منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ١

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ١

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتور جميل عبدالله محمد المصري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN: 9960-03-367-8
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٥٥٦

الخزاعي (١) عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما قال (٢) :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (يوم فتح مكة : ان هذا البلد حرام ، حرمه الله يوم خلق السموات والأرض ، وأنه لم يحلّ فيه القتال لأحد قبلي ، ولم يحلّ لي إلا ساعة من النهار ، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ، لا يعضد شوكه ، ولا ينفر صيده ، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها ، ولا يختلا خلاه.

قال : فقال له العباس : إلا الإذخر (٣) يا رسول الله ، فإنه لقينهم وبيوتهم. فقال : إلا الإذخر» ـ أخرجاه في الصحيح بالمعنى (٤) ـ

__________________

(١) في (ج) «القاضي». وأضاف الناسخ في الهامش" في نسخة أخرى الخزاعي».

(٢) انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ١٠٧ ، الفاكهي ٢ / ٢٤٦ ، رقم ١٤٤٢ ، ورقم ١٤٤٥ وإسناده حسن ٢ / ٢٤٥.

(٣) الأذخر : نبت طيب الرائحة.

(٤) انظر : صحيح البخاري ١ / ٢٠٥ ، فتح الباري ٥ / ٣٧٢ ، صحيح مسلم ٩ / ١٢٨. كما رواه أبو داود ٢ / ٢٨٥ ، والترمذي ١ / ١٣٥ ، والبيهقي ٥ / ١٧٧ ، ١٩٥.

عن ابن عبّاس رضي‌الله‌عنهما أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (قال :

«لا يعضد عضاهها ولا ينفّر صيدها ولا تحلّ لقطتها إلا لمنشد ولا يختلى خلاها فقال عبّاس يا رسول الله إلا الإذخر فقال إلا الإذخر». البخاري حديث رقم ٢٤٣٣.

عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه قال : لما فتح الله على رسوله (مكة قام في الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن الله حبس عن مكة الفيل ، وسلط عليها رسوله والمؤمنين ، فإنها لا تحل لإحد كان قبلي ، وإنها أحلت لي ساعة من نهار ، وإنها لن تحل لأحد بعدي ، فلا ينفّر صيدها ، ولا يختلى شوكها ، ولا تحل ساقطتها إلا لمنشد ، ومن قتل له قتيل فهو يخير النظيرين إما أن يفدى ، وإما أن يقد». فقال له العباس : إلا ال إذخر ، فإنا نجعله لقبورنا وبيوتنا. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إلا الإذخر. فقام أبو شاه من أهل اليمن فقال : أكتبوا لي يا رسول الله. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أكتبوا لأبي شاه.

قلت (أي الوليد بن مسلم) للأوزاعي : ما قوله أكتبوا لي يا رسول الله؟. قال :

٢٢١

ويشهد للأول ظاهر قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً) (١). وحديث عبد الله بن زيد بن عاصم أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (قال : «إن إبراهيم حرم مكة وأنا حرمت المدينة». [في الصحيحين](٢).

وأجيب في الآية : بأنه إنّما سأل أن يجعل ذلك البلد الحرام آمنا من الجدب والقحط ، وأن يرزق أهله من الثمرات.

قلت : وبمعنى حديث أبي هريرة ما رواه أبو شريح خويلد بن عمر الخزاعي العدوي (٣) أنه قال لعمرو بن سعيد (٤) بن العاص وهو يبعث البعوث إلى مكة : ائذن لي أيها الأمير ، أحدثك قولا قام به رسول الله

__________________

هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. البخاري ـ حديث رقم ٢٤٣٤. انظر : فتح الباري ٥ / ٣٧٢ ـ ٣٧٣.

(١) سورة إبراهيم الآية ٣٥.

(٢) عن عبد الله بن زيد رضي‌الله‌عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (قال :

«إن إبراهيم حرّم مكة ودعا لها ، وحرّمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة ، ودعوت لها في مدّها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم عليه‌السلام لمكة». رواه البخاري ٤ / ٣٤٦ رقم ٢١٢٩ ، ومسلم حديث رقم ٣٦٠ ، وفي مسند أحمد ٤ / ٤ ، والبيهقي ـ دلائل النبوة ٢ / ٥٦٩ ـ ٥٧٠ ، السنن الكبرى ٥ / ١٩٧. انظر : صالح بن حامد الرفاعي ـ الأحاديث الواردة في فضائل المدينة ص ٤٧.

وعن جابر بن عبد الله رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إن إبراهيم حرّم مكة ، وإني حرّمت المدينة ما بين لابتيها ، لا يقطع عضاها ، ولا يصاد صيدها». رواه مسلم رقم ١٣٦٢ ، والطبري في تفسيره ٣ / ٤٨ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٥ / ١٩٨.

(٣) رواه البخاري ١ / ١٩٧ ـ ١٩٨ ، ومسلم ٩ / ١٢٧ ، وأحمد في مسنده ٤ / ٣١. والفاكهي في أخبار مكة ٢ / ٢٦٧ رقم ١٤٩٣ مع اختلاف في بعض الألفاظ.

(٤) في (ب) «سعد». وهو خطأ. فعمرو بن سعيد الأشدق كان واليا على المدينة أثناء حركة ابن الزبير رضي‌الله‌عنهما.

٢٢٢

صلى‌الله‌عليه‌وسلم / الغد من يوم (١) الفتح ، سمعته أذناي ، ووعاه قلبي ، وأبصرته عيناي / ١٤ حين تكلم به ، انه حمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال :

إن مكة حرمها الله ، ولم يحرمها الناس ، فلا يحل لامريء (٢) يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ، ولا يعضد بها شجرا ، فإن أحد ترخص بقتال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (فقولوا له : ان الله أذن لرسوله ، ولم يأذن لكم ، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار ، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس ، وليبلغ الشاهد الغائب.

فقيل لأبي شريح : ماذا قال لك؟!.

قال : ـ قال عاصم (٣) ـ : أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح ، إن الحرم لا يعيذ عاصيا ، ولا فارّا بدم ، ولا فارّا بخزية» (٤).

