منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ١

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ١

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتور جميل عبدالله محمد المصري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN: 9960-03-367-8
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٥٥٦

١٤١

١٤٢

١٤٣

١٤٤

١٤٥

١٤٦

١٤٧

النسخة (د):

هي نسخة محفوظة في مكتبة جامعة لايدن بهولندا جرى تصويرها لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ، وهي من الأفلام المحفوظة في مكتبتها المركزية ، وتحمل الرقم (١٠٦٤٨ / ف).

والأصل فيها نسخة كاملة كتبت بخط ديواني واضح في الأعم الأغلب وأسفل بعض الأوراق غير واضحة بسبب مشكلات التصوير.

لم يدون ناسخها اسمه في آخرها ، ولا تاريخ فراغه من تحريرها.

تتألف من (١٦٤ لوحة) ، كل لوحة تتألف من صفحتين مسطرتها ٢١ ٥ ، ١٢ سم ، كل منها يحتوي على عدد من الأسطر يتراوح بين ٣٢ ـ ٣٦ سطرا يتألف السطر من ١٦ ـ ١٧ كلمة.

تكون الجزء الأول من ٧٦ ورقة ، في حين ضم الجزء الثاني حتى ١٦٤ ولا تضم الجزء الثالث.

يلاحظ على هذه النسخة الكثير من الأخطاء الإملائية وخاصة في القصائد الشعرية ، كما ترك الناسخ مكان بعض الكلمات والجمل بياضا ، كما يكثر فيها السقط وأخطاء النسخ.

١٤٨

١٤٩

١٥٠

١٥١

١٥٢

ومن الملاحظات العامة الهامة على النسخ : تكاد النسخ الأربع تشترك في أن اللوحة الأولى تبدأ بذكر البسملة ومقدمة الكتاب. ولا يجعل النساخ لدخول السنوات أو بداية المواضيع سطرا مستقلا ، ولكنها تكتب بخط متميز عن بقية المحتويات. كما أثبت النساخ تعقيبة بين أوارق المخطوطات حيث أثبتوا في أسفل الورقة اليمنى وعلى جهة اليسار بخط صغير مائل اللفظة التي يبدأ بها وجه الورقة التالية والمقابلة للورقة اليمنى ، مما يسهل تمييز السقط إن حصل بين الأوراق.

كما أنها تشترك في رسم الألف المقصورة ياء في : «إلي» ، «هدي» ، «جمادي» ، «يري». أو رسمها ياء وألف مقصورة في آن واحد مثل : «الأولي» ، «علي» ، «تري».

وفي معظم الأحيان توضع الهمزة في آخر الكلمة على الألف بدلا من وضعها على السطر ، مثال ذلك : «جأ» ، «شأ». وأحيانا تحذف الهمزة حيث يكون ذلك جزءا من رسمها مثال : «شا» ، «الامرا» ، «ما».

كذلك فكثيرا ما يهمل وضع الهمزة التي في أول الكلمة أو المتوسطة والمتطرفة ، مثال ذلك : «التاييد» ، «ياخذ» ، «ان» ، «اجاز» ، «الروية» ، «قرا».

وترسم الهمزة المتوسطة المكسورة ياءا في أكثر المواضع مثال : «الرياسة» ، «مدايح». أو تكتب ياءا وهمزة في آن واحد ، مثل : «للغائة» ، «ثمانمائة».

وكذلك توضع ألف الجماعة في فعل المضارع المفرد في كثير من

١٥٣

الأحيان مثل : «تشكوا» ، «يدعوا».

ويكتب الفعل الماضي المعتل الآخر بالألف الممدوة بدلا من الألف المقصورة في كثير من الأحيان وخاصة في الشعر ، مثل : «رمى» ، «استدعا» ، «سبا».

وأحيانا تثبت حرف الألف في كلمة «ابن» رغم وقوعها بين علمين ، وأحيانا تثبت بدون الألف مع وجودها في بداية الكلام وليست بين علمين.

والنسخ جميعها مضطربة الترقيم للوحات ، ويبدو أن معظم الترقيم من أصحاب التملكات.

كما كتبت الأعداد بشكل مغاير لقواعد العدد في اللغة في أكثر الأحيان ، كما أن النسخ تكاد تخلو من الضبط والشكل والنقط والفواصل ، في حين تكثر الحواشي وخاصة في الجزء الأول والثاني. ويقل ذلك في الجزء الثالث الذي يوجد في نسختين فقط (أ) ، (ج).

وأما السقط والأخطاء اللغوية والنحوية والتصحيف فكثير وخاصة في النسختين (ب) ، (د).

١٥٤

ثالثا : منهج التحقيق :

الطريقة المتبعة في مقابلة النص :

من القواعد العامة المتفق عليها بين الباحثين في تحقيق كتب التراث مقابلة النص ، ومقابلة النص تعني مقابلة نسخ المخطوط المختلفة بعضها على بعض من أجل ضبط النص المطلوب وتصحيحه.

