منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ١

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ١

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتور جميل عبدالله محمد المصري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN: 9960-03-367-8
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٥٥٦

ولم تبن لغير بعد هذا

على ما قاله (١) والله أعلم

ولشيخ مشايخنا العلامة الشيخ حسن باكثير المكي (٢) فيمن بنى الكعبة :

بنى الكعبة الغراء عشر ذكرتهم

ورتبتهم حسب الذي أخبر الثّقه

ملائكة الرحمن آدم ولده (٣)

كذاك خليل الله ثمّ العمالقه

وجرهم يتلوهم (٤) قصيّ قريشهم

كذا ابن زبير ثم حجّاج لا حقه

ومن بعدهم من آل عثمان قد بنى

مراد (٥) بخير أطلع الله شارقه

وذيل عليها برهان الدين المهتار (٦) الشاعر المكي ذاكرا [بقوله](٧) لبناء العثمانية وهو الباقي إلى عصرنا هذا سنة ١٠٤٠ ه‍ :

__________________

(١) أي في تاريخ الخميس للديار بكري.

(٢) الشيخ حسن باكثير المكي : لعله عبد المعطي بن حسن بن عبد الله باكثير المكي ثم الحضرمي ـ له شهرة بالتفسير والحديث ، ولد بمكة وتوفي بأحمد أباد بالهند. له نظم كثير. انظر : الزركلي ـ الاعلام ٤ / ١٥٥.

(٣) في (ج) «وولده».

(٤) في (ب) ، (د) «يتلوه».

(٥) مراد السلطان العثماني. وهو مراد خان الرابع بن أحمد الأول (١٠٣٢ ـ ١٠٤٩ ه‍). له كثير من الخيرات على الحرمين الشريفين ، منها عمارة الكعبة المعظمة.

انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠٥ ـ ١٠٧ ، سرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ١٤٣ ـ ١٥٠ ، المحامي ـ تاريخ الدولة العلية ٢٨٠ ـ ٢٨٥. وانظر : السنجاري ـ منائح الكرم حوادث سنة ١٠٣٢ ه‍ وما بعد.

(٦) برهان الدين المهتار ـ إبراهيم بن يوسف أديب تركي الأصل مكي له شعر وله كتب منها : التذكرة ، وديوان شعر. توفي سنة ١٠٧١ ه‍. انظر : الزركلي ـ الاعلام ١ / ٨٢ ، محمد الحبيب الهيلة ـ التاريخ والمؤرخون ٣٤٥ ـ ٣٤٦.

(٧) زيادة من (ب) ، (د) مع تقديم وتأخير.

٢٦١

وجاء مراد وهو حادي عشرهم

بناه جميعا (١) وهو أعلم (٢) سابقه

وذلك عام الأربعين وألفها

على يد رضوان بغير ممازقه

وقال الشيخ محمد بن علان (٣) من قصيدة جمع فيها من بنى الكعبة :

وفي عصرنا فالسيل قد هدّ بعضها

ومن بعده الباقي له الهدّ قد وهد

فهدّت جميعا ثم تمّت بدولة

لسلطاننا نجل الملوك أبا وجدّ

مراد أبوه أحمد بن محمد

خيار بني عثمان من عمروا البلد

وجمع الأحد عشر ، الامام نور الدين علي بن عبد القادر الطبري المكي (٤) في قوله :

بنى البيت خلق وبيت الإله

مدى الدهر من سابق يكرم

ملائكة ، آدم ، ولده

خليل ، عمالقة ، جرهم

قصي ، قريش ، ونجل الزبير

وحجاج ، بعدهم يعلم /

وسلطاننا الملك المرتجى (٥)

مراد هو الماجد الأعظم (٦)

__________________

(١) في (ب) «جمعا».

(٢) في (د) «أعظم».

(٣) محمد علي بن محمد علان البكري الصديقي الشافعي المكي. توفي سنة ١٠٥٧ ه‍. من مؤرخي مكة المكرمة ، كثير التصنيف ، من أشهر تآليفه : العقد الفريد في تحقيق التوحيد ، مورد الصفا في مولد المصطفى ، أسنى المواهب والفتوح بعمارة المقام الإبراهيمي وباب الكعبة وسقفها والسطوح ، اعلام سائر الأنام بقصة السيل الذي سقط منه بيت الله الحرام ، وغيرها. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٠٥ ، الزركلي ـ الاعلام ٦ / ٢٩٣ ، محمد الهيلة ـ التاريخ والمؤرخون ٣١٤ ـ ٣٣٠.

