تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

الجوهري ، نا](١) أحمد بن سعيد الدمشقي ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني عروة بن عبيد الله بن عروة بن (٢) الزبير ، قال :

كان عروة بن أذينة نازلا مع أبي في قصر عروة بن الزبير بالعقيق ، فسمعه ينشد نفسه (٣) :

إن التي زعمت فؤادك ملّها (٤)

خلقت (٥) هواك كما خلقت (٦) هوى لها

فبك الذي زعمت بها وكلاكما

أبدى لخلته (٧) الصبابة كلها

ولعمرها لو كان حبك فوقها

يوما وقد حجبت إذا لأظلها

وإذا وجدت لها وساوس سلوة

شفع الضمير لها إليك فسلّها (٨)

بيضاء باكرها النعيم فصاغها

بلباقة فأدقها وأجلّها (٩)

لما عرضت مسلّما لي حاجة

أخشى صعوبتها وأرجو دلّها (١٠)

حجبت (١١) تحيتها فقلت لصاحبي :

ما كان أكثرها لنا وأقلّها

فدنا ، فقال : لعلها معذورة

في بعض (١٢) رقبتها ، فقلت : لعلها

فقال عروة : فجاءني أبو السائب يوما بالعقيق فألفاني في مجلس ... (١٣) فسلّم وجلس

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م لتقويم السند.

(٢) الخبر بالأصل مضطرب فيه تكرار في السند وفي الخبر ، صوبناه عن م.

(٣) الخبر باختلاف في الأغاني ، والأبيات في الأغاني ١٨ / ٣٣٠ وأمالي المرتضى ١ / ٤١١ ـ ٤١٢ وزهر الآداب ص ١٦٦ وبعضها في أمالي القالي ١ / ١٥٦ وبعضها في الشعر والشعراء ص ٣٦٤ ونسبها للمجنون قيس بن الملوح.

(٤) اللفظة غير مقروءة بالأصل ، وتقرأ في م : صلها ، والمثبت عن الأغاني وآمالي المرتضى.

(٥) الأغاني : جعلت.

(٦) المصادر : لصاحبه.

(٧) في الشعر والشعراء وأمالي المرتضى :

شفع الضمير إلى الفؤاد فسلّها

وفي الأغاني : شفع الفؤاد إلى الضمير فسلّها.

(٨) أي أدق منها ما ينبغي أن يكون دقيقا ، وأجل منها ما ينبغي أن يكون جليلا.

قال ابن الأعرابي : ومعنى قوله : «فأدقها وأجلها» دق منها حاجباها وأنفها وخصرها ، وجعل عضداها وساقاها وبوصها.

(٩) في آمالي المرتضى : ذلها.

(١٠) الأغاني وأمالي المرتضى : «منعت» وفي الشعر والشعراء : ضنت بنائلها.

(١١) الأغاني وأمالي المرتضى : «منعت» وفي الشعر والشعراء : ضنت بنائلها.

(١٢) الأغاني : من أجل رقبتها.

(١٣) رسمها بالأصل : «؟؟؟؟ ير عدو» وفي م : «؟؟؟؟ ر عروه».

٢٠١

إليّ ، فقلت له بعد الترحيب به : ألك حاجة؟ يا أبا السائب؟ قال : وكما تكون الحاجة أبيات لعروة بن أذينة بلغني أنك سمعتها منه قلت : [أبيات؟ فقال : وهل يخفى القمر؟ [قوله :]](١) :

إن التي زعمت فؤادك ملها

جعلت هواك كما جعلت هوى لها

فأنشدته إياها ، فقال : ما يروي هذه إلّا أهل المعرفة والعقل ، هذا والله الصادق الودّ ، الدائم العهد لا الهذلي الذي يقول (٢) :

إن كان أهلك يمنعونك رغبة

عني فأهلي بي أضن وأرغب

لقد عدا الإعرابي طوره ، وإني لأرجو أن يغفر الله لصاحبه في حسن الظن بها ، وطلب العذر لها ، ودعوت له بطعام ، فقال : لا والله حتى أروي هذه الأبيات ، فلما رواها وثب ، فقلت : كما أنت يغفر الله لك حتى تأكل ، فقال : ما كنت لأخلط بمحبتي لها وأخذي إياها وانصرف.

أنبأ أبو بكر محمّد بن عبد الله بن نصر الزاغوني ، أنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد بن فهد العلّاف ، أنا عبد الله بن أحمد ـ إجازة ـ ، نا علي بن عمر الحافظ ، نا أبو روق ، نا الرّياشي ، عن الأصمعي ، عن ابن أذينة ، أنشدني أبي لنفسه :

ونرى لئيم القوم ينزل عرصة

 ... (٣) ويمسح نعله وشراكها

أكرم صديق أبيك حيث لقيته

 ... (٤) الكرامة من ... (٥) فجزاكها

إن العروض وإن تقادم عهدها

عند الكريم إذا تكون جزاكها

وإذا الكريم أخو الكريم حدوثه

فعلا فعاتب نفسه فجزاكها

[(٦) أخبرنا» بو بكر اللّفتواني ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا الحسن بن محمّد أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال : قال عباس بن الفرج الرياشي ، نا أيوب بن عمر الغفاري ، عن يحيى بن عروة بن أذينة ، قال : رآني أبي وأنا أربي حماما فقال : يا بني أما سمعت قولي :

__________________

(١) الزيادة عن م.

(٢) البيت في الأغاني ١٨ / ٣٣١ وأمالي المرتضى ١ / ٤١٢ بدون نسبة ، ونسبه بحواشي المختصر ١٦ / ٣٤٥ إلى عبد الله بن مسلم بن جندب.

(٣) رسمها بالأصل وم :؟؟؟ وسا.

(٤) غير واضحة بالأصل وم.

(٥) غير واضحة بالأصل وم.

(٦) الخبر التالي سقط من الأصل ، واستدرك بين معكوفتين عن م.

٢٠٢

ويرى لئيم القوم ينزل عرصة

... (١) وبمسح نعله وشراكها

حرما أدار أم الأمور بنفسه

ميل العدو لها يريد هلاكها

أكرم صديق أبيك حيث لقيته

وأحب الكرامة من ... (٢) فجزاكها]

أنبأنا أبو علي محمّد بن (٣) عبد العزيز بن المهدي.

