منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٥٦

١
٢

٣
٤

بقية أخبار مكة وولاتها في زمن المماليك

الجراكسة

٨٢٩ ـ ٩٢٣ ه

٥
٦

[ترجمة الشريف حسن بن عجلان]

وكان الشريف المذكور صاحب ثروة ، وخيرات كثيرة بمكة. بنى بمكة رباطا للرجال ، وآخر للنساء (١) ، ولم يكن في مكة من يدانيه في جوده وكرمه (٢). ومدحه كثير من الشعراء (٣) بعدة مدائح (٤). (وكان له من الولد أبو القاسم (٥) ، وإبراهيم (٦) ، وعلي (٧) ، وبركات (٨) ،

__________________

(١) الرباط : الأصل فيه المكان الذي يرابط فيه المجاهدون والمدافعون عن ديار الإسلام ، ثم أصبح يطلق على كل مبنى خيري يخصص للفقراء أو لطلاب الرحلة ، أو المتصوفة. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ٢٢٩ ، ابن منظور ـ لسان العرب ٧ / ٣٠٣ ، المقري ـ المصباح المنير ٨٢ ، دائرة المعارف الإسلامية ١٠ / ١٩ ـ ٢٤. والرباطان : أحدهما بناه سنة ثلاث وثمانمائة مقابل المدرسة المقابلة للمدرسة المجاهدية ، وله عليه أوقاف بمكة ومنى ووادي مر. والآخر أمر بانشائه سنة ست عشرة وثمانمائة ، وهو ملاصق لحوبة داره التي أنشأها بأجياد. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٣٢ ، ٣٣٥.

(٢) هنا أنهى ناسخ (ج) الجزء الأول من المخطوط.

(٣) منهم قاضي المسلمين ، شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسني الفاسي المكي ، والد قاضي القضاة تقي الدين ، والأديب بدر الدين حسين بن محمد بن العليف المكي ، وأخوه الأديب نور الدين علي بن العليف ، والأديب قطب الدين أبو الخير محمد بن الشيخ قوي الدين عبد القوي بن محمد بن عبد القوي المكي المالكي ، وشرف الدين إسماعيل بن أبي بكر المقرئ. انظر : العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٣٥٧ ، ٣٦٣ ، ٣٦٧ ، ٣٧٣ ، ٣٧٤ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٦٢.

(٤) وردت بعض تلك المدائح في : العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٣٥٧ ـ ٣٨٣ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٦٢ ـ ٢٦٣.

(٥) أبو القاسم : شريف مكة ، توفي سنة ٨٥٣ ه‍ بالقاهرة ، وعن ترجمته انظر : ابن حجر ـ انباء الغمر بأبناء العمر ٩ / ١٦٨ ، ١٨٩ ، ١٩٠ ، ٢٢٤ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٥ / ٣٥٦ ، ٥٤٢ ، ١٦ / ١٧٩ ، النجم عمر بن فهد ـ إتحاف الورى ٣ / أحداث السنوات ٨٢٢ ، ٨٢٩ ، ٤ / أحداث السنوات ٨٣١ ـ ٨٣٣ ، ٨٣٧ ، ٨٤٢ ،

٧

__________________

ـ ٨٤٥ ـ ٨٥٠ ، ٨٥٢ ، ٨٥٣ ه‍ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ١١ / ١٣٤ ، العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٤٨٩ ـ ٤٥٦ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٢ / ٢٣٦ ، ٢٣٩.

(٦) إبراهيم توفي سنة ٨٥٥ ه‍ بدمياط ، وعن ترجمته انظر : الفاسي ـ العقد الثمين ١ / ١٨٢ ، ٤ / ١٣٠ ، ١٤١ ، ١٤٢ ، ١٤٥ ، ١٥٣ ، ابن حجر العسقلاني ـ انباء الغمر بأبناء العمر ٩ / ١٦٨ ، ١٦٩ ، ١٨٩ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٥ / ٣٥٦ ، النجم عمر بن فهد ـ إتحاف الورى ٣ / أحداث السنوات ٨٢١ ، ٨٢٣ ، ٨٢٤ ، ٨٢٦ ، ٨٢٩ ه‍ ، ٤ / أحداث السنوات ٨٣١ ، ٨٣٢ ، ٨٤٢ ، ٨٤٦ ، ٨٥٥ ه‍ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ١ / ٤١ رقم الترجمة ٤٣٤ ، العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٤٧٠ ـ ٤٧٤ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٢ / ٢٣٧.

