الصفحه ٢٢٨ :
لا تُرى. فإذا
كانت الرؤية نعمة عظمى كما يدّعيها القوم ، فلا وجه لنزول العذاب عند طلبها ، غاية
الصفحه ٢٢٩ : سبق
حتّى نتأكد ممّا فهمنا من الكتاب العزيز ، وإليك البيان :
قال سبحانه : (ذلِكُمُ
اللهُ رَبُّكُمْ لا
الصفحه ٢٣٦ : الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ). (١)
وبعد ما عادوا إلى
الحياة بدعاء موسى طلبوا منه أن يسأل الرؤية لنفسه لا لهم
الصفحه ٢٤٣ : العذاب الكاسر لظهرهم ويظنون نزوله ومثل هذا الظن لا ينفك عن
الانتظار ، فتكون قرينة على أنّ أصحاب الوجوه
الصفحه ٢٤٦ : عرفت أنّ
ما تمسك به القائلون بجواز الرؤية من الآيات لا يدلّ على ما يدّعون.
بقي الكلام في
الروايات
الصفحه ٢٥٨ : هذا التحليل
لا يبتني على أساس رصين وإنّما هو من الأوهام والأساطير التي اخترعتها نفسية الرجل
وعداؤه
الصفحه ٢٦٦ : ، فإنّ الكمال الخارج عن الاختيار كصفاء اللؤلؤ لا
يستحق التحميد ، فإنّ الحمد إنّما يصحّ مقابل الفعل
الصفحه ٢٦٧ : إِنَّهُ
رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ). (١)
وهذا موسى كليم
الله وجد في مدين
الصفحه ٢٧٤ : ، وهذا
الإيمان والاذعان لا يحصل إلاّ بإذعان آخر وهو الإذعان بمصونيتهم من الخطأ في مجال
تبليغ الرسالة
الصفحه ٢٧٦ : ). (١)
فالآية تصرح بأنّ
النبي لا ينطق عن الهوى ، أي لا يتكلم بداعي الهوى. فالمراد إمّا جميع ما يصدر عنه
من القول
الصفحه ٢٩٢ : إلى مصادر
حكمه ومنابع قضائه ، وأنّه لا يصدر في ذلك المجال إلاّ عن الوحي والتعليم الإلهي ،
كما قال
الصفحه ٢٩٤ : على صيانته وعصمته من الخطأ في مجال الشهادة كما تدلّ على سعة علمه ، لأنّ
الحواس لا ترشدنا إلاّ إلى صور
الصفحه ٣٠٣ : كلمة (مَتى
نَصْرُ اللهِ) مقرونة بالضراعة والالتماس ، تقع مظنة تصور استيلاء اليأس
والقنوط عليهم لا بمعنى
الصفحه ٣٠٦ : إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ). (٢)
ويقول أيضاً : (إِنْ
تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا
الصفحه ٣١٤ : جميعاً معه ، ورفع الوليد بن المغيرة تراباً إلى جبهته فسجد عليه وكان شيخاً
كبيراً لا يقدر على السجود