تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

وحنين ، وقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمر مصدّقيه أن يأخذوا العفو منهم ويتوقّوا كرائم أموالهم ، فقدم المصدّق على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبره الخبر ، وقال : يا رسول الله إنما كنت في ثلاثة نفر ، فوثبت خزاعة على التميميين فأخرجوهم من محالهم ، وقالوا : لو لا قرابتكم ما وصلتم إلى بلادكم ، ليدخلن علينا بلاء من عداوة محمّد وعلى أنفسكم حيث تعرضون لرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، تردونهم على صدقات أموالنا ، فخرجوا راجعين إلى بلادهم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من لهؤلاء القوم الذين فعلوا ما فعلوا؟» فانتدب أول الناس عيينة (١) بن حصن الفزاري فقال : أنا والله لهم ، أتبع آثارهم ولو بلغوا ببرين (٢) حتى آتيك بهم إن شاء الله ، فترى فيهم رأيك أو يسلموا ، فبعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في خمسين فارسا من العرب ، ليس فيها مهاجر واحد ولا أنصاري ، فكان يسير بالليل ويكمن لهم بالنهار ، خرج على ركوبة حتى انتهى إلى العرج (٣) ، فوجد خبرهم أنهم قد عارضوا إلى أرض بني سليم ، فخرج في أثرهم حتى وجدهم قد عدلوا من السّقيا يؤمون أرض بني سليم في صحراء ، قد حلوا وسرحوا مواشيهم ، والبيوت خلوف ليس فيها أحد إلّا النساء ونفير ، فلما رأوا الجمع ولوا وأخذوا منهم أحد عشر رجلا ، ووجدوا في المحلة من النساء إحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيا ، فجلبهم إلى المدينة ، فأمر بهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فحبسوا في دار رملة بنت الحارث ، فقدم منهم عشرة من رؤسائهم : العطارد بن حاجب بن زرارة ، والزبرقان بن بدر ، وقيس بن عاصم ، وقيس بن الحارث ، ونعيم بن سعد ، وعمرو بن الأهتم ، والأقرع بن حابس ، ورياح بن الحارث بن مجاشع (٤) ، فدخلوا المسجد قبل الظهر ، فلما دخلوا سألوا عن سبيهم فأخبر بهم فجاءوهم فبكى الذراري والنساء ، فرجعوا حتى دخلوا المسجد ثانية ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يومئذ في بيت عائشة ، وقد أذّن بلال بالظهر بالأذان الأول ، والناس ينتظرون خروج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فعجلوا خروجه ، فنادوا : يا محمّد ، أخرج إلينا ، فقام إليهم بلال فقال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخرج الآن. فاشتهر (٥) أهل المسجد أصواتهم ، فجعلوا يخفقون بأيديهم ، فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأقام بلال الصلاة ، وتعلقوا به يكلمونه ، فوقف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم معهم بعد إقامة بلال الصلاة مليّا ، وهم يقولون : أتيناك بخطيبنا وشاعرنا فاستمع منا ، فتبسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثمّ مضى فصلّى

__________________

(١) الأصل : عتيبة ، والتصويب عن م والواقدي.

(٢) ببرين : رمل معروف في ديار بني سعد بن تميم (معجم ما استعجم) ، وفي معجم البلدان : من أصقاع البحرين.

(٣) العرج : موضع بين مكة والمدينة ، قيل : على أربعة أميال من المدينة.

(٤) تقدم أنهم عشرة ، والأسماء التي ذكرت ثمانية فقط (؟!).

(٥) الأصل : «فاستشهد» واللفظة غير واضحة في م لسوء التصوير ، والمثبت عن المختصر ومغازي الواقدي.

٣٦١

بالناس الظهر ، ثم انصرف إلى بيته ، فركع ركعتين ، ثم خرج فجلس في صحن المسجد ، [وقدموا عليه](١) وقدّموا عطارد بن حاجب التميمي فخطب ، فقال : الحمد لله الذي له الفضل علينا ، والذي جعلنا ملوكا ، وأعطانا الأموال نفعل فيها المعروف ، وجعلنا أعزّ أهل المشرق ، وأكثرهم مالا ، وأكثرهم عددا ، فمن مثلنا في الناس؟ ألسنا رءوس الناس وذوي فضلهم؟ فمن يفاخر فليعدد مثل ما عددنا ، ولو شئنا لأكثرنا من الكلام ولكنا نستحي من الإكثار فيما أعطانا الله ، أقول هذا لأن يؤتى بقول هو أفضل من قولنا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لثابت بن قيس : «قم فأجب خطيبهم» ، فقام ثابت وما كان درى من ذلك بشيء ، وما هيّأ قبل ذلك ما يقول فقال : الحمد لله الذي السموات والأرض خلقه ، قضى فيهما أمره ، ووسع كل شيء علمه ، فلم يك (٢) شيء إلّا من فضله ، ثم كان مما قدّر الله أن جعلنا ملوكا ، اصطفى لنا من خلقه رسولا ، أكرمهم نسبا ، وأحسنهم زيا ، وأصدقهم حديثا ، أنزل عليه كتابه ، وائتمنه على خلقه ، وكان خيرته من عباده ، فدعا إلى الإيمان ، فآمن المهاجرون من قومه ، وذوي رحمه ، أصبح الناس وجها ، وأفضل الناس فعالا ، ثم كنا أول الناس إجابة حين دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنحن أنصار الله ورسوله ، نقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلّا الله ، فمن آمن بالله ورسوله منع منا ماله ودمه ، ومن كفر بالله ورسوله جاهدناه في ذلك وكان قتله علينا يسيرا ، أقول قولي هذا وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات ، ثم جلس ، فقالوا : يا رسول الله ائذن لشاعرنا ، فأذن له ، فأقاموا الزبرقان بن بدر فقال (٣) :