واستدل بهذا الحديث على تحريم القتل بمكة (٥) وبالحرم ، لكن نقل بعضهم الاتفاق على جواز إقامة الحدّ (٦) فيه على من أوقعه ، وخصّ الخلاف بمن قتل في الحلّ ثم لجأ إلى الحرم ، واستشكل بإطلاق الروايات.

وقال إمامنا الأعظم أبو حنيفة : «لا يقتل في الحرم حتى يخرج إلى الحلّ باختياره (٧) ، لكن لا يجالس ولا يكالم ، ويوعظ حتى يخرج».

__________________

(١) بياض في (د) «الغد من يوم».

(٢) في (ج) «لأحد». وذكر الناسخ في الهامش أن في نسخة أخرى «لامريء».

(٣) سقطت من (ب) ، (د).

(٤) بالأصل بخربة وفي «د» بجزية وهو تحريف والتصويب من مسند احمد ٢ / ٣٢.

(٥) سقطت من (ب) ، (د).

(٦) انظر : ابن الجوزي ـ مثير العزم ١ / ١٩١ ـ ١٩٢.

(٧) في (ب) «باختيار». وفي (د) سقط ما بعد «الحل ... مضطرا».

٢٢٣

وقال أبو يوسف : «يخرج إلى الحلّ مضطرا ، وفعله ابن الزبير.

وعن مالك والشافعي : تجوز إقامة الحدّ مطلقا ، لأن العاصي هتك حرمة رسول الله بارتكاب المعصية ، وأبطل ما جعل الله من الأمن.

ـ هذا في القتل ـ.

وأما القتال فقال الماوردي : [أن](١) من خصائص أهل مكة أن لا يحارب أهلها ، فلو بغى على أهلها العدو ، فإن أمكن ردّهم بغير قتال لم يجز قتالهم ، وإن لم يمكن إلا بالقتال ـ فقال الجمهور ـ يقاتلون ، لأن قتال البغاة من حقوق الله ، فلا يجوز (٢) إضاعتها. وقال آخرون : لا يجوز قتالهم ، بل يضيّق عليهم إلى أن يرجعوا إلى الطاعة.

قال النووي (٣) : وعلى الأول نصّ الشافعي.

وحمل الأصحاب الحديث على تحريم نصب القتال بما يعمّ كالمنجنيق / ١٥ ، بخلاف ما لا يعمّ به ، فإنه / يجوز تعاطيه عند الحاجة إليه.

قال ابن دقيق العيد (٤) :

__________________

(١) زيادة من (ب) ، (ج). في (أ) ، (ب) ، (ج) «لما ورد». والاثبات من (د).

(٢) في (أ) «تجوز». والاثبات من (ب) ، (ج) ، (د).

(٣) النووي : أبو زكريا محي الدين يحيى بن شرف بن مري بن حسن الحزامي الحوراني النووي نسبة إلى نوا من قرى حوران بالشام. شافعي توفي سنة ٦٧٦ ه‍. له كثير من المصنفات منها : تهذيب الأسماء واللغات ، ومنهاج الطالبين ، والمنهاج في شرح صحيح مسلم ، والتقريب والتيسير في مصطلح الحديث ، ورياض الصالحين ، والايضاح في المناسك ، ومختصر طبقات الشافعية لا بن الصلاح ، ومناقب الشافعي والمنثورات (في الفتاوي) ، وغيرها كثير. انظر : السبكي ـ طبقات الشافعية ٥ / ١٦٥ ، مقدمة تحقيق رياض الصالحين لشعيب الأرناؤوط (ص ١٣ ـ ٣٠) ، الزركلي ـ الاعلام ٨ / ١٤٩ ـ ١٥٠.

(٤) ابن دقيق العيد : محمد بن علي بن وهب بن مطيع أبو الفتح تقي الدين القشيري المعروف كأبيه وجده بابن دقيق العيد. من أكابر العلماء بالأصول ، مجتهد ـ

٢٢٤

«وهذا التأويل على خلاف الظاهر القوي الذي دلّ عليه عموم النكرة في سياق النفي في قوله عليه الصلاة والسلام : لا يحلّ لامريء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما.

وأيضا فإن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (بيّن خصوصية بإحلالها له ساعة من نهار ، وقال : (فإن أحد ترخّص بقتال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (فقولوا [له](١) ، إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم) (٢). فأبان بهذا أن المأذون للرسول فيه (لم يؤذن فيه لغيره. والذي أذن للرسول فيه) (٣) إنما هو مطلق القتال. ولم يكن قتال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (لأهل مكة بمنجنيق ولا غيره مما يعلم ـ كما حمل عليه الحديث في هذا التأويل. وأيضا في سياق الحديث ما يدل على أن التحريم لإظهار حرمة البقعة بتحريم مطلق القتال فيها وسفك الدم ، وذلك لا يختص بما يستأصل ، فهذا التخصيص ليس لنا دليل على تعيينه بعينه ، فلو أن أحدا أبدى تأويلا آخر لم يكن بأولى من هذا». ـ انتهى ـ.

وبقية البحث في المطولات ، فلا نطيل به (٤).

__________________

وقاضي ، اشتغل بمذهب الإمام مالك واتقنه ، ثم بمذهب الشافعي ، وأفتى في المذهبين ، وكان كثير الرحلة ، ولي قضاء الشافعية بمصر. توفي سنة ٧٠٢ ه‍. من تصانيفه :

أحكام الأحكام ، والإلمام بأحاديث الأحكام ، والإمام في شرح الإلمام ، وتحفة اللبيب في شرح التقريب ، وشرح الأربعين النووية ، وكتاب أصول الدين. انظر : ابن فرحون ـ الديباج ١ / ٣١٨ ـ ٣١٩ ، الزركلي ـ الاعلام ٦ / ٢٨٣ ، وأخوه موسى بن علي المعروف أيضا بابن دقيق العيد. توفي سنة ٦٨٥ ه‍ ، صاحب كتاب المغني في فقه الشافعية. انظر : الزركلي ٧ / ٣٢٥.

(١) زيادة من (ج) ، (د).

(٢) ما بين قوسين سقط من (د).

(٣) ما بين قوسين سقط من (د).

