الأغلب من الناس يصلّي عليه هكذا : « صلّى الله عليه وسلم ».
فنأخذ معنى التسليم في الآية بمعنى السلام ، أي : السلام عليك يا رسول الله ، ولكن حينما نراجع الروايات الواردة في ذيل هذه الآية نرى أنّ المعنى يختلف عن ذلك.
عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزّ وجلّ : ( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ ... ) ، فقال : « الصلاة عليه ، والتسليم له في كلّ شيء جاء به » (١).
إذاً ، فالآية تريد معنى الانقياد لا معنى السلام ، وبتعبير القرآن : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) (٢).
إذاً ، فالآية ليست بصدد بيان أنّ الله تعالى يريد أن يأمر المؤمنين أن يسلّموا عليه بعد الصلاة عليه ، بل يريد منهم أن ينقادوا للنبيّ ويسلّموا الأمر بيده.
وكما جاء عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في قوله تعالى : ( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ ... ) قال : « لهذه الآية ظاهر وباطن ، فالظاهر قوله : ( صَلُّوا عَلَيْهِ ) ، والباطن : قوله تعالى : ( وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) : أي سلّموا لمن وصّاه واستخلفه ، وفضّله عليكم ... » (٣).
على هذا الأساس لا ينبغي أن نقول : صلّى الله عليه وسلم ، فهذه « وسلّم » جاءتنا من الطرف الآخر ـ أي أهل السنّة ـ أمّا في القرآن فالله سبحانه صلّى عليه ولم يسلّم ، لذلك نجد أنّ العلماء الملتفتين للمسألة يقولون : صلىاللهعليهوآله ، ولا يضيفون وسلّم.
وأخيراً : لا ريب أنّ الصلاة على النبيّ والآل عليهمالسلام هي من الواجبات في حياة الإنسان المسلم ، وذلك لأنّها مفتاح الأسرار ، وباب المقاصد ، ومن أهمّ الوسائل في صعود الأعمال ، واستجابة الدعاء ، هذا فضلاً عن الثواب الجزيل ، والفضل العظيم ، الذي يحرزه المصلّي على النبيّ وآله عليهمالسلام.
__________________
١ ـ المحاسن ١ / ٢٧١.
٢ ـ الحشر : ٧.
٣ ـ الاحتجاج ١ / ٣٧٧.