المرحلة الثانية
مرحلة التطوير والتكامل
قد يرى الباحث في كلمات الأشاعرة في هذه المرحلة معاني ومفاهيم جديدة حول نظرية الكسب على وجه يخرجها عن الإبهام الذي كان يصحب النظرية في المرحلة الأُولى ، حتى كانت النظرية موصوفة باللغز كما في قول القائل :
ممّا يقال ولا حقيقة عنده |
|
معقولة تدنو إلى الأفهام |
الكسب عند الأشعري والحال |
|
عند البهشمي وطفرة النظام (١) |
فعدّ الشاعرُ نظريةَ الكسب في إحاطة الإبهام بها في عداد نظرية «الحال» عند أبي هاشم و «الطفرة» عند النظام. وهذا دليل على قصور النظرية وعدم كفايتها لحلّ العقدة ، وهناك كلام متين للقاضي عبد الجبار نأتي بنصه :
قال : إنّ فساد المذهب قد يكون بأحد طريقين :
أحدهما : بأن يُبيّن فساده بالدلالة.
والثاني : بأن يُبيّن أنّه غير معقول في نفسه ، وإذا ثبت أنّه غير معقول في
__________________
(١) القضاء والقدر لعبد الكريم الخطيب : ١٨٥.