وأخبرنا أبو الحجاج يوسف بن مكي بن يوسف ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي ، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن (٤) بن محمّد بن شاذان ، نا محمّد بن مريد ابن أبي الأزهر قال : وأنشدونا لابن أذينة (٥) :

ولقد وقفت على الديار لعلها

بجواب رجع تحية تتكلم

لبثوا ثلاث منى بمنزل غبطة (٦)

وهم على عجل (٧) لعمرك ما هم

متجاورين (٨) بغير دار إقامة

لو قد أجد رحيلهم لم يندموا

[والعيس تسجع بالحنين كأنها

بين المبارك حين تسجع ما تم](٩)

ولهن بالبيت العتيق لبانة

والبيت يعرفهن لو يتكلّم

لو كان حيّا قبلهن ظعائنا

حيّا الحطيم وجوههن وزمزم

وكأنهن وقد حسرن لواغبا

بيض بأكناف الحطيم مركّم

[ثم انصرفت لهن رئى فاخر

فأقضّ في رفث أدخل المخرم](١٠)

كتب إلي [أبو](١١) عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، أنبأ أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي ، أنبأ القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد الله بن نصر ، أخبرني محمّد بن الحسن ، نا الرياشي ، عن محمّد بن سلّام ، عن عبد الله بن أبي عبيدة بن عمّار بن ياسر قال : قلت لأبي السائب أحسن عروة بن أذينة حيث يقول :

نزلوا ثلاث منى بمنزل غبطة

وهو على غرض لعمرك ما هم

متجاورين (١٢) بغير دار إقامة

لو قد أجد رحيلهم لم يندموا

__________________

(١) رسمها بالأصل وم : و؟؟؟؟ سا. (٢) غير واضحة بالأصل وم.

(٣) في م : محمّد بن محمّد بن عبد العزيز.

(٤) الأصل ، الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٢٩.

(٥) بعضها في الأغاني ١٨ / ٣٣٢.

(٦) الأصل : عطية ، والمثبت عن م والأغاني.

(٧) الأغاني : غرض. (٨) في م : متجاوزين.

(٩) سقط من الأصل واستدرك عن م.

(١٠) سقط من الأصل واستدرك عن م.

(١١) زيادة عن م. (١٢) في م : متجاوزين.

٢٠٣

ولهن بالبيت العتيق لبانة

والبيت يعرفهن لو يتكلم

لو كان حيّا قبلهن ظعائنا

حيّا الحطيم وجوههن وزمزم

وكأنهن وقد حسرن لواغبا

بيض بأكناف الحطيم مركم

فقال : لا والله ما أحسن ولا أجمل بل أهجر وأخطأ ، يصفهن هذه الصفة ، ولا يندم على رحيلهن ، ما هكذا قال كثيّر (١) :

تفرّق أهواء (٢) الحجيج على منى

وفرقهم صرف (٣) النوى مشي أربع

فريقان منهم سالك بطن نخلة

وآخر منهم جازع ظهر (٤) تضرع

فلم أر دارا مثلها (٥) دار غبطة

وملقى إذا التفّ الحجيج بمجمع

أقل مقيما راضيا بمكانه

وأكثر جارا ظاعنا لم يودع

وهل يغتبط عاقل بمكان ولا يرضى به ، ولكن قال : مكره أخاك لا بطل ، والعرجي (٦) أوفى بالعهد وأولى بالصواب حيث يقول (٧) :

عرجي عليّ فسلمي جبر

فيم الصدود وأنتم سفر

ما نلتقي إلا ثلاث منى

حتى يفرق بيننا النفر

والشهر ثمّ الحول يتبعه

ما الدهر إلّا الحول والشهر

أنبأ (٨) أبو الحسن علي بن محمّد بن العلّاف.

وأخبرنا (٩) أبو المعمّر الأنصاري عنه.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي جعفر ، وأبو الحسن بن العلّاف ، قالا : أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي ، قال : وقال عروة بن أذينة.

__________________

(١) الأبيات من قصيدة في ديوانه ط بيروت ص ١١٩ ـ ١٢٠.

(٢) الديوان : ألّاف.

(٣) الديوان : شحط النوى.

(٤) الأصل وم : بطن تضرع ، والمثبت عن الديوان ، وتضرع ، جبل لكنانة قرب مكة.

(٥) أي منى ، فالضمير يعود إليها.

(٦) هو عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان ، انظر أخباره في الأغاني ١ / ٣٨٣.

(٧) الأبيات في ابن عساكر ١ / ٤٠٨ قالهما في جبرة المخزومية زوجة محمّد بن هشام ، والأول والثاني في الأغاني ١٨ / ٣٣٣.

(٨) في م : أنبأنا.

(٩) في م : وأخبرني.

٢٠٤

فما كيس في الناس يحمد رأيه

فيوجد إلّا وهو في الحب أحمق

وما من فتى ما ذاق طعم مرارة

فيعشق إلّا ذاقها حين يعشق

قال الخرائطي : ويروى أن عروة بن أذينة ـ وكان من الثقات ، روى عنه مالك بن أنس ـ وقفت عليه امرأة ، فقالت له : أنت الذي يقال له الرجل الصالح؟ وأنت تقول (١) :

إذا وجدت أوار الحب في كبدي

عمدت نحو سقاء القوم أتبرد

هذا بردت ببرد الماء ظاهره

فمن لنار على الأحشاء يتّقد

قال : وأنا الخرائطي ، نا الحسن بن علي الوراق ، عن عبد الرّحمن بن حبيب ، قال : وقفت امرأة على عروة بن أذينة ، فقالت له : أنت عروة بن أذينة؟ قال : نعم ، قالت (٢) : ألست القائل (٣) :

قالت وأبثثتها وجدي فبحت به

قد كنت عندي تحب الستر فاستتر

ألست تبصر من حولي؟ فقلت لها :

غطي هواك وما ألقى على بصري

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن بن قبيس ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد ، قالوا (٤) : ثنا أبو بكر الخطيب (٥) ، أخبرني علي بن أيوب القمّي ، أنبأ محمّد بن عمران المرزباني ، حدّثني محمّد بن طاهر الطاهري ، نا أحمد بن يحيى النحوي ، حدّثني عبد الله بن شبيب ، حدّثني عمر بن عثمان ، قال : مرت سكينة بعروة بن أذينة فقالت له : يا أبا عامر ، أنت الذي تقول :

يا نظرة لي ضرت يوم ذي سلّم

حتى متى لي هذا الضر في نضري

قالت : وأبثثتها (٦) سري فبحت به

قد كنت عندي تحب الستر ، فاستتر

ألست تبصر من حولي؟ فقلت لها :

غطي هوال وما القى على بصري

وأنت القائل :

إذا وجدت أذى للحب في كبدي

أقبلت نحو سقاء القوم أتبرد

__________________

(١) البيتان في الأغاني ١٨ / ٣٢٩ ـ ٣٣٠ ، والخبر والشعر في الشعر والشعراء ص ٣٦٨ وأمالي المرتضى ١ / ٤١٣.

