تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله قالوا : أنا أبو جعفر ، أنا أبو طاهر ، أنا أحمد ، نا الزبير ، قال : وحدّثني عبد الله بن مصعب ، عن مصعب بن عثمان ، قال :

كان عروة بن الزّبير يجلس في قصره بالعقيق ، ومعه جلساؤه ، فإذا بلغته الشمس وضع يده على جدار القصر وقال : لو قدرنا أن ندفع دفعناك فيقوم جلساؤه ويقوم.

قال : ونا الزبير ، قال : وحدّثني سعيد بن عمرو ، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، أن عروة بن الزّبير قال في قصره بالعقيق حين فرغ من بنائه (١) :

بنيناه فأحسنا بناه

بحمد الله في خير العقيق

تراهم ينظرون إليه شزرا

يلوح لهم على وضح الطريق

فساء الكاسحين وكان غيظا

لأعدائي وسرّ به صديقي

يراه كلّ مختلف وسار

ومعتمر إلى البيت العتيق

قال الزبير : وأنشأنيها عمي مصعب بن عبد الله ، ومحمّد بن حسن إلّا البيت الآخر.

أنبأنا أبو علي الحسين (٢) بن أحمد ، أنا أحمد بن جعفر بن محمّد الفقيه ، أنبأ أبو عمر بن عبد الوهاب ، وأبو محمّد بن يوه ، وأبو محمّد عبد الله بن عمر المديني ، قالوا : أنا أحمد بن محمّد بن عمر اللّنباني ، ثنا عبد الله بن محمّد القرشي ، قال : أنشدني محمّد بن عمران الضّبي لعروة بن الزّبير رضي‌الله‌عنهما :

إذا انتسب الناس كان التقيّ

بتقواه أفضل من ينسب

ومن يتق الله يكسب بها

من الحظ أفضل ما يكسب

(٣) [أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن علي بن الحسين الأنماطي ، أنا محمّد بن فارس الوراق ، نا محمّد بن جعفر العسكري ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا أبو بكر بن عياش القطان ، نا محمّد بن خالد القرشي مولى بني هاشم ، عن عامر بن ... (٤) عن هشام بن عروة أو غيره عن عروة :

__________________

(١) الأبيات في سير أعلام النبلاء ٤ / ٤٢٨.

(٢) في م : حسن.

(٣) خبر ، ورد في م ، وقد سقط من الأصل ، ونستدركه هنا عن م بين معكوفتين.

(٤) كلمة غير واضحة في م. وفي ترجمة هشام بن عروة في تهذيب الكمال ١٩ / ٢٦٧ ذكر في أسماء الرواة عن هشام : عامر بن صالح الزبيري.

٢٨١

أفضل ما أعطي العباد في الدنيا العقل ، وأفضل ما أعطوا في الآخرة رضوان الله.

قال : ونا أبو بكر بن أبي الدنيا نا عبد الرحمن بن صالح نا رجل من بني عباد عن هشام بن عروة عن أبيه قال :

ليس الرجل الذي إذا وقع في الأمر تخلص منه ، ولكن الرجل يتوقى الأمور حتى لا يقع فيها].

أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن (١) أحمد بن صابر ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن (٢) بن عبد السلام بن أبي الحزّور ، أنبأ أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين ، أنبأ أبو سليمان بن زبر ، نا الحسين بن غطفان ، نا أبو حفص عمر بن محمّد ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا هارون بن مسلم ، نا جعفر بن سعيد ، عن عبد الله بن أبي عبيدة قال : قال عروة بن الزّبير حين كف بصره :

إن تمش عيناي في صر ... (٣) بهما

ريب الزمان وأمر كان قد قدرا

فما بذلك من عار على أحد

إذا اتقى الله واستوصى بما أمرا

كم من بصير يراه الناس ذا بصر

خاف عن الدين أعمى فيه قد نيرا

وقد أعرتهما حتى دنا أجلي

واستبدل العيش بعد الصفوة الكدراء

وأنكر الناس دنياهم ودينهم

فكلما أنكروا من منكر ظهرا

لم يبق لي الدهر إخوانا ... (٤) أعرفهم

إلّا قليلا وقد أبقى لي القدرا

ومن لا يكف عن المولى عقاربه

ولا يعين على المعروف إن حضرا

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن عبد الله المقرئ ، قالا : أنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنبأ محمّد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور الوراق ، نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا عيسى بن حجّاج ، أنا الليث ، عن هشام بن عروة أنه قال : يعني عروة :

ما أحبّ أن أدفن في البقيع لأن أدفن في غيرها أحبّ إليّ من أن أدفن فيه ، إما أحد الرجلين : وإما ظالم فما أحبّ أن أكون في قبره ، وإما صالح فما أحبّ أن تنبش (٥) لي عظامه.

__________________

(١) في م : أنا ، تصحيف ، قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٠٥ / ب.

(٢) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م قارن مع المشيخة ١٠٥ / ب.

(٣) كلمة غير واضحة بالأصل وم.

(٤) كلمة غير واضحة بالأصل وم.

(٥) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن م.

٢٨٢

أخبرنا أبو محمّد السيدي ، أنا أبو محمّد عثمان البحيري ، أنا زاهر بن أحمد ، أنبأ إبراهيم بن عبد الصمد ، أنا أبو مصعب ، نا مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه أنه قال :

ما أحبّ أن أدفن بالبقيع ، لأن أدفن في غيره أحبّ إليّ من أن أدفن فيه ، إنّما هو أحد رجلين : إمّا ظالم فلا أحبّ أن أكون معه ، وإمّا صالح فلا أحب أن تنبش لي عظامه (١)

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، ثنا ابن إدريس ، نا ابن نفيل ، نا عباد بن كثير القاسطي ، عن عروة بن رويم ، قال : مات عروة بن الزّبير يوم مات وهو يقول : أخشاك ربي وأرجوك ، أخشاك ربي وأرجوك.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا عمر بن عبيد الله (٢) ، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان ، أنبأ أبو علي الحسين (٣) بن محمّد بن إسحاق ، نا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل ، قال : سمعت علي بن المديني يقول : ومات سعيد بن المسيّب ، وعروة بن الزّبير وأبو بكر بن عبد الرّحمن سنة ثلاث وتسعين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنبأ أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين (٤) ، أنا عبد الله ، نا يعقوب ، قال : قال علي بن المديني : مات عروة ، وأبو بكر بن عبد الرّحمن ، وعبيد الله بن عبد الله في سنة اثنتين وتسعين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنبأ أبو الحسن (٥) بن الغمر ، أنا أبو سليمان زبر ، قال : سنة ثنتين وتسعين فيها مات عروة بن الزّبير ، وهو ابن سبع وسبعين.

