الأرض ومرّة واحدة فقط عن الله القادر المتعال ، حيث ورد بهذا المعنى في الآية مورد البحث.
ثمّ يضيف سبحانه : (الْمُتَكَبِّرُ).
«المتكبّر» من مادّة (تكبّر) وجاءت بمعنيين :
الأوّل : استعملت صفة المدح ، وقد أطلقت على لفظ الجلالة ، وهو اتّصافه بالعلو والعظمة والسمات الحسنة بصورة عامّة.
والثّاني : استعملت صفة الذمّ وهو ما يوصف به غير الله عزوجل ، حيث تطلق على الأشخاص صغار الشأن وقليلي الأهميّة .. الذين يدّعون الشأن والمقام العالي ، وينعتون أنفسهم بصفات حسنة غير موجودة فيهم.
ولأنّ العظمة وصفات العلو والعزّة لا تكون لائقة لغير مقام الله سبحانه ، لذا استعمل هذا المصطلح هنا بمعناه الإيجابي حول الله سبحانه. وكلّما استعمل لغير الله أعطى معنى الذمّ.
وفي نهاية الآية يؤكّد مرّة اخرى مسألة التوحيد التي كان الحديث حولها ابتداء حيث يقول تعالى : (سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ).
ومع التوضيح المذكور فإنّ من المؤكّد أنّ كلّ موجود لا يستطيع أن يكون شريكا وشبيها ونظيرا للصفات الإلهية التي ذكرت هنا.
وفي آخر آية مورد للبحث يشير سبحانه إلى ستّ صفات اخرى حيث يقول تعالى :
(هُوَ اللهُ الْخالِقُ).
(الْبارِئُ) (١).
__________________
(١) البارئ من مادّة «برء» على وزن (قفل) وهي في الأصل بمعنى التحرّر والتخلّص من الأمور السلبية ، ولذا يقال (بارئ) للشخص الذي يوجد شيئا غير ناقص وموزون بصورة تامّة. وأخذه البعض ـ أيضا ـ من مادّة (برى) على وزن