(٢) الأصل وم : قال.

(٣) البيتان في الأغاني ١٨ / ٣٣٠ والشعر والشعراء ص ٣٦٨ وأمالي المرتضى ١ / ٤١٣.

(٤) في م : قالوا : ثنا أبو منصور بن خيرون ، قال : نا أبو بكر.

(٥) الخبر والشعر في تاريخ بغداد ٥ / ٣٧٧ ـ ٣٧٨ في ترجمة محمّد بن طاهر الطاهري.

(٦) تاريخ بغداد : أبستها.

٢٠٥

هذا بردت ببرد الماء ظاهره

فمن لحرّ على الأحشاء يتّقد؟

قالت : هن حرائر ـ وأشارت إلى جواريها ـ إن كان هذا خرج من قلب سليم.

قال الخطيب : وقد أخبرنا بهذا الخبر الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو علي الطوماري ، أنا أبو العباس أحمد بن يحيى ، حدّثني عبد الله بن شبيب ، حدّثني أبو معاوية عبد الجبار بن سعيد المساحقي (١) ، قال : وقفت سكينة على ابن أذينة فذكر نحوه في المعنى إلّا أنه اختصره ، ولم يذكر من الشعر غير بيتين فقط.

أنبأ أبو الفرج غيث بن علي ، ثنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو علي عيسى بن محمّد بن أحمد الطّوماري ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ، حدّثني عبد الله بن شبيب ، حدّثني أبو معاوية عبد الجبار بن سعيد المساحقي ، قال :

وقفت سكينة على ابن أذينة في موكبها ومعها جواريها ، فقالت : يا أبا عامر ،  أأنت تزعم أنك مري وأنك هني وأنت الذي تقول :

قالت : وأبثثتها سري فبحت به

قد كنت عندي تحب الستر ، فاستتر

ألست تبصر من حولي فقلت لها

غطي هواك وما ألقى على بصري

قال لها بلى ، قالت : فهن حرائر إن كان خرج هذا من قلب صحيح.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبد الله ـ إذنا ومناولة ـ وقرأ عليّ إسناده أنا محمّد بن الحسين ، أنبأ القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا (٢) ، نا محمّد بن القاسم الأنباري ، نا أحمد بن يحيى النحوي ، نا عبد الله بن شبيب ، عن عمر (٣) بن عثمان قال :

مرت سكينة بعروة بن أذينة ، وكان يتنسّك ، فقالت له : يا أبا عامر ، ألست القائل

إذا وجدت أوار الحب في كبدي

أقبلت نحو سقاء القوم أتبرد (٤)

هذا بردت ببرد الماء ظاهره

فمن لحرّ على الأحشاء يتقد

أولست القائل :

__________________

(١) مضطربة بالأصل ، والمثبت عن م وتاريخ بغداد.

(٢) الخبر والشعر في الجليس الصالح الكافي ٢ / ٣٤٣ ـ ٣٤٤.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي الجليس الصالح : عمرو.

(٤) روايته في الجليس الصالح :

إذا وجدت أذى للحب في كبدي

أقبلت نحو شفاء الحب أبترد

٢٠٦

قالت وأبثثتها سري فبحت به

قد كنت عهدي تحب الستر فاستتر

ألست تبصر من حولي؟ فقلت لها :

غطي هواك وما ألقى على بصري

هؤلاء أحرار ـ وأشارت إلى جواريها ـ إن كان هذا خرج من قلب سليم.

قال القاضي (١) :

وأنشدنا بيتي عروة الأولين من غير هذه الرواية :

لما وجدت أوار الحب في كبدي

أقبلت نحو سجال القوم أتبرد

هذا بردت ببرد الماء ظاهره

فمن لنار على الأحشاء تتقد

والأوار من يجد الغلة والحرارة. كما قال الشاعر :

والنار قد تشفى من الأوار (٢)

وأما السّجال فجمع سجل ، وهو الكبير من الدلاء ، قال الراجز (٣) :

لطالما (٤) حلّأتماها لا ترد

فخلياها والسجال تبترد

وأما قوله : ابترد ، فهو افتعل من قولهم : برّد الماء حرارة جوفي ، قال الشاعر (٥) :

وعطّل قلوصي في الركاب فإنها

ستبرد أكبادا وتبكي بواكيا

وروي لنا قوله في الشعر الثاني : وأبثثتها وجدي مكان سري.

أنبأنا أبو الحسن [بن](٦) العلاف ، وأخبرني عنه أبو المعمر الأنصاري.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو الحسن بن العلّاف ، قالا : أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي ، أنشدني أبو يوسف الزهري ـ يعني يعقوب [بن](٧) عيسى ـ أنشدني الزبير بن بكّار لعروة بن أذينة :

__________________

(١) يعني : المعافى بن زكريا صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي.

(٢) الرجز في اللسان (أور) بدون نسبة.

(٣) الرجز في تاج العروس بتحقيقنا مادة «حلأ» ، ومادة «برد».

(٤) في تاج العروس : قد طالما ، في مادة «حلأ» ، وفي مادة «برد» كالأصل.

(٥) البيت في اللسان (برد) ، منسوبا إلى مالك بن الريب.

(٦) الزيادة عن م.

(٧) الزيادة عن م.