(٤) صاحب كتاب الأرج المسكي في التاريخ المكي. وقد ذكر الخبر في الأرج المسكي ص ١٤٣.

(٥) في الأرج المسكي«المرتضى.

(٦) في الأرج المسكي : «الماجد المكرم النعم». وهو خطأ. والأبيات ص ١٤٨ ـ ١٤٩.

٢٦٢

قال الفاسي (١) : «أما بناء الملائكة ، فقد ذكر الأزرقي (٢) ، أن ذلك كان قبل خلق آدم عليه‌السلام ، واستدل له بخبر رواه عن زين العابدين (٣) ، وذكر ما يدل له من خبر ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

وأما بناء آدم عليه‌السلام ، فروي من خبر مرفوع من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص في كتاب دلائل النبوة للبيهقي ، وكان آدم أول من أسس البيت وصلى فيه».

[البيت المعمور]

ذكر البيت المعمور الذي أنزل على آدم عليه‌السلام :

قال الفاسي (٤) : «روينا في تاريخ الأزرقي (٥) ، عن مقاتل يرفع الحديث إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن آدم قال : أي رب إني أعرف شقوتي ، إني لا أرى شيئا من نورك يعبد. فأنزل الله عزوجل عليه البيت المعمور على (طول البيت وعرضه) (٦) ، من ياقوتة حمراء ، ولكن طولها كما بين السماء والأرض ، وأمره أن يطوف به ، فأذهب الله عنه الغم الذي كان يجده قبل

__________________

(١) في شفاء الغرام ١ / ١٤٧.

(٢) في أخبار مكة المشرفة ١ / ٤ ـ ٥.

(٣) زين العابدين : هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه. وانظر الخبر أيضا عند : ابن الجوزي ـ مثير العزم ١ / ٣٥٢.

(٤) شفاء الغرام ١ / ١٤٩.

(٥) أخبار مكة المشرفة ١ / ١٩. وعند الفاكهي ٢ / ٢٧٥ ـ ٢٧٦ رقم ١٥١٧. ذكر عن وهب بن منبه : أن آدم اشتد بكاؤه وحزنه لما كان من المصيبة ، فعزاه الله تعالى بخيمة من خيام الجنة ، وحرس له تلك الخيمة بالملائكة ، فكان موضعهم عند أنصاب الحرم صفا واحدا مستديرون بالحرم كله ، والحرم مكة من دونهم ولا يجاوزه جن ولا شيطان.

والحديث اسناده منقطع وذكره المحب الطبري في القرى ص ٦٥٣.

(٦) في (أ) ، (د) «عرض البيت وموضعه». والاثبات من (ب) ، (ج).

٢٦٣

ذلك ، ثم رفع زمن نوح عليه‌السلام».

وذكر البيت المعمور لا تعلق له بتاريخ مكة ، ولكن ذكره هكذا الفاسي فذكرناه.

[سبب بناء آدم]

وذكر القاضي (١) في جامعه (٢) : «أن سبب بناء آدم عليه‌السلام البيت (٣) كما روى عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما : أن آدم لما أهبط إلى الأرض كان رأسه في السماء ، ورجلاه في الأرض ، وهو مثل الفلك في رعدته ، فطأطأ الله عزوجل منه إلى ستين ذراعا. فقال : يا رب ، ما لي لا أسمع صوت الملائكة؟!.

فقال له : خطيئتك يا آدم ، ولكن اذهب فابن لي بيتا ، فطف به ، واذكرني حوله كنحو ما رأيت الملائكة تصنع حول عرشي.

فأقبل آدم يتخطى ، وطويت له الأرض ، ولم يقع قدمه على شيء من الأرض إلا صار عمرانا وبركة (٤) ، حتى انتهى إلى مكة ، فبنى البيت الحرام بعد أن ضرب جبريل بجناحه الأرض فأبرز عن أس ثابت في الأرض السفلى ، فقذفت فيه الملائكة الصخر ، ما يطيق الصخرة منها ثلاثون رجلا.

قال ابن عباس / : فكان أول من أسّس البيت ، وصلى فيه ، وطاف به ، حتى بعث الله الطوفان فدرس موضع البيت».

__________________

(١) سقطت من (ج). والقاضي هو ابن ظهيرة.

(٢) في الجامع اللطيف ص ٤٨.

(٣) في (ب) «لبيته». وسقطت من (د).

(٤) في (ج) «ببركته».

