وأمّا قوله عليهالسلام : « أنا الأوّل أنا
الآخر » ، فله معان كما يذكرها علماء الحديث ، منها : أنّه أوّل من آمن برسول الله
في عالم الأنوار والأرواح والذرّ ، وكذلك في الدنيا فهو أوّل من اسلم به ، كما هو
الآخر لرسول الله ، فإنّه آخر من كان مع رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وقد فاضت روحه الشريفة في حجر أمير المؤمنين عليهالسلام
، فهو الأوّل وهو الآخر مع النبيّ الأعظم محمّد صلىاللهعليهوآله.
وأمّا قوله عليهالسلام : « وأنا الظاهر
وأنا الباطن » ، فكذلك يحمل معاني دقيقة ، لا يلقّاها إلاّ ذو حظّ عظيم ، إلاّ
أنّه من المعاني المألوفة كما ورد في الروايات عنه عليهالسلام
: أنّه الظاهر مع النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله
في نصرته وتأييده ، والباطن مع الأنبياء من آدم إلى الخاتم في نصرتهم بولايته
العظمى التي أعطاها الله سبحانه إيّاه ، فهو مع الأنبياء في الباطن فهو الباطن ،
ومع النبيّ في الظاهر فهو الظاهر.
وإذا أردت بعض المعاني الأُخرى فراجع
كتاب « الأسرار العلوية » للشيخ محمّد فاضل المسعوديّ ، وغيره.
( أحمد ـ فرنسا ـ ... )
دابة الأرض :
س
: ما هي دابة الأرض المذكورة في علامات الساعة؟
ج : إنّ دابة الأرض هي : الإمام علي عليهالسلام ، كما ورد ذلك في
رواياتنا :
فعن أبي بصير عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : « انتهى رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى أمير المؤمنين عليهالسلام
وهو نائم في المسجد ، قد جمع رملاً ، ووضع رأسه عليه ، فحرّكه برجله ، ثمّ قال : قم
يا دابة الأرض.
فقال
رجل من أصحابه : يا رسول الله أيسمّى بعضنا بعضاً بهذا الاسم؟
فقال
: لا والله ، ما هو إلاّ له خاصّة ، وهو الدابة الذي ذكره الله في كتابه ، فقال
عزّ وجلّ : ( وَإِذَا وَقَعَ
الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