٢٠٧

ولهن بالبيت العتيق لبانة

والبيت يعرفهن لو يتكلم

نزلوا ثلاث منى بمنزل غبطة

وهم على غرض لعمرك ما هم

متجاورين لغير دار إقامة

لو قد أجد رحيلهم لم يندموا

لو كان حيّا قبلهنّ ظعائنا

حبا الحطيم وجوههن وزمزم

قال : وأنا الخرائطي ، أنشدني أبو جعفر المروزي لعروة بن أذينة :

تلقني الواشون من كل جانب

ولو كان واش واجد للقانيا

إذا ما قعدنا مقعد استلذه

تواشوا بنا حتى أمل مكانيا

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا قالا : أنا أبو جعفر المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار قال : وهلك عامر بن حمزة بواسط عند خالد بن عبد الله القسري (١) ، فقال عروة بن أذينة يرثيه ، أخبرني ذلك طيبة مولاة فاطمة بنت عمر بن مصعب ، عن يحيى بن جعفر بن مصعب بن الزبير :

من لعين كثيرة الهملان

ولحزن قد شفّني وبراني

أن تولى أخي وعارف حقي

وأميني في السر والإعلان

عامر ، من كعامر رقع الثلم

ويكفيك حضرة السلطان

حيث لا ينفع الضعيف ولا

الوغل في الجد في القيام يدان

فنوا بالعراق رصا عربية

لا بدار ولا حر القطان

نائبا عن بني الزبير مقيما

بين أنهار واسط والجنان

سيد وابن سادة يشترون

الحمد قدما بأربح الأثمان

قدموا أفضل المكارم مجد

أوّلهم كل عرق هجان

ورثوه مجد الحياة فتنا

مجد بأن أشاد في البنيان

بقيام على الجسيم من الأمر

ضيغم للمترف الحيران

وانصراف عن جهل ذي الرحم

المفرط لو شاء .... (٢)

من يلم في بكائه لا أطعمه

وأقل مثل عامر أبكاني

من يصادي سخطي ويحكم عني

وأداء قلت من لأمري كفاني

__________________

(١) الأصل : القشيري ، والمثبت عن م ، وانظر الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٢٤١.

وعامر بن حمزة بن عبد الله بن الزبير ، وكان من سروات آل الزبير وجلدائهم في العقل والبيان.

(٢) غير مقروءة بالأصل وم.

٢٠٨

قال : ونا الزبير : حدثتنا طيبة أنها سمعت يحيى بن جعفر بن مصعب ينشد لعروة بن أذينة أيضا يرثي عامر بن حمزة :

أرقت فما أنام ولا أنيم

 ... (١) في الليل البهيم

وأصبح عامر قد هلل كنى

وفارقني به اللطف الحميم

وكان ثمالنا نأوي إليه

أراملنا وعائلنا اليتيم

ومديره خصمنا في كل أمر

له تجثو على الركب الخصوم

وتيممنا (٢) على الجلا عدا إذا ما

الكرب أقطع من يقوم

أتى الركبان بالأخبار تهوى

بها وبهم حراجيج هجوم

فقالوا قد تركناه سقيما فما

صدقوا وما صح السقيم

بعد على أن القوم أبوا

وأنت بواسط حيث مقيم

جزاك الله خير حيث أمست

من البلدان أعظمك الرميم

[فنعم الشيء كنت وليس

شيء من الدنيا وما فيها يدوم

تضعضع جل قومك واستكانوا

لفقدك إنه حدث عظيم](٣)

قضى نحبا فبان وكان حصنا

يعوذ به المدفع القديم

بريش الأقربين وبطيبهم

ولا تبري كما تبري القدوم

وهي أكثر من هذه.

قال : ونا الزبير ، حدّثتنا طيبة مولاة فاطمة بنت عمر بن مصعب ، قالت : أنشدني يحيى بن جعفر بن مصعب بن الزبير لعروة بن أذينة يرثي يحيى بن حمزة بن عبد الله بن الزبير :

يحيى بن حمزة ولّى

وعالته عن الاخوان عول

حميد الود لا يزرى عليه

مؤاخ في الاخاء ولا دخيل

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأ علي بن محمّد الحنّائي ، أنا عبيد الله بن أحمد المقرئ ، نا أبو بكر الجعابي ، نا عبد الله بن محمّد البزّار ، نا ابن شبيب ، نا يحيى بن أبي قتيلة ، نا عبد العزيز بن محمّد ، قال : سمعت عروة بن أذينة الشاعر

__________________

(١) كلمة غير واضحة في الأصل وم.

(٢) كذا صدره بالأصل وم.

(٣) سقط البيتان من الأصل واستدركا عن م.

٢٠٩

يقول : عجبت لمن علم أنه يموت كيف لا يموت.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنبأ علي بن عمر بن محمّد السكري ، نا عبد الله بن محمّد البغوي ، نا إسحاق بن إسماعيل ، نا جرير ، عن مغيرة ، قال :

كان عروة بن أذينة إذا نام الناس بالبصرة خرج فنادى في سككها : يا أهل البصرة ، الصلاة الصلاة ، ثم يتلو هذه الآية : (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ)(١).

رواه ابن أبي الدنيا عن إسحاق بن إسماعيل.

٤٦٨٠ ـ عروة بن أنيف

بعثه عبد الملك بن مروان واليا على المدينة ، له ذكر.

أخبرنا أبو محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف الخشاب ، نا الحسين الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، أنا موسى بن يعقوب ، عن عمه أبي الحارث بن عبد الله بن وهب بن زمعة.

قال : وأنا شرحبيل بن أبي عون ، وعبد الله بن جعفر ، عن أبي عون.

[ح](٢) قال : وأنا إبراهيم بن موسى ، عن عكرمة بن خالد.

[ح](٣) قال : وأنا أبو صفوان العطاف (٤) بن خالد عن أخيه.

قالوا : فلما بويع عبد الملك بن مروان بعث عروة بن أنيف في ستة آلاف إلى المدينة وأمرهم أن لا ينزلوا على أحد ولا يدخلوا المدينة إلّا لحاجة لا بدّ منها ، وأن يعسكروا بالعرصة (٥) ، فنزل عروة بجيشه العرصة وهرب الحارث بن حاطب عامل ابن الزبير عن المدينة ، فكان عروة ينزل فيصلّي بالناس الجمعة ثمّ يرجع إلى معسكره ، فلم يبعث إليهم ابن الزبير أحدا ، ولم يلقوا قتالا ، فكتب إليهم عبد الملك أن يقبلوا إلى الشام ، ففعلوا ، ولم يتخلّف منهم أحد ، ورجع الحارث بن حاطب إلى المدينة عاملا لابن الزبير.

__________________

(١) سورة الأعراف ، الآية : ٩٧.

(٢) «ح» حرف التحويل استدرك عن م.

(٣) «ح» حرف التحويل استدرك عن م.

(٤) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م.