٢٦٤

فائدة : قوله : كما رأيت الملائكة تصنع حول عرشي : أخرج (ابن أبي الدنيا) (١) في كتاب التوبة عن أنس قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ان أول من لبّى (٢) الملائكة.

قال الله تعالى : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ، قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ)(٣) ، فراددوه ، فأعرض عنهم ، فطافوا بالعرش ست سنين يقولون : لبيك ، لبيك ، اعتذارا إليك ، نستغفرك ونتوب إليك». ـ انتهى ـ.

ذكره السيوطي في الحبائك وذكرته لافادة مدة طوافهم بالعرش ، فاني لم أرها في غير هذا الحديث ، فليحفظ ذلك.

وفي حديث الأزرقي (٤) عن علي بن الحسين في بدء الطواف :

فلاذوا بالعرش ـ يعني الملائكة ـ فطافوا بالعرش ثلاث ساعات ، فنظر الله اليهم ، فنزلت الرحمة عليهم ، فوضع الله تحت العرش بيتا على أربع أساطين من زبرجد ، وغشاهن بياقوتة حمراء وسميت الصرح (٥) وقال

__________________

(١) في (ب) «ابن عباس». وابن أبي الدنيا هو عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن أبي الدنيا القرشي الأموي مولاهم. توفي سنة ٢٨١ ه‍ ، وهو من حفاظ الحديث. وله عدة مصنفات. انظر : الخطيب البغدادي ـ تاريخ بغداد ١٠ / ٨٩ ، الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ١٣ ، ٣٩٧ ، الزركلي ـ الاعلام ٤ / ١١٨.

(٢) في (أ) ، (ج) «بنى». والاثبات من (ب) ، (د) وبدليل ما بعدها من تلبية الملائكة.

(٣) سورة البقرة الآية ٣٠.

(٤) في أخبار مكة ١ / ٥.

(٥) في أخبار مكة الصراح ١ / ٥. وفي (د) «البيت الصراح». وفي تاريخ مكة للطبري «الضراح» و «الصراح». والبيت المعمور يعني بالضاد (هو الضريح). والضريح في اللغة البعيد ص ٣٥.

٢٦٥

الله : طوفوا بهذا البيت ودعوا العرش.

فطافت الملائكة به ، وتركت العرش. فصار أهون عليهم وهو البيت المعمور ـ إلى آخر ما ذكره.

٢٦٦

الباب الأول (١)

في أخبارها من زمن الخليل سيدنا إبراهيم

عليه‌السلام

إلى زمن الفتح وما وقع في ذلك

__________________

(١) هذا العنوان من المؤلف مع أنه لم يقسم كتابه إلى أبواب وفي نسخة (ج) " البناء الأول».

٢٦٧
٢٦٨

[بناء إبراهيم عليه‌السلام للكعبة]

اعلم أن بناء الخليل عليه‌السلام ثابت بالنص من الكتاب والسنة ، وهو أول من بناها على ما قال علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه فيما رواه الفاكهي (١) بسنده ، وجزم به ابن كثير في تفسيره (٢) وقال : لم يجيء خبر عن معصوم أن البيت كان مبنيا قبل الخليل عليه‌السلام (٣). ـ انتهى ـ.

أقول :

هو سيدنا إبراهيم عليه‌السلام ـ خليل الرحمن ـ وأبو الأنبياء الكرام ـ ابن تآرخ بالمثناة كآدم بالمثناة فوق ـ وهو آزر (كذا في الاهتمام) ، وقال الفيروز آبادي (٤) : آزر عم إبراهيم عليه‌السلام وأما أبوه فانه تآرخ أو هما واحد ـ انتهى.

ابن ناحور ـ بالنون والحاء المهملة ـ ابن ساروح ـ بالمهملات ـ ابن زاعو ـ بزاي فغين مضمومة ـ ابن فالخ ـ بالفاء وفتح اللام وبالمعجمة ـ ابن عيبر ـ بمهملة فمثناة من تحت ثم موحدة ـ ابن شالخ ـ بمعجمتين واللام مفتوحة (كذا في الإهتمام ، وفي الدر المنظم ابن فالخ ابن شالخ) ، ابن أرفخشذ ـ بالراء والمعجمات ، وفتح الفاء والشين ، واسكان الخاء المعجمة ـ كذا في الاهتمام. ابن سام بن نوح.

(وقال الزبير (٥) : «ابن آزر بن ناحور».

__________________

(١) أخبار مكة ٥ / ٢٢٥ في الملاحق.