(٤) علق ناسخ (ج) بقوله : «وقد استوعبها العلامة القطب المكي في تاريخه

٢٢٥

[أماكن مكة ومزاراتها]

وبمكة أماكن كثيرة ومزارات مشهورة :

وقد ذكرها المؤرخون في مطولاتهم (١) وسيأتي ذكر بعضها في محل الحاجة. وقد حبّب إليّ أن أذكر شيئا من الفضائل هنا (٢) ترغيبا وتكثيرا للفائدة.

[فضائل الحرم]

وأما فضائل هذا الحرم (٣) ـ أعني مكة وما حولها ـ فمن ذلك ما روي عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما أنه قال : «حج الحواريون ، فلما بلغوا الحرم مشوا تعظيما».

وعنه رضي‌الله‌عنهما : «كانت الأنبياء يدخلون الحرم مشاة حفاة" (٤).

وعن جابر بن عبد الله رضي‌الله‌عنه : أن رسول الله / صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«لما عقرت ثمود الناقة ، وأخذتهم الصيحة ، لم يبق منهم أحد إلا رجلا كان في حرم الله عزوجل ، فمنعه الحرم».

فقالوا : «من هو يا رسول الله؟!».

__________________

ـ الاعلام ـ فارجع إليه ـ أبو الفيض».

(١) مثل الفاكهي ـ أخبار مكة ٤ / ٥ ـ ٨٥. وغيرها مما يليها من المجلد الرابع ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٤١٧ ـ ٤٦١ ، والعقد الثمين ١ / ٩٤ ـ ١٠٣ ، ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ٢٠٥ ـ ٢٠٧ ، ابن الضياء ـ تاريخ مكة المشرفة ٧٤ ـ ٧٥ ، علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ٦٨ ـ ٧٥.

(٢) في (ب) ، (د) «ههنا».

(٣) انظر : ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ١٠٦ ـ ١١٠. ذكر أكثر ما ذكره السنجاري.

(٤) في (ب) «حفاة مشاة».

٢٢٦

فقال : «أبو رغال أبو ثقيف ، فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه». ـ رواه مسلم (١) ـ.

وروي عن أبي (٢) عمرو الزجاجي من الصوفية : أنه أقام بمكة أربعين سنة ، لم يبل ولم يتغوط في الحرم (٣).

وقالوا : «ان من الإلحاد في الحرم أن تقول كلا والله ، وبلى والله».

وعن عمر رضي‌الله‌عنه : «ان احتكار الطعام بمكة للبيع الحاد» (٤).

وروي عن ابنه عبد الله مثل ذلك.

ويقال : ان الذنوب لتضاعف فيه كتضاعف الحسنات (٥) ، وان الإنسان ليؤاخذ بالسيئة في مكة ولو كان ساهيا عنها.

وعن عمر رضي‌الله‌عنه : «لأن أخطئ سبعين خطيئة (٦) [بركبة](٧) بغير مكة ، أحب إليّ من أن أخطئ خطيئة واحدة بها» (٨).

__________________

(١) في صحيحه كما رواه أبو حاتم وابن حبان في صحيحيهما ، وأحمد في مسنده. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ١١٧ وأخرجه أبو داود بالسنن برقم ٣٠٨٨ والبيهقي بالسنن ٤ / ١٥٦ وبالدلائل ٦ / ٢٩٧.

(٢) في (أ) سقطت «أبي». وفي (ج) «ابن عمرو الزجاجي». وهو خطأ والاثبات من (ب) ، (د). وانظر : شفاء الغرام ١ / ١١٦ ، والعقد الثمين ١ / ٤٢ ، والجامع اللطيف ١٠٧. وورد في جميعها «الشيخ أبو عمرو الزجاجي».

(٣) وهذا من مبالغات الصوفية. وفيه مخالفة لما كان يفعله الصحابة رضوان الله عليهم ، حيث كانوا يتخذون في بيوتهم بمكة المراحيض لقضاء حاجتهم!.

(٤) انظر : ابن الجوزي ـ مثير العزم ١ / ٣٣١ ـ ٣٣٢

(٥) انظر : الفاكهي ـ أخبار مكة ٢ / ٢٦٦ رقم ١٤٩٠. وجاء في (د): «وان الانسان ليؤاخذ بالسيئة في مكة ولو كان تائبا عنها».

(٦) في (أ) ، (ج) «خطية». والاثبات من (ب).

(٧) زيادة من (د) بدلا من «بغير مكة».

(٨) انظر : الفاكهي ٢ / ٢٥٦ رقم ١٤٦٥ ، واسناده منقطع. ونص الحديث كما

٢٢٧

فائدة : أفضل محل بالحرم بعد المسجد دار خديجة بنت خويلد (١) رضي‌الله‌عنها ، وهو بجانب جوار فاطمة رضي‌الله‌عنها ، وهو بزقاق الحجر على يمين الذاهب إلى المسجد الحرام ، وإلى جانبه محل يقال له قبة الوحي ، ويحيط بالجميع جدار فيه باب ينزل منه إلى هذه الأماكن ، الأول مما يلي يمين الداخل فهو مولد فاطمة ، وبجنبه بيت خديجة ، وإلى جانبه قبة الوحي ، وله زيت معين من زيت الحرم ، يسرج بها قناديل ثمة ، وله خادم بمعلوم معين ، ومدرس ، وتبيض المعمارية الواردة هذا المحل إذا احتاج إلى التبييض.

[أفضلية مكة على غيرها]

وأما الكلام على أفضلية مكة على غيرها ، وأن الصلاة بها أفضل من غيرها ففيه :

حديث عبد الله بن عدي بن الحمراء (٢) أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول

__________________

ـ في (د): «أن عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه قال : لئن أخطيء سبعين خطيئة بركبة أحب إلي من أن أخطيء خطيئة واحدة بمكة». وركبة صحراء واسعة بطريق نجد على بعد يومين من مكة. انظر : الفاكهي هامش صفحة ٢٥٦ من الجزء الثاني رقم ١٤٦٥ ، وياقوت ـ معجم البلدان ٣ / ٦٣.

(١) وهذه الدار مسكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (مع خديجة ، وفيها ولدت أولادها جميعا ، وفيها توفيت. ولم يزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (فيه ساكنا حتى هاجر إلى المدينة ، فأخذه عقيل بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه فيما أخذه. فاشتراه معاوية رضي‌الله‌عنه وهو خليفة فاتخذه مسجدا يصلى فيه ، وبناه بناء جديدا. انظر : الفاكهي ـ أخبار مكة ٤ / ٧ ـ ٨.