ولما كان معظم المخطوطات العربية مكون من عدد غير قليل من النسخ كان لا بد من معرفة المهم منها واعتباره المصدر الأساسي لباقي النسخ الأخرى ، واعتبار الباقي نسخا ثانوية (١). ولهذا وضعت هذه النقاط في الاختيار والمفاضلة بين النسخ من حيث الأهمية :

١. نسخة خط المؤلف.

٢. النسخة التي أملاها المؤلف على تلميذه أو تلاميذه.

٣. النسخة التي قرأها المؤلف بنفسه وكتب بخط يده ما يثبت قراءته لها.

٤. النسخة التي قرئت على المؤلف ، وأثبت بخط يده سماعه لها.

٥. النسخة المنقولة على نسخة المؤلف.

٦. النسخة المقابلة على نسخة المؤلف.

٧. النسخة المكتوبة في عصر المؤلف ، وعليها سماعات من العلماء

__________________

(١) مطاع الطربيشي ـ في منهج تحقيق المخطوطات ـ دار الفكر ، ط ١ ـ دمشق ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م ص ٤٠ ـ ٤٣ ، عبد السلام هارون ـ تحقيق النصوص ونشرها ، ط ٤ ـ ١٣٩٧ ه‍ / ١٩٧٧ م ص ٢٩ ـ ٣٥.

١٥٥

مثبتة بخطوطهم.

٨. النسخة المستنسخة في عصر المؤلف وليس عليها سماعات.

٩. النسخة المكتتبة بعد عصر المؤلف وليس عليها سماعات.

كل هذا إذا كانت النسخة أو النسخ مؤرخة ، ولم يعارض ذلك اعتبارات أخرى ، فقد جعل بعض النسخ أولى من بعض في الثقة والاطمئنان كصحة المتن ودقة الكاتب وقلة الإسقاط (١).

وطريقة المقابلة المتبعة بعد ذلك هي :

١. اعتماد النسخة الأصل هي النص الأساسي للمخطوط.

٢. الرمز للنسخة الأصل ب (أ) أو (صل) أو (أصل) أو بأي رمز آخر يشير إليها ، ويرمز لبقية النسخ بما يشير إليها وفق التسمية التي يختارها الباحث كنسبة النسخة إلى الناسخ أو المدينة أو المكتبة الموجودة بها.

٣. يكتب الباحث الفروق بين النسخة الأصل والنسخ الأخرى في الهامش مسبوقة بالرمز للنسخ (٢).

وهذه الفروق بين النسخ تكون في الزيادة والنقصان أو الخطأ أو التحريف أو التصحيف ، ولها أيضا بعض القواعد التي يجب أن تتبع إذا كانت الزيادة في الأصل فقط ، وبعض النسخ يرقم أمام الزيادة من دون أن توضع بين الخطين العمودين ، ويهمش أمام الرقم الهامشي لكتابتها بين

__________________

(١) عبد الهادي الفضلي ـ تحقيق التراث ـ مكتبة العلم ، ط ١ ـ جدة ١٩٨٢ م / ١٤٠٢ ه‍ ص ١٠٤ ، عبد السلام هارون ـ تحقيق النصوص ونشرها ص ٣٧ ـ ٣٨.

(٢) عبد الهادي الفضلي ـ تحقيق التراث ص ١٤٨.

١٥٦

الخطين العمودين المتوازيين [الحاصرتين] ، ويشار إلى عدم وجودها في النسخ الأخرى.

وإن كانت الزيادة في غير الأصل ، وكان سياق النص يقتضيها فتوضع في الأصل بين الخطين ، ويرقم بعدهما ، ويهمش بالإشارة الى النسخة التي فيها الزيادة.

أما إذا كان سياق النص لا يقتضيها ، فيرقم في موضعها ويهمش بذكر الزيادة والإشارة إلى النسخة الموجودة بها.

٤. وإن كان الفرق في الخطأ أو التحريف أو التصحيف فتتبع طريقتان هما :

الطريقة الأولى : أن يبقي الكلمة في النص (متن الكتاب) على ما هي عليه من تصحيف أو تحريف أو خطأ وترقم ويذكر صوابها في الهامش.

الطريقة الثانية : هي أن تصحح الكلمة في النص وترقم وتذكر في الهامش على هيئتها من التصحيف أو التحريف أو الخطأ (١).

هذه بعض القواعد العامة التي استقيتها من بعض المراجع في مقابلة النصوص ، وبالنسبة لما اتبعته فقد اتبعت الطريقة المذكورة آنفا في مقابلة النص حيث قابلنا النسخ (ب) ، (ج) ، (د) بالنسخة (أ) من المخطوط وهي كما سبق أحدهما بخط السنجاري نفسه ، وقد أكمل نسخ جزء كبير منها الحضراوي.

__________________

(١) انظر : عبد الهادي الفضلي ـ تحقيق التراث ص ١٤٩ ـ ١٥٠ ، ١٦٥.

١٥٧

ونظرا لاشتراك المؤلف في نسخ بعضها فقد اعتبرناها النسخة الأم في التحقيق وأعطيناها الرمز (أ) حيث أنها لا بد وأن قوبلت بنسخة بخط المؤلف حيث أنها تتم خطه.