(٧) علي : توفي سنة ٨٥٣ ه‍ بدمياط ، وعن ترجمته انظر : ابن حجر ـ انباء الغمر بأبناء العمر ٩ / ١٦٠ ، ١٦٣ ، ١٦٨ ، ١٦٩ ، ١٨٩ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٥ / ٣٤٩ ، ٣٥٣ ـ ٣٥٦ ، ٥٣٦ ، النجم عمر بن فهد ـ إتحاف الورى ٣ / أحداث سنة ٨٣٠ ه‍ ، ٤ / أحداث السنوات ٨٤١ ، ٨٤٢ ، ٨٤٥ ، ٨٤٦ ـ ٨٥٣ ه‍ ، الصيرفي ـ نزهة النفوس والأبدان ٣ / ٣٤٤ ، ٣٤٥ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٥ / ٢١١ رقم الترجمة ٧٠٩ ، التبر المسبوك في ذيل السلوك الناشر مكتبة الكليات الأزهرية ـ القاهرة ـ بدون تاريخ ص ١٤ ، ٤٠ ، ٤٥ ، ٢٨٢ ، ٣٥٥ ، العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٤٨٧ ، ٤٨٩ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٢ / ٢٣١ ، ٢٣٣ ـ ٢٣٧ ، ٢٣٩ ، ٢٥٠ ، ٢٥١ ، ٢٧٢.

(٨) بركات : شريف مكة ، توفي سنة ٨٥٩ ه‍ بأرض خالد من وادي مر. عن ترجمته انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢١١ ، العقد الثمين ١ / ١٨٢ ، ٤ / أخباره متفرقة بين ص ٨٦ ـ ١٥٤ ، المقريزي ـ السلوك ٤ / أخباره متفرقة بين ص ٣٤١ ـ ١٢٢٨ ، ابن حجر العسقلاني ـ انباء الغمر بأبناء العمر ٧ / ٢١١ ، ٢٢٧ ، ١٨ / ١١٢ ، ١١٣ ، ٣٣٥ ، ٣٨٣ ، ٣٨٤ ، ٩ / ١٦٠ ، ١٦٢ ، ١٦٨ ، ابن تغري بردي ـ المنهل الصافي ٣ / ٣٤٢ ـ ٣٤٦ ، النجم عمر بن فهد ـ إتحاف الورى ٣ / أخباره متفرقة بين سنة ٨٠٩ ـ ٨٢٩ ه‍ ، ٤ / أخباره متفرقة بين سنة ٨٣١ ـ ٨٥٩ ه‍ ، معجم الشيوخ ٣٥٢ ، ٣٥٣ ، الصيرفي ـ نزهة النفوس والأبدان ٣ / ١٠٥ ، ١٠٩ ، ١١٤ ، ٢٤٧ ، ٣٠٢ ، ٣٠٤ ـ ٣٤٧ ، ٣٦٥ ، ٣٨٤ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٣ / ١٣ ـ ١٤ رقم الترجمة ٥٠ ، التبر المسبوك ١٤ ، ١٩ ، ٤٠ ، ٧٤ ، ١٤٣ ، ١٤٤ ، ١٨٤ ، ١٨٥ ، ٣٢١ ، ٣٤٧ ، السيوطي ـ نظم العقيان في أعيان الأعيان ـ تحرير فيليب حتي ـ المطبعة السورية الأمريكية ـ نيويورك ـ المكتبة العلمية ـ بيروت لبنان ١٩٢٧ م ص ١٠٠ ، العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٣٩٢ ـ ٤٦٧.

٨

وأحمد (١).

وترجمه السخاوي (٢) ، والفاسي (٣) ، وذكره ابن فهد في معجمه (٤) ، وقال أنه : أجاز (٥) له جماعة من مصر ، والشام بالتحديث

__________________

(١) توفي سنة ٨٤٢ ه‍ بزبيد من بلاد اليمن ، وعن ترجمته انظر : العقد الثمين ١ / ١٨١ ، ٤ / ١٠٥ ، ١٠٧ ، ١١١ ، ١١٢ ، ١٢٨ ، ١٢٩ ، ١٣٩ ، المقريزي ـ السلوك ٤ / ٧٦ ، ٣٤١ ، ٤ / ٧٥٦ ، ٤ / ١١٥١ ، ابن تغري بردي ـ المنهل الصافي ١ / ٢٧٩ ، ٢٨٠ ، الدليل الشافي ١ / ٤٤ ، النجوم الزاهرة ١٥ / ٤٦٩ ، ١٦ / ١٧٩ ، النجم عمر بن فهد ـ إتحاف الورى ٣ / أحداث السنوات ٨١١ ، ٨١٢ ، ٨١٥ ، ٨١٧ ، ٨٢١ ه‍ ، ٤ / أحداث سنة ٨٤٢ ه‍ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ١ / ٣٧٤ ، العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٤٦٧ ـ ٤٧٠.

(٢) في الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ج ٣ ص ١٠٣ ـ ١٠٥ ترجمة رقم ٤١٧.

(٣) في كتابه العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ١ / ١٨٠ ـ ١٨٢ ، ٤ / ٨٦ ـ ١٥٣ ، شفاء الغرام ٢ / ٢١١.