وأخبرنا أبو محمّد الوكيل ، عن عبد العزيز ، أنا أبو الحسن ، أنا أبو سليمان ، قال : وأنا أبي أبو محمّد بن زبر ، نا الحسين بن إسحاق ، نا النّضر قال : سمعت أبا نعيم يقول : مات سعيد بن المسيّب وعروة بن الزّبير سنة ثلاث وتسعين.

__________________

(١) على هامش م :

آخر السابع وستين وأربعمائة.

(٢) بعدها في م : إملاء.

(٣) م كذا وبالأصل : الحسين ، وفي م : الحسن ، وسيرد فيها قريبا الحسين.

(٤) في م : أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن إملاء.

(٥) الأصل : الحسين ، والمثبت : الحسن ، عن م.

٢٨٣

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا علي بن محمّد بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، ثنا محمّد بن أحمد بن أحمد بن البراء ، قال : قال علي بن المديني : مات عروة ، وابن المسيّب ، وأبو بكر بن عبد الرّحمن سنة إحدى أو اثنتين وتسعين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن [إملاء ، نا أبو الحسن](١) السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٢) ، قال : وفيها ـ يعني سنة ثلاث وتسعين ـ مات سعيد بن المسيّب ، وعروة بن الزّبير.

[أخبرنا أبو البركات ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء ، أنا أبو بكر ، أنا أبو أمية ، نا أبي ، نا الواقدي ، عن عبد الحكم بن أبي فروة (كذا) قال : مات عروة بن الزبير سنة أربع وتسعين](٣).

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، قال : وقرئ على سليمان بن إسحاق الخليل ، نا الحارث بن أبي أسامة قالا : نا محمّد بن سعد (٤) ، أنا محمّد بن عمر ، نا عبد الحكم (٥) بن عبد الله بن أبي فروة ، قال : مات عروة بن الزّبير في أمواله بمجاح (٦) في ناحية الفرع ، ودفن هناك يوم الجمعة سنة أربع وتسعين.

قال محمّد بن عمر : وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم فيها.

أخبرنا أبو الحسين (٧) بن الفراء ، أنا أبي أبو يعلى.

[ح](٨) وأخبرنا أبو السعود أحمد بن علي ، نا محمّد بن علي (٩) بن المهتدي.

قالا : أنا عبد (١٠) الله بن أحمد بن علي ، أنا محمّد بن مخلد بن حفص ، قال : قرأت

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م لتقويم السند.

(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك الخبر عن م.

(٤) طبقات ابن سعد ٥ / ١٨١ ـ ١٨٢.

(٥) في م وابن سعد : عبد الحكيم.

(٦) مجاح : ضبطت بالقلم في معجم البلدان بضم الميم ، وفيه : قال ابن هشام ويقال : مجاج بجيمين وكسر الجيم والصحيح عندنا ... مجاح بفتح الميم ثمّ جيم وآخره حاء مهملة.

ومجاح : موضع من نواحي مكة (معجم البلدان).

(٧) في م : الحسن ، تصحيف.

(٨) «ح» حرف التحويل أضيف عن م.

(٩) «نا محمّد بن علي» مكرر بالأصل.

(١٠) في م : عبيد الله.

٢٨٤

على علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي ، قال : عروة بن الزّبير أحد بني أسد بن عبد العزّى سنة أربع وتسعين ـ يعني مات ـ.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنبأ يوسف بن رباح ، أنبأ أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح ، قا : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم : أبو بكر بن عبد الرّحمن مات سنة أربع وتسعين ، وعروة ، وسعيد ، وعلي بن الحسين ، وكان يقال سنة الفقهاء.

أخبرنا (١) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو طاهر المخلّص ـ إذنا ـ نا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد قال : سنة أربع وتسعين فيها توفي عروة بن الزّبير.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو علي بن المسلمة ، وعبد الواحد بن علي ، قالا : أنا أبو الحسن (٢) بن الحمّامي ، أنا الحسين بن محمّد بن الحسن ، نا محمّد بن عبد الله بن سليمان ، نا ابن نمير ، قال : مات عروة بن الزّبير سنة أربع وتسعين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، [أنا مكي بن محمّد](٣) أنا أبو سليمان الرّبعي ، قال : وفي هذه السنة ـ يعني سنة أربع وتسعين ـ مات سعيد ، وعروة ، وأبو بكر ، وعلي بن الحسين ، وهذا أثبت من الأول.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب :

قال : وقال ابن بكير : مات عروة سنة خمس وتسعين.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ، ابنا (٤) البنّا ، قالا : أنبأنا أبو الحسن بن مخلد (٥) ، أنا

__________________

(١) الخبر التالي سقط من م ، وجاء مكانه فيها خبر آخر نستدركه هنا ، ونصه :

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ بن شهريار ، أنا عمرو بن علي بن بحر الفلاس قال : مات سعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وعروة بن الزبير وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام سنة أربع وتسعين.

(٢) الأصل وم : الحسين ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، واسمه : علي بن أحمد بن عمر بن حفص ، أبو الحسن البغدادي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٠٢.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م.

(٤) الأصل وم : أنبأنا ، تصحيف ، والسند معروف.

(٥) أقحم بعدها بالأصل : «أنا أبو الحسين بن مخلد».

٢٨٥

أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة (١) البزار ، أنا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول :

عروة بن الزّبير مات سنة أربع أو خمس وتسعين ، وكان يوم الجمل ، ابن ثلاث عشرة سنة ، فاستصغروه فردّوه (٢).