(٢) فصّل الفاسي في هذا الحديث. انظر : شفاء الغرام ١ / ١٢٠ ـ ١٢٧ ، والعقد الثمين ١ / ٤٣. وانظر : الجامع اللطيف لابن ظهيرة ص ٩٦.

ونص الحديث الصحيح : «والله إنك لخير أرض الله ، وأحبّ أرض الله إلى الله عز

٢٢٨

بمكة (١) (وهو على راحلته بالحزورة) (٢) :

«والله إنك / لخير أرض الله ، وأحب أرض الله إلى الله (٣) ، / ١٧ ولو لا أني أخرجت منك لما خرجت». ـ خرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان. وقال الترمذي حديث حسن صحيح ـ.

والحزورة «بفتح الحاء المهملة وزاي معجمة : الرابية الصغيرة (٤) ، والجمع حزاور ، وهي في أسفل مكة عند منارة المسجد التي تلي أجياد. والعوام يقولون عزورة ـ وهي تصحيف ـ.

وذكر الفاسي له أحاديث غير هذا في التحفة (٥) ثم قال :

«وحديث ابن الحمراء أصح هذه الأحاديث ، وهو حجة القائلين بأفضلية مكة على غيرها من الأماكن ، إلا ما اشتمل على جسده الشريف صلى‌الله‌عليه‌وسلم من القبر ، فهو أفضل من جميع بقاع الأرض بالإجماع ، على ما قاله

__________________

وجل ، ولو لا أنيّ أخرجت منك ما خرجت». ـ صحيح الترمذي ، وقال حسن صحيح ٣ / ٢٥٠ رقم ٣٠٨٢ ، وصحيح سنن ابن ماجه ٢ / ١٩٦ رقم ٢٥٢٣ ، ورواه أحمد في مسنده والنسائي ، وانظر الأحاديث الواردة في فضائل المدينة رقم ١٦٤ صفحة ٣٢٤.

(١) في (ب) «لمكة».

(٢) ما بين قوسين سقط من (ب). وكانت الحزورة سوق مكة بفناء دار أم هاني ، فدخلت في المسجد الحرام ، وقيل أنها الأكمة التي كانت بين باب أم هانيء وبين باب الوداع ، وقيل غيرها. ابن جاسر ـ مفيد الأنام ١ / ٢١٢.

(٣) في (ب) ، (ج) ، (د) «إليّ». وما في (أ) يوافق الحديث الصحيح.

(٤) الفيروز آبادي ـ القاموس المحيط ٢ / ٨.

(٥) والعبارة في (ب) «وذكر الفاسي في التحفة له أحاديث غير هذا» أي تحفة الكرام. وانظر شفاء الغرام ١ / ١٢٧.

٢٢٩

القاضي عياض (١) في شرح مسلم ، حتى من موضع الكعبة على ما صرح به أبو اليمن بن عساكر في كتابه الإتحاف (٢) ، ثم اختلف في مكة والمدينة أيهما أفضل بقطع النظر عما اشتمل على جسده الشريف صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فقال إمامنا الأعظم (٣) والشافعي وأحمد بن حنبل : إن مكة أفضل. وقال مالك : إن المدينة أفضل. واستدل كل بدليل مذكور في المطولات.

وقال العلامة ابن حجر في شرح المضرية (٤) بعد الكلام على هذا الحديث : «والحديث المعارض لذلك الذي يرويه مفضلوا المدينة المشرفة موضوع ، فما اعترض به إمام المالكية أبو عمر بن عبد البر (٥) وصرح بأن أفضلية مكة هي الحق عند من ألهم رشدا" (٦). ـ انتهى ـ.

__________________

(١) القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصبي السبتي. توفي سنة ٥٤٤ ه‍ ، عالم المغرب وامام أهل الحديث في وقته. ومن تصانيفه «الشفا بتعريف حقوق المصطفى» ، «وتريب المدارك وتقريب المسالك في معرفة أعلام مذهب الامام مالك» ، «وشرح صحيح مسلم». وغيرها. انظر : ابن الفرضي ـ تاريخ قضاة الأندلس ١٠١ ، الزركلي ـ الاعلام ٥ / ٩٩.

(٢) أي «اتحاف الزائر وإطراف المقيم للسائر» مخطوط من تصنيف عبد الصمد بن عبد الوهاب بن الحسن بن محمد بن عساكر الدمشقي ثم المكي من كبار المحدثين ، توفي سنة ٦٨٦ ه‍. انظر : شذرات الذهب ٥ / ٣٩٥ ، الزركلي ـ الاعلام ٤ / ١١.

قال ابن تيمية : لا يعرف أحد من العلماء فضل تراب القبر على الكعبة إلا القاضي عياض ، ولم يسبقه أحد إليه ولا وافقه أحد عليه. ابن جاسر ـ مفيد الأنام ١ / ٢١٤.

(٣) أي الامام أبي حنيفة النعمان.

(٤) وانظر : فتح الباري ١٥ / ٢٤٥ ـ دار الفكر ـ بيروت ١٤١٤ ه‍ / ١٩٩٣.

(٥) في النسخ ابن عمر بن عبد البر. والصحيح أبو عمر بن عبد البر ، وهو يوسف ابن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي المالكي ، من كبار حفاظ الحديث ، مؤرخ ، أديب ، بحاثة ، يقال له حافظ المغرب. من أشهر تصانيفه : الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، والكافي في الفقه ، وغيرها كثير. انظر : الزركلي ـ الاعلام ٨ / ٢٤٠.

(٦) في (ب) «رشده».

٢٣٠

ولا ريب أن مكة والمدينة أفضل من سائر البلاد ويليهما بيت المقدس.

وقال بعض المحققين : ان موضع الكعبة أفضل من سائر البقاع ـ أي بقاع المدينة ـ ما عدا موضع القبر الشريف ، ثم التفاضل فيما / بعد / ١٨ ذلك (١).

فائدة : قالوا : أفضل من مكة صف الجهاد وثغره عند الحنابلة ، ووجهه أن النفع المتعدى أفضل من القاصر (٢) ، ولذا كان مداد العلماء أفضل من دم الشهداء ـ كذا رأيته بخط بعض الأفاضل ـ فليتأمل!!.