(٢) تفسير القرآن العظيم ١ / ١٧٨ ، طبع دار المعرفة ـ بيروت ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م.

(٣) وانظر في ذلك : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٩٢.

(٤) الفيروز آبادي ـ القاموس المحيط ١ / ٣٧٧.

(٥) الزبير بن بكار.

٢٦٩

والأول أصح.

وأمه نوتي بنت كوثى من بني أرفخشد بن سام بن نوح) (١).

وفي بعض الكتب أن أمه أدمى ابنة نمرود ـ والله أعلم.

وكان بين نوح وإبراهيم عليهما‌السلام عشرة قرون (٢) ، كما في بعض الأحاديث (٣).

قيل : ولد ببابل من أرض السواد. وقيل : ولد بالسواد (٤) ناحية كوثى. وقيل : ولد بالسوس (٥) من أرض الشام. وقيل : بناحية كسكر (٦) ، ثم نقله أبوه إلى ناحية كوثى ـ المكان الذي كان فيه نمرود ـ. وقيل : بحران (٧) ، ولكن أباه نقله إلى بابل.

واختلف في موضع مولده ، مع الاتفاق أنه ولد زمن نمرود ابن كنعان بن شحاريب بن نمرود بن كوثى بن حام بن نوح.

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من النسختين (ب) ، (ج) كما سقط من (د) قول الزبير الذي بين مزدوجتين.

(٢) بشأن أم إبراهيم عليه‌السلام فيقال أن اسمها أميلة. وقال الكلبي : اسمها بونة بنت كربتا بن كرثا من بني أرفخشد بن سام بن نوح. انظر : ابن كثير ـ قصص الأنبياء ١ / ١٩١.

(٣) الأحاديث تشير الى أنه أكثر من عشرة قرون. انظر : ابن حبيب ـ المحبر ص ١ ، القضاعي ـ تاريخ القضاعي ص ٦٠.

(٤) أي سواد العراق في أرض بابل. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٤ / ٤٨٧.

(٥) لا يوجد بلدة في الشام باسم السوس. فالسوس بلدة بخوزستان وبلدة أخرى بالمغرب ، وهناك السوس الأقصى والسوس الأدنى ، كما يوجد بلدة بذلك الاسم ببلاد ما وراء النهر. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٣ / ٢٨٠ ـ ٢٨١.

(٦) كسكر من أرض العراق بين الكوفة والبصرة. انظر : معجم البلدان ٤ / ٤٦١.

(٧) في (ج) «نجران». وهو خطأ ، وحران من أعظم مدن الجزيرة الفراتية وكانت منازل الصابئة. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٢ / ٢٣٥.

٢٧٠

ونمرود أحد الخمسة الذين ملكوا الدنيا (١) بأسرها / والأربعة / ٣١ الباقية : سليمان عليه‌السلام ، وذو القرنين ، وبخت نصر وتبع الحميري (٢).

وقصة نمرود مع سيدنا إبراهيم مشهورة نزل بها القرآن [الكريم](٣).

وكان مولده عليه‌السلام ليلة الجمعة عاشر محرم الحرام ، لمضي ألف وواحد وثمانين [سنة](٤) من الطوفان.

وسنه يوم ألقي في النار ست عشرة سنة كما في الكشاف (٥) ، وفي كلام غيره (٦) ثلاثين سنة ، بعدما حبس ثلاث عشرة سنة.

وكان له من الولد أربعة : إسماعيل ، وإسحاق ، ومدين ، ومدان.

وقيل بنوه ثمانية ، وقيل أربعة عشر ، ذكره البيضاوي (٧).

وقال عمر بن رسول الغساني في كتابه طرفة الاصحاب في معرفة الأنساب ما نصه :

__________________

(١) في (د) «الأرض».

(٢) انظر : مناقشة ابن الأثير لذلك في الكامل في التاريخ ١ / ٦٦ ـ ٦٧.

(٣) اضافة من المحقق. وانظر في ذلك : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ١ / ٢٤٩.

(٤) زيادة من نسخة (ج). وقد قيل ألف ومائة وثلاث وأربعون سنة. انظر القضاعي ـ تاريخ ص ٩٠.

(٥) للزمخشري ـ الكشاف ٢ / ١٢٦ في تفسير الآية ٦٩ ، ٧٠ من سورة الأنبياء. وذلك عن شعيب الجبائي. وانظر : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ١ / ٢٤٩ ، القضاعي ـ تاريخ ص ٩٠.