قال : وأنا مصعب بن عبد الله ، قال : توفي عروة بن الزّبير وهو ابن سبع وستين سنة (٣).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو منصور النّهاوندي ، أنا أبو العباس النهاوندي ، نا أبو القاسم بن الأشقر ، نا محمّد بن إسماعيل قال : وقال الفروي (٤) : مات عروة سنة سبع (٥) وتسعين ومائة ، أو إحدى ومائة ، اختلف فيه.

وقال في موضع آخر : حدّثني هارون بن محمّد ، قال : سمعت بعض أصحابنا قال : مات عروة سنة تسع [وتسعين](٦) ، أو سنة إحدى ومائة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ، قالوا : أنا أبو جعفر ، أنبأ أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، قال : وتوفي عروة بن الزّبير وهو ابن سبع وستين سنة.

٤٦٨٨ ـ عروة بن العشبة الكلبي

شاعر فارس.

كان من أصحاب علي بن أبي طالب ، ثم لحق بمعاوية.

ذكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري قال : قالوا :

وبعث معاوية رجلا من كلب يقال له زهير بن مكحول من بني عامر إلى السّماوة ، فجعل يصدّق الناس ، وبلغ ذلك عليا ، فبعث ثلاثة نفر جعفر بن عبد الله الأشجع ، وعروة بن العشبة من كلب من بني عبد ودّ ، والجلاس بن عمير من بني عدي بن جناب الكلبي ، وجعل الجلاس كاتبا لهم ليصدّقوا من كان في طاعته من كلب ، وبكر بن وائل ،

__________________

(١) بدون إعجام بالأصل وم ، والصواب ما أثبت وضبط ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٩٨.

(٢) تهذيب الكمال ١٣ / ١٥.

(٣) المصدر السابق.

(٤) الأصل وم : القروي ، تصحيف ، والصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال ، وهو هارون بن محمّد الفروي.

(٥) كذا رسمها بالأصل وم ، وفي تهذيب الكمال : «تسع».

(٦) الزيادة عن تهذيب الكمال.

٢٨٦

فأخذوا على شاطئ الفرات حتى أتوا أرض كلب ، ووافقا زهيرا الأجدادي فاقتتلوا ، فهزم زهير أصحاب علي ، وقتل جعفر بن عبد الله ، وأفلت الجلاس ، وأتى ابن العشبة عليا فعنّفه ، وقال : جبنت وتعصبت فانهزمت وعلاه بالدّرّة ، فغضب ولحق بمعاوية ، فهدم عليّ داره ، وكان زهير حمل ابن العشبة على فرس ، فلذلك اتهمه علي ، وقال ابن العشبة :

أبلغ أبا حسن إذا ما جئته

يدنيك منه الصبح والإمساء

لو كنت رائينا عشية جعفر

جاشت لديك النفس والأحشاء

إذ نحسب الصحراء خلف ظهورنا

خيلا وأن أمامنا صحراء

إنا لقينا معشرا قبص الحصى

فكأنهم يوم الوغى شجراء

ومرّ الجلاس براع فأعطاه جبة خزّ ، وأعطاه الراعي عباءة ، فلبسها ، وأخذ العلبة في يده ، وأدركته الخيل ، فقالوا : أين أخذ هؤلاء الترابيون (١)؟ فأشار إليهم : أخذوا هاهنا ، ثم أقبل إلى الكوفة ، فقال جوّاس بن القعطل :

ونجّى جلاسا علبة وعباءة

وقولك إني جيد الصّرّ حالب

ولو ثقفته بالكثيب خيولهم

لأودى كما أودى سمير وحاطب

وصار لقى بين الفريقين مسلما

جبارا (٢) ولم يثأر به الدهر طالب.

وقال هشام بن الكلبي : هو عروة بن العشبة لأنه كان كالعشب لقومه ، وعروة من ولده وبعضهم يقول : عمر بن العشبة وذلك باطل.

٤٦٨٩ ـ عروة بن محمّد بن عطيّة بن عروة بن القين بن عامر

ابن عميرة بن ملّان بن ناصرة بن فصيّة (٣) بن نصر

 ابن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة

 ويقال : ابن عطية بن سعد السّعدي الجشمي (٤)

روى عن أبيه عن جده ، ولجده صحبة.

__________________

(١) هم أصحاب علي رضي‌الله‌عنه ، وقد سماه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا تراب ، وقيل كنية له ، وقيل لقب ، على خلاف في ذلك بين النحاة والمحدثين (انظر تاج العروس بتحقيقنا : ترب).

(٢) الجبار بالضم ، من الحروب : ما لا قود فيها (القاموس المحيط).

(٣) غير واضحة قراءتها في الأصل وم ، والمثبت عن جمهرة ابن حزم.

(٤) انظر أخباره في :

جمهرة ابن حزم ص ٢٦٥ وتهذيب الكمال ١٣ / ٢٠ وتهذيب التهذيب ٤ / ١٢١ والتاريخ الكبير ٧ / ٣٤ والجرح والتعديل ٦ / ٣٩٧.

٢٨٧

روى عنه : عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، ورجاء ابن أبي سلمة ، ومحمّد بن خراشة ، وعاصم بن عبد الله بن نعيم.

واستعمله سليمان بن عبد الملك ، وعمر بن عبد العزيز ، ويزيد بن عبد الملك على اليمن.

روى عنه من أهل اليمن : سماك بن الفضل ، وأمية بن شبل ، وأبو وائل القاصّ ، والزبير والد النعمان بن الزبير ، وعمرو بن عون الصّنعاني ، وعبد الله بن نعيم والد عاصم بن عبد الله.

