طلب الغفران
وخضعوا للمنطق الإيماني في حديث يوسف الذي كان يتحدث ـ ليس فقط من موقع الإيمان ـ بل من موقع القوة التي يلمسها إخوته في سيطرته الواسعة على موارد الثروة في هذا البلد ، ولهذا كان تأثيره عليهم كبيرا ، وكانت فرحتهم به ، كندمهم على ما بدر منهم تجاهه. (قالُوا تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ) واختارك وفضّلك ، في العلم والحلم ، والكمال في العقل ، والجمال في الجسد ، وها أنت في الموقع الرفيع ، ونحن في الموقع الوضيع ، فاغفر لنا ما بدر منا تجاهك وتجاه أخيك ، فإنك الكريم ابن الكريم. (قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ) أي لا عقوبة ولا تعنيف بل المسامحة والعفو ، والاستغفار لكم والابتهال إلى الله أن يعفو عنكم ، وسيستجيب الله مني ذلك ، (الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ) ذنوبكم في ما ارتكبتموه من إساءة وعدوان ، (وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) فلا يمكن أن يعاقبكم لحسابي ، بعد أن عفوت عنكم وطلبت منه العفو والغفران لكم جميعا. وهكذا عادت المياه إلى مجاريها ، وانتهت كل المشاكل التي حكمت تاريخ العلاقات بينهم. وبقيت مشكلة يعقوب ـ الأب ـ الذي عانى الكثير من غياب ولديه عنه ، وهنا فاجأ يوسف إخوته بطلبه إليهم في هذا المجال.
* * *
المعجزة الخارقة
(اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً) بعد أن يشمّه بقدرة الله التي بها تحيا العظام وهي رميم ، فلا يعجزها أن تعيد البصر إلى النبي الذي