(زَفِيرٌ) : الزفير : أول صوت الحمار.
(وَشَهِيقٌ) : الشهيق : آخره. وقد كنى بهما سبحانه عن آلام أهل النار وأحزانهم.
(مَجْذُوذٍ) : مقطوع.
(مِرْيَةٍ) : المرية : الشك.
* * *
منهم شقيّ وسعيد
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ) ذلك أن صدق الله وعده بالعذاب في الدنيا ، يوحي لعباده بصدق وعيده في الآخرة ، مما يبعث في نفس الإنسان الواعي الخوف الوجدانيّ من العذاب بحيث يتحرك في حياته على أساس انتظار ذلك اليوم ، (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ) فلا يغيب عنه أحد من أوّل الخلق إلى آخره (وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ) يشهده الخلائق كلهم ، (وَما نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ) تبعا للحكمة الدقيقة التي أراد الله للحياة أن تخضع لها في بدايتها عند ما بدأ الله الخلق ، وفي نهايتها ، عند ما يعيدهم إليه ويحشرهم يوم القيامة.
(يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ) فله الأمر كله ، ولا يملك أحد لنفسه ولا لغيره شيئا ، فلا يتكلم إلا من أذن الله له بالكلام ، (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) من خلال ما اختاروه لأنفسهم من شقاء بعد الانحراف عن الخط المستقيم ، وعدم الإيمان بالله ، وبرسله ، وبرسالاته ، والعمل بطاعته ، أو من خلال ما اختاروه لأنفسهم من سعادة بالانسجام مع وحي الله وتعاليمه.
(فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ) فذلك هو موقعهم في الآخرة ، (لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) مما يعانوه من ضغط العذاب وشدّته ، وما يعيشونه من أحزان العقاب