سهولة المجتمع من النجاسات على المنفرد.
ومنها : أنّه إذا سقطت في البئر دابّة صغيرة نزح منها سبع دلاء.
ومنها : إذا مات فيها ثور أو نحوه نزح الماء كلّه.
ومنها : فيما يقع في البئر ما بين الفأرة والسنّور إلى الشاة سبع دلاء ، حتّى بلغ الحمار والجمل ، فقال : كرّ من ماء ، وأقلّ ما يقع فيه العصفور دلو واحد (١).
ومنها : في الكلب وشبهه يقع في البئر ينزح له عشرون أو ثلاثون أو أربعون.
ومنها : إن كان الواقع سنّوراً أو أكبر نزح ثلاثون أو أربعون.
ومنها : في الفأرة وأشباهها تقع في البئر سبع دلاء.
ومنها : في الدحاجة ومثلها يموت في البئر ينزح لها دلوان أو ثلاث ، وإن كان شاة وما أشبهها فتسعة أو عشرة.
فإذا أعطيت النظر حقّه في جميع ما ذكرناه ، وتأمّلت في جعل الأشدّ والأكثر والأجمع أضعف من الأضعف والأقلّ أجزاءً ، وإفراداً ، وتأمّلت في هذه العمومات المؤذنة بكمال المسامحات ، وكذا المبهمات ، وفي سيرة أهل الإسلام من أيّام النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى هذه الأيّام. مع أنّ جزيرة العرب غالباً موردها الابار ، واحتياج الناس إليها في الصحاري والقفار ، وقد يتّفق في القرية الواحدة بئر واحدة ، مع تردّد المسلمين إليها ، والكفّار ، والصغار والكبار ، ونظرت فيما يلزم من الحرج العظيم.
ما احتجت إلى النظر في الأخبار عامّة أو خاصّة ، ودخلت المسألة عندك في القطعيّات ، ولم يبق وجه للقول بالوجوب التعبّدي (٢) ، ولا للفرق بين الكرّ وغيره ، كما عليه البصروي (٣) ، ولا للأخذ بالأكثر ، وطرح الأقلّ ، ولا بالأقل ، وحمل الزائد على الندب ، فلم يبق وجه وجيه سوى الندب ، فيجري الحكم فيها على المختار على
__________________
(١) الوسائل ١ : ١٣٢ أبواب الماء المطلق ب ١٥ ح ٥.
(٢) القائل هو العلامة في منتهى المطلب ١ : ٦٨.
(٣) حكاه عنه مفتاح الكرامة ١ : ٨٠.