[فضل الصلاة بمكة وفي مسجدها]

وأما فضل الصلاة بها وفي مسجدها :

ففيه حديث ابن الزبير رضي‌الله‌عنهما عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال (٣) :

«صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي». وفي بعض الروايات : «وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة». وفي بعضها : «وصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف».

__________________

(١) انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٧٩ ، فتح الباري ١٥ / ٢٤٥.

(٢) في (أ) «القاصي». والاثبات من (ب) ، (ج).

(٣) في (د) «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة في غيره فيما سواه إلا المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من ألف صلاة في غير مسجدي». انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ١٢٨ ـ ١٢٩ ، والعقد الثمين ١ / ٤٣. وذكر أنه روي في مسند الطيالسي. وعند البخاري : «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام». حديث رقم ١١٩٠ ، فتح الباري ٣ / ٣٨٣.

٢٣١

وروى الفاكهي بسنده إلى ابن عباس (١) رضي‌الله‌عنهما :

«من صلى في المسجد الحرام حول بيت الله الحرام في جماعة ، كتب الله خمسا (٢) وعشرين مرة مائة ألف صلاة ـ فتكون ألفي ألف ألف صلاة وخمسمائة صلاة ـ ومن صلى في غير المسجد الحرام [أو](٣) في بيته أو في أي الحرم ، كتب الله مائة ألف (٤) صلاة. قيل له ـ أو قال له رجل من التابعين ـ : عن رأيك هذا يا ابن عباس ، أو عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟!. قال : بل عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم». ـ انتهى ـ.

قال التقي (٥) : «وسنده فيه ضعف».

وروى (٦) أيضا بسنده إلى الحسن ومعاوية بن قرة قال :

«الصلاة في المسجد الحرام بألفي ألف صلاة وخمسمائة (٧) صلاة ، والصلاة في الحرم كله بمائة ألف صلاة». [انتهى](٨).

__________________

(١) الفاكهي ـ أخبار مكة ٢ / ٩٢ حديث رقم ١١٨٩ واسناده حسن. وحديث رقم ١١٩١ ، واسناده متروك كما ذكر المحقق عبد الملك بن دهيش. وانظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ١٢٩ ـ ١٣٠.

(٢) في الأصول «خمسة». والاثبات من الفاكهي ٢ / ٩٢ ، وفي شفاء الغرام ١ / ١٢٩ «خمسة». والمجموع الحقيقي يكون ٢٥ ٠٠٠ ، ١٠٠ ـ ٠٠٠ ، ٥٠٠ ، ٢ صلاة.

(٣) زيادة من النسخة (ب).

(٤) سقطت من (ب) ، (د).

(٥) الفاسي في كتابه شفاء الغرام ١ / ١٣٠.

(٦) أي الفاكهي في كتابه ـ أخبار مكة ٢ / ١٠٥ ـ ١٠٦ رقم ١٢٢٣ ، واسناده ضعيف جدا كما ذكر عبد الملك بن دهيش المحقق.

(٧) في الأصل «ألف». والتصحيح من (د) ومن الفاكهي ٢ / ١٠٦ ، والفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٨١.

(٨) زيادة من (ب) ، (د).

٢٣٢

وقد حسب النقاش (١) فضل صلاة واحدة في المسجد الحرام على مقتضى حديث تفضيل الصلاة فيه على غيره بمائة ألف فبلغت صلاة واحدة في المسجد الحرام / عمر خمس وخمسين سنة وستة أشهر وعشرين / ١٩ ليلة. وصلاة يوم وليلة وهي خمس صلوات عمر مائتي سنة وسبع وسبعين سنة وتسعة أشهر وعشر ليال».

وهل هذا الفضل يختص بالفرض أو يعم الفرض والنفل؟! :

فمذهبنا (٢) والمشهور من مذهب مالك أنه يخصها (٣) بالفرض. والتعميم مذهب الشافعي. ولا يسقط بهذا التضعيف الفوائت على ما توهمه بعض الجهال ـ قال الفاسي (٤) ـ.

وقال القاضي محمد جار الله بن ظهيرة في تاريخه الجامع اللطيف (٥) :

«إن هذا التفضيل بالنسبة إلى الرجال ، وأما النساء فالصلاة في البيوت لهن أفضل».

وقد اختلف العلماء في المسجد الحرام (٦) :

__________________

(١) ذكر الفاسي «النقاش المفسر» ـ شفاء الغرام ١ / ٨١ ، وفي فتح الباري ٣ / ٣٨٩ «المقري أبو بكر النقاش». وهو محمد بن الحسن بن زياد بن هارون النقاش ، كتب في علوم القرآن الكريم وتفسيره. أصله من الموصل ونشأ في بغداد وتوفي سنة ٣٥١ ه‍. انظر : الخطيب البغدادي ـ تاريخ بغداد ، الذهبي ـ سير أعلام النبلاء ، الزركلي ـ الاعلام ٦ / ٨١.

(٢) أي مذهب الامام أبي حنيفة ـ مذهب السنجاري.

(٣) في (ب) «يختصها». وفي (د) «يختص».

(٤) في شفاء الغرام ١ / ١٣٢.

(٥) ص ١٢١ ، وانظر الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ١٣٢. وظاهر هذا الكلام أن المسجد الحرام نفس المسجد. وقيل الحرم كله مسجد. ومع هذا فالحرم أفضل من الحل. ابن جاسر ـ مفيد الأنام ١ / ٥١٣.

(٦) انظر : شفاء الغرام ١ / ١٣٢.

٢٣٣

فقيل : مسجد الجماعة الذي يحرم على الجنب الإقامة فيه. ـ حكاه الطبري (١) ـ.

وقيل : المراد الحرم كله (٢). وقيل : المراد الكعبة خاصة.

وقيل : المسجد المعدّ للطواف.

وفي رسالة الحسن (٣) ما يقتضي تضاعف كل بمائة ألف. [وصوم يوم بمكة بمائة ألف ، وصدقة درهم بمائة ألف](٤) وكل حسنة بمائة ألف.

