وليست المشكلة هي أن يرضى الناس أو لا يرضوا ، بل كل مشكلتي ، هي أن يرضى الله عما أقوم به في مجال تأدية الرسالة ، وإخلاص الدعوة.
(وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ) ، فلم أنهكم عن شيء إلا وقد ألزمت نفسي بتركه ، انطلاقا من قناعتي بما يتضمنه من المفسدة ، وما يؤدّي إليه من الضرر ، وبذلك فإن موقفي ينطلق من موقع القناعة والإيمان ، لا من موقع الرغبة في التحكّم بكم ، والتضييق عليكم ، والتقييد لحريتكم ، كما تزعمون. لأجل ذلك ، كان لا بد لي من إثارة الفكرة أمامكم ، لحثكم على الدخول معي في نقاش فكريّ حولها ، ولكنكم واجهتم المسألة باللامبالاة ، وابتعدتم عن مسئولية ما تحملونه من عقيدة ، وما يلقي عليكم من فكر ، فاستسلمتم لعقائد آبائكم التي لا ترتكز على أساس ، ولحرية الأهواء التي لا تخضع لقاعدة ، فوقفتم هذا الموقف السلبيّ الساخر المتعنّت. إن ذلك شأنكم في التصرف الذي سوف تتحملون مسئوليته أمام الله ، في الدنيا والآخرة ، أما أنا فسأبقى في ساحة الرسالة من أجلكم ، لأقدم لكم النصح الذي يصلح أمر دنياكم وآخرتكم.
* * *
دين الله لإصلاح الإنسان والحياة
(إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ) هذا هو الشعار الذي أرفعه في حركة الرسالة ، وهذا هو مضمون مفاهيمها وتشريعاتها ، وهذا هو الهدف الذي أسعى إليه من وراء موقفي معكم ومع الناس ، فليس لدي هدف شخصيّ في ما أدعوكم إليه ، ولا أريد ممارسة السيطرة عليكم ولا التحكم بكم ، بل كل ما أريده تأدية الرسالة في إصلاح الإنسان والحياة ، على هدي دين الله ، ولذا فإنني ألتزم في نفسي وفي حياتي العملية بما أدعوكم إليه ، وهل يريد الإنسان لنفسه