نحن الملوك فلا حي يقاربنا (٤)

فينا الملوك وفينا تنصب البيع

وكم قسرنا من الأحياء كلهم

عند النهاب وفضل الخير (٥) يتّبع

ونحن نطعم عند القحط ما أكلوا

من السّديف إذا لم يؤنس القزع (٦)

وننحر الكوم عبطا في أرومتنا (٧)

للنازلين إذا ما أنزلوا شبعوا

__________________

(١) زيادة عن مغازي الواقدي ، سقطت من الأصل وم.

(٢) الأصل وم : يكن.

(٣) الأبيات في مغازي الواقدي ٣ / ٩٧٧ وسيرة ابن هشام ٤ / ٢٠٨ وديوان حسان بن ثابت ط بيروت ص ١٤٤ والبداية والنهاية بتحقيقنا ٥ / ٥١.

(٤) في سيرة ابن هشام والديوان والبداية والنهاية :

نحن الكرام فلا حي يعادلنا

والبيع جمع بيعة وهي موضع الصلاة.

(٥) في المصادر الثلاثة السابقة : العز.

(٦) القزع محركة : السحاب الرقيق.

(٧) الكوم جمع كوماء ، وهي العظيمة السنام من النوق. وعبطا أي من غير غلة.

٣٦٢

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أجبهم يا حسان بن ثابت» فقام فقال (١) :

إن الذوائب من فهر وإخوتهم

قد شرعوا (٢) سنة للناس تتبع

يرضى بها كل من كانت سريرته

تقوى الإله وبالأمر الذي شرعوا

قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم

أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا

سجية تلك منهم غير محدثة

إن الخلائق فاعلم شرها البدع

لا يرقع الناس ما أوهت أكفهم

عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا

ولا يضنون عن جار بفضلهم

ولا ينالهم في مطمع طبع

إن كان في الناس سباقون بعدهم

فكل سبق لأدنى سبقهم تبّع

أكرم بقوم رسول الله شيعتهم

إذا تفرقت الأهواء والشيع

أعفة ذكرت في الوحي عفتهم

لا يطمعون ولا يرديهم طمع

كأنهم في الوغى والموت مكتنع (٣)

أسد ببيشة (٤) في أرساغها فدع

لا فرح (٥) إن أصابوا في عدوهم

وإن أصيبوا فلا خور (٦) ولا جزع

وإن (٧) أصبنا الحي لم ندبّ لهم

كما يدبّ إلى الوحشية الذرع

نسمو إلى الحرب نالتنا مخالبها

إذا الزعانف (٨) من أطرافها خشعوا

خذ منهم ما أبوا عفوا إذا غضبوا

ولا يكن همك الأمر الذي منعوا

فإن [في](٩) حربهم فاترك عداوتهم

سمّا غريضا (١٠) عليه الصاب والسّلع

أهدى لهم مدحا قلب يؤازره

فيما أحب لسان حائك صنع

وأنهم أفضل الأحياء كلّهم

إن جدّ بالناس جدّ القول أو شمعوا (١١)

وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد أمر بمنبر فوضع في المسجد ينشد عليه حسان وقال : «إنّ الله

__________________

(١) من قصيدته المشهورة ، ديوانه ص ١٤٥ ، والمصادر الأخرى السابقة.

(٢) الأصل ومغازي الواقدي ، وفي الديوان وسيرة ابن هشام والبداية والنهاية : بينوا.

(٣) الموت مكتنع : أي دان (شرح السيرة لأبي ذر).

(٤) بيشة : من عمل مكة مما يلي اليمن من مكة على خمس مراحل (انظر معجم البلدان).

(٥) الديوان : «لا فخر» وفي سيرة ابن هشام : لا يفخرون إذا نالوا.

(٦) خور : الضعفاء ، وفي سيرة ابن هشام : ولا هلع بدل : جزع.

(٧) الديوان وسيرة ابن هشام : إذا أصبنا.

(٨) الزعانف : أطراف الناس وأتباعهم.

(٩) زيادة عن الديوان والمصادر.

(١٠) الديوان وسيرة ابن هشام : شرا يخاض.

(١١) شمعوا : مزحوا ، أو هزلوا. وأصل الشمع : الطرب واللهو.

٣٦٣

ليؤيد حسان» (١) ، وخلا الوفد بعضهم إلى بعض فقال قائلهم : تعلمنّ والله أن هذا الرجل مؤيد مصنوع له ، والله لخطيبه أخطب من خطيبنا ، ولشاعرهم أشعر من شاعرنا ، ولهم أحلم منا ، وكان ثابت بن قيس من أجهر الناس صوتا ، وأنزل الله على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم في رفع أصوات التميميين ويذكر أنهم نادوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من وراء الحجرات فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ) إلى قوله : (أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ)(٢) ، يعني تميما حين نادوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان ثابت حين نزلت هذه الآية لا يرفع صوته عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فرد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الأسرى والسبي.

