تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخذتها قريش ، قال : ثم كان الحج مختلفا ، فكانت قريش تدفع لمن معها من المزدلفة وكان أبو سيّارة (١) يدفع بقيس من عرفة ، وأبو سيارة من بني عبد بن معيص بن عامر بن لؤي ، وقيس أخواله ، وكانت بكر بن وائل تدفع بكندة ، فلذلك يقول أبو طالب (٢) :

وكندة إذ ترمي الجمار عشية (٣)

يجيز بها حجاج بكر بن وائل

إنما أخذ الإجازة لأخيه لأمه قصي بن كلاب.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن رشأ بن نظيف.

ح وأنبأنا أبو محمّد بن صابر ، أنا سهل بن بشر ، أنا رشأ إجازة أنا أبو القاسم حمزة بن عبد الله بن الحسن الطرابلسي بها ، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن طالب البغدادي ، نا أبو بكر بن دريد ، نا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال :

دخل عقال بن شبة على هشام بن عبد الملك فأراد أن يقبل يده فمنعه وقال : مه ، لا يفعل هذا من العرب إلّا الهلوع (٤) ، ولا من العجم إلّا الخضوع.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمّد بن جرير (٥) ، حدّثني أحمد بن زهير ، نا علي بن محمّد ، عن وسنان الأعرجي ، حدّثني ابن أبي نخيلة عن عقال بن شبة قال :

دخلت على هشام وعليه قباء (٦) فنك (٧) أخضر فوجهني إلى خراسان ، فجعل يوصيني وأنا أنظر إلى القباء ففطن فقال : ما لك؟ فقلت : رأيت عليك قبل أن تلي الخلافة قباء فنك أخضر ، فجعلت أتأمل هذا أهو ذاك أم غيره؟ قال [هو والله الذي لا إله إلّا هو ذاك ، مالي قباء

__________________

(١) هو عميلة بن خالد العدواني ، كان له حمار أسود أجاز الناس عليه من المزدلفة إلى منى أربعين سنة ، وكان يقول : أشرق ثبير كيما نغير ، أي كي نسرع إلى النحر ، فقيل : أصح من عير أبي سيارة (تاج العروس بتحقيقنا مادة : سير).

(٢) البيت من قصيدة لأبي طالب ، سيرة ابن هشام ١ / ٢٩٣.

(٣) صدره في سيرة ابن هشام :

وكندة إذ هم بالحصاب عشية

(٤) الهلوع : من يجزع ويفزع من الشر ، ويحرص ويشح على المال ، أو الضجور لا يصبر على المصائب (القاموس المحيط : هلع).

(٥) تاريخ الطبري (حوادث سنة ١٢٥ عنوان : ذكر بعض سير هشام) ٤ / ٢١٨ (ط بيروت).

(٦) قباء : ثوب يلبس فوق الثياب.

(٧) فنك : بالتحريك ، دابة فروتها أطيب أنواع الفراء وأشرفها وأعدلها ، (القاموس المحيط : فنك).

٤٨١

غيره ، وأما ما ترون من جمعي هذا المال وصونه فإنه لكم ، قال :](١) وكان عقال مع هشام ، فأما شبة أبو عقال بن شبة [فكان مع عبد الملك بن مروان ، وكان عقال يقول : دخلت على هشام فدخلت على رجل محشو عقلا](٢).

بلغني أن عقال بن شبّة عاش إلى زمن المنصور ، وتكلم عند سليمان بن علي بالبصرة ، فقال :

ألا ليت أم الجهم في جيرة لها

ترى حيث قمنا بالعراق مقامي

عشية بذّ الناس جهري ومنطقي

وبذ كلام الناطقين كلامي

٤٧٢٣ ـ عقال بن هاشم القيني

شاعر شامي. وفد على يزيد بن الوليد. وأدرك الدولتين معا ، وكان بينه وبين ابن ميادة مفاخرة.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن كامل المقدسي قال : كتب إليّ أبو جعفر ابن المسلمة يذكر أن أبا عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني أجاز لهم قال (٣) :

عقال بن هاشم القيني ، من بني القين بن جسر ، كان يهاجي ابن ميادة واسمه الرّمّاح ، فاجتمعا بباب الوليد بن يزيد فتقاولا ، ففخر ابن ميادة بالشعر ، وفضل شعراء قيس وخندف ، فقال عقال يفضل اليمن (٤) :

ألا أبلغ الرماح نقض مقالة

بها خطل الرماح أو كان يمزح

لئن كان في قيس وخندق ألسن

طوال وشعر سائر ليس يقدح

لقد خرق الحي اليمانون قبلهم

بحور الكلام تستقى وهي تطفح

ووفد عقال على أي العباس السفاح ، فمدحه بقصيدة ختمها بقوله :

وحل عقالا من عقال ابن هاشم

فأمر له بعشرة آلاف درهم ، وقال : هي لك عندنا كل عام ، وكان يأخذها حياة أبي العباس ، ثم فعل ذلك أيام المنصور فقال أبياتا آخرها :

فقلت وما أنت بنافعة لنا

ألا ليت أياما مضين رواجع

__________________

(١) الزيادة بين معكوفتين أضيفت عن تاريخ الطبري.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م والطبري.

(٣) ليس لعقال بن هاشم أي ذكر في معجم الشعراء المطبوع للمرزباني.

(٤) الخبر والأبيات في الأغاني ٢ / ٣٠٩ ضمن أخبار ابن ميادة.

٤٨٢

ذكر من اسمه عقبة

٤٧٢٤ ـ عقبة بن بجرة (١) بن جارية بن قتيرة

ويقال : قترة الكندي ثمّ التجيبي المصري (٢)

ممن أدرك زمان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وصحب أبا بكر الصديق.

وشهد اليرموك ، وكانت معه راية كندة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب بن سفيان (٣) ، نا ابن بكير ، وأبو الطاهر ، قالا : نا ابن وهب ، قال : قال ابن لهيعة : إنّ راية كندة كانت عام اليرموك مع عقبة بن بجرة بن جارية بن قترة.

قال ابن لهيعة : وحدّثني يزيد بن حبيب ، وجعفر بن ربيعة : أن أمير المسلمين يومئذ أبو عبيدة بن الجرّاح ، وكان عددهم ثلاثين ألفا وعدد الروم مائة ألف وعشرين ألفا.