(٦) انظر : القضاعي ـ تاريخ ص ٩٠.

(٧) تفسير البيضاوي ـ أنوار التنزيل وأسرار التأويل ـ تفسير الآية ١٣٨ من سورة البقرة : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ) ١ / ٢٧. دار الفكر ـ بيروت.

٢٧١

«وذكر ابن الأثير (١) : أن الخليل عليه‌السلام كان له من الأولاد ثمانية :

إسماعيل ، وكان بكره ، وأمه هاجر وكانت جارية.

وإسحاق وأمه سارة عبرية (٢).

وتزوج بعدها قطورا ابنة يقطن من الكنعانيين فولدت له ستة نفر :

لقشان (٣) ، ومران (٤) ، ومديان ، ومدين ، ونشق (٥) ، وسرح.

وكان جميع أولاد إبراهيم ثمانية على ما بيناه. وقيل في عدد أولاده غير ذلك.

والبربر من أولاد لقشان (٦) على قول ، وأهل مدين قوم شعيب عليه‌السلام من أولاد مدين». ـ انتهى ـ.

وكان الطوفان بعد هبوط آدم عليه‌السلام بألفين ومائتين وأربعين سنة ، وبين مولد إبراهيم والهجرة النبوية ـ على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ـ ألفان وثمانمائة سنة وثلاثة وسبعون (٧) سنة.

والاختلاف في ذلك كثير ـ قاله العليمي الحنبلي في تاريخ

__________________

(١) الكامل في التاريخ ١ / ٧٠.

(٢) بالأصل عربية وهو تصحيف راجع ابن الأثير بالكامل ١ / ٥٧ وسارة ابنة هاران وهي ابنة عمه.

(٣) في الكامل في التاريخ «دقشان» ١ / ٧٠. وفي تاريخ ابن جرير الطبري بقسان ١ / ٢٩٣.

(٤) في (د) «ورمزان».

(٥) في (ب) ، (د) «وعنق». ثم صححها ناسخ (ب) في الهامش.

(٦) في الكامل «بقشان». وفي تاريخ الطبري «بقسان».

(٧) في (أ) ، (ب) ،. (د) «وسبعين». والاثبات من (ج).

٢٧٢

القدس (١).

فائدة :

نقلت من خط شيخ مشايخنا العلامة الشيخ عبد الرحمن بن عيسى المرشدي (٢) رحمه‌الله ما نصه :

«نقل بعض المؤرخين أن تاريخ الدنيا من لدن آدم إلى طوفان نوح عليهما‌السلام ألفا عام ، ومن الطوفان إلى زمن إبراهيم عليه‌السلام ألف ومائة عام ، ومن زمن إبراهيم إلى زمن موسى عليهما‌السلام ألف عام ، ومن زمن موسى إلى زمن عيسى عليهما‌السلام ألف عام ، ومن زمن عيسى عليه‌السلام إلى زمن نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم خمسمائة عام ، ومن الهجرة إلى عامنا [هذا](٣) الآن ألف عام.

فمجموع ذلك ستة آلاف عام وستمائة (٤) إلى زماننا وهو عام ألف من الهجرة. فالباقي لقيام الساعة بعد عامنا الذي هو الألف أربعمائة

__________________

(١) الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل ١ / ٢٥. والعليمي هو أبو اليمن العليمي مجير الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن المقدسي. انظر عنه : الزركلي ـ الاعلام ٣ / ٣٣١.

وانظر بشأن الاختلاف ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٢ / ٢٣٤ ـ ٢٣٨ ، تاريخ القضاعي ٦٠.

(٢) الشيخ عبد الرحمن المرشدي سيرد ذكر وفاته في هذا الكتاب سنة ١٠٣٧ ه‍. وهو عبد الرحمن بن عيسى بن مرشد أبو الوجاهة العمري مفتي الحرم المكي وأحد الشعراء العلماء في الحجاز. له مصنفات كثيرة مخطوطة في أكثرها. انظر : خلاصة الأثر ٢ / ٣٦٩ ـ ٣٧٦ ، الزركلي ـ الاعلام ٣ / ٣٢١.

(٣) زيادة من (ج).

(٤) في (أ) ، (د) وثلاثمائة. والاثبات من (ب) ، (ج).

٢٧٣

عام (١) بدليل قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«عمر الدنيا سبعة أيام من أيام الآخرة ، وبعثت في اليوم السادس.

وقال تعالى : (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)(٢).

