منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ١

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ١

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتور جميل عبدالله محمد المصري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN: 9960-03-367-8
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٥٥٦

حين تتراوح أسطر القسم الأخير منها والتي كتب بخط الحضراوي ما بين ٢٠ ـ ٢٩ سطرا ، كل سطر منها يتألف في الغالب بين ١٣ ـ ١٦ كلمة.

وقد تعرضت النسخة الأم بكاملها إلى عوامل الخزن والرطوبة على مر السنين ، ويبدو ذلك جليا من الألواح التي تلي اللوحة ١٨٩. ولا بد أن أثر الرطوبة كان كبيرا إلى درجة اقتضت الشيخ الحضراوي إلى استبدال الفتحتين ورقة (٢٣٠ / ب ، ٢٣١ / أ) وتعويضهما ببديل جديد بخطه ، وكذلك استبدال ما ورد بعد الفتحة (٢٤٠ / أ) وتعويضهما بنسخة مكملة بخطه حيث يستمر في ذلك إلى نهاية الكتاب.

وفي هذه النسخة الكثير من الاستدراكات غير المقروءة في معظمها.

هذا إضافة إلى الطمس الذي لحق بعدد لا بأس به من الأوراق نتيجة الرطوبة مما اقتضى استدراكه من بقية النسخ.

وبالمناسبة ننوه هنا إلى أنه من الواجب العناية بالمخطوطات التراثية لأنها ثروتنا العلمية النادرة نهدرها بأيدينا إن لم نسارع بمعالجة آثار الرطوبة والحشرات عليها.

إن من أهم ما يلاحظ على هذه النسخة كونها" مسودة» ، وقد أشار إلى ذلك مؤلفها في اللوحة (١٠٠) ولعل ما يؤكد ذلك ما يلاحظ من كثرة ما شطب من المتن وجرى استدراكه على الحاشية.

ويظهر أن المؤلف قد حرص على التمييز بين أخبار كل سنة على حدة والتزم ذلك فيما يخص الحوادث بعد سنة ١٠٧٠ ه‍ فقد دون دخول السنوات المتتابعة بخط أحمر مغاير إضافة إلى أول كلمة من أوائل الأخبار

١٢١

في كل منها ، وكذلك اسم الشريف المتولي كاملا إضافة إلى العناوين الجانبية تمييزا لها عن بقية ما ورد في المتن.

كما يلاحظ أن بعض الحواشي وهو نادر جدا بخط غير المؤلف وهي على ما يبدو من تعليقات مالك النسخة أو من قرأها ، وقد أشرنا إلى ذلك في محله في الهوامش.

كما يلاحظ أنه كان للمؤلف بعض محاولات الترقيم في النص.

١٢٢

١٢٣

١٢٤

١٢٥

١٢٦

١٢٧

١٢٨

١٢٩

١٣٠

١٣١

النسخة (ب) :

هي نسخة الشيخ عارف حكمت (١) ، التي كتبها بخطه وذيلها بإمضائه سنة (١٢٦١ ه‍ / ١٨٤٥ م) ، وهي نسخة محفوظة أصلا في مكتبة المتحف طوب قبوسراي في استانبول تحت رقم (٥٢٠) ، ويوجد نسخة مصورة منها في مكتبة المخطوطات بمركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة تحت رقم (٤٢٦ تاريخ) كإحدى نسخ المقابلة ، والأصل فيها نسخة كاملة كتبت بخط فارسي دقيق لين. وهي واضحة في الأعم الأغلب ، وهي بخط الحاجي عارف حكمت ، وكان الفراغ من تحريرها سنة ١٢٦١ ه‍ / ١٨٤٥ م ومسطرتها ١٧ ٢٤ سم. كل لوحة منها تتألف من فتحتين كل منها يحتوي على ٢١ سطرا ، كل سطر منها يتألف من ٨ إلى ١٠ كلمات ، ومجموع أوراقها (٤١٧) ورقة.

وتستمر هذه النسخة في معلوماتها حتى بداية عام ١٠٩٧ ه‍ / ١٦٨٥ م. أي تشمل الجزء الأول والثاني فقط.