(٤) دققت معجم الشيوخ المطبوع للنجم عمر بن فهد بتحقيق محمد الزاهي ، فلم أعثر على ذكر له ، ولعله ساقط من النسخة المحققة ، أو أنه قصد شيخا آخر من بني فهد.

(٥) الإجازة : تكون بالقول أو القراءة أو المناولة أو المكاتبة أو إعلاما أو وصية أو وجادة من الشيخ. انظر : شاكر : أحمد محمد ـ الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير (٧٠١ ـ ٧٧٤ ه‍) ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ لبنان ـ بدون تاريخ ١١٩ ـ ١٢٩ ، ابن حجر العسقلاني ـ نزهة النظر بشرح نخبة الفكر في مصطلح حديث أهل الأثر ـ تعليق أبو عبد الرحيم محمد كمال الدين الأدهمي ـ المكتبة

٩

عنهم (١) ، وخرّج له التقي ابن فهد (٢) أربعين حديثا (٣) حدث بشيء من أولها.

__________________

الفيصلية ـ مكة المكرمة ـ بدون تاريخ ٧٦ ـ ٨١ ، السيوطي ـ تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي ـ تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف ـ ط ٢ ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت لبنان ١٣٩٩ ه‍ / ١٩٧٩ م ص ٢ / ٨ ـ ٦٠.

(١) وهم كما ذكرهم العز بن فهد ولده في كتابه غاية المرام ٢ / ٣٥٢ : البرهان ابن صديق ، أبو بكر بن الحسين المراغي ، وعائشة بنت محمد بن عبد الهادي ، والعراقي ، والهيثمي ، ومحمد بن حسين الفرسيس ، وأحمد بن عمر بن أبي البدر الجوهري ، وأحمد بن محمد بن غالب الماكسيني ، وأحمد بن أبي بكر بن ابن يوسف الخليلي ، وعبد الرحمن بن حيدر الدهقلي ، وعبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الحلبي ، وعلاء الدين الجزري ، وأبو الطيب السحولي ، وأبو اليمن الطبري ، وأحمد بن محمد بن مثبت ، وشمس الدين العراقي.

(٢) التقي بن فهد (٧٨٧ ـ ٨٧١ ه‍) : هو تقي الدين أبو الفضل بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن فهد الهاشمي العلوي ، الأصفوني المولد ، المصري ثم المكي الشافعي ، توفي بمكة. مؤرخ من علماء الشافعية ، له عدة مصنفات. انظر : النجم عمر بن فهد ـ إتحاف الورى ٤ / ٤٧٥ ، معجم الشيوخ ٢٩٠ ـ ٢٨٤ رقم الترجمة ٢٩١ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٩ / ٢٨١ ـ ٢٨٣ رقم الترجمة ٧٢٧ ، حاجي خليفة ـ كشف الظنون ١٩٨٧ ، الشوكاني ـ البدر الطالع ٢ / ٢٥٩ ، ٢٦٠ رقم الترجمة ٥١٤ ، البغدادي ـ هدية العارفين ٢ / ٢٥٠ ، الكتاني ـ فهرس الفهارس ١ / ٢٧٠ ، تقي الدين محمد بن فهد المكي ـ مقدمة كتاب لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ ـ دار إحياء التراث العربي ـ بدون تاريخ ٢ ـ ٥.

(٣) قال العز بن فهد حفيده في كتابه غاية المرام ٢ / ٣٥٢ : «خرج له جدي الحافظ تقي الدين محمد بن فهد الهاشمي المكي رحمه‌الله تعالى ـ عن جماعة منهم ـ أربعين حديثا عن أربعين صحابيا ، في بعض معجزات المصطفى ، وفضائل أهل البيت ، سماها» المصابيح المشرقة الزاهرة في معجزات المصطفى ومناقب عترته الطاهرة. انظر : عمر بن فهد ـ مقدمة كتاب معجم الشيوخ ص ١١.

١٠

وذكره العلامة ابن حجر (١) في إنباء الغمر (٢) باختصار (٣) ، «وأنه التزم على نفسه للسلطان بثلاثين ألف دينار حتى قرره بمكة ، وتجهز للوصول إليها ، فمات قبل خروجه من مصر ، ودفن بالقاهرة (٤) ، وقد [قارب الستين](٥) ـ رحمه‌الله تعالى.