أخبرنا أبو محمّد السيدي ، أنا أبو سعد الأديب ، أنبأ الحاكم أبو أحمد ، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان ، نا هشام بن عمّار ، نا صدقة ـ هو ابن خالد ـ نا ابن جابر ، حدّثني عروة بن محمّد بن عطيّة السّعدي ، حدّثني أبي أن أباه أخبره قال (١) :

قدمت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في أناس من بني سعد بن بكر ، وكنت أصغر القوم ، فخلفوني في رحالهم ، ثم أتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقضى من حوائجهم ثمّ قال : «هل بقي منكم أحد؟» قالوا : يا رسول الله غلام منّا خلفناه في رحالنا ، وأمرهم أن يبعثوني إليه ، فأتوني فقالوا : أجب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأتيته ، فلما رآني قال : «ما أغناك الله فلا تسأل الناس شيئا ، فإنّ اليد العليا هي المنطية ، وإنّ اليد السفلى هي المنطاة ، وإنّ مال الله مسئول ومنطى» [٨١١٠].

قال : ويكلمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بلغتنا.

أنبأناه أبو بكر عبد الغفار بن محمّد.

وأخبرنا عنه أبو بكر محمّد بن عبد الله بن أحمد بن حبيب ، وأبو منصور برغش بن عبد الله (٢) ، عتيق القاضي الهروي (٣) ، أنا أبو سعيد الصيرفي (٤).

[ح](٥) وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو طاهر الفقيه ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق ، وأبو العباس أحمد بن محمّد الشّاذياخي ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، ثنا أبو العباس بن محمّد بن يعقوب قال : ثنا ـ وقال

__________________

(١) أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة ٣ / ٥٤١ في ترجمة عطية بن عروة السعدي باختلاف بسيط.

(٢) مشيخة ابن عساكر ٣٣ / ب.

(٣) هو محمّد بن نصر ، القاضي ، مشيخة ابن عساكر ٣٣ / ب.

(٤) هو محمّد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي ، مشيخة ابن عساكر ٣٣ / ب ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٥٠.

(٥) «ح» حرف التحويل أضيف عن م.

٢٨٨

البيهقي : أنا ـ محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم ، ثنا ـ وقال البيهقي : أنا ـ بشر بن بكر ، عن ابن (١) جابر ، عن عروة بن محمّد بن عطيّة ، قال : حدّثني أبي أنّ أباه أخبره ، قال :

قدمت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكره ، وقال : فقضوا حوائجهم ، وقال : «هل بقي ـ وقال الشيرويي : وقال : فيكم أحد ، وقال ألّا نسأل ، وقال : فإنّ اليد المنطية العليا ، وقال : لمسئول» وقال : فكلّمني والباقي مثله.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا أحمد بن منصور بن سيّار ، نا إبراهيم بن خالد الصنعاني ، حدّثني أبو وائل القاصّ (٢) ، قال : أنا عند عروة بن محمّد ، فدخل رجل فكلّمه بكلام أغضبه ، فقام ثمّ رجع وقد توضأ ، فقال : حدّثني أبي عن جدي عطية (٣).

[ح](٤) وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأ أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد بن الحسن ، أنا أبو محمّد الحسين (٥) بن أحمد بن محمّد ، أنبأ أبو الوفاء المؤمّل بن الحسن (٦) بن عيسى ، نا أحمد بن منصور ، نا إبراهيم بن خالد الصنعاني ، نا أبو وائل القاص (٧) ، قال :

كنا عند عروة بن محمّد فدخل عليه رجل ، فكلّمه بكلام أغضبه ، قال : فقام منا ثمّ رجع وقد توضأ ، فقال :

حدّثني أبي عن جدي ، عن أبيه (٨) ، وكانت له صحبة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الغضب من الشيطان ، وإنّ الشيطان خلق من النار ، وإنّما يطفئ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضّأ» (٩) [٨١١١].

وليس في حديث ابن صاعد عن أبيه ، وهو الصواب.

__________________

(١) الأصل : أبي ، والمثبت عن م ، وهو يعني : عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.

(٢) الأصل : القاضي ، والتصويب عن م.

(٣) كذا بالأصل ، وبعدها بياض في م ، والكلام متصل في الأصل. وبعد البياض في م «ح» حرف التحويل.

(٤) «ح» حرف التحويل أضيف عن م.

(٥) في م : الحسن.

(٦) بالأصل : «المؤمل بن الحسين أبي عيسى» تصحيف ، والصواب ما أثبت عن م ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢١.

(٧) الأصل : القاضي ، والتصويب عن م.

(٨) كذا بالأصل وم ، وسينبه المصنف في آخر الحديث إلى أنها مقحمة. وقد أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة عن عطية بن عروة السعدي.

(٩) أسد الغابة ٣ / ٥٤٢ في ترجمة عطية بن عروة السعدي.

٢٨٩

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ عمر بن عبيد الله بن عمر ، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان ، أنا الحسن (١) بن محمّد بن إسحاق ، نا إسماعيل بن إسحاق ، قال (٢) : سمعت علي بن المديني يقول :

عروة بن محمّد بن عطيّة بن عروة ، قال : وعطية هو الذي روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «إذا غضب أحدكم فليتوضأ» هو من سعد بن بكر ، قال : وولاؤنا لهذا. قال علي : قال سفيان : حدّثني مولى لعروة بن محمّد قال : خرج عروة بن محمّد من اليمن وقد وليها سنين (٣) وما معه إلّا سيفه ورمحه ومصحفه ، وبلغني أنه لما دخل قال : يا أهل اليمن هذه راحلتي ، فإن خرجت بأكثر منها فأنا سارق.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي (٤) ، حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، وابن النرسي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسين ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (٥) : عروة بن محمّد بن عطيّة بن عروة من بني سعد بن بكر ، عن أبيه ، عن جده.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلّال ـ مشافهة ـ قالا : أنا أبو القاسم العبدي ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

[ح](٦) قال : أبو طاهر أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم ، قال (٧) :

عروة بن محمّد بن عطيّة بن عروة من بني سعد بن بكر ، روى عن أبيه ، عن جده ، روى عنه سماك بن الفضل ورجاء بن أبي سلمة ، وأمية بن شبل ، وأبو وائل القاصّ ، والزبير أبو النعمان ، ومحمّد بن خراشة ، سمعت أبي يقول ذلك.

__________________

(١) عن م وبالأصل : الحسين.

(٢) رواه المزي في تهذيب الكمال ١٣ / ٢١ من طريقه.