(٥) عرصة بفتح أوله وسكون ثانيه ، وهما عرصتان بعقيق المدينة (معجم البلدان).

٢١٠

٤٦٨١ ـ عروة بن الجعد ـ ويقال : ابن أبي الجعد

 الأزدي ، ثم البارقي الكوفي (١)

وبارق جبل نزل عنده بعض الأزد (٢) ، فنسبوا إليه.

ولعروة صحبة.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث.

روى عنه الشعبي وأبو لبيد (٣) لمازة بن زبّار (٤) الجهضمي (٥) البصري ، وشبيب بن غرقدة ، وشهاب البارقي ، والعيزار بن حريث الكندي ، وشريح بن هانئ ، وأبو إسحاق السّبيعي ، ونعيم بن أبي هند ، وسماك بن حرب ، وعائذ (٦) بن نصيب.

وقدم دمشق من جملة من سيّر من أهل الكوفة في خلافة عثمان بن عفان ، وقد سبقت الرواية بذلك في ترجمة جندب بن زهير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأ أبو القاسم عيسى بن علي ، أنا أبو القاسم البغوي ، نا شريح بن يونس ، وعمرو الناقد ، وداود بن أمية ، وزياد بن أيوب ، وغيرهم ، قالوا : ثنا سفيان ، عن شبيب بن غرقدة ، سمع عروة بن الجعد البارقي يقول : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة» [٨٠٩٩].

واللفظ لشريح.

قال البغوي : حدّثنا محمّد بن منصور الجوّاز (٧) ، عن سفيان وزاد في إسناده رجلا ، ولا أعلم تابعه أحد على حديثه الجوّاز ، نا ابن عيينة ، عن شبيب بن غرقدة ، عن شهاب البارقي

__________________

(١) انظر أخباره في : تهذيب الكمال ١٣ / ٣ وتهذيب التهذيب ٤ / ١١٥ أسد الغابة ٣ / ٥٢٣ والإصابة ٢ / ٤٧٦ وطبقات ابن سعد ٦ / ٣٤ وتاريخ والطبري (الفهارس) ، والكامل في التاريخ ـ بتحقيقنا ـ (الفهارس) وأخبار القضاة لوكيع (الفهارس) والتاريخ الكبير ٧ / ٣١ والجرح والتعديل ٦ / ٣٩٥ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠ ص ١٨٥).

(٢) نزله سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو فريقيا بن عامر ماء السماء ... بن مازن بن الأزد بن الغوث.

انظر تهذيب الكمال ١٣ / ٣ ، واللباب ١ / ٨٦ (البارقي).

(٣) مضطربة بالأصل والمثبت عن م وتهذيب الكمال ١٣ / ٣.

(٤) الأصل وم : زياد ، تصحيف ، والتصويب عن تهذيب الكمال وتاريخ الإسلام.

(٥) الأصل : الجهمي ، والتصويب عن م وتهذيب الكمال.

(٦) الأصل وم : عابد ، والتصويب عن تهذيب الكمال.

(٧) ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٢٦٠.

٢١١

عن عروة قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة» [٨١٠٠]

ورواه الشعبي عن عروة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي التميمي ، أنا أبو بكر القطيعي (١) ، نا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدّثني أبي ، نا هشيم أنا (٣) حصين ، عن الشعبي ، عن عروة البارقي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الخيل معقود بنواصيها الخير والأجر والمغنم إلى يوم القيامة» [٨١٠١].

قال (٤) : وحدّثني أبي ، نا أبو كامل ، عن سعيد بن زيد ، عن الزبير ـ يعني ابن الخرّيت ـ عن أبي لبيد ، عن عروة بن أبي الجعد قال : قال أبي ، وثنا يحيى بن آدم ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عروة بن أبي الجعد ، كلهم قالوا : ابن أبي الجعد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأ أبو يعلى بن الفراء ، أنبأ أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عبد الله الضرير المقرئ قال : سمعت إسماعيل بن محمّد الصفار ، نا سعدان بن نصر البزّار ، نا سفيان بن عيينة.

وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي ، ثنا أبو محمّد بن يوسف ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا سعدان بن نصر ، نا سفيان ، عن شبيب عن (٥) عروة البارقي.

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعطاه دينارا ليشتري له شاة للأضحية ، فاشترى له شاتين ، وباع إحداهما بدينار ، فدعا له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالبركة في بيعه ، فكان لو اشترى التراب ربح فيه (٦).

أخبرنا أبو الرضا (٧) أسعد بن محمّد بن أبي عاصم الماليني ، وأبو النّضر (٨) عبد الرّحمن بن عبد الجبار بن عثمان ، وأبو عبد الله محمّد بن علي بن محمّد الطّيّب (٩)

__________________

(١) في م : القطع ، وفوقها ضبة ، تنبيه على أنها خطأ.

(٢) مسند أحمد بن حنبل ٧ / ٩٢ رقم ١٩٣٧٢ (ط دار الفكر ـ بيروت).

(٣) الأصل : بن ، والتصويب عن م ، وفي المسند : أخبرنا.

(٤) القائل : عبد الله بن أحمد ، انظر مسند أحمد ٧ / ٩٣ رقم ١٩٣٧٥.

(٥) الأصل : بن ، تصحيف.

(٦) دلائل النبوة للبيهقي ٦ / ٢٢٠.

(٧) الأصل : أبو الرقيا ، والمثبت عن مشيخة ابن عساكر ٢٦ / ١.

(٨) الأصل : أبو النصر ، والمثبت عن المشيخة ١٠٧ / ب.

(٩) مشيخة ابن عساكر ٢٠٠ / ب.

٢١٢

 ـ بهراة ـ قالوا : أنا محمّد بن علي بن محمّد العميري ، أنا أحمد بن الحسين الحيري ، أنا حاجب بن أحمد الطوسي ، نا عبد الرحيم بن شبيب ، نا سفيان ، عن شبيب بن غرقدة يخبر.

أن عروة البارقي وهو رجل من قومه بعثه للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يشتري له أضحية أو شاة ، فاشترى شاتين بدينار ، فباع أحدهما بدينار وأتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بشاة ودينار ، فدعا له بالبركة في بيعه ، فكان لو اشترى ترابا ربح فيه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال (١) : قال أبو بكر الحميدي في حديث عروة بن أبي الجعد.

أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعطاه دينارا يشتري به أضحية ، قال : قال سفيان : كان الحسن (٢) بن عمارة سمعناه يحدثه ، فقال فيه : سمعت شبيبا (٣) يقول : سمعت عروة كلما سأل شبيبا قال : لم أسمعه من عروة ، حدّثنيه الحسن عن عروة.

(٤) أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، وأبو العزّ ثابت بن منصور ، قالا : ثنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد أبو البركات : وأبو الفضل بن خيرون ـ قالا : أنا محمّد بن الحسن ، نا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خياط ، قال (٥) :

ومن بارق ، وهو سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو (٦) بن عامر بن حارثة بن امرئ

__________________

(١) المعرفة والتاريخ ٢ / ٧٠٧.

(٢) الأصل : الحسين ، والتصويب عن م والمعرفة والتاريخ ، انظر تهذيب التهذيب ٢ / ٣٠٤ وتهذيب الكمال ٤ / ٤٠١.

(٣) الأصل : سيدنا ، والتصويب عن م والمعرفة والتاريخ.

(٤) قبله خبر سقط من الأصل ، وهو موجود في م ، وفيه جزء مهم لم يظهر من سوء التصوير ، نثبت هنا عن م ما نستطيع قراءته :

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو سعيد إبراهيم ـ قالا أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب (أنا) هلال بن العلاء ... نا عبد الله بن ... العتكي ........ الزبير بن الخريت عن أبي أبيه عن عروة بن أبي الجعد البارقي قال أعطاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دينار (كذا) فقال : اشتري (كذا) لنا به شاة قال : فانطلقت اشتريت شاتين بدينار ، فلقيني رجل في الطريق ، فساومني بشاة ، فبعتها بدينار ، فأتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : يا رسول الله ، هذا ديناركم وهذه شاتكم ، قال : فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : وصنعت كيف؟ قال : فأخبرته ، فقال : اللهم بارك في صفقة يمينه ، قال : فقال : إني لأقوم في ...... (كلام مطموس في م عدة أسطر).

(٥) طبقات خليفة بن خيّاط ص ١٩٠ رقم ٧٠٩ و ٢٣١ رقم ٩٥٢.

(٦) عن طبقات خليفة وبالأصل : عمر.

٢١٣

القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث : عروة بن أبي الجعد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا [أبو](١) عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد ، قال (٢) :

ومن بارق واسمه سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو ومزيقيا بن عامر ، ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان : عروة بن أبي الجعد البارقي.

أنبأ أبو محمّد بن الآبنوسي.

ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفر ، أنا أبو علي المدائني ، أنا أبو بكر البرقي قال :

ومن بارق بن عوف بن عدي بن حارثة بن عمرو بن عامر : عروة بن أبي الجعد البارقي ، وكان من سكان الكوفة ، جاء عنه ثلاثة أحاديث.

أنبأ (٣) أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين (٤) ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد أبو الفضل : ومحمّد [بن](٥) الحسن ـ قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٦) :

عروة بن أبي الجعد البارقي ، ويقال : بن الجعد ، وبارق جبل نزل به بعض الأزد ، نزل الكوفة ، له صحبة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله (٧) الخلّال ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

[ح](٨) قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد.

__________________

(١) زيادة لازمة ، والسند معروف.

(٢) في م : أنبأنا.

(٣) في م : أنبأنا.

(٤) في م : الحسن.

(٥) زيادة عن م.

(٦) التاريخ الكبير ٧ / ٣١.

(٧) الأصل : أبو عبيد الله ، تصحيف ، والتصويب عن م ، والسند معروف.

(٨) «ح» حرف التحويل أضيف عن م.

٢١٤

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (١) :

عروة بن أبي الجعد البارقي ، وبارق جبل نزله بعض الأزديين ، ونزل عروة الكوفة ، له صحبة ، روى عنه العيزار بن حريث ، وأبو لبيد ، وشبيب بن غرقدة (٢) ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا محمّد بن طاهر ، أنبأ مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر البخاري ، قال :

عروة بن [أبي](٣) الجعد ، ويقال : ابن الجعد البارقي ـ وبارق جبل نزل به بعض الأزد ـ الكوفي ، سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى عنه الشعبي ، وشبيب بن غرقدة في الجهاد والخمس وصفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو الحسن (٤) بن قبيس ، ثنا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنبأ ـ أبو بكر الخطيب قال (٥) :

وعروة بن الجعد ، ويقال : ابن أبي الجعد البارقي ، حدث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عدة أحاديث ، روى عنه العيزار بن حريث ، وعامر الشعبي ، وشبيب بن غرقدة ، وكان قد نزل الكوفة ، وولي القضاء بها ، وأتى المدائن ثمّ انتقل إلى براز الروز (٦) على مرحلة من النهروان ، فأقام بها مرابطا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأنا القاسم بن البسري ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، قال : سمعت أحمد بن نصر بن يحيى يقول : سمعت حاجب بن سليمان المنبجي يقول : عروة البارقي من الأزد.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة قال :

عروة بن أبي الجعد البارقي ، ويقال : ابن الجعد الأزدي ، عداده في أهل الكوفة ، روى

__________________

(١) الجرح والتعديل ٦ / ٣٩٥.

(٢) الأصل : «يسر بن عروة» تصحيف والتصويب عن م والجرح والتعديل.

(٣) زيادة لازمة عن م.

(٤) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م ، والسند معروف.

(٥) تاريخ بغداد ١ / ١٩٣ ـ ١٩٤.

(٦) براز الروز : من نواحي السواد ببغداد من الجانب الشرقي (معجم البلدان).

٢١٥

عنه عامر الشعبي ، وأبو إسحاق السّبيعي ، والعيزار بن حريث وغيرهم.

أنبأ (١) أبو علي الحداد ، قال : قال : أنا أبو نعيم الحافظ :

عروة بن أبي الجعد البارقي ، وقيل : ابن الجعد الأزدي ، سكن الكوفة ، حديثه عند الشعبي ، وأبي إسحاق السّبيعي ، وشبيب بن غرقدة ، ونعيم بن أبي هند ، وسماك بن حرب ، وشريح بن هانئ ، وعائذ بن نصيب وغيرهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأ أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصواف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا عون بن سلام ، نا قيس ، عن أشعث ، عن الشعبي ، قال : أوّل من قضى على الكوفة عروة بن الجعد البارقي (٢).

