ومتى نتحرّر من المجاملة ، ونعلن رفض هذه الأفكار التي لا يقبلها عقل ، ولا يقتضيها نقل ، والتي جعلت منّا مسخرة للأُمم والشعوب؟ إنّها مجرد خاطرة نفثتها بهذه المناسبة ، وفي انتظار صداها.
كاتب هذا الكلام الشيخ سلمان بن فهد العودة.
ج : إنّ من الدعاوي الباطلة أن تدّعي حبّ شخص وأنت توالي أعداءه ، ومن لطيف القول أنّ المتكلّم نقل قول النبيّ صلىاللهعليهوآله لعلي إنّه لا يحبّه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق ، فمتى ما أعلن هذا المتكلّم براءته من معاوية بن أبي سفيان ـ المحارب لعلي عليهالسلام والآمر بسبّه كما في صحيح مسلم وغيره : « أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما منعك أن تسبّ أبا تراب ... » ـ نصدّقه في دعوى حبّه لأهل البيت ، وأمّا مجرّد الدعوة فهو كلام فارغ لا روح له.
ولو تنزّلنا وقلنا أن المتكلم محبّ لأهل البيت واقعاً نقول : إنّ حبّ أهل البيت شيء وإعطاء حقّهم شيء آخر ، فلابدّ أن يقرن الحبّ بالإيمان بأنّهم الثقل الثاني بعد كتاب الله ؛ فيجب التمسّك بهم وطاعتهم وإتباعهم لأجل الحصول على الهداية من الضلال ؛ وذلك لقول النبيّ صلىاللهعليهوآله : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلوا : كتاب الله وأهل بيتي ... ». فنحن لا ندعو لعبادة غير الله عزّ وجلّ ، ومن عبادة الله طاعة نبيّه الآمر بإتّباع أئمّة هداة من أهل البيت ، إنّما الكلام فيمن يدعى عبادة الله ويعرض عن إتباع أوامر نبيّه عليه الصلاة والسلام ، فتأمّل. هذا أولاً.
وثانياً : ما نسبه المتكلّم لبعض عوام الشيعة من أفعال وقمّة تلك الأفعال هو السجود للقبر ، وادّعى أن ذلك شركاً ، فنقول : لو تنزّلنا وفرضنا أنّ بعض الشيعة يسجد للقبر واقعاً ، فما أبعد هذا المتهم لهم بالشرك عن كتاب الله القائل : ( اسْجُدُوا لآدَم ) ، والقائل : ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً ... ) ، فهل كان الله يأمر بالشرك حينما أمر ملائكته بالسجود لآدم؟ أم كان أنبياء الله يُقرّون الشرك كما ي قصة يوسف؟ إذاً السجود إذا لم