(٣) كذا بالأصل وم وتهذيب الكمال ، وفي المختصر : سنتين.

(٤) تقرأ بالأصل : المديني ، والمثبت عن م ، والسند معروف.

(٥) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٣٤.

(٦) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل واضيف عن م.

(٧) الجرح والتعديل ٦ / ٣٩٧.

٢٩٠

قال أبو محمّد : روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، وعمرو بن عون الصنعاني ، وعبد الله بن نعيم والد عاصم بن عبد الله.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا (١) أبو القاسم بن السّوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنبأ أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي (٢) ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسين بن سميع يقول : عروة بن محمّد بن عطيّة السعدي.

قال أبو سعيد : استعمله سليمان ، وعمر بن عبد العزيز على اليمن.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن (٣) السيرافي (٤) ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٥) :

في تسمية عمال سليمان بن عبد الملك باليمن : عروة بن محمّد بن عطيّة السعدي من بني سعد بن بكر بن هوازن

وأقر يعني عمر بن عبد العزيز عليها عروة حتى مات ، وأقر ـ يعني يزيد بن عبد الملك ـ عليها عروة بن محمّد ، وولّى هشام يوسف بن عمر الثقفي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم ، عن رشأ بن نظيف ، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الأزهري منجم السمناوي بمصر ، أنبأ أبو الحسين محمّد بن علي بن الحسين بن أبي الحديد ، أنبأ يونس بن عبد الأعلى الصدفي ، أنا ابن وهب.

قال : وحدّثني ابن (٦) لهيعة أن عمر بن عبد العزيز استعمل عروة بن محمّد القيسي من بني سعد بن بكر ، وكان من صالح عمّال عمر بن عبد العزيز على اليمن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن

__________________

(١) الأصل : «وأخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين القاسم بن السوسي إلخ».

(٢) الأصل : «وأخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين القاسم بن السوسي إلخ».

(٣) الأصل وم : الحسين ، تصحيف.

(٤) الأصل : البراقي ، تصحيف ، والتصويب عن م ، والسند معروف.

(٥) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣١٨ و ٣٣٢ و ٣٥٧.

(٦) في م : أبي ، تصحيف.

٢٩١

الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (١) ، حدّثني إبراهيم بن محمّد الشافعي ، نا عبد الرّحمن بن حسن الزّرقي ، حدّثني أبي.

أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عامله إلى اليمن :

إلى عروة بن محمّد السعدي ، إنّي أكتب إليك آمرك أن تردّ إلى المسلمين مظالمهم ، فتكتب إليّ تراجعني ، ولا تعرف مسافة ما بيني وبينك ، ولا تعرف أحداث (٢) الموت حتى لو كتبت إليك أن ترد على رجل مظلمة شاة لكتبت إليّ أردّها عفراء أم سوداء ، فاردد على المسلمين مظالمهم ولا تراجعني ، والسلام.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله ، نا سفيان قال :

هو (٣) كتب عمر بن عبد العزيز إلى عروة صاحب اليمن لا يحمل إليّ من اليمن إلّا حقّ ، ولو لم يبلغ خراجها إلّا حفينة (٤) من كتم (٥) لم أبال.

أنبأ أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن (٦) علي بن الحسن (٧) بن الحسين ، قالا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا محمّد بن يوسف بن بشر ، أنا محمّد بن حمّاد ، أنا عبد الرّزّاق ، أنا معمر في قوله تبارك وتعالى : (فَلَمَّا آسَفُونا)(٨) حدّثني سماك بن الفضل قال :

كنت عند عروة بن محمّد جالسا ، وعنده وهب بن منبّه ، فأتي بعامل لعروة ، فشكي ، قال فأكثروا عليه ، فقالوا : فعل وفعل ، وثبتت عليه البيّنة ، قال : فلم يملك وهب نفسه فضربه على قرنه بعصا ، فإذا دماؤه تشخب ، وقال : أفي زمن عمر بن عبد العزيز تصنع مثل هذا؟ قال : فاشتهاها عروة ـ وكان حليما ـ واستلقى على قفاه وضحك ، وقال : يعيب (٩) علينا أبو عبد الله الغضب في حكمته وهو يغضب ، فقال وهب : وما لي لا أغضب وقد غضب خالق

__________________

(١) الخبر في المعرفة والتاريخ ١ / ٥٩٣ وسيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص ٩٧.

(٢) كذا بالأصل وم والمختصر ، وفي المعرفة والتاريخ : أخذات الموت.

(٣) كلمة غير واضحة بالأصل وم ورسمها : «مسبب».

(٤) حفينة تصغير حفنة ، والحفنة ملء الكف ، وفي الصحاح : ملء الكفين من طعام أو غيره (راجع تاج العروس.

بتحقيقنا : حفن).

(٥) الكتم نبت يخلط بالحناء ويخضب به الشعر ، فيبقى لونه (القاموس المحيط).

(٦) الأصل : «الحسين» تصحيف ، والتصويب عن م ، قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٤١ / ب.

(٧) الأصل : «الحسين» تصحيف ، والتصويب عن م ، قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٤١ / ب.

(٨) سورة الزخرف ، الآية : ٥٥.

(٩) في المختصر : يعتب.

٢٩٢

الأحلام (١) ، إنّ الله تعالى يقول (فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ) يقول : أغضبونا (٢).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الفضل البقّال ، أنبأ أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله ، نا عبد الرّزّاق ، أنبأ معمر ، عن سماك بن الفضل ، قال (٣) :

سمعت عروة بن محمّد يقول : ما أبرم قوم أمرا قط فصدروا فيه عن رأي امرأة إلّا تبرّوا (٤).

أخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٥) ، قال : قال علي بن المديني : ولي عروة بن محمّد اليمن عشرين سنة ، وخرج حين خرج ومعه سيف ، ومصحف.

قال : وثنا يعقوب (٦) ، وقال : وفيها يعني سنة ثلاث ومائة نزع عروة عن أهل اليمن ، وأمّر مسعود بن غوث.

٤٦٩٠ ـ عروة بن محمّد

قيل : إنّه وفد على معاوية ، والصواب عمارة بن عمرو بن حزم.