__________________

(١) هو أحمد عارف حكمت بن إبراهيم بن عصمت بن إسماعيل رائف باشا الرومي الحنفي شهاب الدين ، وينتهي نسبه إلى الحسين بن علي رضي‌الله‌عنه. تركي المنشأ مستعرب فقيه ومؤرخ ، ولي القضاء في القدس ومصر والمدينة المنورة ، انتهى به الصعود إلى تولي مشيخة الإسلام في الأستانة. اشتهر بخزانة كتبه العظيمة الموقوفة في المدينة المنورة ، تعرف اليوم بمكتبة عارف حكمت. توفي سنة ١٢٧٥ ه‍. من مؤلفاته : الأحكام المرعية في الأراضي الميرية ، ومجموعة تراجم لعلماء القرن الثالث عشر ، وله ديوان شعر مطبوع بالعربية والتركية والفارسية. انظر ترجمته في : البغدادي ـ إيضاح المكنون ١ / ٣٧ ، ٢ / ٤٣٨ ، هدية العارفين ١ / ١٨٨ ، ٥٥٣ ، الكتاني ـ فهرس الفهارس ١ / ١٢٣ ـ ١٢٥ ، الزركلي ـ الأعلام ١ / ١٤١ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ١ / ٢٥٧.

١٣٢

ومما يلاحظ على هذه المخطوطة أن أكثر فتحات الأوراق الواقعة في الجهة اليمنى (أ) قد حفلت بالكثير من الضبابية وعدم وضوح رسم الكلمات مما اضطرني إلى الإشارة إلى ذلك في ثنايا البحث ، ولعل ذلك مما يبدو بسبب سوء التصوير. ويلاحظ أيضا أن ناسخها اعتاد على رسم بعض الأحرف بشكل مغاير لما جرت به القاعدة في رسم الحروف العربية ، فهو يستخدم بعض الأحرف الفارسية في ثنايا النصوص ، فهو يرسم حرف الهاء بشكل مغاير للمعروف لدينا ، وقد سار على هذا النسق في جميع لوحات النص ، إضافة إلى كتابة التاء المربوطة بدلا من الهاء في كل كلمة نهايتها الهاء وبالعكس.

كما أنه اعتاد على وضع ألف زائدة بين الألف ولام التعريف إذا سبقها حرف الباء مثل : «باالمحل» (١) ، «باالخروج» (٢) ، «باالحطيم» (٣) ... إلا ما ندر ، وقد توقف عن ذلك في بعض لوحات غير أنه عاد بعدها إلى الالتزام بهذا الخطأ.

وقد جرى تصويب ذلك واستدراكه والإشارة إليه في بداية الأمر غير أن كثرته وتكراره دفعنا إلى تصويبه دون تكرار الإشارة إليه في موضعه ، والاكتفاء بملاحظة ذلك في الدراسة.

كما احتوت النسخة على أخطاء كثيرة في الشكل والإعجام ، فهو يجعل للقاف نقطة مفردة ، في حين يجعلها اثنتان في الفاء. كما أنه يخلط كثيرا بين التاء والنون.

__________________

(١) انظر لوحة (٢١٠) من ب.

(٢) انظر لوحة (٢١١) من ب.

(٣) انظر لوحة (٢١١) من ب.

١٣٣

١٣٤

١٣٥

١٣٦

١٣٧

النسخة (ج) :

هي نسخة أبي الفيض وأبي الإسعاد عبد الستار الصديقي الحنفي الدهلوي (١) ، التي كتبها بخطه وهي نسخة محفوظة في مكتبة الحرم المكي الشريف برقم (٣٠ دهلوي) ، لم يذكر تاريخ انتهائه من نسخها.

وعمل الناسخ على تجزئة الكتاب إلى ثلاثة أجزاء. يتألف الجزء الأول من ٣٥١ صفحة. يبدأ بورقة مكتوب فيها :

الوقف لله عزوجل بالمكتبة الفيضية المبار كشاهوية البكرية حرسها رب البرية عن كل آفة وبلية بجاه خير البرية.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد : فهذه زبدة من منايح الأخبار