__________________

(١) أضاف ناسخ (ج) «الحافظ». وابن حجر (٧٧٣ ـ ٨٥٢ ه‍) هذا هو : شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني الأصل المصري المولد والنشأة والوفاة ، الشافعي ، ويعرف بابن حجر ، من أئمة العلم والتاريخ ، فهو محدث ومؤرخ وشاعر وأديب ، ألف زهاء مائة وخمسين مصنفا. انتشرت كتبه في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر. انظر : ابن تغري بردي ـ المنهل الصافي ٢ / ١٧ ـ ٣٢ ، الدليل الشافي ١ / ٦٤ ، النجوم الزاهرة ١٥ / ٥٣٢ ـ ٥٣٣ ، التبر المسبوك ٣٢٠ ـ ٢٣٦ ، الضوء اللامع ٢ / ٣٦ ـ ٤٠ رقم الترجمة ١٠٤ ، السيوطي ـ نظم العقيان ٤٥ ـ ٥٣ رقم الترجمة ٣٤ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٢ / ٣٦٨ ـ ٢٧٠ ، حاجي خليفة ـ كشف الظنون ٧ ، ٨ ، ١٢ ، ٢١ ، ٢٤ ، ٢٨ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٧ / ٢٧٠ ـ ٢٧٣.

(٢) في (ب) ، (ج) «عصره» وبياض في (د). وانظر : انباء الغمر بأبناء العمر ٨ / ١١٢ ، ١١٣.

(٣) بعد تدقيق المعلومات والمقارنة تبين أن السنجاري قد نقل النص بالمعنى مع بعض الاختصار تطبيقا للمنهج الذي اختطه لنفسه وذكره في مقدمة كتابه.

(٤) تواترت النصوص عن خروجه إلى القاهرة ووفاته فيها ، انظر مثلا : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٢١١ ، العقد الثمين ٤ / ١٥٢ ـ ١٥٣ ، المقريزي ـ السلوك ٤ / ٧٠٦ ، ٧٣٠ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٤ / ٢٨٣ ، المنهل الصافي ٥ / ٩٤ ، النجم عمر ابن فهد ـ إتحاف الورى ٣ / ٦٢٧ ، ٦٢٨ ، ٦٣٠ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٣ / ١٠٤ ، الصيرفي ـ نزهة النفوس والأبدان ٣ / ١٠٩ ، العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٣٤٧ ـ ٣٤٩.

(٥) ما بين حاصرتين في (أ) ، (د) «زاد على الستين» ، وفي (ب) «زاد على ستين» ، والاثبات من (ج) حيث أثبت ناسخها في المتن» زاد على الستين» وأشار في

١١

[ولاية الشريف بركات بن حسن بن عجلان]

فولي مكة ابنه الشريف بركات بن حسن بن عجلان بن أبي نمي بن علي بن حسن بن قتادة.

وكان الشريف بركات (١) أديبا فاضلا مائلا بالطبع إلى العلماء والأخذ عنهم ، وقد أجاز له جماعة منهم :

الحافظ العراقي (٢) ، والهيثمي (٣) ، والبرهان بن صديق

__________________

حاشية المخطوط اليسرى لصفحة ١» لعله قد قارب الستين» ، وهو الصحيح لأن حسن ابن عجلان ولد عام ٧٥٠ ه‍ باتفاق المؤرخين مثل : الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ٨٦ ، ابن تغري بردي ـ المنهل الصافي ٥ / ٩٢ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٣ / ١٠٣ ، العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٢٤٧ ، وتوفي سنة ٨٢٩ ه‍ باتفاق المؤرخين الذي سبق ذكرهم وغيرهم مثل : المقريزي ـ السلوك ٤ / ٧٣٠ ، ابن حجر العسقلاني ـ انباء الغمر بأبناء العمر ٨ / ١١٢ ، النجم عمر بن فهد ـ إتحاف الورى ٣ / ٦٣٠ ، الصيرفي ـ نزهة النفوس والأبدان ٣ / ١٠٩.

(١) أضاف ناسخ (د) «بن حسن بن عجلان بن أبي نمي هذا».

(٢) الحافظ العراقي (٧٢٥ ـ ٨٠٦ ه‍) هو : زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن الكردي الرازناني العراقي الأصل ، ثم المهراني المصري الشافعي ، ويعرف بالحافظ العراقي ، ولد بمهران ، وتوفي بالقاهرة. فقيه ، محدث ، أصولي ، حافظ ، أديب ، لغوي ، مشارك في بعض العلوم ، له عدة مصنفات. انظر : ابن تغري بردي ـ الدليل الشافي ١ / ٤٠٩ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٤ / ١٧١ ـ ١٧٨ ترجمة رقم ٤٥٢ ، السيوطي ـ حسن المحاضرة ١ / ٣٦٠ ، ٣٦٢ ، حاجي خليفة ـ كشف الظنون ٢٤ ، ١٣٥ ، ١٥٦ ، ٢١٨ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٧ / ٥٥ ـ ٥٧ ، الزركلي ـ الأعلام ٣ / ٣٤٤ ـ ٣٤٥ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ٥ / ٢٠٤.