٤٦٩١ ـ عروة بن مروان

 أبو عبد الله العرقي الجرّار (٧)

من أهل عرقة من أعمال الطرابلس (٨) من نواحي دمشق.

حدّث بمصر عن ابن المبارك ، وموسى بن أعين ، ويعلى بن الأشدق ، ومحمّد بن سلمة الحرّاني ، وعبيد الله بن عمرو (٩) الأسدي الرّقّي ، وعمر بن المغيرة ، وزهير بن

__________________

(١) الأصل : الأحكام والمثبت عن م وتهذيب الكمال.

(٢) من طريق سماك بن الفضل رواه المزي في تهذيب الكمال ١٣ / ٢١.

(٣) تهذيب الكمال ١٣ / ٢١.

(٤) تبروا أي أهلكوا.

(٥) المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٠.

(٦) المعرفة والتاريخ ٣ / ٣٤٥.

(٧) ترجمته في ميزان الاعتدال ٣ / ٦٤ والتاريخ الكبير ٧ / ٣٢ ومعجم البلدان (عرقة) : وفيه الحرار بدل : الجرار ، والجرح والتعديل ٦ / ٣٩٨ وطبقات خليفة رقم ١١٢٥.

(٨) كذا بالأصل وم ، وهي : «طرابلس» كما في معجم البلدان ، وفيه : عرقة بكسر أوله وسكون ثانيه : بلدة في شرقي طرابلس بينهما أربعة فراسخ وهي آخر عمل دمشق.

(٩) في معجم البلدان : «عمر» تصحيف.

٢٩٣

معاوية ، وإسماعيل بن عيّاش ، ومحمّد بن عبد الله بن عمير (١).

روى عنه : يونس بن عبد الأعلى ، وخير بن عرفة ، وسعيد بن عثمان التّنوخي ، وأيوب بن محمّد الوزان (٢).

أخبرنا (٣) أبو القاسم بن الحصين ، أنبأ أبو القاسم التّنوخي ، نا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مردك الشيخ الصالح ، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي ، نا سعيد بن عثمان التّنوخي ، نا عروة بن مروان يعني العرقي ، نا موسى بن أعين ، عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير ، عن ابن (٤) عمر قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أتاكم شهر رمضان تزين فيه الحور العين» [٨١١٢].

قال : وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إذا كان آخر يوم من شهر رمضان أعتق فيه مثل جميع ما أعتق» [٨١١٣] ـ يعني في رمضان ـ.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء ، أنا منصور بن الحسين (٥) ، وأحمد بن محمود ، قالا : أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا إبراهيم بن إسماعيل بن الفرج الغافقي ـ بمصر ـ نا يونس بن عبد الأعلى ، نا عروة العرقي ، عن ابن المبارك ، عن عاصم ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي» [٨١١٤].

أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلّال ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

[ح](٦) قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٧) :

__________________

(١) في م : محمّد بن عبد الله بن عبيد بن عمير.

(٢) في م : الوراق ، وفي ميزان الاعتدال ومعجم البلدان كالأصل.

(٣) الأصل : «وأخبرنا» والمثبت عن م.

(٤) الأصل : أبي ، تصحيف والمثبت عن م.

(٥) في م : الحسن ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٥٢.

(٦) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل وأضيف عن م.

(٧) الجرح والتعديل ٦ / ٣٩٨.

٢٩٤

عروة بن مروان الرّقّي الجرار (١) ، روى عن عبيد الله (٢) بن عمرو ، وعمر بن المغيرة ، وزهير بن معاوية ، ومحمّد بن عبد الله بن عبيد بن عمير ، وإسماعيل بن عيّاش ، روى عنه أيوب بن محمّد الوزّان الرقي.

ثم قال بعد ترجمة أخرى بعده (٣) : عروة العرقي ، روى عن عبد الله بن المبارك ، روى عنه يونس بن عبد الأعلى ، سألت أبي عنه فقال : لا أعرفه مجهول.

كذا فرّق بينهما ، وهما واحد ، والله أعلم.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنبأ عمي أبو القاسم ، عن أبيه أبي عبد الله.

وحدّثني أبو بكر ، أنا أبو عمرو بن مندة ـ إجازة ـ عن أبيه أبي عبد الله ، ونا أبو سعيد بن يونس ، قال : عروة بن مروان العرقي يكنى أبا عبد الله من أهل عرقة ، من أهل بلاد الشام ، قدم إلى مصر ، وكان من العابدين ، وكتب عنه ، وكان آخر من حدث عنه بمصر خير بن عرفة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، قال :

عروة بن مروان الجرار يعرف بالعرقي ، كان أميّا ، يروي عن عبيد الله بن عمرو الرّقّي ، وموسى بن أعين ، وغيره ، حدّث عنه أيوب الوزان ، وخير بن عرفة ، وليس بالقوي في الحديث ، كان يسكن عرقة من أرض الشام ، فنسب إليها.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي زكريا البخاري.

[ح و](٤) أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يونس ، أنبأ أبو زكريا.

ح وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى ، أنبأ سهل بن بشر ، أنبأ رشأ بن

__________________

(١) الأصل : الحرار ، والمثبت عن م والجرح والتعديل.

(٢) الأصل : عبد الله ، والتصويب عن م والجرح والتعديل.

(٣) كذا بالأصل وم ، والترجمة التالية وردت في الجرح والتعديل قبل الترجمة السابقة ، وفي نفس الصفحة من الجرح والتعديل ٦ / ٣٩٨.

(٤) الزيادة عن م.

٢٩٥

نظيف ، قالا : نا عبد الغني بن سعيد قال : وأما العرقي بالعين المهملة ، والقاف فهو : عروة بن مروان الرّقّي العرقي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا (١).

العرقي بكسر (٢) العين ، وسكون الراء ، بالقاف.

قال : أما والجرّار (٣) : أوله جيم بعدها راء ، وبعد الألف مثلها : عروة بن مروان الجرّار يعرف بالعرقي (٤) كان أميا ، يروي عن عبيد الله بن عمرو الرّقيّ ، وموسى بن أعين ، وغيرهما ، روى عنه أيوب الوزان ، وخير بن عرفة ، ليس بالقوي ، وكان ينزل عرقة بلد بين رفنية وطرابلس.