وتبعنا في حالة الزيادة والنقصان الطريقة التالية وهي :

١. إذا كانت الزيادة في الأصل (أ) دون النسخ الأخرى أشرنا إلى ذلك بوضع إشارة على الزيادة وأشرنا إلى ذلك في الهامش ، سقط من النسخة ، ونشير إلى رمزها.

أما إذا كان النص لا يقتضي الزيادة ، فترقم فقط ويذكر ذلك في الهامش. وإذا كانت الزيادة في نسخة أخرى نثبتها بين [حاصرتين].

٢. وفي حالة الخطأ أو التحريف أو التصحيف فلقد اتبعنا الطريقة التالية وهي : تصحيح الكلمة في النص والإشارة إلى ذلك في الهامش مع وضعها على هيئتها من التحريف أو التصحيف أو الخطأ.

وأما في حالة الأبيات الشعرية ، فقد اكتفينا بإيراد التصحيح في الهوامش دون المتن إلا إذا كان يؤثر ذلك في المعنى ، كما اتبعنا في مقابلة النص أخذ الرسم الصحيح لبعض الكلمات من النسخ الأخرى أو إحداها مثل لفظ مولانا والتي كتبت في (أ) «مولنا».

وكذا في الكلمات مثل «اسحق» ، «هرون» ، «اسمعيل» ، كتبناها برسم الإملاء الحديث (١).

__________________

(١) أشرنا هنا إلى هذا ولم نشر إلى ذلك في التحقيق لكثرته.

١٥٨

الهوامش والتعليق :

ظهر في علم تحقيق المخطوطات العربية رأيان :

رأي يرى الاقتصار على إخراج النص مجردا من كل تعليق.

والرأي الثاني : يرى أنه من الأفضل توضيح النص بوضع الهوامش والتعليقات ، واثبات الاختلافات بين النسخ ، والتعريف بالأعلام والأماكن والمصطلحات ، وشرح ما يحتاج إلى شرح وتوضيح.

وقد أخذنا بالرأي الثاني لأسباب عديدة منها :

* ندرة النسخ الخطية العربية من التصحيف والتحريف.

* معظم المخوطات العربية لم تصل إلينا بخط مؤلفيها ، وإنما هي بخط النساخ المختلفين في مستوى الثقافة والمعرفة.

* إن جمهرة المؤرخين والنساخ لم يعنوا بالإعجام ووضع الحركات الموضحة للنص.

* افتقار المؤلفين والنساخ إلى وحدة كتابية واحدة مما يؤدي إلى التباين في رسم الكلمات (١). لذا كان لا بد من الهوامش والتعليق.

وقد سرنا في التهميش والتعليق على هذه النقاط :

* عزو الآيات القرآنية الكريمة إلى سورها مع تمييزها عما في النص أو الهامش وتخريج الأحاديث النبوية الشريفة والأقوال والأمثال الواردة في النص.

__________________

(١) انظر بالتفصيل : عواد معروف ـ ضبط النص والتعليق عليه ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨٢ م ص ٧.

١٥٩

* تفسير ما يكون قد غمض أو شكّ في معناه من الكلمات (غريب الألفاظ) ، بالرجوع إلى المعاجم اللغوية وخاصة ابن منظور في كتابه لسان العرب ، أو القاموس المحيط ، أو المعجم الوسيط.

* الرجوع إلى المعاجم الجغرافية القديمة والحديثة في تحديد أماكن بعض المدن والقرى التي مر ذكرها في النص.

* متابعة الأبيات الشعرية التي وردت في النص بالرجوع إلى الدواوين الأصلية للشعراء ، وإرجاع نسبتها إلى قائليها حيث أمكن ، ومقارنتها بما في الدواوين أو المصادر ، حيث جرى استدراك الكثير من الأخطاء الإملائية واللغوية وتفسير معاني الكلمات الغامضة. كما تم تقويم الكثير مما حصل في القصائد من خلل في الوزن. وتمت الإشارة إلى الأخطاء الواردة في الحواشي. كما ذكرت المصادر التي تم الاستدراك على أساسها. كما قمنا بالتعليق عليها حيث يلزم ، وخاصة على ما ورد بها من مبالغات وانحرافات ، والتي يقع فيها الشعراء عادة.

* التعريف بالأعلام والجماعات والقبائل والكتب التي وردت في ثنايا الكتاب في الهامش بالقدر الذي يقوم النص ، ويتيسر الوقوف عليه.

* تفسير بعض المصطلحات التاريخية والحضارية المختلفة الواردة بالنص.

* مقارنة النص ببعض الكتب المخطوطة أو المطبوعة التي أوردت بعضا من المادة التاريخية ، (السابقة أو اللاحقة) ، كتاريخ العصامي سمط النجوم العوالي ، وكذا محمد علي الطبري في إتحاف فضلاء الزمن ، وعبد الله غازي في إفادة الأنام ، وغيرها وهي كثيرة.

١٦٠