قال المنجاب بن الحارث : أنبأ القاسم بن معن ، عن مجالد ، عن الشعبي قال : أوّل من قضى بالكوفة ابن مسعود.

قال : ونا أبي ، نا ابن إدريس ، عن أبيه ، عن الحكم قال : أول من قضى على الكوفة سلمان بن ربيعة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا (٣) ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أنا أبو القاسم الأزهري.

وقرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري.

قالا : أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا الفضل بن دكين ، نا الحسين بن صالح ، عن أشعث ، عن الشعبي قال : كان على قضاء الكوفة قبل شريح عروة بن أبي الجعد ، وسلمان بن ربيعة.

قال محمّد بن سعد : في غير هذا الحديث ، وكان عروة مرابطا ببراز الروز ، وكان له فيها ـ زاد الجوهري : أفراس منها وقالا : ـ فرس أخذه بعشرين ألف درهم.

أنبأنا (٥) أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون ، أنا محمّد بن علي بن الحسين (٦) الحسني ، نا محمّد بن العباس الحذّاء ، نا أحمد بن محمّد الأحمسي ، نا الحسين بن حميد ، نا عثمان بن أبي شيبة ، قال : سمعت أبا نعيم يقول : أول من قضى بالكوفة عروة بن أبي

__________________

(١) في م : أنبأنا.

(٢) انظر تهذيب الكمال ١٣ / ٤.

(٣) عن م بالأصل : نا ، والسند معروف.

(٤) تاريخ بغداد ١ / ١٩٤.

(٥) عن م وبالاصل : انبأ.

(٦) في م : الحسن.

٢١٦

الجعد البارقي ، وسلمان (١) بن ربيعة ، وشريح بن الحارث الكندي ، يعني كل واحد منهم بعد صاحبه وذكر بقيتهم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد الخوّاص ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، أنا أبو إسحاق الفقيه ـ يعني إبراهيم بن محمّد الأرموي ـ أنا أبو النّضر (٢) ـ يعني شافع بن محمّد ـ أنا أبو جعفر بن سلامة ، نا المرى ، حدّثنا الشافعي ، أنا سفيان قال : سمعت شبيب بن غرقدة قال : رأيت في دار عروة سبعين فرسا مربوطة (٣).

٤٦٨٢ ـ عروة بن حزام بن مهاصر ، ويقال : بن حزام بن مالك

 أبو سعيد العذري (٤)

أحد بني ضنّة (٥) بن عبد بن كبير (٦) بن عذرة.

شاعر حجازي مشهور ، وهو الذي كان يشبّب بابنة عمه عفراء بنت مهاصر بن مالك ، ويقال بنت عقال بن مهاصر ، وكان أهلها خرجوا من الحجاز إلى الشام ، فتبعهم عروة.

وقد ذكر في شعره كونه ببصرى في أبيات قرأتها له في كتاب أبي الفرج الأصبهاني ، وهي (٧) :

لعمرك إني يوم بصرى (٨) وناقتي

لمختلفا الأهواء مصطحبان

من تحملي شوقي وشوقك تظلعي

ومالك بالحمل الثقيل يدان

جعلت لعرّاف اليمامة حكمه

وعرّاف حجر (٩) إن هما شفياني

فما تركا من حيلة يعلمانها

ولا رقيّة إلّا رقياني (١٠)

__________________

(١) الأصل : سليمان ، تصحيف ، والتصويب عن م ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٧ / ٤١١.

(٢) الأصل وم : أبو النصر ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٨٨.

(٣) تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠ ص ١٨٦) ، والإصابة ٢ / ٤٧٦ وفيها : ستين بدل سبعين.

(٤) انظر أخباره في :

الشعر والشعراء ص ٣٩٤ والأغاني ٢٤ / ١٤٥ فوات الوفيات ٢ / ٤٤٧ خزانة الأدب ١ / ٥٣٣ مصارع العشاق في مواضع متفرقة.

(٥) الأغاني : ضبة.

(٦) بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن م والأغاني.

(٧) في الأغاني ٢٤ / ١٤٣ و ٢٤ / ١٥٥ ـ ١٥٦ وبعضها في الشعر والشعراء ص ٣٩٦ وفوات الوفيات ٢ / ٤٥٠.

(٨) تقدم التعريف بها.

(٩) حجر : مدينة اليمامة (راجع معجم البلدان) وفي فوات الوفيات : عراف نجد.

(١٠) كذا بالأصل وم والأغاني ٢٤ / ١٤٣ ، وفي الأغاني ٢٤ / ١٥٧ : «ولا شربة إلا سقياني» ، وفي الشعر والشعراء : ولا سلوة إلا سقياني.

٢١٧

وقالا : شفاك الله والله منا

بما حمّلت منك الضلوع يدان

كأن قطاة علقت بجناحها

على كبدي من شدة الخفقان

أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنبأ أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر ، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه ، أنبأ أبو أحمد العسكري ، قال :

وأما حزام الحاء مكسورة غير معجمة ، والزاي معجمة : عروة بن حزام بن مالك الشاعر ، قتيل الحب ، وله خبر مع عمر بن الخطاب.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني قال :

عروة بن حزام الشاعر صاحب عفراء ، أبو سعيد ، كناه ابن دريد.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال :

ومن ولد حارثة ابن هند بن حزام بن ضنّة بن عبد بن كثير بن عروة بن سعد بن زيد بن ليث بن هود بن سليم بن الحاف بن قضاعة : عروة بن حزام بن مالك الشاعر ، قتيل الحب ، وعفراء ابنة المهاصر بن مالك ، ابنة عمه.

وقال (١) : في باب حزام بكسر الحاء المهملة والزاي عروة بن حزام الشاعر ، صاحب عفراء ، قال ابن دريد : كنيته أبو سعيد (٢).

(٣) أنبأ أبو (٤) منصور بن خيرون النسيب وغيره ، عن أبي بكر الخطيب ، أنبأ أبو علي

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٤١٨.

(٢) الأصل : أبو سعد ، والتصويب عن م والاكمال.