(٣) في (د) «العيثمي» وهو خطأ. والهيثمي (٧٣٥ ـ ٨٠٧ ه‍) هو : الحافظ نور الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي المصري القاهري الشافعي ، ولد

١٢

النماري (١) ، والمراغي (٢) ، وجماعة (٣) ، وحدث عنه البقاعي (٤) وغيره ،

__________________

وتوفي بالقاهرة ، محدث حافظ ، رافق العراقي في السماع ولازمه. انظر : ابن تغري بردي ـ الدليل الشافي ١ / ٤٤٦ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٥ / ٢٠٠ ـ ٢٠٣ ترجمة رقم ٦٧٦ ، السيوطي ـ حسن المحاضرة ١ / ٣٦٢ ، حاجي خليفة ـ كشف الظنون ٩٥٧ ، ١٤٠٠ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٧ / ٧٠ ، الزركلي ـ الأعلام ٤ / ٢٦٦ ـ ٢٦٧ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ٧ / ٤٥.

(١) هكذا في (أ) ، وفي (ب) «النمازي» ، وفي (ج) «النجاري» ، وفي (د) «النماري» ، وغير موجودة في نظم العقيان للسيوطي ص ١٠٠ الذي أخذ السنجاري منه معلوماته. والبرهان بن صديق (٧١٩ أو ٧٢٠ ـ ٨٠٦ ه‍) هو : برهان الدين أو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صديق الدمشقي الشافعي الصوفي المؤذن المعروف بابن صديق ، وربما قيل لصاحب الترجمة ابن الرسام ، وهي صنعة والده ، جاور بالحرمين ، توفي بمكة. انظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٣ / ٢٥٠ ـ ٢٥٦ ، ابن حجر العسقلاني ـ انباء الغمر بأبناء العمر ٥ / ١٥٧ ـ ١٥٩ ، النجم عمر بن فهد ـ إتحاف الورى ٣ / ٤٤٠ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ١ / ١٤٧ ـ ١٤٨ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٧ / ٥٤ ـ ٥٥.

(٢) المراغي (٨٢٧ ـ ٨١٦ ه‍) هو : زين الدين أبو محمد أبو بكر بن الحسين بن عمر القرشي العبشمي الأموي العثماني المراغي ثم المصري الشافعي ، ويعرف بابن الحسين المراغي ، وربما يقال العثماني ، ولد في القاهرة ، وتوفي بالمدينة ، مؤرخ فقيه. انظر : المقريزي ـ السلوك ٤ / ٢٧٧ ، ابن حجر العسقلاني ـ انباء الغمر بأبناء العمر ٣ / ٤٠٤ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٤ / ١٢٥ ، الدليل الشافي ٢ / ٨١٤ ـ ٨١٥ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ١١ / ٢٨ ـ ٣١ ترجمة رقم ٨٠ ، حاجي خليفة ـ كشف الظنون ٣٠٢ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٧ / ١٢٠ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ٣ / ٦٠.

(٣) ذكرهم العز بن فهد في غاية المرام ٢ / ٣٩٢ ، ٣٩٣.

(٤) البقاعي (٨٠٩ تقريبا ـ ٨٨٥ ه‍) هو : برهان الدين أبو الحسن إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط ـ بضم الراء بعدها ياء موحدة خفيفة ـ السعدي الوقاصي

١٣

«كذا في نظم العقيان في أعيان الأعيان» (١) للجلال السيوطي (٢).

[استدعاء السلطان برسباي للشريف بركات إلى مصر]

قال القاضي جمال الدين بن ظهيرة (٣) :

__________________

الخرباوي البقاعي ثم القاهري الشافعي ، ولد بقرية خربة روحا من عمل البقاع ، وتوفي في دمشق ، أديب وعالم ، ومفسر ، ومحدث ، ومؤرخ ، وحافظ ، ويقال أنه يلقب بابن عويجان تصغير أعوج. انظر : السخاوي ـ الضوء اللامع ١ / ١٠١ ، ١١١ ، السيوطي ـ نظم العقيان ٢٤ ، ٢٥ ، حاجي خليفة ـ كشف الظنون ٨٦ ، ١٠٤ ، ١٠٥ ، ١١٧ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٧ / ٣٣٩ ، ٣٤٠ ، الزركلي ـ الأعلام ١ / ٥٦ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ١ / ٧١.

(١) انظر : نظم العقيان ص ١٠٠.

(٢) الجلال السيوطي (٨٤٩ ـ ٩١١ ه‍) هو : جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن ابن أبي بكر بن محمد السيوطي الطولوني المصري الشافعي ، عالم ، وإمام ، وحافظ ، ومؤرخ ، وأديب ومسند ومحقق ومدقق ، صنف أكثر من خمسمائة مؤلف ، وفي رواية نحو ستمائة مصنف من جملتها هذا المصنف ، منها الرسائل الصغيرة ، ومنها المجلدات الكبرى. انظر : كتابه حسن المحاضرة بأخبار مصر والقاهرة ١ / ١٨٨ ـ ١٩٥ ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٤ / ٦٥ ـ ٧٠ رقم الترجمة ٢٠٣ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٤ / ٨٣ ، ٨٤ ، العيدروس ـ النور السافر ٥٤ ـ ٥٨ ، الغزي ـ الكواكب السائرة ١ / ٢٢٦. ٢٣١ ، حاجي خليفة ـ كشف الظنون ٥ ، ٧ ، ٨ ، ١٠ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ٥ / ١٢٨ ـ ١٣١.