قال المحبّ الطبري (٥) : «ان فيما تقدم من أحاديث مضاعفة ثواب الصلاة والصوم دليل على اطراد التضعيف في جميع الحسنات إلحاقا بهما ، ويؤيده قول الحسن السابق». ـ انتهى ـ.

[المجاورة بمكة]

وأما المجاورة بها (٦) :

__________________

(١) انظر : شفاء الغرام ١ / ١٣٣.

(٢) الفاكهي ـ أخبار مكة ٢ / ١٠٦ رقم ١٢٢٤ وإسناده ضعيف ، ورقم ١٢٢٥ وإسناده حسن ، ورقم ١٢٢٦ وإسناده ضعيف جدا.

(٣) السابق ذكره برواية الفاكهي.

(٤) ما بين حاصرتين من (د).

(٥) انظر : شفاء الغرام ١ / ١٣٣ ، ومفيد الأنام ١ / ٩٦. والمحب الطبري هو : أحمد ابن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الطبري المكي الشافعي ـ محب الدين ، توفي سنة ٦٩٤ ه‍. من كتبه المطبوعة : القرى لقاصد أم القرى. انظر في ترجمته : الصفدي ـ الوافي بالوفيات ٧ / ١٣٥ ، السبكي ـ طبقات الشافعية ٨ / ١٨ ـ ٢٠ ، ابن العماد ـ شذرات الذهب ٥ / ٤٢٥ ، الزركلي ـ الاعلام ١ / ١٥٩ ، محمد الحبيب الهيلة ـ التاريخ والمؤرخون بمكة ٥٣ ـ ٥٨. ويشترط في حصول المضاعفة شرطان : الإخلاص لله في العمل ، والمتابعة للرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم. مفيد الأنام ١ / ٢١٦.

(٦) انظر في ذلك : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ١٣٥ ـ ١٣٦ ، العقد الثمين

٢٣٤

فمذهب إمامنا الأعظم (١) وطائفة من العلماء كابن رشد من المالكية وابن الطيب (٢) من الشافعية إلى كراهة المقام بها (٣). وذهب الشافعي وأحمد وغيرهما كأبي يوسف ومحمد من أئمتنا ، وابن القاسم من المالكية إلى استحبابه.

والفتوى عندنا على قول الصاحبين (٤) ـ رحمهما‌الله (٥).

والدليل على الاستحباب ما تقدم من (٦) حديث ابن الحمراء.

وقد جاور بها جماعة من الصحابة (رضي‌الله‌عنهم) ذكرهم المحب الطبري (٧) على حروف المعجم وهم :

(أ) الأسود بن خلف (٨) ، إياس بن زرقا (٩).

__________________

ـ ١ / ٥٥ ، ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ص ١٠٣.

(١) أي الامام أبي حنيفة النعمان.

(٢) لعله الطيب بامخرمة المؤرخ والفقيه والباحث من أهل عدن. توفي سنة ٩٤٧ ه‍. انظر : الزركلي ـ الاعلام ٤ / ٩٤.

(٣) وعلل الفاسي ذلك بقوله : «وذلك خوف الملل وقلة الاحترام لمداومة الأنس بالمكان وخوف ارتكاب الذنب والمعاصي». انظر : العقد الثمين ١ / ٥٥ ، شفاء الغرام ١ / ١٣٥.

(٤) أي أبو يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني.

(٥) سقطت من (ب).

(٦) تكررت «من» لدى الناسخ.

(٧) للمحب الطبري «معجم المجاورين من الصحابة». نقل عنه السنجاري هنا.

(٨) في الأرج المسكي ص ٦٥ «الأسود بن خلف بن إياس بن رزق البكري».

وهو خطأ. كما نقل عنه حفيده في الأرج المسكي ص ٦٥ ـ ٦٦ وفيه أخطاء لعل المحقق لم ينتبه لها. وهو الأسود بن خلف بن عبد يغوث القرشي الزهري ، ويقال الجمحي. انظر : ابن الأثير ـ عز الدين ـ أسد الغابة ١ / ١١٨ ، ابن حجر العسقلاني ـ الاصابة في تمييز الصحابة ١ / ٤٣.

(٩) لعله إياس بن عبد الله بن أبي ذباب الدّوسي.

٢٣٥

(ب) بشر بن سفيان (١) ، بهم بن أسيد (٢).

(ح) الحارث بن هشام (٣) ، حجر بن اهاب (٤) ، الحكم بن العاص (٥) [وحويطب](٦).

(خ) [خالد بن العاص](٧) بن خالد (٨) ، خويلد بن صخر (٩).

(س) سمرة المؤذن (١٠) ، سهيل بن عمرو (١١).

__________________

ـ سكن مكة. أسد الغابة ١ / ٢١٦. وانظر : ابن الجوزي ـ مثير العزم ٢ / ٢١٢.

(١) الاصابة في تمييز الصحابة ١ / ١٥١. وفي الأرج المسكي «بشر بن سفيان بن عبد العزى بن أسد» ص ٦٥.

(٢) في (د) «بهيم بن أسد». ولا ذكر له في الإصابة ، وفي أسد الغابة ، وفي الأرج المسكي.

(٣) الحارث بن هشام : لم يرد في أسد الغابة أو الاصابة أو الأرج المسكي من توفي بمكة بهذا الاسم.

(٤) لم يرد اسمه في أسد الغابة أو الاصابة وفي الأرج المسكي أبو حجر بن اهاب بن أبي العاص ص ٦٥.

(٥) الحكم بن أبي العاص الأموي : أسلم يوم الفتح. انظر : أسد الغابة ١ / ٥٨٨.

(٦) زيادة من (د) ، وهو حويطب بن خالد بن أسيد / مثير العزم ٢ / ٢١٢ وهو خطأ ، بن عبد العزى بن عامر بن لؤي القرشي العامري. الاصابة ١ / ٣٦٤. وذكر ابن الأثير وفاته بالمدينة. انظر : أسد الغابة ١ / ٦٣١ ـ ٦٣٢. وذكر في الأرج المسكي خالد ابن أسد بعد حويطب ص ٦٥.

(٧) ما بين حاصرتين زيادة من (د) ، وهو خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي. الاصابة ١ / ٤٠٨ ، أسد الغابة ١ / ٦٥٩.