كتب إليّ أبو زكريا بن مندة ، وحدّثني أبو بكر محمّد بن شجاع [عنه](٥) ، أنبأ عمي ، عن أبيه.

وحدّثني أبو بكر ، أنبأ أبو عمرو بن مندة ـ إجازة ـ عن أبيه ، ثنا أبو سعيد بن يونس ، حدّثني أبي عن جدي أنه حدّثه قال :

ما رأيت أحدا ممن قدم إلينا كان أشدّ تقشفا من عروة بن مروان العرقي ، كان رجلا محققا شديد الحمل والجهد على نفسه ، وكان ضيق الكم ، ما يقدر أن يخرج يده إلّا بعد جهد ، وكان لا يرى الاشتغال بالتجارة إنّما كان يأتي بريحان ينبت في الجبال إلى مصر فيبيعه فينقوته وأتى إلى ابن (٦) وهب ليكتب عنه ، وأخذ منه كتاب الأشربة ، فذهبت معه أريد أن أكتبه معه ، فدخل بيننا فيه مجلس مليء براغيث فكتبته له وقلت له : حدّثني عن أكبر من لقيت ، فحدّثني بهذه الأحاديث التي عندي عنه.

٤٦٩٢ ـ عروة بن المغيرة بن شعبة

أبو يعفور (٧) الثقفي (٨)

حدّث عن أبيه.

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٦ / ٣١٧.

(٢) الأصل : بسكون ، والتصويب عن م والاكمال.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ١٧٩ ـ و ١٨٠.

(٤) بالأصل وم : بالرقي ، والتصويب عن الاكمال.

(٥) زيادة عن م.

(٦) الأصل : أبي ، والمثبت عن م.

(٧) الأصل : يعقوب ، والمثبت عن م والمختصر ، ومصادر ترجمته.

(٨) ترجمته في :

تهذيب الكمال ١٣ / ٢٤ وتهذيب التهذيب ٤ / ١٢٢.

٢٩٦

روى عنه نافع بن جبير بن مطعم ، والشعبي ، وعبّاد بن زياد ، وعمر بن بيان الثعلبي (١) ، وإسماعيل بن محمّد بن سعد بن أبي وقّاص (٢).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، وأبو نصر بن رضوان ، وأبو غالب بن البنّا ، قالوا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو بكر بن مالك ، نا بشر بن موسى ، نا أبو نعيم ، نا زكريا بن أبي زائدة ، عن عامر الشعبي ، عن عروة بن المغيرة بن شعبة ، عن أبيه قال :

كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات ليلة في سفر ، فقال : «أمعك ماء» قلت : نعم ، فنزل عن راحلته ، فمشى حتى توارى عني في سواد الليل ثمّ جاء ، فأفرغت عليه ماء من الإداوة (٣) فغسل يديه ووجهه وعليه جبّة من صوف ، فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبّة ، وغسل ذراعيه ، ومسح رأسه ، فأهويت لأنزع خفّيه فقال : «دعهما فإنّي أدخلتهما طاهرتين» ، فمسح عليهما [٨١١٥].

رواه البخاري عن أبي نعيم (٤).

أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا [أبو](٥) محمّد الجوهري ، أنا عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري ، ثنا أبو محمّد عبد الله بن إسحاق المدائني ، نا يحيى بن حكيم المقوّم ، نا سلّم بن قتيبة ، نا يونس بن أبي إسحاق ، عن الشعبي ، عن عروة بن المغيرة ، قال :

كنت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سفر ، فذهب لحاجته ، فتبعته بإداوة ، فمضمض واستنشق وغسل وجهه ، ثم أراد أن يغسل ذراعيه ، فلم يخرج ذراعاه من جبّة ضيقة الكم ، فأخرجها من تحت الجبّة ، فغسل ذراعيه ومسح رأسه ، ثم أهويت إلى خفيه لأجعلهما فقال : «يا مغيرة أفر الخفين فرارهما إنّي أدخلت الخفّين وهما طاهرتين» ، فتوضّأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومسح على خفيه ، فشهد المغيرة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بذلك ، وشهد عروة على المغيرة بذلك ، وشهد الشعبي على (٦) عروة بذلك ، وشهد يونس على (٧) الشعبي بذلك ، وشهد سلّم (٨) على يونس بذلك ،

__________________

(١) بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن م ، وفي تهذيب الكمال : التغلبي.

(٢) زيد بعدها في م : بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن بشر وهو (...).

(٣) بالأصل : الأداة ، والمثبت عن م ، والإداوة : المطهرة.

(٤) صحيح البخاري (٤) كتاب الوضوء ، ٥٠ باب إذا أدخل رجليه وهما طاهرتان (ح : ٢٠٦) ١ / ٦٦.

(٥) سقطت من الأصل وأضيفت عن م.

(٦) الأصل : عن ، والمثبت عن م.

(٧) الأصل : عن ، والمثبت عن م.

(٨) غير واضحة بالأصل ورسمها : «بببلم» وفي م : «سالم».

٢٩٧

وقال : أنا سلّم اشهدوا علي بذلك [وشهد يحيى على سلّم بذلك ، قال أبو محمّد اشهدوا عليّ بذلك](١).

قال أبو الفضل الزهري (٢) : وأنا أشهد على عبد الله بذلك ، واشهدوا علي بذلك.

قال الجوهري : وأنا أشهد على الزهري بذلك ، وقال لنا أبو غالب : وأنا أشهد على الجوهري بذلك (٣).

ومن غرائب حديثه :

ما أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، ثنا أبو بكر الشافعي ، نا مضر بن محمّد ، نا عبد الرّحمن ، نا طعمة بن عمرو ، نا عمر بن بيان الثعلبي ، عن عروة بن المغيرة بن شعبة ، عن المغيرة بن شعبة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من باع الخمر فليشقّص الخنازير» [٨١١٦].

عبد الرّحمن بن عمرو البجلي الحرّاني.

