٢
أحاديث لا تفارق الجبرَ قيد شعرة
إنّ اتّفاق المحدّثين على أنّ الصحيحين وبعدهما السنن الأربع ، من أصحّ الكتب بعد القرآن الكريم ، عاق الكثير من المحقّقين من الخوض فيهما نقداً وتمحيصاً ، ولو لا هذا الاتّفاق ، لقام المحقّقون بالنقد والتمحيص فيما كان مخالفاً للكتاب والسنّة النبوية القطعية والعقل الصريح ، وها نحن نسرد في المقام بعض ما جاء في الصحيحين ما لا يفارق الجبر قيد شعرة وهو إمّا مؤوّل أو موضوع على لسان الرسول ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ.
١. روى مسلم في صحيحه عن زيد بن وهب ، عن عبد الله قال : حدّثنا رسول الله ـ وهو الصادق ـ أنّ أحدكم يجمع خلقه في بطن أُمّه أربعين يوماً ، ثمّ يكون في ذلك علقة مثل ذلك ، ثمّ يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ، ثمّ يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ، فوالذي لا إله غيره إنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنّة حتّى ما يكون بينه وبينها إلاّ ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتّى ما يكون بينه وبينها إلاّ ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها. (١)
__________________
(١) صحيح مسلم : ٨ / ٤٤ ، كتاب القدر.