ليلائم الغرض الذي يريده.
وكيف كان ، فلا يمكن أن نقول : إن المراد بالرجلين المذكورين في هذه المكاتبة أبو بكر وعمر ، إلا بحمل ألفاظ الحديث على ما لا تحتمله ، فإن المال لا يمكن أن يرمز به إلى الخلافة ، لأن الحديث قد نصَّ على أن صاحب المال كان ينفقه على الفقراء والمساكين ، والخلافة لا يُنفق شيء منها على فقير أو مسكين.
ثمّ كيف حمَّل أبو بكر وعمر عليّا عليهالسلام الخلافة إلى
__________________
وهو واقفي ضعيف. والطريق الثالث : فيه محمد بن منصور ، وهو الخزاعي المذكور آنفاً.