المبحث الثاني
في بيان فضلها وكثرة مزيّتها على غيرها من العبادات
وممّا يدلّ على ذلك قبل الخوض في الأدلّة امتيازها عنها بجمع محاسن لا توجد أكثرها في غيرها :
منها : الإقرار بالعقائد الدينيّة من التوحيد ، والعدل ، والنبوّة ، والإمامة ، والمعاد.
ومنها : مكارم الأخلاق من صورة الخضوع والخشوع والتذلّل بالقيام والركوع ، والسجود ، ووضع أشرف أعضاء البدن على التراب وشبهه.
وإظهار العجز عن يسير الأقوال والأفعال إلا بإعانة ربّ العزّة والجلال (١).
و [شمولها] على أكثر المستحبّات ، والوظائف المرغبات ، من قراءة القرآن (٢) ، والدعاء ، والتسبيح ، والتهليل ، والتكبير ، والتحميد ، والمدح ، والشكر ، والصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والبراءة من أعدائهم لعنهم الله وغير ذلك.
ولذلك خُصّت بأُمور لم يكن أكثرها في غيرها ، من طهارة حدث وخبث ، وأفضل جهة ومكان وزمان وجوار (٣) ومنقول ومحمول ومنظور ولباس وهيئة ، وأذان فيه
__________________
(١) في «ح» زيادة : وعلى الاتّفاق من البدن والجاه والمال على الظهور في العبوديّة.
(٢) في «ح» زيادة : وقراءة أفضل سورة.
(٣) في «ح» جواز.