هذا تقريبا ، والتحقيق أن : (عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى)(٣). ـ انتهى ـ.

قلت (٤) :

وعلى هذا الاعتبار فالباقي لقيام الساعة في عامنا الذي هو ١٠٣١ ه‍ ـ ألف واحدى وثلاثين بعد الهجرة ـ ثلاثمائة وتسعة وستون سنة ٣٦٩ ـ والله أعلم ويفعل ما يريد ، نسأله حسن الخاتمة (٥)].

رجع إلى ما نحن بصدده :

قال في العرائس (٦) :

__________________

(١) في (ج) ، (د) «مائتي». وكتب ناسخ (ب) «مائتي» ثم صححها في الهامش.

(٢) سورة الحج الآية ٤٧.

(٣) سورة طه الآية ٥٢.

(٤) أي المرشدي مفتي الحرم المكي.

(٥) في (ج) «الختام». وفي (د) «عامنا الذي هو ١٠٩٥ ه‍ ، ٣٠٥ سنة». وهذا للسنجاري نفسه.

(٦) عرائس المجالس في قصص الأنبياء ـ للثعلبي أبي اسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري. المتوفي سنة ٤٢٧ ه‍. وكتابه هذا فيه من الغرائب من الإسرائيليات الشيء الكثير. وانظر الخبر ص ٧٩ ـ دار الرائد العربي ـ بيروت ، لبنان ط ٤ / بدون تاريخ.

٢٧٤

«لما نجى الله تعالى سيدنا إبراهيم عليه‌السلام / من نار النمرود / ٣٢ خرج مهاجرا إلى الشام مع من آمن به من قومه».

وكان عليه‌السلام من أولي العزم ، روي (١) أنه أنزلت عليه عشر صحف وكانت أمثالا وحكما.

فلما خرج هذا المخرج (تزوج في طريقه بالسيدة) (٢) سارة ، وكانت من أجمل النساء ، فدخل مصر وبها فرعون من الفراعنة الأول ـ قال السهيلي (٣) : هو ملك الأردن (٤) واسمه صادوق (٥) ـ فتصور إبليس لذلك الفرعون ، وذكر له سارة وحسن صفتها وجمالها ، وأنها وردت مصر مع رجل يقال له إبراهيم. فأرسل ذلك الفرعون خلف إبراهيم فأتاه. فسأله عن المرأة : ما تكون منك!. قال :

هي أختي (٦). قال : ابعثها أنظر اليها.

فأتاها إبراهيم عليه‌السلام ، وأخبرها بما كان له مع الفرعون وقال لها : إنك أختي في الإسلام.

فسارت إليه ، وكشف الله الحجاب عن إبراهيم عليه‌السلام ، فجعل ينظر إليها إلى أن رجعت.

__________________

(١) سقطت من (ب) ، (ج).

(٢) ما بين قوسين في (ب) ، (د) «تزوج في الطريق سارة». وفي (ج) «في الطريق مع».

(٣) في الروض الأنف.

(٤) في (ب) ، (د) «الأدرن» وهو تصحيف.

(٥) في (ج) ، (د) «صاروق».

(٦) قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قال إبراهيم لسارة هذه أختي وذلك في ذات الله عزوجل. انظر ابن حجر ـ فتح الباري ١٠ / ٤٨٦.

٢٧٥

وأما الفرعون فإنه لما وصلت إليه بهره حسنها وجمالها ، فهم أن يمد يده إليها ، فقلصت (١). فقال لها : إدع ربك يفك يدي. فقالت : اللهم إن كان صادقا ففكه. فانطلقت يده. فأكبرها ، ووهب لها هاجر ـ أمة قبطية بين يديه ـ.

فعادت إلى إبراهيم وهي معها. فسألها ، فقالت : كفا الله كيد الفاجر ، ووهبني هاجر ، وقد وهبتها لك لعل الله أن يرزقك منها ولدا ـ وكانت قد يئست من الحمل ـ.

فوقع إبراهيم على هاجر ، فحملت بإسماعيل ـ والعرب تقول : هاجر وآجر ، كما تقول في هراق وأراق (٢) ـ.

فائدة : ورد في حديث (٣) عنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اذا افتتحتم مصر ، فاستوصوا بأهلها خيرا ، فإن لهم ذمة ورحما».

قال الزهري (٤) : «الرحم هاجر أم إسماعيل».