وقام عمرو بن الأهتم يومئذ فهجا قيس بن عاصم ، كانا جميعا في الوفد وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد أمر لهم بجوائز ، وكان يجيز الوفد إذ قدموا عليه ويفضّل بينهم من العطية على قدر ما يرى ، فلمّا أجازهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «هل بقي منكم من لم نجزه؟» فقالوا : غلام في الرحل ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أرسلوه نجزه» ، فقال قيس بن عاصم إنه لا شرف له ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وإن كان ، فإنه وافد وله حقّ» ، فقال عمرو بن الأهتم شعرا يريد قيس بن عاصم :

ظللت مفترشا هلباك (٣) تشتمني

عند الرسول فلم تصدف ولم تصب

إنا وسؤددنا عود وسؤددكم

مخلّف بمكان العجب والذنب

إن تبغضونا فإن الروم أصلكم

والروم لا تملك البغضاء للعرب

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن (٤) ، أنا أبو الحسن السيرافي [أنا أحمد بن إسحاق](٥) نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٦) :

سنة تسع : فيها قدمت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفود العرب فقدم عطارد بن حاجب بن زرارة والزبرقان بن بدر ، وقيس بن عاصم وعمرو بن الأهتم في أشراف من أشراف تميم ، وبلغني أن عطارد بن حاجب كان مع سجاح بنت الحارث بن سويد التي تنبّأت في بني تميم فقال عطارد (٧) :

__________________

(١) زيد في م ومغازي الواقدي : «بروح القدس ما دافع عن نبيه» وسرّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يومئذ والمسلمون بمقام ثابت وشعر حسان.

(٢) سورة الحجرات ، الآية : ٦.

(٣) الهلباء والهلب : شعر الذنب (شرح السيرة لأبي ذر).

(٤) الأصل : الحسين ، والتصويب عن م.

(٥) الزيادة لتقويم السند عن م.

(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٩٣.

(٧) البيت في أسد الغابة ٣ / ٥٤٠ والإصابة ٢ / ٢٨٤.

٣٦٤

أمست نبيتنا أنثى نطيف بها

وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا

٤٧٠٤ ـ عطاف المعلم (١)

الذي ينسب إليه الزقاق

والمعروف بزقاق عطاف

روى عن الأوزاعي ، ومالك بن أنس.

أدركه هشام بن عمّار ، وأحمد بن أبي الحواري (٢).

أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ مشافهة ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد.

قالا : أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٣) :

عطّاف المعلم الدمشقي روى عن الأوزاعي ومالك بن أنس ، أدركه هشام بن عمّار ، وأحمد بن أبي الحواري ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ ثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأ تمام بن محمّد ، نا محمّد بن سليمان ، نا محمّد بن الفيض ، حدّثني أبي قال :

كان عطاف المعلم يعلم صبيا يقول له : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً)(٤) فيقول : والعاديات ذبحا ، حتى إذا أعياه ضرب بأسفل اللوح نحره ، فقال : يا معلم ضبحتني ضبحتني ، قال : فأين كان هذا الكلام من تلك الساعة يا كذا وكذا (٥).

__________________

(١) ترجمته في الجرح والتعديل ٧ / ٣٣.

(٢) بالأصل : «أحمد بن الجلودي» والمثبت عن م ، وانظر الجرح والتعديل.

(٣) الجرح والتعديل ٧ / ٣٣.

(٤) سورة العاديات ، الآية الأولى.

(٥) الأصل : «فأكذبني وكذبني» والتصويب عن م والمختصر.

٣٦٥

ذكر من اسمه عطاء

٤٧٠٥ ـ عطاء بن أبي رباح

 واسم أبي رباح

 أسلم أبو محمّد القرشي الفهري (١)

مولى آل [أبي](٢) خثيم (٣).

رأى عقيل بن أبي طالب.

وسمع جابرا ، وابن عباس ، وأبا هريرة ، ورافع بن خديج ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وجابر بن عمير ، وعبد الله بن عمرو ، وعبد الله بن الزبير ، وأبا سعيد الخدري ، وزيد بن خالد الجهني ، وعبد الله بن عمرو بن العاص.

روى عنه سليمان بن موسى الأشدق ، وقيس بن سعد ، وأبو الزبير ، وعبد الملك بن أبي سليمان ، وابن جريج ، وعمرو بن دينار ، والزهري ، وقتادة بن دعامة ، ومالك بن دينار ، ويحيى بن أبي كثير ، وجابر بن يزيد الجعفي ، وأيوب السختياني ، وإسماعيل بن عبد الرّحمن السّدّي ، وحبيب بن أبي ثابت ، والأعمش ، وحبيب المعلم ، وإبراهيم بن ميمون الصائغ ، وعبد الله بن المؤمّل المخزومي ، والأوزاعي ، والحجاج بن فرافصة ، وهمّام بن يحيى وليث بن أبي سليم ، وأيوب بن عتبة اليمامي ، وأيوب بن نهيك ، ويزيد بن

__________________

(١) أنظر أخباره في :

تهذيب الكمال ١٣ / ٤٤ تهذيب التهذيب ٤ / ١٢٨ وطبقات ابن سعد ٥ / ٤٦٧ وميزان الاعتدال ٣ / ٧٠ العبر ١ / ١٤١ التاريخ الكبير ٦ / ٤٦٣ والجرح والتعديل ٦ / ٣٣٠ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٧٨ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٠١ ـ ١٠٢) ص ٤٢٠ وانظر بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٢) زيادة عن تهذيب الكمال.

