القرآن يثير الحقائق دون تعقيد
وقد نلاحظ ، في سياق سرد هذه القصة ، أن القرآن يتحدث عن الجوانب العاطفية للإنسان ، بشكل طبيعيّ ، ومن دون تعقيد ، وعن مواقع الضعف الذي يعتري الإنسان في هذا الجانب مما يوحي بضرورة استثارة نقاط القوّة فيه ، من أجل تحقيق التوازن الذي يحمي الإنسان من الانحراف ، ويمنعه من السقوط.
وقد نجد في هذا التوجه ، أن الإسلام لا يمانع من الحديث عن الجوانب العاطفية من حياة الإنسان ، بما فيه من تفاصيل لجهة التعبير عن الحبّ ، والتفنن في استخدام الحيلة للوصول إلى الإثارة ، بأسلوب لا يصل إلى مستوى الفحش. فإن تناول هذه التفاصيل قد يحقّق شيئا من المعرفة بنقاط ضعف وقوة الشخصية الإنسانية ، ويوحي بضرورة السعي لتأكيد التربية الروحية ، والبناء الأخلاقي ، على أساس المعرفة التفصيلية بحقائق الأشياء ، لأن إغفال مثل هذه التفاصيل قد يحجب كثيرا من الحقائق الإنسانية ، وقد يؤدي بالتالي إلى خلل على مستوى العمق والشمول في تقويم الأشياء.
ومن هنا نستوحي شرعيّة الاطلاع على الثقافة الجنسية ، والعاطفية ، بالأسلوب العلمي الذي يعطي الفكرة ، بعيدا عن كل عوامل الإثارة ، لأن المعرفة قد تبعد الإنسان عن الكثير من المزالق ، بينما يؤدي الجهل إلى الاندفاع في كثير من الخطوات المنحرفة ، في ما يريد أن يخطّط له المنحرفون ، أو يثيره الكافرون.
* * *