كتب إلي أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي ، وأبو الفضل أحمد (٤) بن محمّد بن الحسن بن سليم ، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنا أبو بكر الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، نا أبو سعيد بن يونس ، حدّثني أبي ، عن جدي نا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة أخبرني الحارث بن يزيد أن علي بن رباح حدثه أنه سمع معاوية بن حديج يقول (٥) :

هاجرنا على زمان أبي بكر ، فبتنا نحن عنده إذ طلع المنبر فقال : لقد قدم علينا برأس

__________________

(١) بجرة بضم الموحدة وسكون الجيم (عن الإصابة).

(٢) ترجمته في الإصابة ٣ / ١٠٧.

(٣) لم أعثر على الخبر في المعرفة والتاريخ المطبوع ، نقله ابن حجر في الإصابة عن يعقوب بن سفيان مختصرا.

(٤) الأصل : «وأحمد» والصواب عن م ، والمشيخة ١٥ / ب.

(٥) من هذه الطريق رواه ابن حجر في الإصابة ٣ / ١٠٨.

٤٨٣

يناق البطريق ، ولم يكن لنا به حاجة إنّما هذه سنة العجم ، قم يا عقبة ، فقام رجل منا يقال له : عقبة بن بجرة فقال أبو بكر : إنّي لا أريدك إنّما أريد عقبة بن عامر (١).

قال : ونا أبو سعيد بن يونس ، قال : عقبة بن بجرة بن جارية بن قتيرة التّجيبي ، كان ممن أسلم ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حيّ ، وصحب أبا بكر الصديق ، وشهد الفتح وهو أخو مقسم بن بجرة ، روى عنه معاوية بن حديج.

٤٧٢٥ ـ عقبة بن رؤبة بن العجاج

واسمه عبد الله بن رؤبة.

راجز ابن راجز ابن راجز.

وفد على الوليد بن عبد الملك.

قرأت في كتاب عبد الوهاب الميداني سماعه من أبي سليمان بن زبر ، نا أبي عبد الله بن أحمد.

قال : وأنا أبو علي بن المدائني ، عن عقبة بن رؤبة بن العجاج قال : أوفد إبراهيم بن عربي وافد من اليمامة أنا فيهم وأبي وجرير بن الخطفى إلى الوليد بن عبد الملك فاحتلبنا .... (٢) وأهدي لنا مطبق من لحم ، .... (٣) من لبن فطبخنا ذلك به ، وأكلنا ، وحسونا المرق ، فأكلت أكلة لم تزل ذفرياي (٤) تسح عرقا حتى قدمنا الشام. فلما كنا بحوارين قال أبي : يا بني ، إنا قد أتينا هذا الرجل وقد ولدته كريمة من كرائم العرب ولم يذكرها بشيء ، فقلت :

إلى ابن مروان وقع الأنس

وأتيت عباس وبع عبس

فقلت أبياتا ، فضرب أبي خيشوم راحلتي وقال : أنا أحق بها منك فاشتركنا فيها.

فلما قدمنا دعينا قبل جرير فأنشد أبي فقال له الوليد : ويحك قل مثل الذي قلت لابن معمر ، فأنشده هذه الأبيات فقال : قد أحدث وليس مثل ذلك. قال : يا أمير المؤمنين حمة كانت فذهبت ، قال : أتحسن الهجاء؟ قال : ما في الأرض يا أمير المؤمنين رجل بيده صناعة إلّا وهو على الإساءة فيها أقدر منه على الإحسان ، قال : فما يمنعك أن تهجو من هجاك من عدوك؟ قال : يا أمير المؤمنين إنّ الله أعطانا هيبة منعنا أن نظلم وحلما منعنا من أن نظلم فقال :

__________________

(١) الأصل : عتبة ، والمثبت عن م والإصابة.

(٢) كلمة غير واضحة بالأصل وم.

(٣) كلمة غير واضحة بالأصل وم.

(٤) الأصل وم : «ذفراي» وذفرياي مثنى ذفرى ، وهو العظم الشاخص خلف الأذن.

٤٨٤

هذا القول أحسن من شعرك ، ثم خرجنا. فقال جرير : وليس يعني لنا إليه ذنب ـ أما والله يا ابن أم العجاج ، إن وضعت كلكلي عليكما لأطحنكما طحنا لا تغني عنكما مقطعاتكما هذه شيئا.

أخبرنا أبو منصور خيرون ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ـ إجازة ـ.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي ، ثنا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأ الجوهري ، نا محمّد بن العباس ، نا محمّد بن القاسم الأنباري (٢) ، حدّثني محمّد بن المرزبان (٣) حدثني أحمد بن أبي طاهر ، نا عمر بن شبة ، نا محمّد بن حجاج ـ هو الشراواني راوية (٤) بشار ـ قال : دخل بشّار على عقبة بن سلّم (٥) وعنده ابن لرؤبة بن العجاج فأنشده ابن رؤبة أرجوزة يمدحه بها ، ثم أقبل على بشار بن رؤبة فقال له : يا أبا معاذ ليس هذا من طرازك (٦) فغضب بشار بشار فقال : ألي تقول هذا؟ أنا والله أرجز منك ومن أبيك ، ثم غدا على عقبة بن سلّم فأنشده :

يا طلل (٧) الحي بذات الصمد (٨)

بالله خبر كيف كنت بعدي

يقول فيها :

بدت نجدّ وجلت عن خدّ

ثم انثنت كالنّفس المرتد

وصاحب كالدّمّل الممد

حملته في رقعة من جلدي

حتى اغتدى غير فقيد الفقد

وما درى ما رغبتي من زهدي

الحر يلحى والعصا للعبد

وليس للملحف مثل الرد

أسلم ، وحييت أبا الملدّ

والبس طرازي غير مسترد

لله أيامك في معدّ

وفي بني قحطان ثمّ عدّي

__________________

(١) الخبر والشعر في تاريخ بغداد ٧ / ١١٦ والأغاني ٣ / ١٧٥ والشعر والشعراء ص ٤٧٧.

(٢) الأصل : «الأبياري» واللفظة غير واضحة في م من سوء التصوير ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٣) بالأصل : «المريان» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٤) بالأصل : «هو الشواد في رواية» والتصويب عن م وتاريخ بغداد.