(٨) هو خويلد بن خالد بن بجير الكناني. الاصابة ١ / ٤٥٨ ، أسد الغابة ١ / ٧١٧.

(٩) لم يذكره ابن الأثير ولا ابن حجر بين الصحابة.

(١٠) في مثير العزم «سمرة بن المؤذن» ٢ / ٢١٢. لعله يقصد سمرة بن لوذان الجمحي أخا أبي محذورة المؤذن ، توفي سنة ٧٩ ه‍ بمكة. انظر : الاصابة ٢ / ٨٠ ، أسد الغابة ٢ / ٣٢٣.

(١١) سهيل بن عمرو بن عبد شمس العامري القرشي خطيب

٢٣٦

(ش) شيبة (١) بن عثمان.

(ص) صفوان بن أمية (٢).

(ض) ضرار بن الخطاب (٣).

(ع) عامر بن وائلة (٤) ، عبد الله بن حبشي (٥) ، عبد الله بن الزبير ، عبد الله (٦) بن السايب ، عبد الله بن السعدي (٧) ، عبد الله بن أبي ربيعة (٨) ، عتاب بن أسيد (٩) ، عتبة بن أبي لهب (١٠) ، عثمان بن طلحة (١١) ، عثمان

__________________

ـ قريش. الاصابة ٢ / ٩٣ ، أسد الغابة ٢ / ٣٤٦.

(١) في (د) «شيبة بن عثمان. وفي (أ) ، (ب) ، (ج) " شعبة». فهو شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدري الحجبي من أهل مكة. أسد الغابة ٢ / ٣٩٩ ، الاصابة ٢ / ١٦١.

(٢) صفوان بن أمية بن خلف الجمحي ـ مات بمكة ـ الاصابة ٢ / ١٨٧ ، أسد الغابة ٢ / ٤٢٠ ـ ٤٢٢.

(٣) ضرار بن الخطاب بن مرداس القرشي الفهري الشاعر الفارس من مسلمة الفتح. الاصابة ٢ / ٢٠٩. وقال أنه قتل باليمامة شهيدا ، وكان قد اشتهر اسلامه ، وشعره ونثره يدل على اسلامه. انظر : أسد الغابة ٢ / ٤٤٧ ـ ٤٤٨.

(٤) عامر بن وائلة بن عبد الله بن عمير الكناني أبو الطفيل. سكن الكوفة ثم انتقل الى مكة. توفي سنة ١١٠ ه‍ ، وهو آخر من مات ممن رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. أسد الغابة ٣ / ٤٠.

(٥) عبد الله بن حبشي الخثعمي أبو قيلة. الاصابة ٢ / ٩٤ ، أسد الغابة ٣ / ١٠٣.

(٦) عبد الله بن السائب صيفي بن عائذ المخزومي القاريء ، توفي بمكة في امارة عبد الله بن الزبير. الاصابة ٢ / ٣١٤ ، أسد الغابة ٣ / ١٤٨.

(٧) عبد الله بن السعدي. توفي سنة ٥٧ ه‍. الاصابة ٢ / ٣١٨ ـ ٣١٩ ، أسد الغابة ٣ / ١٥٦.

(٨) عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي. أسد الغابة ٣ / ١٢٧ ـ ١٢٨ ، الاصابة ٢ / ٣٠٧.

(٩) عتاب بن أسيد بن أبي العيص الأموي ـ أمير مكة ـ. أسد الغابة ٣ / ٤٥١ ، الاصابة ٢ / ٤٥١.

(١٠) عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم. أسد الغابة ٣ / ٤٦٣ ، الاصابة ٢ / ٤٥٥ ـ ٤٥٦.

(١١) عثمان بن طلحة بن أبي طلحة العبدري حاجب البيت. أسد الغابة ٣ / ٤٧٣ ـ ٤٧٤ ، الاصابة ٢ / ٤٦٠.

٢٣٧

ابن عامر (١) بن عمرو أبو قحافة (٢) ، عتبة بن الحارث (٣) ، عكرمة بن أبي جهل (٤) ، [علقمة بن أبي جهل](٥) ، علقمة بن عمر (٦) ، عمرو بن بعكك (٧) ، عمرو بن أبي عقرب (٨) ، عمير بن قتادة (٩) ، عياش بن أبي ربيعة (١٠).

(ق) قيس (١١) بن السايب.

__________________

(١) عثمان بن عامر التيمي القرشي ـ أبو قحافة ـ. والد أبي بكر الصديق رضي‌الله‌عنه. انظر : الاصابة ٢ / ٤٦٠ ـ ٤٦١ ، أسد الغابة ٣ / ٤٧٦.

(٢) في النسخ عثمان بن عامر ، عمرو بن أبي قحافة. وهو خطأ والصحيح ما أثبتناه.

(٣) عتبة بن الحرث بن عامر استدركه الذهبي في التجريد ، وقد صححه كما ذكر ابن حجر. وانما هو عقبة بن الحرث بن عامر بن نوفل الصحابي المشهور. الاصابة ٣ / ١٦٠. انظر : ابن الأثير ـ أسد الغابة ٣ / ٥٤٦.

وذكره ابن الجوزي : عقبة بن الحارث. مثير العزم ٢ / ٢١٢.

(٤) عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي. انظر : الاصابة ٢ / ٤٩٦ ، أسد الغابة ٣ / ٥٦٦ ـ ٥٦٩.

(٥) زيادة من (ج) ولعله خطأ. فلا يوجد في أسد الغابة ولا في الاصابة. ولعله علقمة بن الفغواء حيث ذكره ابن الجوزي في مثير العزم ٢ / ٢١٢. وأثبته المحقق العقواء. وهو خطأ!!.

(٦) لعل فيه خطأ فهذا لم يذكره ابن الأثير ولا ابن حجر.

(٧) عمر بن بعكك كما ذكره ابن حجر في الاصابة. وهو اسم أبي السنابل سماه الطبراني. الاصابة ٢ / ٥٢٥ ، أسد الغابة ٣ / ٦٩٥. وورد عند ابن الجوزي عمرو بن بعكل ٢ / ٢١٢.

(٨) عمرو بن أبي عقرب. ذكر ابن حجر أنه تابعي كبير. الاصابة ٣ / ١١٦ ، انظر : أسد الغابة ٣ / ٧٥١.