قرأت في كتاب أبي محمّد عبد الله بن أحمد بن ربيعة رواية ابنه أبي سليمان عنه ، أنبأ أبو سعيد الضّبعي ـ يعني عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور ـ نا وهب بن جرير ، نا جويرية ـ يعني ابن أسماء ـ حدّثني خالد الحذّاء.

أنّ المغيرة بن شعبة ـ ، حيث أراد معاوية البيعة ليزيد ـ وفّد أربعين من وجوه أهل الكوفة وأمّر عليهم ابنه عروة بن المغيرة ، فدخلوا على معاوية ، فقاموا خطباء ، فذكروا أنه إنّما أشخصهم إليه التيه والنظر لأمة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : يا أمير المؤمنين كبرت سنك ، وتخوفنا الانتشار (٤) من بعدك ، يا أمير المؤمنين ، اعلم لنا علما ، وحدّ لنا حدا ننتهي إليه ، قال : أشيروا عليّ ، قالوا : نشير عليك بيزيد بن أمير المؤمنين ، قال : وقد رضيتموه ، قالوا : نعم ، قال : وذاك رأيكم؟ قالوا : نعم ، ورأي من بعدنا ، فأصغى إلى عروة ، وهو أقرب القوم منه مجلسا ، فقال : الله أبوك ، بكم اشترى أبوك من هؤلاء دينهم؟ قال : بأربعمائة ، قال : لقد وجد دينهم عندهم رخيصا.

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة عن م.

(٢) الأصل وم : للزهري.

(٣) زيد بعدها في م :

قال لنا والدي رحمه‌الله ، وأنا أشهد على أبي غالب بذلك ، واشهدوا عليّ بذلك.

(٤) فوقها في م ضبة.

٢٩٨

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد أبو البركات وأبو الفضل بن خيرون ـ قالا : أنا محمّد بن الحسن بن أحمد ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خياط قال (١) : عروة بن المغيرة بن شعبة ، أمه فتاة.

أنبأ أبو الغنائم محمّد بن علي ، حدّثني أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل : ومحمّد بن الحسن ـ قالا : ـ أنا أبو بكر الشيرازي ، أنا أبو الحسين المقرئ ، أنا أبو عبد الله البخاري ، قال (٢) :

عروة بن المغيرة بن شعبة الثقفي قال الشعبي : وكان خير أهل بيته وكان على الكوفة ، سمع أباه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري.

[و](٣) حدّثنا عمي ـ رحمه‌الله تعالى ـ أنا أبو طالب بن يوسف ، وأنا الجوهري رواية.

أنبأ أبو عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، قال (٤) : في الطبقة الأولى (٥) من أهل الكوفة : عروة بن المغيرة بن شعبة الثقفي ، ويكنى أبا يعفور ، روى عنه أبيه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، قال : أبو يعفور : عروة بن المغيرة بن شعبة يروي عن أبيه ، روى عنه عامر الشعبي ، وإسماعيل بن محمّد بن سعد بن أبي وقّاص ، وعباد بن زياد وغيرهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن (٦) ، أنا أبو نصر البخاري ، قال :

عروة بن المغيرة بن شعبة الثقفي الكوفي [كان](٧) واليا عليها ، وهو أخو حمزة ، وغفّار ، ويعفور (٨) ، سمع أباه ، روى عنه الشعبي ، ونافع بن جبير في الوضوء.

__________________

(١) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٢٦٣ رقم ١١٢٥.

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٣٢.

(٣) الزيادة عن م.

(٤) طبقات ابن سعد ٦ / ٢٦٩.

(٥) كذا بالأصل وم ، وقد ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من الكوفيين.

(٦) الأصل : الحسين ، والمثبت عن م.

(٧) زيادة عن م.

(٨) الأصل وم : يعقوب ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

٢٩٩

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأ أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنبأ الحسين بن جعفر ، ومحمّد بن الحسين ، قالا : أنا الوليد بن بكر ، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا ، أنبأ صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال : عروة بن المغيرة بن شعبة تابعي ثقة (١).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، قال (٢) : قال ابن أبي عمر عن سفيان ، [عن زكريا](٣) عن الشعبي ، قال :

علم المغيرة بن شعبة ابنه عروة رعاية الغنم ، ثم علمه رعاية الإبل ، ثم قال : أجلسوه في مجالسكم حتى يتعلم منكم ويسمع حديثكم ، ثم دعاه إليه فزوّجه أربعا.

قال أبو زرعة (٤) : وقد سمعت أبا نعيم يذكر عن يونس بن أبي إسحاق [أن](٥) الشعبي روى عنه حديث المسح على الخفين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن (٦) ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أحمد بن عمران ، ثنا موسى ، نا خليفة قال (٧) :

سنة خمسين فيها مات المغيرة بن شعبة بالكوفة ، واستخلف ابنه عروة ، ويقال : استخلف جرير بن عبد الله البجلي ، فولّى معاوية زيادا (٨) الكوفة مع البصرة.

قال : ونا خليفة (٩) ، قال : قدم الحجاج سنة خمس وسبعين فولاها الحجاج ـ يعني الكوفة ـ عروة بن المغيرة بن شعبة ، ويقال : ولّى حوشب بن رويم الشيباني ، ثم عزله.

وقال (١٠) : في تسمية عمال الوليد على الكوفة : عروة بن المغيرة بن شعبة الثقفي على الصلاة سنة خمس وتسعين ، فكأنه وليها مرتين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري (١١) ، أنا أبو عمر بن حيّوية ،

__________________

(١) تاريخ الثقات للعجلي ص ٣٣١ رقم ١١٢.

(٢) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٦٦٣.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م وتاريخ أبي زرعة.

(٤) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٦٦٣.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م وتاريخ أبي زرعة.

(٦) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م.

(٧) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢١٠.

(٨) الأصل : زياد ، والتصويب عن م وتاريخ خليفة.

(٩) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٩٤.

(١٠) تاريخ خليفة ص ٣١٠.

(١١) بعدها في م : وحدثنا عمي أنا أبو طالب أنا أبو محمّد قراءة.

٣٠٠