هي في حيازة الشيعة يهتدون بها دون سائر المسلمين ، ولو سلَّمنا بذلك فلا محذور في أن يتمسك الشيعة الإمامية بالعترة النبوية الطاهرة ، فيأخذون بهديهم ، ويتزوَّدون من علومهم ، وينهلون من معارفهم اتباعاً لأمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالتمسك بالثقلين الذين خلَّفهما للأمة ، إذ قال : إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلُّوا بعدي الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض (١).
هذا مضافاً إلى أن الفرقة الناجية لا بد أن تكون لها هداية ومعارف ليست لغيرها من الطوائف ، وإلا لما كان في المسلمين فرقة ناجية واحدة ، ووجب أن تكون كل فِرَق المسلمين ناجية ، وهو باطل.
قال الجزائري : ٧ ـ وأخيراً فهل مثل هذا الهراء الباطل والكذب السخيف تصح نسبته إلى الإسلام ، دين الله الذي لا يقبل غيره؟!
(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ).
والجواب :
أنَّا أوضحنا بما لا مزيد عليه أن كل ما أنكره الجزائري وشنع به
__________________
(١) سبق تخريج مصادره في صفحة ٧٣ من هذا الكتاب.