(٥) الأصل وم والمختصر ١٧ / ٩٤ والشعر والشعراء ص ٤٧٧ ، وفي تاريخ بغداد : مسلم.

(٦) بالأصل : طرازي ، والتصويب عن م وتاريخ بغداد.

(٧) الرجز في ديوان بشار بن برد ط بيروت ص ٨٤ وتاريخ بغداد ٧ / ١١٦ والشعر والشعراء ص ٤٧٧ ، والأغاني ٣ / ١٧٥ وانظر تخريج القصيدة في ديوانه.

(٨) الصمد : موضع في ديار بني يربوع (كما في معجم ما استعجم) ، وماء للضباب ، (كما في معجم البلدان).

٤٨٥

يوما بذي طخفة (١) عند الجد

وقبله قصدا بلاد الهند

ومضى فيها إلى آخرها.

فأمر له عقبة بجائزة وكسوة.

وقال ابن المرزبان : نا أحمد بن أبي طاهر ، نا أبو الصلت العنزي عن التنوخي عن أبي دهمان الغلابي قال : حضرت بشار بن برد وعقبة بن رؤبة وابن المقفع قعودا يتناشدون ويتحدثون ويتذاكرون ، حتى أنشد بشار أرجوزته الدالية :

يا طلل الحي بذات الصمد

ومضى فيها ، فاغتاظ عقبة بن رؤبة لما سمع فيها من الغريب ، وقال : أنا وأبي فتحنا الغريب للناس ، وأوشك والله أن أغلقه ، فقال له بشار : ارحمهم رحمك الله! قال : يا أبا معاذ. أتستصغرني وأنا شاعر ابن شاعر ابن شاعر؟ قال : فأنت إذن من القوم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

٤٧٢٦ ـ عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو بن عدي

 ابن عمرو بن رفاعة بن مودوعة بن عدي بن عثم (٢)

ابن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة

 أبو عبس ـ ويقال : أبو حماد ، ويقال : أبو عامر

 ويقال : أبو الأسد ، ويقال : أبو سعاد

ويقال أبو عمرو الجهني صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣).

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث.

وروى عن عمر بن الخطاب.

روى عنه : أبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني ، والقاسم أبو عبد الرّحمن ، وعلي بن رباح ، وأبو عشّانة حيّ بن يؤمن ، وعبد الرّحمن بن شماسة ، وأبو عمران أسلم التجيبي ،

__________________

(١) طخفة : موضع بعد النباج وبعد إمرة في طريق البصرة إلى مكة.

(٢) الأصل : غنيم ، والمثبت عن المختصر ، وفي أسد الغابة وتهذيب الكمال وتهذيب التهذيب : غنم.

(٣) ترجمته في أسد الغابة ٣ / ٥٥٠ والإصابة ٢ / ٤٨٢ والاستيعاب (الترجمة ١٨٢٤) وتهذيب الكمال ١٣ / ١٢٦ وتهذيب التهذيب ٤ / ١٥٤ وطبقات ابن سعد ٤ / ٣٤٣ والعبر ١ / ٦٤ وسير أعلام النبلاء ٢ / ٤٦٧ وتاريخ الإسلام (٤١ ـ ٦٠ ص ٢٧١) وانظر بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

٤٨٦

وأبو قبيل المعافري ، وأبو إدريس الخولاني ، وجبير بن نفير ، وشعيب بن زرعة ، ودخين أبو الهيثم الحجري ، وإياس من عامر ، ومشرح بن هاعان ، وسعيد بن المسيّب.

وسكن مصر ، وكان البريد إلى عمر بفتح دمشق ، وكانت له بها دار بناحية قنطرة سنان من نواحي باب توما.

أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد ، أنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن ريان ، نا محمّد رمح ، أنبأ الليث.

[ح](١) وأخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، وأبو القاسم غانم بن خالد ، قالا : أنا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن موسى ، قال : أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أحمد بن عبد الوارث بن جرير (٢) ، ثنا عيسى بن حمّاد ، نا الليث عن يزيد ، عن أبي الخير ، عن عقبة.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعطاه غنما يقسمها على صحابته ضحايا ، فبقي عتود (٣) فذكره لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «ضحّ به أنت» [٨١٦٠].

أخبرنا أبو الحسن عبيد الله بن محمّد بن أحمد البيهقي ، أنا محمّد بن عبد الله بن عمر العمري ، أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا سليمان بن شعيب الكسائي ـ بمصر ـ نا بشر بن بكر التّنّيسي ـ إملاء ـ نا موسى بن عليّ بن رباح ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر قال :

خرجت من الشام إلى المدينة ، فخرجت يوم الجمعة ، ودخلت المدينة يوم الجمعة ، فدخلت على عمر فقال لي : متى أولجت خفيك في رجليك؟ قال قلت ؛ يوم الجمعة ، قال : فهل نزعتها؟ قال : قلت : لا ، قال : أصبت السّنّة (٤).

قال ابن صاعد : هذا الإسناد غريب ما سمعناه إلّا من هذا الشيخ سليمان بن شعيب الكسائي بمصر.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي [ثنا (٥) أبو الحسين بن

__________________

(١) «ح» حرف التحويل أضيف عن م.

(٢) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن م ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٤.

(٣) العتود : الحولي من أولاد المعز.

(٤) سير أعلام النبلاء ٥ / ٤٦٧ ـ ٤٦٨.

(٥) من هنا بياض بالأصل المعتمد (النسخة السليمانية) ، مقداره صفحتين والمستدرك بين معكوفتين عن م ، وسنشير إلى نهايته في موضعه.

٤٨٧

المهتدي ، أنا عبد الله بن محمّد بن علي المقرئ ، نا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن زياد ، ثنا أبو الأزهر ، ثنا وهب ... (١) قال سمعت يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر قال :

قدمت على عمر بفتح دمشق ، وعليّ خفّان ، فقال : كنت تمسح عليهما؟ قلت : نعم ، قال : مذ كم؟ قلت : من جمعة ، قال : أصبت السنة.

قلت : ... (٢) من طريق ... (٣) علي بن رباح ... (٤) رواه عن عبد الله بن الحكم البلوي عنه كذلك.

رواه عنه ... (٥) مفضل بن فضالة وحيوة بن شريح.

فأما حديث مفضل.

فأخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما (٦) ، أنا عبد الله بن الحسين بن محمّد الخلال ، ثنا عبيد الله بن علي الصيدلاني ، أنبأنا عبد الله بن محمّد النيسابوري ، حدّثني محمّد بن إبراهيم بن مسلم ، أبو أمية الطرسوسي ، نا معلى بن .... (٧) حدّثني مفضل بن فضالة نا يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله (٨) بن الحكم البلوي عن عليّ بن رباح عن عقبة بن عامر قال :

وفدنا إلى عمر وعليّ خفان من تلك الخفاف الغلاظ ، فقال : متى عهدك يا عقبة بلبسها؟ قلت : لبستها يوم الجمعة ، واليوم الجمعة ، قال : أصبت السنة.

وأما حديث حيوة :

فأخبرناه أبو السعود بن المجلي نا أبو الحسين بن المهتدي نا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ ، ثنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن زياد النيسابوري نا يونس أنا ابن وهب أخبرني حيوة قال : سمعت يزيد بن أبي حبيب يقول : حدّثني عبد الله بن الحكم عن عليّ بن رباح أن عقبة بن عامر حدثه :

أنه قدم على عمر بفتح دمشق ، قال : وعليّ خفان ، فقال لي عمر : كم لك يا عقبة مذ

__________________

(١) كلمة غير واضحة في م.

(٢) كلمة غير واضحة في م.

(٣) كلمة غير واضحة في م.

(٤) كلمة غير واضحة في م.

(٥) كلمة غير واضحة في م.

(٦) في م : «صر» وبعدها بياض ، والمثبت عن المشيخة ١٦٨ / ب.

(٧) كلمة غير واضحة في م.

(٨) كذا ، وفي ترجمة علي بن رباح في تهذيب الكمال ١٣ / ٢٦٥ أن الذي يروي عنه : الحكم بن عبد الله البلوي.

٤٨٨

لم تنزع خفيك ، فذكرت من الجمعة إلى الجمعة فقلت : ثمانية أيام ، قال : أحسنت وأصبت السنة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر وأبو الفضل.

ح وأخبرنا أبو العز الكيلي أنا أبو طاهر.

قالا : أبو الحسين الأصبهاني ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خياط قال (١) : ومن جهينة بن يزيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة : عقبة بن عامر من ساكني مصر روى حديثا كثيرا (٢) ، مات سنة ثمان وخمسين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ـ إملاء ـ نا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّويه ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن مسعد قال (٣) :

في الطبقة الثالثة من قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرّة بن زيد بن مالك (٤) بن حمير ثم من جهينة بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف (٥) بن قضاعة : عقبة بن عامر بن عبس الجهني ويكنى أبا عمرو قال : محمّد بن عمر : شهد صفين مع معاوية وتحول إلى مصر ، فنزلها وبنى بها دارا ، وتوفي في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال (٦) :

عقبة بن عامر بن عبس الجهني ويكنى أبا عمرو ، صحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلما قبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وندب أبو بكر الناس إلى الشام خرج عقبة بن عامر فشهد فتوح الشام ومصر ، وشهد مع معاوية صفين ثمّ تحول إلى مصر فنزلها وبنى بها دارا وتوفي بها في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان ودفن بالمقطّم مقبرة أهل مصر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع أنا أبو عمرو بن منده ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمّد بن سعد (٧) قال :

__________________

(١) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٢٠٢ رقم ٧٦١.

(٢) «روى حديثا كثيرا» ليس في طبقات خليفة بن خيّاط.

(٣) طبقات ابن سعد ٤ / ٣٤٣ و ٣٤٤.

(٤) «بن مالك» ليس في ابن سعد.

(٥) فوقها في م ضبة.

(٦) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٩٨.

(٧) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

٤٨٩

في الطبقة الثالثة عقبة بن عامر بن عبس الجهني ويكنى أبا عمرو. قال الهيثم بن عدي : توفي آخر خلافة معاوية بالشام وكان نزلها وبنى بها دارا ، وقد شهد صفين مع معاوية.

وقال عمر بن عمير : مات بمصر.

قال : ونا محمّد بن سعد قال في تسمية من نزل مصر من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : عقبة بن عامر ، بنى بها دارا وصدقته بها إلى اليوم.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ثمّ أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفر ، أنا أبو علي المدائني ، أنا أبو بكر بن البرقي قال :

ومن جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة : عقبة بن عامر بن عبس الجهني يكنى أبا حماد ، وكان يخضب بالسواد ، مات سنة ثمان وخمسين ، في زمن معاوية ، بمصر ، ودفن في مقبرة الفسطاط فيما ذكر عثمان بن صالح عن ابن (١) لهيعة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمّد بن علي واللفظ له ، قالوا ـ إملاء نا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا ـ أنا أحمد بن عبدان ـ أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (٢) :

عقبة بن عامر بن عبس أبو أسد الجهني والي مصر ، ويقال : أبو حماد ، قال إسحاق عن علي بن مهران : كنيته أبو عامر.

أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا ، وأبو عبد الله الخلال إذنا ومشافهة قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي إجازة.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي بن محمّد.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٣) :

عقبة بن عامر الجهني ، وهو عامر بن عبس أبو حماد ، ويقال (٤) أبو أسيد والي مصر ، وله صحبة ، روى عنه أبو (٥) الخير ، والقاسم أبو عبد الرّحمن وشعيب بن زرعة ، سمعت أبي يقول ذلك.

__________________

(١) في م : أبي لهيعة.

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٦ / ٤٣٠.

(٣) الجرح والتعديل ٦ / ٣١٣.

(٤) ما بين الرقمين لم يظهر في م لسوء التصوير.

(٥) ما بين الرقمين لم يظهر في م لسوء التصوير.

٤٩٠

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أملانا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتاب ، أنا أحمد بن عمير إجازة.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير قراءة قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول : في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : عقبة بن عامر الجهني قال أبو سعيد : توفي بمصر ، وقد كان بالشام ، ولهم عنه أحاديث عدة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد البغوي قال :

عقبة بن عامر بن عبس الجهني سكن مصر ، وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث.

