ج : إنّ الحكومة في نظر أهل البيت عليهمالسلام ليست هدفاً ، بل هي
وسيلة لإحقاق الحقّ وإبطال الباطل ....
أهل البيت لم يريدوا الدنيا للدنيا ، وإنّما
أرادوا الدنيا لتكون وسيلة إلى الآخرة ، ليس لأهل البيت عليهمالسلام همّ سوى رضى الله
تعالى ، فتحمّلوا ـ كجدّهم المصطفى صلىاللهعليهوآله
ـ أنواع الأذى لأجل بقاء الدين ، واستمرار شريعة الحبيب المصطفى صلىاللهعليهوآله.
فكان الناس في بداية إسلامهم ، فتحمّل
الإمام علي عليهالسلام
كلّ الأذى لأجل الحفاظ على أصل الإسلام ، وذلك بوصية النبيّ صلىاللهعليهوآله له بالصبر.
قال الإمام علي عليهالسلام : « فصبرت وفي العين قذى ،
وفي الحلق شجا ، أرى تراثي نهبا ».
ومع أنّه لم يشهر سيفاً ، ولم يتّخذ
الحرب للمعارضة ، فإنّه عليهالسلام
اتخذ طريقة إيصال المفاهيم الحقّة وبيان أحقّيته بالخلافة ، اتخذ هذا طريقاً
للمعارضة ، لئلا يلتبس الحقّ ، فقال عليهالسلام
: « أما والله
، لقد تقمّصها ابن أبي قحافة ، وإنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرحى ...
».
وقال عليهالسلام
: « بايع الناس لأبي بكر وأنا والله أولى بالأمر منه ، وأحقّ به منه ، فسمعتُ
وأطعتُ مخافة أن يرجع الناس كفّاراً ، يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ، ثمّ بايع
الناس عمر ، وأنا والله أولى بالأمر منه ، وأحقّ به منه ، فسمعتُ وأطعتُ مخافة أن
يرجع الناس كفّاراً ، يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ... ».