(٣) في كتابه الجامع اللطيف في فضل مكة وأهلها وبناء البيت الشريف ـ ط ٢ ـ مطبعة عيسى البابي الحلبي بمصر ١٣٥٧ ه‍ / ١٩٣٨ م ص ١٩٨. والقاضي جمال الدين بن ظهيرة (؟ ـ ٩٨٦ ه‍) هو : جمال الدين محمد جار الله بن محمد نور الدين بن أبي بكر بن علي بن ظهيرة القرشي المخزومي الحنفي المكي ، فاضل من أهالي مكة ، تقلد الإفتاء بها. انظر : أبو الخير مرداد ـ المختصر من كتاب نشر النور والزهر ١٥١ ، ١٥٢ ، الزركلي

١٤

«ثم إن السلطان برسباي استدعى الشريف بركات ، فتوجه إليه ومعه أخوه السيد إبراهيم بن حسن ، فقدما مصر في الثالث عشر وقيل في السادس عشر (١) من شهر رمضان [سنة ٨٢٩ ثمانمائة وتسع وعشرين](٢) ، ولاقاهما (٣) السلطان (٤) بالاجلال والإكرام ، وأخلع عليه (٥) الخلع السنية ، وعزاه (٦) عن الروح الزكية ، وولاه أمر (٧) مكة البهية ، وذلك في اليوم السادس والعشرين من شهر رمضان (٨). وطلب مولانا الشريف بركات (٩) لأخيه السيد إبراهيم بن حسن أن يكون نائبا عنه بمكة إذا غاب.

__________________

الأعلام ٧ / ٥٩ ـ ٦٠ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ١١ / ٢٠٠.

(١) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «سادس عشر» ، وفي الجامع اللطيف ص ٣٢٠ «ثالث رمضان» ، وهو مخالف لما ذكرته المصادر المعاصرة زمانا ومكانا. انظر : الفاسي ـ العقد الثمين ١ / ١٨٢ ، الشفاء ٢ / ٢١١ ، المقريزي ـ السلوك ٤ / ٧٢٣ ، النجم عمر بن فهد ـ إتحاف الورى ٣ / ٦٣٢ ، العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٢٥٠ التي ذكرت أنه وصل لى القاهرة يوم الثلاثاء رابع عشرين رمضان ، وهو الأرجح.

(٢) ما بين حاصرتين لم أتبين أين استدركها المؤلف ، فأثبتها من بقية النسخ.

(٣) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «ولاقاهم».

(٤) سقطت من (ب) ، (ج).

(٥) في (ج) «عليهم».

(٦) في (ج) «وعزاهما» ، أي بركات وإبراهيم.

(٧) سقطت من (ب) ، (ج).

(٨) عن تاريخ التولية انظر : الفاسي ـ العقد الثمين ١ / ١٨٢ ، شفاء الغرام ٢ / ٢١١ ، النجم عمر بن فهد ـ إتحاف الورى ٣ / ٦٣٢ ، العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٣٥٠.

(٩) سقطت من (ب) ، (ج).

١٥

فخلع مولانا السلطان على السيد إبراهيم خلعة (١) النيابة عن أخيه إذا غاب ، وتوجها إلى مكة ، فوصلاها أوائل العشر الأوسط من ذي القعدة (٢) ، وقرأ عهده بالحطيم (٣) ، ولبس خلعته على جري عادته.

وهذا آخر ما ذكره الفاسي من ملوك مكة (٤).

__________________

(١) الخلعة : كلمة عربية مشتقة من خلع أي خلع لباسه. والخلعة : هي حلة من حلل الحاكم يلبسها ، ثم يكف عن لبسها ويخلعها على من يريد تكريمه. وكانت هذه الحلة ثمينة فاخرة عظيمة القدر ، لهذا كانت تخلع على عمال الدولة إشعارا بتوليهم مناصبهم. وعن الخلعة انظر : دائرة المعارف الإسلامية ٨ / ٤٠٨ ، ٤٠٩ ، ل. أ. مائر ـ الملابس المملوكية ـ ترجمة صالح الشيتي ـ مراجعة عبد الرحمن فهمي محمد ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ بدون تاريخ ص ١٠١ ـ ١١٤.

(٢) انظر خبر وصولهما في : شفاء الغرام ٢ / ٢١١ ، العقد الثمين ١ / ١٨٢ ، النجم عمر بن فهد ـ إتحاف الورى ٣ / ٦٣٢ ، العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٣٥٠.