قال ابن سعد : عقبة بن عامر الجهني. يكنى أبا عمرو ، ويقال : أبا حمّاد ، وشهد عقبة بن عامر صفين مع معاوية ، وتحول إلى مصر فنزلها وبنى بها دارا ، وتوفي في آخر خلافة معاوية.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر قال : قال أبو عبد الرّحمن عبد الله بن أحمد : هو عقبة بن عامر بن عابس ، ويقال : ابن عبس ، الجهني.

كتب إليّ أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا أبو بكر الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن منده ، نا أبو سعيد](١) بن يونس ، قال :

عقبة بن عامر بن عبس الجهني ، يكنى أبا حمّاد ، شهد الفتح بمصر ، واختطّ بها ، وولي الجند بمصر لمعاوية بن أبي سفيان بعد [عتبة](٢) بن أبي سفيان سنة أربع (٣) وأربعين ، ثم أغزاه معاوية البحر سنة سبع وأربعين. وكتب إلى مسلمة بن مخلد بولايته على مصر ، فلم يظهر مسلمة ولايته حتى رفع عقبة غازيا في البحر ، فأظهر مسلمة ولايته ، فبلغ ذلك عقبة ، فقال : ما أنصفنا أمير المؤمنين عزلنا وغربنا (٤) ، توفي بمصر سنة ثمان وخمسين ،

__________________

(١) إلى هنا ينتهي السقط في المخطوطة السليمانية ، والاستدراك عن م.

(٢) سقطت من الأصل وأضيفت للإيضاح عن م.

(٣) بالأصل : أربعة ، والتصويب عن م.

(٤) انظر ولاة مصر للكندي ص ٦٠ وفيها أنه لما بلغ عقبة عزله قال : أخلعانا وغربة.

وانظر سير أعلام النبلاء ٥ / ٤٦٨ وتاريخ الإسلام (٤١ ـ ٦٠ ص ٢٧٢).

٤٩١

وقبر في مقبرتها بالمقطم ، وكان يخضب بالسواد ، وآخر من حدّث عنه بمصر أبو قبيل.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا عبد الله بن مندة ، قال :

عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو بن عدي بن عمرو بن رفاعة بن مودعة بن عدي بن غنم بن الرّبعة بن رشدان بن قيس بن جهينة يكنى أبا حمّاد ، ويقال : أبا أسد ، وقيل أبو عبس ، شهد فتح مصر ، واختطّ بها دارا ، وولي الجند لمعاوية بعد عتبة بن أبي سفيان سنة أربع وأربعين وتوفي بمصر سنة ثمان وخمسين.

قاله أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى.

وكان يخضب بالسواد ويقول : نسوّد أعلاها وتأبى أصولها.

روى عنه : عبد الله بن عباس ، وأبو أيوب الأنصاري.

حدّثنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل المقدسي ، أنا أبو سعيد مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر البخاري ، قال : عقبة بن عامر بن عبس أبو الأسد ، ويقال : أبو حمّاد (١).

وقال الواقدي : أبو عمرو الجهني المصري ، وإليها ، سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم روى عنه أبو الخير مرثد (٢) بن عبد الله اليزني (٣) وبعجة (٤) بن عبد الله في الأضاحي واللباس ، ومواضع.

قال الهيثم بن عدي : توفي بالشام في آخر خلافة معاوية.

وقال الواقدي : مات بمصر ، ولم يذكر التاريخ.

أنبأنا أبو علي الحداد (٥) ، قال : قال لنا أبو نعيم الحافظ.

عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو بن عدي بن عمرو بن رفاعة بن مودعة بن غنم بن الرّبعة بن رشدان بن جشم بن جهينة ، ويكنى أبا حمّاد ، سكن مصر ، فقيل : أبو أسد وقيل أبو عبس ، ولي الجيش لمعاوية بعد موت عتبة بن أبي سفيان ، توفي بمصر آخر خلافة معاوية

__________________

(١) أبو حماد ، مكرر بالأصل ، راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٨١ والكنى التي وردت فيه.

(٢) الأصل : يزيد ، واللفظة لم تظهر في م لسوء التصوير ، والصواب ما أثبت.

(٣) الأصل : «النزلى؟؟؟» وفي م : «البرنى» والصواب ما أثبت.

(٤) الأصل : «معجة» وفي م : «نعجة» والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٥) الأصل : الحدادي ، والمثبت عن م.

٤٩٢

سنة ثمان وخمسين ، كان يخضب بالسواد ، وكان شاعرا روى عنه من الصحابة : أبو أمامة ، وعبد الله بن عباس ، وأبو أيوب الأنصاري ، ونعيم بن همّار الغطفاني ، حدث عنه أبو الخير وعليّ بن رباح ، وأبو قبيل المعافري ، ومشرح بن هاعان ، وأبو عشّانة ، وعبد الرّحمن بن شماسة ، وأسلم التجيبي ، ودخين الحجري ، وإياس بن عامر ، وسعيد بن المسيّب.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر الحافظ قال (١) :

أما عبس بفتح العين وسكون الباء : أبو عبس عقبة بن عامر بن عمرو بن عدي بن عمرو بن رفاعة بن مودعة (٢) بن عدي بن غنم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة الجهني ، ويكنى أيضا أبا حمّاد ، روى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد فتح مصر ، واختطّ بها ، توفي بمصر سنة ثمان وخمسين.

قاله ابن يونس.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، وأبو محمّد بن بالوية ، ثنا محمّد بن يعقوب.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو القاسم عيسى بن علي ، نا عبد الله بن محمّد.

قالا : نا عباس بن محمّد ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول.

وأخبرنا أبو البركات ، أنا أبو الفضل ، أنا أبو العلاء ، أنا أبو بكر ، أنا أبو أمية بن الغلّابي ، نا أبي قال : قال يحيى يقول (٣) : عقبة بن عامر الجهني كنيته أبو حمّاد.

قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمّام علي بن محمّد ، أنبأ أحمد بن عبيد ، أنا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة قال : وبلغني أن كنية عقبة بن عامر أبو حمّاد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو حمّاد عقبة بن عامر ، ويقال (٤) : أبو عامر ويقال : أبو أسد ، له صحبة.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه ، أنا أبو الفتح الفقيه ، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان ، نا علي

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٦ / ٨٨ ـ ٨٩.

(٢) الاكمال : مودوعة.

(٣) كذا بالأصل.