__________________

(١) هو عبد الستار بن عبد الوهاب بن خدايار بن عظيم بن حسين يار بن أحمد يار المبار كشاهوي البكري الصديقي الحنفي الدهلوي. ولد بمكة سنة ١٢٨٦ ه‍ / ١٨٦٩ م ، وحفظ القرآن ثم التحق بالمدرسة الصولتية ، واصل تعليمه بالمسجد الحرام آخذا عن أكابر العلماء ، تخرج بعدها ليدرس بالمسجد الحرام علوم الدين. كان عالما بالتراجم ، توفي بمكة سنة ١٣٥٥ ه‍ / ١٩٣٦ م. وكان قد جعل مكتبته وقفا قبل مماته فنقلت مع مؤلفاته إلى مكتبة الحرم. من مؤلفاته : فيض الملك المتعالى بأنباء أوائل القرن الثالث عشر والتوالي ، وأعذب المواريد في برنامج كتب الأسانيد ، وسرد النقول في تراجم الفحول ، وولاة مكة بعد الفاسي جعله ذيلا لشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام للتقي الفاسي ، وطبع ملحقا به ، والأزهار الطيبة النشر في ذكر الأعيان من كل عصر مرتب على الطبقات ، وبغية الأديب الماهر ، ونثر المآثر فيمن أدركته من الأكابر. انظر ترجمته هذه في : عبد الجبار عمر ـ دروس من ماضي التعليم وحاضره بالمسجد الحرام ، ط ١ ـ دار ممفيس للطباعة ١٣٧٩ ه‍ ص ١٦٥ ـ ١٦٩ ، الزركلي ـ الأعلام ٣ / ٣٥٤ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ٥ / ٢٢١ ، ٢٢٢.

١٣٨

ونبذة من روايح العلماء الأخيار ... وختمه ومدحه كثير بعدة مدايح والله أعلم.

ثم استدرك على الحاشية السفلى للمخطوط جملة فولى ابنه ، كما ذيله بفهرست ذكر فيه جميع محتويات هذا الجزء. وينتهي هذا الجزء بسنة ٨٢٨ ه‍.

ويتألف الجزء الثاني من (١٩٨ لوحة) (٣٨٠ صفحة) في حين يتألف الجزء الثالث من (١٢٥ لوحة) أي (٢٥٠ صفحة) بدأه بأحداث سنة ١٠٩٧ ه‍ / ١٦٨٥ م ، وختمه بأحداث نهاية سنة ١٠٢٤ ه‍ / ١٧١٢ م.

ويظهر أن الصفحة الأولى منه قد جرى نسخها وإضافتها إلى الأصل في تاريخ متأخر عن تاريخ النسخ ، فهي مكتوبة بخط مغاير في حين أن نسخة مركز البحث العلمي بمكة كاملة.

والنسخة كتبت بخط الثلث الرقيق ومقياس أوراقها ٢١ ٣٠ سم يتألف كل منها من ٢٢ سطرا ، كل سطر منها يتألف من ٨ ـ ١٣ كلمة ، بدأه بجملة بسم الله الرحمن الرحيم ومدحه.

وفي النسخة الكثير من الإضافات التي أضافها الناسخ في المتن وبشكل خاص في الجزء الثاني مع إشارته إلى ذلك بقوله ، قال أبو الفيض والاسعاد ، والبعض الآخر لم يشر إليه ـ وهذه من المآخذ التي تؤخذ عليه ، وكان من المفروض أن يضعها على الحواشي ـ وبعض الاستدراكات في الحواشي ، ووضع العناوين الجانبية ، وقد أشرنا إلى كل ذلك في الهوامش ، وقد اصطلحنا على الإشارة إليها في ثنايا التحقيق بالنسخة (ج).

١٣٩

ويلاحظ التشابه بين هذه النسخة والنسخة التي قبلها ، أي النسخة (ب) في معظم أوراقها ، ويبدو أن الدهلوي اعتمد على نسخة (ب) أو نسخة أخرى قريبة منها حيث أنه ختم هذا القسم من المخطوط بقوله :

«وإلى هنا ما وجدته في النسخة المنقول منها المنسوخة من المدينة المنورة الموجودة بمصر المحمية والحمد لله على ذلك. أ. ه. أبو الفيض والاسعاد عفى عنه».

ويستشف من دراسة النسخة (ج) أن ناسخها الدهلوي كان يميل إلى الدولة العثمانية ، وهذا شأن مؤرخي مكة في ذلك الوقت فيفخمها كثيرا ، وإلى الدعاء للأموات والطلب منهم ، حيث ذكر في لوحة (٤٨) ما نصه :

«فعمر بها قبة سيدي محيي الدين بن العربي رحمه‌الله تعالى ، ونفعنا به». في حين يمكن القول بأن ناسخ (ب) قد التزم جانب الحياد مع خدمته للدولة العثمانية.

١٤٠