(٣) الحطيم : اختلف في موضعه وفي سبب تسميته بذلك على عدة أقوال : الأول ، أن موضعه ما بين الحجر الأسود ومقام إبراهيم وزمزم وحجر إسماعيل ، وبه قال الأزرقي عن ابن جريج.

والثاني ، أن مكان الحطيم هو الموضع الذي فيه الميزاب. وبه قالت كتب الأحناف.

والثالث ، ما ذكره المحب الطبري عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه أنه قال : الحطيم هو الجدار ، يعني جدار حجر الكعبة.

والرابع ، أن الحطيم هو الشاذروان ، سمي بذلك لأن البيت رفع وترك هو محطوما. انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ٢٣ ـ ٢٤ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ١٩٧.

قال جار الله بن ظهيرة : والحطيم عندنا هو الحجر بكسر الحاء وسكون الجيم ، وهو الموضع الذي نصب فيه ميزاب البيت ، وإنما سمي بالحطيم لأنه حطم من البيت أي كسر كذا في كتبنا. ونستنتج من هذا النص أن موضع الحطيم في ذلك الوقت هو حجر سيدنا إسماعيل. الجامع اللطيف ٤٦.

(٤) انظر : العقد الثمين ١ / ١٨٢ ، شفاء الغرام ٢ / ٢١٢.

١٦

(واستمر الشريف بركات متول مكة) (١) (إلى السادس عشر من جمادى الأولى سنة ٨٤٥ ثمانمائة وخمس وأربعين كما يأتي) (٢).

[أحمد الحسين العدناني يمتدح الشريف بركات]

ومن خواص مداحه شهاب الدين أحمد [الحسين](٣) العدناني

__________________

(١) ما بين قوسين هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «واستمر على مكة» ، وهو ما كرره المؤلف أيضا على الحاشية الوسطى للمخطوط.

(٢) استدرك ناسخ (ج) على حاشية المخطوط اليمنى لصفحة ٢ ما نصه : «وفي سنة ثمانمائة وخمس وأربعين توفي الخليفة المعتضد في يوم الأحد رابع ربيع الأول ، وبويع بالخلافة أخوه المستكفي بالله أبو الربيع سليمان بن المتوكل بعهد من أخيه». أ. ه.

(٣) ما بين حاصرتين في (أ) «الكعكي» ، وفي (ب) ، (ج) «العلي» ، وفي (د) «العكي» ، وهو خطأ ، والاثبات من الكتب المترجمة له. وشهاب الدين أحمد الحسين (٨٥١ ـ ٩٢٦ ه‍) هو : أبو الطيب أحمد بن الحسين بن محمد بن الحسين المكي الشافعي ، المعروف بابن العليف ، مدح السلطان بايزيد بن عثمان وأمراءه واقتصر على مدح صاحب مكة الشريف بركات بن محمد الحسني ، وسمي بشاعر البطحاء ، ولد بمكة وتوفي فيها ، من تصانيفه : درر الافراد في معرفة الأعداد ، والدر المنظوم في مناقب بايزيد ملك الروم ، وله نظم. انظر : السخاوي ـ الضوء اللامع ١ / ٢٩٠ ، العيدروس ـ النور السافر ١٢٦ ـ ١٣٠ ، حاجي خليفة ـ كشف الظنون ١ / ٧٣٥ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٨ / ١٤١ ، ١٤٢ ، الشوكاني ـ البدر الطالع ١ / ٥٤ ـ ٥٦ ترجمة رقم ٣٣ ، الزركلي ـ الأعلام ١ / ١١٧ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ١ / ٢٠٨. مما تقدم في الترجمة يتبين لنا أن هذا الشاعر لم يكن على عهد الشريف بركات بن حسن بن عجلان الذي توفي سنة ٨٥٩ ه‍ ، بل كان من خواص مداح حفيده وسميه الشريف بركات بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان المتوفى سنة ٩٣١ ه‍ ، وهذا توهم وقع فيه السنجاري. ويبدو أن هذه القصيدة لعم الشاعر ، وهو علي بن محمد ابن الحسن بن عيسى اليمني ثم المكي الشاعر ، أخو حسين ويعرف بابن العليف. ولد سنة ٧٨٠ ه‍ بحلى اليمن ، وقدم مع أبيه إلى مكة فقطنها وامتدح أهلها وأمراءها ، ومن ذلك مدحه لمقبل بن نخبار بن محمد صاحب الينبع وقد آوى إليه :

١٧

المكي الملقب بالعليف مصغرا منها قوله بمدحه :

(أقامت لنا العلياء في مدحك العذرا

فدونك مدحا ينتج (١) الحمد والشكرا

بأي لسان أم بأية مدحة

نقيم (٢) الثنا أو نمدح البر والبحرا

وكيف لنا بالمدح فيك ومن لنا

وأي مقال يبلغ الأنجم الزهرا

وأنت الذي أبقى لك الدهر عهده

وأخدمك(٣) الأقلام والبيض (٤) والسمرا (٥)