(٤) بالأصل : ويقول ، واللفظة لم تظهر في م لسوء التصوير.

٤٩٣

سليمان بن أحمد ، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال : سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول : عقبة بن عامر الجهني يكنى أبا حمّاد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو الأسد عقبة بن عامر بن عبس والي مصر.

وقال في موضع آخر : أبو حمّاد عقبة بن عامر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي قال (١) : عقبة بن عامر أبو حمّاد.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال (٢) :

أبو أسد ويقال : أبو عمرو ، ويقال : أبو عامر ، ويقال : أبو سعاد ويقال : أبو حمّاد عقبة بن عامر الجهني ، جهينة بن زيد (٣) بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة له صحبة من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان واليا لمصر.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، [أنا عبد الله بن عبد الرّحمن العسكري ، نا حنبل بن إسحاق ، نا أبو سلمة موسى بن إسماعيل نا جرير بن حازم](٤) أنا عبد الله (٥) بن لهيعة ، عن معروف بن سويد الجذامي ، عن أبي عشّانة المعافري ، عن عقبة بن عامر الجهني قال :

بلغني قدوم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا في غنيمة لي فرفضتها وقدمت المدينة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : يا رسول الله بايعني قال : «بيعة اعرابية تريد أو بيعة هجرة» ، قال : قلت : لا بل بيعة هجرة ، فبايعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأقمت معه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألا من كان هاهنا من معدّ فليقم» ، فقام رجل وقمت معهم ، فقال : «اجلس أنت» ، فصنع ذلك ثلاث مرار.

فقلت : يا رسول الله أما نحن من معدّ؟ قال : «لا» ، قلت : ممن نحن؟ قال : «أنتم من

__________________

(١) الكنى والأسماء لدولابي ١ / ٦٨.

(٢) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري ٢ / ٥٧ رقم ٤٢٨.

(٣) الأصل : يزيد ، والمثبت عن م والأسامي والكنى.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م لتقويم السند.

(٥) في م : عبيد الله ، تصحيف ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٠ / ٤٥٠.

٤٩٤

قضاعة بن مالك رحمه‌الله» [٨١٦١].

أنبأناه عاليا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحداد ، قالا : أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا أبو الزّنباع ، نا سعيد بن عفير ، نا ابن لهيعة ، عن معروف بن سويد الوائلي ، عن أبي عشّانة المعافري ، قال :

سمعت عقبة بن عامر يقول على المنبر : قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة وأنا في غنم لي أرعاها فتركتها ثمّ ذهبت إليه ، فقلت : تبايعني يا رسول الله ، فقال : «ممن أنت؟» فأخبرته ، فقال : «إنّما أحب إليك أبيعة هجرة أم بيعة أعرابية؟» فقلت : بيعة هجرة ، فبايعني ، ثم قال يوما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من هاهنا من معدّ فليقم» ، فقمت ، فقال : «اقعد» ، ثم قال : «من هاهنا من معدّ» ، فقمت ، فقال : «اقعد» ، ثم قالها الثالثة ، فقمت ، فقال : «اقعد» فقلت : ممن نحن يا رسول الله؟ قال : «أنتم من قضاعة من مالك بن حمير» [٨١٦٢].

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين ، وأبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين.

وأخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن الفقيه عنهما ، قالا : أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد السلام بن (١) سعدان ، أنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة ، حدّثني عبد الصمد بن عبد الله ، نا هشام بن عمار ، نا يحيى بن حمزة ، حدّثني يزيد بن أبي مريم ، عن القاسم أبي عبد الرّحمن ، عن عقبة بن عامر قال :

جئت في اثني عشر راكبا حتى حللنا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال أصحابي : من يرعى لنا إبلنا ، وننطلق فنقتبس من نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإذا راح ورحنا أقبسناه ما سمعنا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ففعلت ذلك أياما ، ثم إنّي فكرت في نفسي ، فقلت : لعلّي مغبون يسمع أصحابي ما لم أسمع ، ويتعلمون ما لم أتعلم من نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فحضرت ، وما سمعت رجلا يقول : قال نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من توضأ وضوءا كاملا كان من خطيئته كيوم ولدته أمه» [٨١٦٣].

فتعجبت لذلك ، فقال عمر بن الخطاب : فكيف لو سمعت الكلام الأول كنت أشد عجبا ، فقلت : اردد عليّ ـ جعلني الله فداك ـ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من مات لا يشرك بالله شيئا فتح الله له أبواب الجنة ، يدخل من أيها شاء ، ولها ثمانية أبواب» [٨١٦٤].

قال : فخرج علينا نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجلست مستقبله ، فصرف وجهه عني حتى فعل ذلك مرارا ، فلما كانت الرابعة قلت : يا نبيّ الله بأبي وأمي ، لم تصرف وجهك عني؟ فأقبل علي

__________________

(١) بالأصل : «أن» تصحيف ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٣٥.

٤٩٥

فقال : «أواحد أحبّ إليك أم اثنا عشر»؟ ، فلما رأيت ذلك رجعت إلى أصحابي [٨١٦٥].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا زهير ، نا وهب (١) بن جرير ، نا موسى بن علي ، قال : سمعت أبي يقول : سمعت عقبة بن عامر الجهني قال :

خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن في الصّفّة (٢) ، وكان عقبة بن عامر من أصحاب الصّفّة ، فقال : «أيكم يحبّ أن يغدو إلى بطحان (٣) أو العقيق (٤) فيأتي كل يوم بناقتين كوماوين (٥) زهراوين (٦) يأخذهما من غير إثم ولا قطع رحم؟» ، قلنا : كلّنا نحب ذلك يا رسول الله ، قال فلأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيقرأ أو يتعلم آيتين خير له من ناقتين ، وثلاثا (٧) خير له من ثلاث ، وأربعا خير له من أربع ، ومن أعدادهن من الإبل.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر [نا](٨) عبد الله بن أحمد (٩) ، حدّثني أبي ، نا أبو المغيرة ، نا معاذ بن رفاعة ، حدّثني علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة الباهلي ، عن عقبة بن عامر قال :

لقيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فابتدأته ، فأخذته بيده قال : فقلت : يا رسول الله ما نجاة المؤمن؟ قال : «يا عقبة (١٠) احرس لسانك وليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك».

