بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
المقدمة
الحمد لله رب العالمين ، الذي أنزل كتابه المبين على رسوله محمد الأمين صلىاللهعليهوسلم ، فشرح به الصدور وأمّن به القلوب من الخوف إلا من غضبه عزوجل ، ونوّر به بصائر الصالحين والعارفين وجعله هداية للعالمين.
أما بعد
فالعلم نور والجهل ضلالة ، وخير العلوم علم الدين والتفسير ، فهو يبيّن ما اشتملت عليه الأحكام الإلهية من الأسرار والبدائع ، لذا علينا إخواني أن نأتمر بما أمرنا الله به من تعلّم قراءة وتفسير وفهم كتاب الله المنزّل إلينا وتعليمه وتفهيمه ، وهو القائل سبحانه وتعالى : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (١٦) اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (١٧) [الحديد : ١٦ ، ١٧] ، ففي هذه الآيات الكريمة تنبيه من الله عزوجل على أنه كما يحيي الأرض بعد موتها كذلك يليّن القلوب ويذهب قسوتها ويبعدها عن المعاصي والذنوب بالإيمان الحقّ ، والله خير المرتجى أن يفعل بنا ما يريد إنه عزيز كريم.
فقد عملت على ضبط نص هذا الكتاب «مراح لبيد» ، المؤلّف من جزءين ، الذي أتمنّى أن أكون بعملي هذا قد وفّقت إلى ما أصبو إليه من إيضاح وضبط وتعميم للفائدة المرتجاة. راجيا من المولى عزوجل العفو والمغفرة عمّا به قد أكون قصّرت ، ومنك عزيزي القارئ التّفهّم الكامل وجبر العثرات ، إذ إن الكمال لله وحده ، والعصمة للأنبياء.
محمد أمين الضنّاوي