٥
ما هو المختار في الإرادة الالهيّة؟
قد مرّ آنفاً التفاسير المطروحة للإرادة الإلهية وعرفت وجوه الضعف فيها ، والذي يمكن أن يقال : انّ الإرادة تنقسم إلى : إرادة في مقام الفعل ، وإرادة في مقام الذات.
فالإرادة في مقام الفعل هو ما مرّ تفسيره في الأحاديث وكلمات المحقّقين فلا نطيل ، ونظير الإرادة هو العلم فإنّه ينقسم إلى العلم في مقام الفعل والعلم في مقام الذات.
فما سوى الله علمه سبحانه في مقام الفعل ، فكلّ الأشياء بما انّه فعله وخلقه ، أيضاً علمه وعرفانه ، نظير الصور الذهنية المخلوقة للنفس فهي في حدّ كونها فعلاً للنفس ، علم لها.
وهذا هو المستفاد من رواية أئمّة أهل البيت ـ عليهمالسلام ـ ، ولكنّا لا نرى فيها ما يدلّ على نفي الإرادة الذاتية بالمعنى المتناسب لمقام ذاته.
وأمّا الإرادة في مقام الذات فبيانه رهن مقدّمة ، وهي انّ الفاعل من حيث العلم بفعله وإرادته واختياره ينقسم إلى أقسام أربعة :
أ. ما يفعل بلا شعور ، كالعلل الطبيعية مثل النار والحرارة.