قال : ثم لقيني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فابتدأني فأخذ بيدي فقال : «يا عقبة بن عامر ، ألا أعلّمك خير ثلاث سور أنزلت في التوراة والإنجيل والزبور والقرآن العظيم؟» قال : قلت : بلى ، جعلني الله فداك ، قال : فأقرأني (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(١١) ، و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)(١٢) ،

__________________

(١) الأصل : وهيب ، والمثبت عن م ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٧٦ طبعة دار الفكر.

(٢) الصفة : موضع مظلل في مسجد المدينة كان يأوي إليه الفقراء ، وأضياف الإسلام ، ومن لم يكن لديه مسكن يسكنه ، ومأوى يلتجئ إليه.

(٣) بطحان بفتح أوله وكسر ثانيه ، (قاله أهل اللغة) واد بالمدينة ، وهو أحد أوديتها الثلاثة ، (انظر معجم البلدان).

(٤) العقيق : قال الأصمعي : الأعقة : الأودية ، ومنها عقيق بناحية المدينة (راجع معجم البلدان).

(٥) كوماوين تثنية كوماء ، وهي من النوق العظيمة السنام.

(٦) الأزهر : الجمل المتفاجّ المتناول من أطراف الشجر ، (القاموس المحيط : زهر).

(٧) بالأصل وم : خير ، خطأ ، والصواب ما أثبت.

(٨) «نا» أضيفت عن م لتقويم السند.

(٩) مسند أحمد بن حنبل ٦ / ١٢٦ رقم ١٧٣٣٦ (طبعة دار الفكر).

(١٠) بالأصل : عقب ، والمثبت عن م والمسند.

(١١) سورة الإخلاص ، الآية الأولى.

(١٢) سورة الفلق ، الآية الأولى.

٤٩٦

و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)(١) ، ثم قال : «يا عقبة لا تنساهن ولا تبت ليلة حتى تقرأهن» ، قال : فما نسيتهن منذ قال : «لا تنساهن» ، وما بت ليلة قط حتى أقرؤهن.

قال عقبة : ثم لقيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فابتدأته ، فأخذت بيده ، فقلت : يا رسول الله أخبرني بفواضل الأعمال؟ فقال : «يا عقبة صل من قطعك ، وأعط من حرمك ، وأعرض عمّن ظلمك» [٨١٦٦].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي ، نا ابن مكرم ، نا محمّد بن الحسن الأصبهاني ، نا بكر بن بكّار ، نا حفص ، عن كثير بن شنظير ، عن أبي العالية ، عن عقبة بن عامر قال :

كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجاءه خصمان ، فقال لي : «اقض بينهما» فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، أنت أولى ، قال : «اقض بينهما» ، قلت : على ما ذا يا رسول الله ، قال : «اجتهد وإن أصبت فلك عشر حسنات ، وإن أخطأت فلك حسنة» [٨١٦٧].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله محمّد بن علي الصنعاني ـ بمكة ـ نا إسحاق بن إبراهيم ، أنا عبد الرّزّاق ، عن معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن زيد ـ يعني ابن سلام ـ عن عبد الله بن الأزرق ، قال :

كان عقبة بن عامر الجهني يخرج كل يوم ويتّبعه فكأنه كاد أن يملّ فقال : ألم أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول؟ قال : بلى ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«إنّ الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة : صانعه الذي يحتسب في صنعته الخير ، والذي يجهّز به في سبيل الله ، والذي يرمي به في سبيل الله ، وقال : «ارموا ، واركبوا ، وأن ترموا خير من أن تركبوا» ، وقال : «كلّ شيء يلهو به ابن آدم باطل إلّا ثلاث : رمية عن قوسه (٢) ، وتأديبه فرسه ، وملاعبته أهله ، فإنهن من الحق» [٨١٦٨].

قال : وتوفي عقبة وله بضعة وسبعون قوسا ، مع كلّ قوس قرن (٣) ونبل ، فأوصى بهن في سبيل الله عند حل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أبو القاسم بن منبع ، نا ابن زنجويه ، نا عبد الرّزّاق ، أنا معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ،

__________________

(١) سورة الناس ، الآية الأولى.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر : قومه.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر : قذذ.

٤٩٧

عن زيد بن سلام ، وعبد الله بن الأزرق (١) ، قال :

كان عقبة بن عامر يخرج فيرمي كل يوم ويستتبع رجلا ، قال : فكان ذلك الرجل كاد أن يملّ ، فقال : ألا أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : بلى ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«إنّ الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة : صانعه الذي يحتسب في صنعته الخير ، والذي يجهز به في سبيل الله ، والذي يرمي به في سبيل الله» ، وقال : «ارموا واركبوا ، وإن ترموا خير من أن تركبوا ، وكلّ لهو يلهو به المؤمن باطل إلّا ثلاث : رميه بسهمه عن قوسه ، وتأديبه فرسه ، وملاعبته أهله ، فإنّهن من الحق» [٨١٦٩].

قال : فتوفي عقبة وله بضعة وستون ، أو بضعة وسبعون قوسا ، مع كلّ قوس قذذ (٢) ونبل وأوصى بهن في سبيل الله.

قال : وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ترك الرمي بعد أن علمه فهي نعمة كفرها» [٨١٧٠].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل الزهري ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، ثنا علي بن سهل ، نا الوليد بن مسلم ، نا معاوية بن سلام ، عن خالد بن زيد ، عن عقبة بن عامر ، فذكر الحديث. وزاد : فتوفي عقبة وترك ثمانين قوسا ، مع كلّ قوس جعبتها وقرنها.

ذكر أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي ، أنبأ محمّد بن إسماعيل ـ يعني الصانع ـ نا المقرئ ـ يعني أبا عبد الرّحمن ـ نا حيوة ، أخبرني محمّد بن علي الوائلي أنه سمع جده يقول :

إنّ رجلا أتي في المنام فقيل له : اذهب إلى عقبة بن عامر صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقل له (٣) : إنك من أهل النار ، فكره أن يقول له ذلك ، فقال ثلاث مرات أو أربع ، وقال في آخر ذلك : لئن لم تفعل ما أقول لك فعلت بك شرا ، فأتى عقبة بن عامر فأخبره ، فقال له عقبة بن عامر : أخبرني ما قال لك؟ قال : قال لي : قل لعقبة إنّك من أهل النار ، فوضع عقبة بن عامر كفيه في الأرض ، فقبض بكلّ كفّ قبضة من تراب ثمّ رمى بها على عاتقه إلى وراء ظهره ثمّ

__________________

(١) في م : عبد الله بن زيد الأزرق.

