صفا شيء منها » (١).
فهذا الإستشراف أدل دليل عند أةل الإنصاف على بطلان دعاوي أهل الإعتساف ...
وروى أهل السنّة : أن العباس قال لأمير المؤمنين عليهالسلام قبيل وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ادخل بنا عليه نسأله عن هذا الأمر ، فإن كان لنا بيَّنه ، وإنْ كان لغيرنا وصّى الناس ».
واستدلّ به الرازي ـ فيما استدل بزعمه ـ على عدم النصّ على أمير المؤمنين بالخلافة قائلاً : « إنه لمّا مرض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال العباس لعلي : أنا أعرف الموت في وجوه بني عبد المطلب ، وقد عرفت الموت في وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فأدخل بنا عليه نسأله عن هذا الأمر ، فإنْ كان لنا بيّنه ، وإنْ كان لغيرنا وصّى الناس.
ومعلوم أن عليّاً لو كان منصوصاً عليه ، لكان العباس أعرف الناس بذلك ، فكان لا يقول مثل هذا الكلام.
لا يقال : مراد العباس منه أن الإمارة التي جعلها النبي عليهالسلام هل تسلم لهم أم لا.
لأنّا نقول : لفظة لنا أو لغيرنا يقتضي الملك والإستحقاق ، ولم يقل العباس سله هل يسلم هذا الأمر إلينا أم لا ، حتى يصح ما قاله السائل.
وأيضاً : فقد روي أنّ علياً ـ رضياللهعنه ـ قال له فيما بعد : خفت أن يقول النبي عليهالسلام : إنه لغيركم فلا يعطيناه الناس أبداً. ومعلوم أن ذلك إنما
__________________
(١) الاستيعاب ١ / ٣٩١. الطبعة المحققة.