(٣) في المختصر : آل حنتم.

٣٦٦

عبد الرّحمن بن مالك الدمشقي ، وطلحة بن عمرو المكي ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، وعقبة الأصم ، وجعفر بن برقان ، والوضين بن عطاء ، وعفير بن معدان الحمصي ، ويزيد بن أبي زياد.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأ أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا محمّد بن أحمد بن أبي العوام الرّياحي ، نا يزيد ـ يعني ـ ابن هارون ، أنا عمر بن قيس ، عن عطاء ، عن جابر بن عبد الله.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم استلم الحجر فقبّله ، واستلم الركن اليماني فقبّل يده [٨١٣٠].

أخبرنا أبو نصر بن رضوان ، وأبو علي الحسن (١) [بن](٢) المظفر بن السبط ، وأبو غالب بن البنّا ، قالوا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا إسحاق بن الحسين بن ميمون الحربي ، نا هوذة بن خليفة ، نا عمر بن قيس المكي ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن زيد بن خالد الجهني ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال :

«من جهّز غازيا في سبيل الله ، أو خلفه في أهله ، كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الغازي شيء ، ومن جهّز حاجا أو خلفه في أهله كان له مثل أجر الحاج من غير أن ينقص من أجر الحاج شيء ، ومن فطر صائما (٣) كان له مثل أجره» [٨١٣١].

أخبرنا أبو الحسن (٤) محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما ، أنبأ أبو القاسم عبد الله بن الحسن (٥) بن محمّد الخلّال ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي الصيدلاني ، أبو بكر عبد الله بن محمّد بن زياد النيسابوري ، حدّثني أبو حميد ، نا حجّاج ، عن ابن جريج.

قال : وأنا الجرجاني ، أنا عبد الرّزّاق ، عن ابن جريج قال :

قلت لعطاء : هل لرجل بالشام رخصة في الشتاء أن يمسح بقدميه مسحا ليس عليهما خفان؟ قال : لا ، ثم قال : أما أنا فإنّي كنت غاسلا هنالك في الشتاء ثمّ تلا عليّ قوله في الوضوء ، قال : لا أراه إلّا الغسل ، إنّما الرخصة في المسح على الخفين من أجل الدفء.

__________________

(١) الأصل : الحسين ، تصحيف والمثبت عن م ، قارن مع مشيخة ابن عساكر ٤٨ / ب.

(٢) زيادة عن م والمشيخة.

(٣) الأصل : «فطرها» والمثبت : «فطر صائما» عن م والمختصر.

(٤) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م ، قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٦٨ / ب.

(٥) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٦٨.

٣٦٧

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي بكر أحمد بن علي ، أخبرني أبو الحسين علي بن أيوب الكاتب القمي ، أنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني ، نا محمّد بن أحمد الكاتب ، نا عبد الله بن أبي سعد الورّاق ، نا عمر بن شبّة ، حدّثني سعيد بن منصور الرّقّي ـ وكان أسن أهل الرّقّة ـ حدّثني عثمان بن عطاء الخراساني قال :

انطلقت مع أبي وهو يريد هشام بن عبد الملك ، فلما قربنا إذا شيخ أسود على حمار ، عليه قميص دريس (١) وجبة دنسة ، وقلنسوة لاطئة (٢) دنسة ، وركاباه (٣) من خشب ، فضحكت وقلت لأبي : من هذا الأعرابي؟ قال : اسكت هذا سيد فقهاء أهل الحجاز ، هذا عطاء بن أبي رباح.

فلما قربت نزل أبي عن بغلته ونزل هو عن حماره ، فاعتنقا وتساءلا ، ثم عادا فركبا فانطلقا حتى وقفا بباب هشام ، فلما رجع أبي سألته ، فقلت : حدّثني ما كان منكما؟ قال : لما قيل لهشام : عطاء بن أبي رباح ، أذن له ، فو الله ما دخلت إلّا بسببه ، فلما رآه هشام قال : مرحبا مرحبا ، هاهنا ، هاهنا ، فرفعه حتى مسّت ركبته ركبته ، وعنده أشراف الناس يتحدثون ، فسكتوا ، فقال هشام : ما حاجتك يا أبا محمّد؟ قال : يا أمير المؤمنين أهل الحرمين أهل الله ، وجيران رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقسم فيهم أعطياتهم وأرزاقهم ، قال : نعم ، يا غلام اكتب لأهل المدينة وأهل مكة بعطاءين وأرزاقهم لسنة ، ثم قال : هل من حاجة غيرها يا أبا محمّد؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، أهل الحجاز وأهل نجد أصل العرب ، وقادة الإسلام ترد فيهم فضول صدقاتهم ، قال : نعم ، اكتب يا غلام بأن تردّ فيهم صدقاتهم ، هل من حاجة غيرها يا أبا محمّد؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، أهل الثغور يرمون من وراء بيضتكم ، ويقاتلون عدوكم قد أجريتم لهم أرزاقا تدرّها عليهم ، فإنهم إن هلكوا غزيتم قال : نعم ، اكتب ، تحمل أرزاقهم إليهم يا غلام ، هل من حاجة غيرها يا أبا محمّد؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، أهل ذمتكم لا تجبى صغارهم ولا تتعتع كبارهم ولا يكلفون ما لا يطيقون ، فإن ما تجبونه معونة لكم على عدوكم ، قال : نعم ، اكتب يا غلام بأن لا يحملوا ما لا يطيقون ، هل من حاجة غيرها؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، اتّق الله في نفسك ، فإن خلقت وحدك ، وتموت وحدك ، وتحشر وحدك ، وتحاسب وحدك ، لا والله ما معك ممن نرى أحد.