(٣) قبله ، خبر سقط من الأصل وهو في م ، نستدركه هنا ، وتمام روايته في م :

أخبرنا أبو العز بن كادش ، أنا أبو محمّد الجوهري ، نا أبو عمر بن حيوية (في م : نا أسيد ، نا ابن حيوية) نا محمّد بن القاسم بن بشار نا الحسن بن عقيل العنزي ، نا علي بن الصباح ، نا هشام بن محمّد عن أبي مسطر (كذا) قال :

لما احتمل زوج عفراء إلى البلقاء كان عروة بن حزام يأتي مواضع أبياتها وأعطان إبلها فيلصق صدره بترابها ، فيقال له : يا هذا اتق الله في نفسك فيقول : إليكم عني ، وينشد :

بي اليأس أو داء الهيام منوش

فإياك عني لا يكن بك ما بيا

(كذا في م : منوش وفوقها ضبة ، وستأتي : شربته).

(٤) أقحم بعدها بالأصل وم : القاسم ، تصحيف ، وهو محمّد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون ، أبو منصور ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٩٤ وقارن مع مشيخة ابن عساكر ١٩٥ / ب.

٢١٨

الحسن (١) بن محمّد بن عمر النرسي ، أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمّد بن المكتفي بالله (٢) ، أنا أبو بكر بن دريد (٣) ، أنبأ العكلي أن عروة بن حزام لما [هام](٤) بعفراء جعل يلصق بطنه بحياض الماء فرآه شيخ منهم فقال له : مه يا ابن أخ ، فو الله ما فعل منهما هذا أحد إلّا هلك ، فقال : يا عم إنّي لمكروب ، وإنّي لأجد حرا على كبدي ثمّ أنشأ يقول :

بي اليأس أو داء (٥) السمام شربته

فإياك عني لا يكن بك ما بيا

فما زادني الناهون إلّا صبابة

ولا كثرة الواشين إلّا تماديا

فما زال به الحب حتى هلك ، فبلغ ذلك معاوية بن أبي سفيان ، فقال : لو علمنا بهذين الكريمين لجمعنا بينهما.

أنبأنا (٦) أبو علي محمّد بن إبراهيم بن نبهان.

ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، وأبو الحسن محمّد بن إسحاق ، وأبو علي بن نبهان.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن.

قالوا : أنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم ، ثنا أبو العباس أحمد بن يحيى قال : قرأنا على عبد الله بن شبيب ، حدّثني ... (٧) قال : حدّثني عبد الملك بن بنت الماجشون عن أبي السائب ، أخبرني ابن أبي عتيق.

قال والله إني لأسير في أرض غدرة ، إذا أنا بامرأة تحمل غلاما خدلا (٨) ، ليس مثله يتورّك (٩) فعجبت (١٠) لذلك ، فتقبل به ، فإذا برجل له لحية ، قال : فدعوتها فجاءت ، فقلت : ما هذا ويحك ، فقالت لي : أسمعت بعروة بن حزام؟ فقلت : نعم ، [قالت : هذا والله عروة ، فقلت له : أنت عروة؟ فكلّمني وعيناه تدوران في رأسه وقال : نعم](١١) أنا والله الذي أقول :

__________________

(١) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م ، ترجمته في تاريخ بغداد ٧ / ٤٢٥.

(٢) ترجمته في تاريخ بغداد ٥ / ٧٠.

(٣) ترجمته في تاريخ بغداد ٢ / ١٩٤.

(٤) زيادة عن م.

(٥) بالأصل وم : «والدا».

(٦) عن م وبالأصل : «أنبأ».

(٧) غير واضحة بالأصل وم ، ونميل إلى قراءتها : زبير.

(٨) الخدل : العظيم الممتلئ (اللسان).

(٩) يتورك أي تحمله على وركها (اللسان : ور ك).

(١٠) في م : فعجب.

(١١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف لتقويم المعنى عن م.

٢١٩

جعلت لعرّاف اليمامة وحكمه

وعرّاف حجر إن هما سقياني

فقالا : نعم نشفي من الداء كله (١)

وقاما (٢) مع العواد يبتدران

فما تركا من سلوة يعلمانها

ولا شربة إلّا وقد سقياني

فقالا شفاك الله والله ما لنا

بما ضمنت منك الضلوع يدان

فلهفي على عفراء لهف كأنه

على النحر (٣) والأحشاء حد سنان

فعفراء أحظى الناس عندي مودة

وعفراء عني المعرض المتواني

قال : ثم ذهبت ، فما برحت ممر الماء حتى سمعت الصيحة ، فقلت : ما هذا؟ قالوا : مات عروة بن حزام.

قال : ونا أبو العباس قال : ونا عبد الله بن شبيب ، حدثني حماد بن عمر ، نا الهيثم بن عدي عن هشام بن عروة عن أبيه عن النعمان بن بشير قال (٤) :

بعثني عثمان بن عفان على صدقات سعد هذيم وهم بلي وعذرة وسلامان وضنة والحارث ووائل بن زيد ، فلما قبضت الصدقة وقسمتها بين أهلها ، أقبلت بالسهمين إلى عثمان ، فبينا أنا أسير في بلاد عذرة إذا أنا ببيت حريد (٥) ، جاحش (٦) عن الحي ، فملت إليه فإذا أنا بشاب عاقل بفناء البيت ، وإذا أنا بعجوز من ورائه في كسر البيت (٧) ، فسلّمت ، فردّ عليّ بصوت ضعيف :

كأن قطاة علقت بجناحها

على كبدي من شدة الخفقان

جعلت لعراف اليمامة وحكمه

وعراف نجد إن هما شفياني

فما تركا من رقبة يعلمانها

ولا سلوة إلّا وقد سقياني

فقالا : شفاك الله والله ما لنا

بما ضمّنت منك الضلوع يدان

__________________

(١) صدره في الأغاني ٢٤ / ١٥٧ ورشّا على وجهي من الماء ساعة.

(٢) الأصل وم : «وراحا» والمثبت عن الأغاني.

(٣) الأغاني :

فويلي على عفراء ويل كأنه

على الصدر

(٤) الخبر والشعر في الأغاني ٢٤ / ١٦٢ ـ ١٦٣ وذيل أمالي القالي ص ١٥٧ وفيها أنه ولاه الصدقات معاوية بن أبي سفيان.

(٥) في م : «حزين» والحريد : حي حريد : منفرد إما لعزته أو لقلته (تاج العروس بتحقيقنا : حرد).

(٦) رجل جحيش المحل : إذا نزل ناحية عن الناس ، ولم يختلط بهم (تاج العروس بتحقيقنا : جحش).

(٧) كسر البيت ، بفتح الكاف وكسرها : جانب البيت ، والشقة السفلى من الخباء (تاج العروس ، كسر).

٢٢٠