(٢) الأصل وم : «مد» والمثبت عن المختصر ١٧ / ٩٩.

(٣) في م : فقال له.

٤٩٨

قال : كذب الشيطان ، ثم قبض الثانية فرمى بها وراء ظهره فقال : كذب الشيطان ، ثم قبض الثالثة ، فرمى بها وراء ظهره ثمّ قال : كذب الشيطان ، فلما رقد الرجل جاء الذي كان يأتيه في كل ليلة في المنام ، فقال : هل قلت لعقبة ما أمرتك؟ فقال الرجل : نعم ، قال : فما قال لك؟ فأخبره ، فقال : صدق ما كان يرمي رمية إلّا وقعت تلك الرمية في وجهي وعيني.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد البحيري ، أنبأ زاهر بن أحمد السّرخسي.

ح وأخبرنا أبو القاسم محمّد بن علي ، وأبو محمّد عبد السلام بن أحمد ، وأبو نصر عبيد الله بن أبي عاصم ، وأبو عبد الله سمرة وأبو محمّد عبد القادر ، ابنا جندب ـ بهراة ـ قالوا : أنا محمّد بن عبد العزيز الفارسي ، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح.

[ح](١) وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر ، قالا : أنا أحمد بن محمّد البزار ـ زاد ابن السمرقندي : وعبد الله بن محمّد الخطيب ، قالا : ـ أنا عبيد الله بن محمّد بن حبابة.

قالوا : ثنا أبو القاسم البغوي ، نا مصعب بن عبد الله ، حدّثني ... (٢) ـ وقال ابن حبابة : نا ابن أبي حازم ـ عن عبد الرّحمن بن حرملة ، عن أبي علي الهمداني ـ رجل من أهل مصر.

أنه خرج في سفر فيه عقبة بن عامر الجهني ، فحانت صلاة من الصلوات ، فأمرناه أن يؤمنا ، وقلنا له : أنت أحقنا بذلك ، أنت صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأبى.

وقال ابن أبي شريح : قال فأبى ـ وقال إنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من أمّ الناس فأصاب فله ولهم ، ومن انتقص من ذلك شيئا فعليه ولا عليهم» [٨١٧١].

أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر (٣) ، وأبو الحسن علي بن عبد الله الزّاغوني ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطيوري ، أنا أبو بكر محمّد بن سعيد بن يعقوب الصيدلاني ، أنا عمر بن محمّد بن سيف ، نا ابن أبي داود ، نا أبو طاهر ، أنا ابن وهب ، قال : سمعت يحيى بن عبد الله يحدث عن أبي عبد الرّحمن الحبلي.

أن عقبة بن عامر كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن ، فقال له عمر بن الخطاب :

__________________

(١) «ح» حرف التحويل أضيف عن م.

(٢) رسمها بالأصل وم : الدراددركني.

(٣) بالأصل : «عبد القادر» تصحيف ، والصواب عن م ، قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٦ / ب.

٤٩٩

أعرض عليّ ، فقرأ عليه سورة براءة ، فبكى عمر (١).

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد بن عبد الغافر ، أنبأ محمّد بن عيسى بن عمروية الجلودي (٢) ، أنا إبراهيم بن محمّد بن سفيان ، نا مسلم بن الحجاج ، وحدّثني محمّد بن رافع ، نا أبو أسامة ، عن إسماعيل (٣) ، عن قيس (٤) ، عن عقبة بن عامر الجهني ، وكان من رفعاء أصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم بحديث ذكره (٥).

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري (٦) ، نا (٧) أبي ، أنا أبو سعد ، نا يحيى (٨) ، أنا أبو عوانة الإسفرايني ، نا الحسن بن .... (٩) العامري ، نا أبو أسامة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم عن عقبة بن عامر وكان من رفعاء الصحابة قال : قال (١٠) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنزل عليّ ثلاثة .... (١١) عليّ مثلهن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي البزار ، أنا أبو الفرج محمّد بن عمر بن محمّد الجصاص ، نا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن محمّد بن إسماعيل ، قال : قرأت على أبي بكر العسكري ، قلت له : أخبرك إبراهيم بن الجنيد ، نا سعيد بن سليمان ، نا يونس بن بكير ، نا محمّد بن إسحاق ، أخبرني صالح بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف ، عن أبيه قال :

والله ما مات عمر بن الخطاب حتى بعث إلى أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجمعهم من الآفاق : عبد الله ، وحذيفة ، وأبي (١٢) الدرداء ، وأبي (١٣) ذر ، وعقبة بن عامر ، فقال : ما هذه الأحاديث التي قد أفشيتم عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الآفاق؟ فقالوا : أتنهانا؟ ، قال : لا ، أقيموا عندي ، لا والله لا تفارقوني ما عشت ، فنحن أعلم ما نأخذ ونرد عليكم ، فما فارقوه حتى

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٥ / ٤٦٨ وتاريخ الإسلام (٤١ ـ ٦٠) ص ٢٧٣.

(٢) رسمها مضطرب بالأصل وبدون إعجام وصورتها : «الملولي» والمثبت عن م ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٠١.

(٣) هو إسماعيل بن أبي خالد ترجمته في سير أعلام النبلاء ٦ / ١٧٦.

(٤) هو قيس ابن أبي حازم ترجمته في تهذيب الكمال ١٥ / ٢٩٨ (طبعة دار الفكر).

(٥) سير أعلام النبلاء ٥ / ٤٦٨.

(٦) مضطربة بالأصل وم.

(٧) ما بين الرقمين مكانه بياض في م.

(٨) ما بين الرقمين مكانه بياض في م.

(٩) رسمها بالأصل : «عصان» وفي م : «بهاد».

(١٠) بالأصل : «من رفقاء علي وأتى» والمثبت عن م.

(١١) بالأصل : «؟؟؟ عنا سلّم» وفي م بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بياض.

(١٢) الأصل وم : «وأبا».

(١٣) الأصل وم : «وأبا».

٥٠٠