__________________

(١) الدرس والدريس : الثوب الخلق (القاموس).

(٢) لطأ بالأرض : لصق (القاموس).

(٣) الركاب من السرج كالغرز من الرحل (القاموس).

٣٦٨

قال : وأكبّ هشام وقام عطاء ، فلما كنا عند الباب إذا رجل قد تبعه بكيس ما أدري ما فيه أدراهم أم دنانير ، وقال : إن أمير المؤمنين أمر لك بهذا ، قال : لا أسألكم عليه أجرا ، إن أجري إلّا على رب العالمين.

قال : ثم خرج عطاء ، ولا والله ما شرب عندهم حسوة (١) من ماء فما فوقه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ ثابت بن منصور ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد الأنماطي ، وأحمد بن الحسن بن خيرون ، قالا : أنا أبو الحسين الأصبهاني ، نا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خياط ، قال (٢) :

عطاء بن أبي رباح يكنى أبا محمّد ، واسم أبي رباح أسلم مولى لبني جمح ، ويقال : لبني فهر ، توفي سنة [سبع](٣) عشرة ومائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو بكر البرقاني ، أنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه الهروي ، نا الحسين بن إدريس ، أنا محمّد بن عبد الله بن عمار الموصلي ، قال : عطاء بن أبي رباح ، أبو رباح ، اسمه أسلم (٤).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن (٥) بن محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٦) ، قال :

في الطبقة الثانية من أهل مكة : عطاء بن أبي رباح ، ويكنى أبا محمّد ، وكأنه من مولدي الجند ، ونشأ بمكة ، وهو مولى لبني فهم ، أو لجمح ، واسم أبي رباح أسلم ، وانتهت فتوى مكة إليه وإلى مجاهد في زمانهما ، وأكثر ذلك إلى عطاء.

قال الواقدي : وأبو نعيم : مات سنة خمس عشرة ومائة.

قال الواقدي : وهو ابن ثمان وثمانين سنة.

الهيثم بن عدي : توفي سنة أربع عشرة ومائة.

__________________

(١) أي شربة.

(٢) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٤٩١ رقم ٢٥٣٦.

(٣) الزيادة عن م وطبقات خليفة.

(٤) الأصل : أسلمى ، والمثبت عن م.

(٥) الأصل : الحسين ، والتصويب عن م ، والسند معروف.

(٦) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد. وانظر تهذيب الكمال ١٣ / ٤٨.

٣٦٩

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسين ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنبأ محمّد بن إسماعيل ، قال (١) :

عطاء بن أبي رباح أبو محمّد [مولى](٢) آل أبي خثيم القرشي المكي ، واسم أبي رباح أسلم.

قال حيوة بن شريح عن عباس بن الفضل ، عن حمّاد بن سلمة : قدمت مكة سنة مات عطاء سنة أربع عشرة ومائة.

وقال أبو نعيم : [مات](٣) سنة خمس عشرة ومائة ، سمع ابن عباس وأبا هريرة ، وأبا سعيد ، وجابرا ، وابن عمر ، روى عنه عمرو بن دينار ، وقيس بن سعد ، وحبيب بن أبي ثابت.

قال عبد الله الجعفي : نا ابن عيينة ، نا ابن جريج ، عن عطاء : رأيت عقيل بن أبي طالب شيخا كبيرا.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله ـ مشافهة ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأ أبو علي ـ إجازة ـ.

[ح](٤) قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنبأ علي بن محمّد.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٥) :

عطاء بن أبي رباح ، واسم أبي رباح أسلم ، مولى بن خثيم القرشي الفهري أبو محمّد المكي ، رأى عقيل بن أبي طالب ، روى عن أبي هريرة ، وابن عباس ، وجابر بن عبد الله ، ورافع بن خديج ، وجابر بن عمير ، وعائشة ، ومعاوية بن أبي سفيان ، روى عنه سليمان موسى الأشدق (٦) ، وقيس بن سعد ، وأبو الزبير ، وعبد الملك بن أبي سليمان ، سمعت أبي يقول ذلك.

__________________

(١) التاريخ الكبير ٦ / ٤٦٣.

(٢) الزيادة عن التاريخ الكبير ، وم.

(٣) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن التاريخ الكبير.

(٤) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل وأضيف عن م.

(٥) الجرح والتعديل ٦ / ٣٣٠.

(٦) الأصل : الأسدي ، والمثبت عن م والجرح والتعديل.

٣٧٠

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن (١) الدارقطني ، قال :

عطاء بن أبي رباح ، واسم أبي رباح أسلم المكي ، مولى آل ختيم ، وآل خثيم موالي بني فهر ، روى عن ابن عباس ، وابن عمر ، وأبي هريرة ، وعائشة.

وقال خالد بن أبي نوف عن عطاء : أدركت مائتين من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى عنه الزهري وعمرو بن دينار ، وابن جريج ، والناس بعد كان فقيه بمكة ومفتيها ، وكان أسود متنين الوجه ، وأعلم الناس بالمناسك وغيرها.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن عبد الرّحيم (٢) بن أحمد.

وحدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى ، ثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنبأ أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد نا عبد الغني بن سعيد ، قال رباح : .... (٣) عطاء بن أبي رباح.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن (٤) ، أنا أبو نصر البخاري قال :

عطاء بن أبي رباح ، واسمه أسلم ، أبو محمّد مولى آل أبي خثيم (٥) القرشي الفهري المكي ، وهو من مولدي الجند ، ونشأ بمكة ، سمع ابن عباس ، وجابر بن عبد الله ، وأبا هريرة ، وعبيد بن عمير ، وعروة بن الزبير ، روى عنه عمرو بن دينار ، والزهري ، وقتادة ، وأيوب ، وابن جريج ، وحبيب المعلم ، [في العلم](٦) وأجزاء الصلاة والجنائز والأطعمة وغير موضع.

قال حمّاد بن سلمة : قدمت مكة سنة مات عطاء سنة أربع عشرة ومائة.

ذكره البخاري والذهلي.

وقال محمّد بن سعد : قال الهيثم : توفي سنة أربع عشرة ومائة.

وقال البخاري ومحمّد بن سعد : قال أبو نعيم : مات سنة خمس عشرة ومائة ، وقال ابن سعد مثل أبي نعيم.

__________________

(١) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م.

(٢) الأصل : عبد الرحمن ، والمثبت عن م.

(٣) غير واضحة بالأصل وم.

(٤) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م.

(٥) في الأصل : خيثمة ، تصحيف ، والتصويب عن م.

(٦) الزيادة عن م.

٣٧١

قال الذهلي : وفيما كتب إليّ أبو نعيم مثله ، وقال عمرو بن علي : مات سنة خمس عشرة ومائة ، وهو ابن ثمان وثمانين سنة ، قال الواقدي مثل عمرو (١).

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٢) :

أما رباح بفتح الراء والباء المعجمة بواحدة : عطاء بن أبي رباح ، أسلم ، المكي ، مولى آل خثيم (٣) آل خثيم موالي (٤) بني فهر ، وروى عن ابن عمر ، وابن عباس ، وأبي هريرة ، وعائشة ، وكان فقيه أهل مكة ، روى عنه عمرو بن دينار ، والزهري ، وابن جريج وغيرهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسين بن خيرون ، أنا عبد الملك بن محمّد ، أنبأ أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : قال عمي أبو بكر : كنية عطاء بن أبي رباح أبو محمّد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسن (٥) بن الحمّامي ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الحسن ، أنا إبراهيم بن أبي أمية ، قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : وكنية عطاء بن أبي رباح أبو محمّد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنبأ أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول :

أبو محمّد عطاء بن أبي رباح ، سمع ابن عباس ، وأبا هريرة ، وأبا سعيد ، وجابرا ، وابن عمر ، روى عنه عمرو بن دينار ، وحبيب بن أبي ثابت.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي [نا](٦) الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو محمّد عطاء بن أبي رباح.

قرأنا على أبي الفضل أيضا ، عن أبي (٧) طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدّولابي ، قال (٨) : أبو محمّد عطاء بن أبي رباح.

__________________

(١) انظر تهذيب الكمال ١٣ / ٥٤.

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٧ و ١٢.

(٣) الأصل : خيثمة ، والتصويب عن م والاكمال.

(٤) الأصل : مولى ، والتصويب عن م والاكمال.

(٥) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م.

(٦) زيادة لتقويم السند ، وفي م : أملانا.

(٧) الأصل : «أبو» والتصويب عن م.

(٨) الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ١٠٠.

٣٧٢

أنبأنا (١) أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنبأ أبو بكر الصّفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأ أحمد الحاكم قال :

أبو محمّد عطاء بن أبي رباح القرشي الفهري المكي ، واسم أبي رباح أسلم مولى لبني جمح ، ويقال مولى لبني فهر ، ويقال مولى لآل أبي خثيم الفهري ، وكان عامل عمر بن الخطاب على مكة ، يقال كان من موالي الجند ، ونشأ بمكة ، انتهت فتوى مكة إليه وإلى مجاهد في زمانهما ، وأكثر ذلك إلى عطاء ، سمع جابر بن عبد الله ، وابن عباس ، وأبا هريرة ، روى عنه الزهري ، وعمرو بن دينار وقتادة ، وحبيب بن أبي ثابت الأسدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري (٢) ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال (٣) : قال محمّد بن عبد الرحيم قال علي : وعطاء بن أبي رباح اسم أبي رباح أسلم مولى حبيبة بنت ميسرة بنت أبي (٤) خثيم (٥).

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي ، قالت : أنبأ أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو الطيب المنبجي ، نا عبيد الله (٦) بن سعد الزهري ، ثنا عمي قال : قال ابن إسحاق : عطاء بن أبي رباح مولى حبيبة ابنة ميسرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو عمرو بن السماك ، نا حنبل بن إسحاق ، نا هارون ، ثنا ضمرة ، قال : سمعت رجلا يقول : اسم أم عطاء بركة ، وأبوه أبو رباح : أسودان (٧).

