قائمة الکتاب
الفصل الأوّل
التحسين والتقبيح العقليان
النتائج المترتبة على
الفصل الثاني
الفصل الثالث
خاتمة المطاف
فيها أُمور
الفصل الرابع
الإرادة الإلهية التكوينية والتشريعية
الفصل الخامس
رؤية اللّه سبحانه
الفصل السادس
عصمة الأنبياء في القرآن الكريم
سؤالوجواب
٢٧٨الفصل السابع
المتكلّم والصفات الخبرية
الفصل الثامن
البداء في الكتاب والسنّة
الفصل التاسع
نظام الحكم في الإسلام بعد رحلة الرسول
الفصل العاشر
عدالة الصحابة بين العاطفة والبرهان
إعدادات
الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف [ ج ٣ ]
الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف [ ج ٣ ]
تحمیل
عند البحث عن حقيقة العصمة فإن تم وجودها أو وجود بعضها تحصل المصونية المطلقة للإنسان ، وإلاّ فلا يمكن التفكيك بين الكذب وسائر المعاصي بأن يجتنب الإنسان عن الكذب طيلة عمره ويرتكب سائر المعاصي ، فإنّ العوامل التي تسوق الإنسان إلى ارتكابها تسوقه أيضاً إلى اقتراف الكذب واجتياح التهمة.
وأمّا ثانياً : فلو صح التفكيك بينهما في عالم الثبوت لا يمكن إثباته (الداعي لا يكذب أبداً وان كان يركب سائر المعاصي) في حق الداعي ومدعي النبوة ، إذ كيف يمكن الإنسان أن يقف على أنّ مدّعي النبوة مع ركوبه المعاصي واقترافه للمآثم ، لا يكذب أصلاً عند ما اضطر إليه حتى ولو صرح الداعي إلى الإصلاح بنفس هذا التفكيك ، لسرى الريب إلى نفس هذا الكلام أيضاً.
وعلى الجملة : انّ الهدف من بعث الرسل وإنزال الكتب هو دعوة الناس إلى الهداية الإلهية التي يقوم بأعبائها الأنبياء والرسل ، ولا يتحقق ذلك الهدف إلاّ بعد اعتماد الناس على حامل الدعوة والقائم بالهداية ، فاقتراف المعاصي ومخالفة ما يدعو إليه من القيم والخلق ، يزيل من النفوس الثقة به والاعتماد عليه.
وبهذا البيان تظهر الإجابة عن سؤال لا يقصر في الضالّة عن السؤال الماضي. وهو ما ربما يقال : إنّ أقصى ما يثبته هذا البرهان هو لزوم نزاهة النبي عن اقتراف المعاصي في المجتمع ، وهذا لا يخالف أن يكون عاصياً ومقترفاً للذنوب في الخلوات ، وهذا القدر من النزاهة كاف في جلب الثقة.
والجواب عن هذا السؤال واضح تمام الوضوح ، فإنّ مثل هذا التصور عن النبي والقول بأنّه يرتكب المعاصي في السر دون العلن يهدم الثقة به ، إذ ما الذي يمنعه ـ عندئذ ـ من أن يكذب ويتستر على كذبه ، وبذلك تزول الثقة بكل ما يقول