ثم إن إبراهيم توجه إلى الشام ، ونزل بأرض السّبع من [أرض](٥) فلسطين. ونزل لوط بالمؤتفكة (٦) وهي على مسيرة يوم وليلة من السبع.

__________________

(١) في (ب) ، (ج) «فغلت» وهو صحيح.

(٢) انظر : القاموس المحيط ٢ / ١٦٤.

(٣) في (ب) ، (ج) «الحديث». والحديث في فتوح مصر لابن عبد الحكم بألفاظ مختلفة ص ٢ ـ ٣ ، والفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢٦.

(٤) الامام محمد بن شهاب الزهري المتوفى سنة ١٢٤ ه‍.

(٥) زيادة من (ج). والسبع هي ما يسمى اليوم بئر السبع جنوب فلسطين.

(٦) وهي سدوم ومعناها الندم مع الغم. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٣ / ٢٠٠. وموقعها تحت بحيرة لوط ـ البحر الميت ـ بغور الأردن.

٢٧٦

ولما أراد الله هلاك قوم لوط لما عملوا الفاحشة ، بعث إلى إبراهيم ملائكة تنذره ليخرج من بين ظهرانيهم. فأتوه ، ففرح بهم ، وكان من شرعته الاضافة فقام (١) بخدمتهم هو وامرأته ، وقدم اليهم عجلا حنيذا كما قال الله تعالى (٢) ، فقربه اليهم فلما رأى أيديهم لا تصل اليه (٣) نكرهم ، وأوجس منهم خيفة. فعند ذلك قالوا له : (لا تَخَفْ) ـ الآية (٤). فبشروه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ، وكانت امرأته قائمة فضحكت ـ قيل بمعنى / حاضت ، وقيل على ظاهره تعجبا من قولهم مع / ٣٣ ما تعرفه من إياسها ـ.

ثم ذهبوا ، فواقعها إبراهيم عليه‌السلام ، فحملت بإسحاق ، وكانت هاجر قد حملت بإسماعيل ، فولدا متقاربين.

قلت :

وفي تاريخ القدس للعليمي (٥) : «أن ولادة إسماعيل لمضي ست وثمانين سنة من عمر إبراهيم». ـ انتهى ـ.

وقال غيره : «وهو ابن تسعين سنة». وكانت ولادته بين الرملة

__________________

(١) في (ج) «فأقام».

(٢) في سورة هود الآية ٦٩.

(٣) في (أ) ، (ج) «اليهم» والاثبات من (ب).

(٤) سورة هود الآية ٧٠.

(٥) العليمي : مجير الدين المقدسي ـ الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل ١ / ٣٦. والذي ذكره العليمي هو ما ذكره ابن كثير في قصص الأنبياء ١ / ٢٢١ ، والقضاعي ـ تاريخ ٩١. كما ذكر القضاعي أن إسحاق ولد لإبراهيم عليهما‌السلام ولإبراهيم من العمر مائة سنة ٩٢. وعلى ذلك يكون ما ذكره القضاعي أقرب الى الحقيقة ، وما ذكره السنجاري مما نقل أكثره من الاسرائيليات وخاصة ما نقله عن الثعالبي في كتابه العرائس.

٢٧٧

وايلياء من أرض الشام (١).

قال صاحب العرائس (٢) : «وشب الغلامان ، فاتفق أن تسابقا ، فسبق إسماعيل إسحاق ، فأخذه إبراهيم ووضعه في حجره وأجلس إسحاق إلى يمينه ، فأخذ سارة ما يأخذ النساء وقالت : عمدت إلى ولد الأمة وجعلته في حجرك ، وتركت ابني على الأرض؟!. والله لآخذن من لحمها ، ولأغيرن خلقتها (٣)!.

ثم ثاب (٤) إليها عقلها فندمت ، وسألت إبراهيم عن خلاصها ، فقال : اخفضيها ، وأثقبي أذنها ـ فمن ثمة سن الخفاض (٥) ـ وهو للأنثى كالختان للصبي ـ».

قلت : وفي الدر المنتظم (٦) في تاريخ الأمم والملوك بسنده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «اختتن إبراهيم بعد ما أتت عليه ثمانون سنة بالقدوم» ـ

__________________

(١) أي مدينة الخليل (حبرون).

(٢) أي الثعالبي الذي أغرق في الاسرائيليات والغريب أن السنجاري ينقل عنه دون أن يشير إلى أنها اسرائيليات مع أن السنجاري يظهر في مواضع كثيرة من كتابه القدرة الفائقة على التمييز بين الأخبار!. انظر ص ٨٣ من العرائس.