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا أبو محمّد بن درستويه ، أنا يعقوب (٨) ، نا أحمد بن الخليل ، نا هارون بن معروف ، نا ضمرة بن ربيعة قال : سمعت إنسانا يقول : أم عطاء بركة ، وأبوه أبو رباح أسودان.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني (٩) ، أنا أبو محمّد بن أبو نصر ، أنا

__________________

(١) الأصل : أنبا ، والمثبت عن م.

(٢) الأصل : الطيوري ، تصحيف ، والصواب عن م ، والسند معروف.

(٣) المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ٣ / ٧٢ وانظر تهذيب الكمال ١٣ / ٤٨.

(٤) كتبت بالأصل فوق الكلام ، وسقطت من أصل المعرفة والتاريخ.

(٥) الأصل والمعرفة والتاريخ : خيثم ، والتصويب عن م.

(٦) الأصل : عبد الله ، تصحيف ، والتصويب عن م.

(٧) تهذيب الكمال ١٣ / ٤٨.

(٨) المعرفة والتاريخ ٢ / ١٨.

(٩) الأصل وم : الكناني ، تصحيف.

٣٧٣

أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال (١) : ويقال : عطاء بن أسلم مولى لبني فهر.

[وقال :] بلغني عن مخلد بن حسين (٢) ، عن هشام بن حسان قال : كان عطاء بن أبي رباح أسود.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، وابن بالوية ، قالا : ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا عباس بن محمّد ، قال : سمعت ابن يحيى يقول :

كان عطاء بن أبي رباح معلم كتّاب (٣) اسم أبي رباح أسلم ، وكان عطاء بن أبي رباح أسود (٤).

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، نا محمّد (٥) بن الحسن ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (٦) ، حدّثني أحمد بن الخليل ، نا يحيى بن أبي بكير ، نا أيوب بن ثابت ، قال : رأيت عطاء وكان أشلّ أعور (٧).

[أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، نا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري (٨) ، أنا الأحوص بن المفضل بن غسان ، نا أبي ، [نا](٩) وهب بن جرير بن حازم حدثني أبي قال : رأيت يد عطاء شلاء ضربت في أيام ابن الزبير (١٠).

قال وهب قال أبي : وحدثني أبو عمرو بن العلاء قال : سمعت رجلا قال : [قلت](١١) لعطاء : يا أبا محمّد والله إنك يومئذ لخنشليل (١٢) بالسيف ، وقال : أنهم دخلوا علينا (١٣).

__________________

(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٤٤٩ ـ ٤٥٠.

(٢) في م : حسن ، وفي تاريخ أبي زرعة : الحسين.

(٣) إلى هنا في تهذيب الكمال ١٣ / ٤٨.

(٤) أقحم بعدها بالأصل : أنا ثابت بن أبي رباح.

(٥) بالأصل : «نا محمّد بن الحسين نا عبد الله ، نا محمّد بن الحسين نا عبد الله» قومنا السند عن م.

(٦) المعرفة والتاريخ ١ / ٧٠١.

(٧) كذا بالأصل وم ، وفي المعرفة والتاريخ : «أفزر».

(٨) إعجامها ناقص في م ، وفوقها ضبة.

(٩) زيادة منا.

(١٠) كلام غير مقروء في م ، صوبنا العبارة في الخبر عن سير أعلام النبلاء ٥ / ٨١ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٠١ ـ ١٢٠ ص ٤٢٢).

(١١) سقطت من م ، ومكانها فيها ضبة ، والزيادة عن تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء.

(١٢) الخنشليل : الجيد الضرب بالسيف (اللسان).

(١٣) تهذيب الكمال ١٣ / ٤٨ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٨١.

٣٧٤

وكان عطاء بن أبي رباح من مولدي الجند](١).

أخبرنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنّا ، قالا : قرئ على أبي محمّد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٢) قال :

سمعت بعض أهل العلم يقول : كان عطاء أسود ، أعور ، أفطس ، أشلّ ، أعرج ، ثم عمي بعد ذلك ، وكان ثقة ، فقيها ، عالما ، كثير الحديث.

قال ابن سعد (٣) : وهو مولى آل أبي ميسرة بن أبي خثيم (٤) الفهري.

أنبأ أبو الحسن محمّد بن مرزوق بن عبد الرزاق ، وحدّثنا أبو الحجاج يوسف بن مكي الفقيه عنه ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنبأ أحمد بن أبي جعفر القطيعي ، نا محمّد بن العباس الخزّار (٥) ، أنبأ أبو أيوب سليمان بن إسحاق الخلّال ، قال أبو إسحاق الحربي :

كان عطاء بن أبي رباح عبدا أسودا لامرأة من أهل مكة ، وكان أنفه كأنه باقلى.

قال : وجاء سليمان بن عبد الملك أمير المؤمنين إلى عطاء هو وابناه فجلسوا إليه يصلّي ، فلما صلّى انتقل إليهم ، فما زالوا يسألونه عن مناسك الحج وقد حوّل قفاه إليهم ، ثم قال سليمان لابنيه : قوما ، فقاما ، فقال : يا بني لا تنيا في طلب العلم ، فإنّي لا أنسى ذلّنا بين يدي هذا العبد الأسود.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، قال : نا أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد ، أنا محمّد بن عبد الله بن أحمد ، نا محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن ، نا هلال بن العلاء ، نا عبد الله بن جعفر ، نا أبو المليح قال : رأيت عطاء بن أبي رباح أسود يخضب بالحنّاء (٦).

