الدين والعمل
بالآثار الصحيحة عن الصادقِين عليهمالسلام ، والسنن القائمة التي عليها العمل ، وبها يؤدَّى فرض الله
عزوجل وسنة نبيه صلىاللهعليهوآله . فاستجاب لطلبهم وألَّفه في تلك المدة الطويلة التي
حدَّدها كل من ترجمه وتعرض لتاريخه بعشرين عاماً ، فجاء جامعاً لما يحتاج إليه
المحدِّث والفقيه والمتكلم والواعظ والمجادل والمتعلم. والكتاب الذي يحتوي على هذه
المواضيع لا بد وأن يُلفت الأنظار ، ويصادف تقدير الباحثين من العلماء ، لأنه
يوفِّر عليهم عناء البحث عن الروايات ، ويسد حاجة الفقيه والمحدِّث والمتكلم
وغيرهم في آن واحد.
هذا بالإضافة إلى
ما كان يتمتع به مؤلفه من ثقة عالية ، وشهرة واسعة ، ومكانة في العلم والدين تؤهله
لأن يحتل المكانة التي تليق به في النفوس .
ومن أسباب شهرة
هذا الكتاب أيضاً وسمو مكانته أنه امتاز بحسن الترتيب ، وزيادة الضبط والإتقان كما
مر ، وذلك لأن الكليني رحمهالله قد تأنَّى في تأليفه ، فصرف في جمعه من عمره الشريف عشرين
سنة ، بذل فيها جهده ، وسافر فيها إلى البلدان الكثيرة لمصاحبة شيوخ الإجازات ،
وملاقاة المهرة في معرفة الأحاديث.
هذا مع أنه عاش في
زمن سفراء الإمام المهدي عليهالسلام حيث
__________________