(٣) في (ج) «خلقها».

(٤) في (ب) ، (ج) ، (د) «آب».

(٥) في (أ) «الخفاظ» ، وفي (ج) «الخفظ» ، وفي (د) «الحفظ». والتصحيح من المحقق تبعا لنسخة (أ) الذي أبدل فيهما الناسخ الضاد ظاء مع صحتها في (ج) ، (ب) «الخفظ».

(٦) في (أ) ، (ب) ، (د) «المنظم» والاثبات من (ج). ويعني به المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي القرشي البغدادي أبو الفرج المتوفى سنة ٥٩٧ ه‍.

٢٧٨

أخرجاه في الصحيحين (١) ـ.

قال في القاموس : «والقدوم آلة للنجر مؤنث ، وموضع اختتن فيه إبراهيم ، وقد تشدد داله». ـ انتهى (٢) ـ

[نزول هاجر وإسماعيل مكة المكرمة]

ثم إن إسماعيل وإسحاق تهارشا ، فغضبت سارة وقالت : لا أساكن هاجر في بلدة.

فأوحى الله تبارك وتعالى إلى إبراهيم أن يخرجها وابنها إلى مكة المشرفة.

قال الفاسي (٣) عن السهيلي (٤) : «فاحتملها على البراق ، واحتمل قربة ماء ، ومزود تمر. وسار بها حتى أنزلها بمكة في موضع البيت. ومكة يومئذ عضاة (٥) وسلم ، وموضع البيت ربوة حمراء.

فأنزلهما (٦) موضع الحجر ، وأمرهما أن يبنيا عريشا ، وقام ليرجع ، فقالت له هاجر : آألله أمرك بهذا؟!. قال : نعم. قالت : إذا لا يضيعنا!».

__________________

(١) أي صحيح البخاري وصحيح مسلم.

(٢) من القاموس المحيط للفيروز آبادي ٤ / ١٦٤. وفي لسان العرب لابن منظور قدوم قرية بالشام ١٢ / ١٧٢. وكذلك عند ياقوت ـ معجم البلدان ٤ / ٣١٢.

(٣) الفاسي في شفاء الغرام ٢ / ٢٦.

(٤) الروض الأنف.

(٥) العضاة : الأشجار الغليظة ذوات الشوك. انظر : القاموس المحيط ٢ / ٣٤٩ ، لسان العرب ٧ / ١٨٩. والسلم : شجر. انظر : القاموس المحيط ٤ / ١٣١.

(٦) في (ب) «فأنزلها». وفي (ج) «فأنزها».

٢٧٩

وذكر الفاسي (١) : «أن سارة لما (أخرجت هاجر) (٢) كان إسماعيل صغيرا ويقال رضيعا وانما أخرجتها غيرة ـ وهو الصحيح ـ ان شاء الله تعالى».

ففرغ الماء ، وعطش الغلام ، فنظرت يمينا وشمالا فلم تر أحدا فقامت وتركت الغلام ، وصعدت الصفا تلتمس ماء فما وجدت ، فانحدرت إلى الوادي وهي تنظر إلى ابنها ، فلما غاب عنها صعدت (٣) حتى نظرته ، فسارت حتى بلغت (٤) المروة ، ولم تزل حتى أنهت (٥) سبعة أشواط.

فلما كانت بالمروة نظرت إلى ابنها وقد أتاه جبريل ، فضرب بعقبه محل زمزم فنبعت. فأسرعت إلى الماء وجعلت تحجزه وتقول : زم ، زم ـ بمعنى قف ، قف ـ.

وفي الحديث (٦) : «لو لا أنها عجلت لكانت عينا معينا».

فقال لها جبريل عليه‌السلام : «لا تخافي الضيعة ، فإن لله تعالى ههنا بيتا يبنيه هذا الغلام وأبوه ، والله لا يضيع أهله».

__________________

(١) شفاء الغرام ٢ / ٢٦.

(٢) ما بين قوسين في (ج) «خرجت».

(٣) في (أ) ، (د) «سعت». والاثبات من (ب) ، (ج).

(٤) في (ج) «صعدت».

(٥) في (ب) ، (ج) «انتهت».

(٦) والحديث كما جاء عند ابن ظهيرة في الجامع اللطيف ص ١٥٨ : «عن ابن عباس قال ، قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يرحم الله أم إسماعيل ، لو تركت زمزم ولم تغرف من الماء لكانت عينا معينا».

٢٨٠