فما هو الردّ على أهل السنّة إذ إنّهم يستشهدون به.
ج : لقد ورد هذا المتن من الصلح في كتاب كشف الغمّة ، وفيه :
أوّلاً : إنّ مجرد نقل مؤلّف من الشيعة لموضوع لا يعني بالضرورة قبوله له ، أو قبول طائفته لذلك وتبنّيهم له.
ثانياً : إنّ ما ذكر هنا لم يرد عندهم مسنداً ، ولا عرف عنهم مثبتاً.
ثالثاً : إنّ المقصود من تعبير الخلفاء الراشدين ، هم أهل البيت عليهمالسلام لا من غصب هذا العنوان ، وهذا نوع من التورية في الكلام ، فقد يكنّون عن أنفسهم بذلك تغطية ورمزاً ، وهذا كثير ، وإلاّ لقال له : والعمل بسنّة الشيخين ، كما قيل لأمير المؤمنين عليهالسلام يوم الشورى.
رابعاً : لعلّ ما هنا هو من باب المماشاة نظير قول نبيّ الله إبراهيم عليهالسلام ـ وهو سيّد الموحّدين ـ كما حكاه في الكتاب الكريم : ( قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسئَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ) (١).
خامساً : وهو المهمّ وعمدة ما في الباب : إنّ هناك قاعدة ثابتة عقلاً ومتعارفة عملاً ، ومتبعة سيرةً ، تعرف عندهم بقاعدة الإلزام ، يستعان بها في مقام الاحتجاج وإلزام الخصم بما يلتزم به ، ويتظاهر بالاعتقاد به ، ولا يستطيع إنكاره ، بمعنى أنّ كلّ ما اعترف به الخصم واعتقد بصحّته صحّ الاستناد إليه وإلزامه به ، وليس معنى هذا اعتقاد القائل به بذلك أو التزامه به كما هو واضح.
وقد جاءت نصوص في الشريعة المقدّسة تؤيّد ما ذكرناه ، منها : ما جاء في التهذيب عن أبي الحسن عليهالسلام أنّه قال : « ألزموهم بما ألزموا أنفسهم » (٢).
__________________
١ ـ الأنبياء : ٦٢ ـ ٦٣.
٢ ـ تهذيب الأحكام ٩ / ٣٢٢.