(٩) عمير بن قتادة بن سعد الكناني الليثي الجندعي والد عبيد بن عمير التابعي المشهور. الاصابة ٣ / ٣٥ ، أسد الغابة ٣ / ٧٩٢.

(١٠) في الأصل «عباس». والصحيح عياش بن أبي ربيعة واسمه عمرو ويلقب ذا الرمحين المخزومي القرشي ، هاجر الهجرتين. الاصابة ٣ / ٤٧ ، أسد الغابة ٤ / ٢١.

(١١) في (د) «قبيس». وهو قيس بن السائب بن عويمر بن عائذ بن عمران بن

٢٣٨

(ك) كرز بن علقمة (١) ، كلدة بن الجليل (٢) ، كيسان بن لقيط (٣).

(م) محرش (٤) ، مسلم (٥) ، مطيع (٦) ، المطلب (٧) ، مغيب (٨) ، المهاجر (٩).

(ن) نافع بن عبد الرحمن (١٠) ، النضر بن الحارث (١١).

__________________

ـ مخزوم. انظر : الاصابة ٣ / ٢٤٨. شريك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (في الجاهلية. أسد الغابة ٤ / ١١٧.

(١) كرز بن علقمة بن هلال الخزاعي ، ويقال له كرز بن حبيش الخزاعي. الاصابة ٣ / ٢٩١. وكان ممن جدد أنصاب الحرم زمن معاوية رضي‌الله‌عنه. انظر : أسد الغابة ٤ / ١٦٠.

(٢) في (د) «الخيل». والصحيح كلدة بن حسل ويقال ابن عبد الله بن الحسل الأسلمي ، أخو صفوان بن أمية لأمه. أقام بمكة. انظر : الاصابة ٣ / ٣٠٥.

ولعله قصد كلدة بن الحنبل بن سليل ، الذي لم يزل مقيما بمكة إلى أن توفي بها.

انظر : أسد الغابة ٤ / ١٨٦. وانظر : ابن الجوزي ـ مثير العزم ٢ / ٢١٢.

(٣) لعله كيسان أبو عبد الرحمن بن كيسان مولى خالد بن أسيد ، سكن مكة والمدينة. انظر : أسد الغابة ٤ / ١٩٤ ـ ١٩٥.

(٤) محرش بن سويد بن عبد الله بن مرة الخزاعي الكعبي عداده في أهل مكة. الاصابة ٣ / ٣٦٩ ، أسد الغابة ٤ / ٢٨٠ ـ ٢٨١.

(٥) مسلم غير منسوب والد رائطة ، سكن مكة. الاصابة ٣ / ٤١٧ ، أسد الغابة ٤ / ٣٧٥.

(٦) مطيع بن عامر الكلابي. انظر الاصابة ٣ / ٤٢٦ ، أسد الغابة ٤ / ٣٩٨. وجاء في مثير العزم : قطيع. وهو خطأ على الأرجح من المحقق ٢ / ٢١٢.

(٧) لعله المطلب بن وداعة القرشي السهمي الذي سكن المدينة. أسد الغابة ٤ / ٣٩٥.

(٨) لم يذكره ابن الأثير ولا ابن حجر. وعند ابن الجوزي معتب ، وهو الصحيح. مثير العزم ٢ / ٢١٣.

(٩) المهاجر رجل من الصحابة روى أن نعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (كان لها قبالان. أسد الغابة ٤ / ٤٨٧.

(١٠) لم أجد له ذكرا عند ابن الأثير ولا عند ابن حجر. والصحيح : نافع بن عبد الحارث كما ورد عند ابن الجوزي ٢ / ٢١٣.

(١١) النضر بن الحارث بن كلدة بن ـ علقمة القرشي من بني عبد الدار ، عداده في أهل الحجاز. أسد الغابة ٤ / ٥٢١.

٢٣٩

(ي) يعلى بن أمية (١).

قال شيخ مشايخنا العلامة الإمام علي بن عبد القادر الطبري قال الجدّ (٢) : «وممن عرف بكنيته ولم يعرف اسمه : أبو جمعة ، وأبو ميسرة (٣) ، وأبو عبد الرحمن (٤)». ـ انتهى كلامه ـ.

وما أحسن قول الإمام جار الله الزمخشري (٥) :

أنا الجار جار الله مكة مركزي

ومضرب أوتادي ومعقد أطنابي

وما كان إلا زورة نهضتي إلى

بلاد بها أوطان أهلي وأحبابي

فلما قضت نفسي ولله درّها

لبانة وار زندها غير خيّاب (٦)

كررت إلى بطحاء مكة راجعا

كأنّي أبو شبلين كرّ إلى الغاب /

فمن يلق في بعض القرّيات رحله

فأمّ القرى ملقى رحالي ومنتابي

إذا التصقت في آخر اللّيل لبّتي (٧)

بملتزم الأبرار من أيمن الباب

أو التصقت بالمستجار أو التفّت

على الركن أجفاني بسح وتسكابي

__________________

(١) يعلى بن أمية بن أبي عبيدة بن همام التميمي الحنظلي حليف قريش. انظر : الاصابة ٣ / ٦٦٨.

(٢) أي المحب الطبري. انظر : الأرج المسكي ص ٦٦. وفي (أ) ، (ج) «المجد» ويقصد به المجد الفيروز آبادي صاحب القاموس.

(٣) الصحيح أبو سبرة. كما ذكره ابن الجوزي ـ مثير العزم ٢ / ٢١٣.

(٤) في الأرج المسكي «أبو عبد الرحمن البهري» ص ٦٦. وعند ابن الجوزي ـ مثير العزم ٢ / ٢١٣ «أبو عبد الرحمن الفهري».

(٥) أبو القاسم محمود بن عمر بن أحمد الخوارزمي الزمخشري. توفي سنة ٥٣٨ ه‍.

انظر : مقدمة تحقيق كتابه ربيع الأبرار ونصوص الأخبار ١ / ٥ ـ ٢٦.

(٦) ذكر ناسخ (ج) أن في نسخة أخرى الشطر كالتالي : «لبانة وار زندي غير هياب». وفي (ب) «لبانة وار زندها غير خياب». وهو أصح. وفي (أ) ، (ج) «دار».

(٧) في (ب) «لبيتي».

٢٤٠