__________________

حملتني والمدح قود المهارا

وامتطينا نطوي عليها القفارا

إلى أن قال :

يا أبا ماجد عدتك الليالي

وتسعى بك العدو المرارا

ما تمخضت بين فخذي لكاع

من نزار ولا رضعت الجوارا

معرضا بذلك لمخدومه ببركات بن حسن بن عجلان أمير مكة ، وعتب عليه قوله ، فلما بلغه توعده فخاف وارتحل إلى فاس ثم إلى بغداد وخراسان ، ثم إلى الهند حيث مات بها سنة سبع وأربعين. السخاوي ـ الضوء اللامع ٥ / ٢٩٨.

(١) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن ، أحداث سنة ٨٥٩ ه «شيخ».

(٢) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن ، أحداث سنة ٨٥٩ ه «نقم».

(٣) في إتحاف فضلاء الزمن ، أحداث سنة ٨٥٩ ه «أخدامك».

(٤) البيض : مفردها الأبيض ، وهو السيف. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ٧١ الفيروز آبادي ـ القاموس المحيط ٢ / ٣٢٥.

(٥) السمر : مفردها الأسمر ، وهو الرمح. انظر : الفيروز آبادي ـ القاموس المحيط

١٨

أقمت منار العدل (١) من بعد ميله

وأخلصت (٢) فيه القول والسر والجهرا

على حين (٣) أيدي الجور (٤) محلولة العرى

وألسنة الأحكام معقودة قسرا

تداركتنا بالفضل منك كرامة

وأوسعتنا عدلا وأسعفتنا برا

وقلدتنا بالفضل منك صنائعا

إذا ما مضت أولى ترادفها أخرى

وأوليتنا جودا وأسديت رحمة

وأحدثت بعد العسر ـ يا سيدي ـ اليسرا (٦)

منها (٥) :

__________________

٢ / ٥١ ، المعجم الوسيط ١ / ٤٤٨.

(١) في (ج) أثبت الناسخ «الفضل» ، ثم أشار على حاشية المخلوط اليمنى لصفحة ٢ أن في نسخة أخرى «العدل».

(٢) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن ، أحداث سنة ٨٥٩ ه «وأخلصه».

(٣) بالأصل على يمين والتصويب لا تساق المعنى.

(٤) في (أ) «الحور» ، والاثبات من بقية النسخ ، وابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن ، أحداث سنة ٨٥٩ ه‍. والجور : هو الميل عن القصد ، فهو نقيض العدل ، وضد القصد. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ١١٦ ، الفيروز آبادي ـ القاموس المحيط ١ / ٣٩٤.

(٦) في إتحاف فضلاء الزمن ، أحداث سنة ٨٥٩ ه «يسرا».

(٥) سقطت من بقية النسخ.

١٩

فيا بركات الفضل والغاية ال

أرانا بها الرحمن آيته الكبرى (١)

ويا صفوة الأملاك والسادة الأولى

لهم منزل بين السماكين (٢) والشعرى (٣)

كرام أتى نص الكتاب بفضلهم

فأخبارهم تروى وآياتهم تقرا (٤)

تعاليت عن مدح وإن جاد نظمه

وجزت (٥) بسامي قدرك النظم والنثرا

ومنها (٦) :

فدونك مدحا في معاليك صاغه (٧)

فتى في سوى علياك (٨) لا يعرف (٩) الشعرا

نشرت مديحي والثنا (١٠) بعد طيه

وعلمتني في مدحك الطيّ والنشرا

__________________

(١) وهذه من مبالغات الشعراء الممقوتة.

(٢) السماكان : هما نجمان نيران ، أحدهما في الشمال ، وهو السماك الرامح ، والآخر في الجنوب وهو السماك الأعزل. المعجم الوسيط ١ / ٤٥٠. وانظر أيضا : الفيروز آبادي ـ القاموس المحيط ٣ / ٣٠٧.

(٣) الشعرى : هو كوكب نير يطلع عند شدة الحر. المعجم الوسيط ١ / ٤٨٤.

(٤) وهذا إشارة إلى الآية الكريمة : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.) سورة الأحزاب آية ٣٣.

(٥) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن ، أحداث سنة ٨٥٩ ه «حزت».

(٦) سقطت من (د).

(٧) في (ج) «كان من».

(٨) في (ج) «عليك» ، وفي ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن ، أحداث سنة ٨٥٩ ه «غليلك» وهو خطأ.

(٩) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن ، أحداث سنة ٨٥٩ ه «يحسن».

(١٠) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «في الثنا» ، وفي ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن ، أحداث سنة ٨٥٩ ه «في الثنايا» والثواب نشرت مديحى لإقامة الوزن.

٢٠