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمّام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر ، نا ابن أبي خيثمة ، نا أبو الفتح نصر بن المغيرة ، قال : قال سفيان بن عيينة : عطاء أكبر من ابن أبي مليكة ، عطاء قد شهد مقتل عثمان.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م.

(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ٤٦٨ و ٤٧٠.

(٣) طبقات ابن سعد ٥ / ٤٦٧.

(٤) الأصل : خيثم ، والتصويب عن م وابن سعد.

(٥) الأصل : «الجرار» وفي م : «الحرار» وكلاهما تصحيف.

(٦) تهذيب الكمال ١٣ / ٤٨ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٨١.

٣٧٥

أنبأ أبو الحسن (١) علي بن المسلّم الفقيه ، قالا : ثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأ أبو خازم (٢) بن الفراء ، أنا أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور ، قال : قرئ على محمّد بن مخلد ، حدثكم العباس بن (٣) حاتم ، نا عبد الرّحمن بن يونس أبو مسلم المستملي ، نا سفيان بن عيينة ، عن عمر بن قيس المكي ، عن عطاء بن أبي رباح قال : أعقل قتل عثمان بن عفان (٤).

قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمّام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنبأ أبو الطيب محمّد بن القاسم بن جعفر ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، قال : وقال علي بن محمّد ، عن أبي حفص الباهلي ، عن عمر بن قيس : قال : سألت عطاء : متى ولدت؟ قال : لعامين خلوا من خلافة عثمان (٥).

ذكر أبو العباس أحمد بن يونس بن المسيّب الضّبّي : أن عطاء ولد سنة سبع وعشرين (٦).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّاء ، وأبو محمّد بن بالوية ، قالا : ثنا محمّد بن يعقوب ، نا عباس بن محمّد ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : كان عطاء بن أبي رباح أسود.

قال : وسمعت يحيى يقول (٧) : حدّثني يحيى بن سعيد القطان قال : لم يسمع عطاء من ابن عمر إنما رآه رؤية.

لا معنى لهذا الانكار ، فقد سمع عطاء من أقدم من ابن عمر ، وكان يفتي في زمان ابن عمر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا عيسى بن

__________________

(١) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب ما أثبت عن م ، والسند معروف.

(٢) الأصل وم : حازم ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، تقدم التعريف به.

(٣) في م : العباس بن محمّد بن حاتم.

(٤) تهذيب الكمال ١٣ / ٥٣ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٠١ ـ ١٢٠ ص ٤٢٢) وسير أعلام النبلاء ٥ / ٨٧.

(٥) سير أعلام النبلاء ٥ / ٨٧ وتاريخ الإسلام ص ٤٢٢ وتهذيب الكمال ١٣ / ٥٣.

(٦) تهذيب الكمال ١٣ / ٥٣.

(٧) زيد هنا في م :

وأخبرنا أبو البركات ، أنا أبو الفضل ، أنا أبو العلاء. أنا أبو بكر نا أبو أمية الغلابي ، نا أبي قال : نا أبو زكريا ....

٣٧٦

علي (١) ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا داود بن عمرو ، نا الحسين بن صهيب بن عبد الله مولى محمّد بن هشام ، قال : قلت لعطاء : أدركت أبا الدرداء؟ قال : نعم ، وعائشة ، وابن عباس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن هبة الله بن الحسين بن منصور ، وعلي بن أحمد بن محمّد بن حميد ، قالا : أنا علي بن محمّد بن عبد الله بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله ، نا محمّد بن أحمد (٢) بن البراء ، قال : قال علي بن المديني :

عطاء بن أبي رباح لقي عبد الله بن عمر ، ورأى أبا سعيد الخدري ، رآه يطوف بالبيت ، ولم يسمع منه ، وجابر ، وابن عباس ، ورأى عبد الله بن عمرو ، ولم يسمع من زيد بن خالد الجهني ، ولا من أم سلمة ، ولا من أم هانئ ، وسمع من عبد الله بن الزبير ، وابن عمر ، ولم يسمع من أم كرز شيئا (٣) ، روى عن أم حبيب بنت ميسرة ، عن أم كرز ، وسمع من عائشة ، وجابر بن عبد الله.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشيرويي.

[و](٤) أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن أحمد العامري.

[ح و](٥) أخبرتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن فضلويه ، أنبأ أبو بكر الخطيب ، قال : أنا أبو بكر الحيري ، نا أبو العباس الأصم ، نا الربيع بن سليمان ، أنبأ الشافعي ، أنا سعيد ، عن ابن جريج ، قال :

قلت لعطاء : هل رأيت أحدا من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا استلموا قبلوا أيديهم؟ فقال : نعم ، رأيت جابر بن عبد الله ، وابن عمر ، وأبا سعيد الخدري ، وأبا هريرة ، إذا استلموا قبّلوا أيديهم ، قلت : وابن عباس؟ قال : نعم ، حسبت كثيرا ، قلت : هل تدع أنت إذا استلمت أن تقبّل يديك؟ قال : فلم استلمه إذا؟.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلّال ـ مشافهة ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنبأ ابن طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد.

__________________

(١) أقحم بعدها بالأصل : «عبد الله بن علي» قومنا السند عن م.

(٢) «بن أحمد» سقط من م.

(٣) تهذيب التهذيب ٤ / ١٣٠.

(٤) زيادة عن م.

(٥) زيادة عن م.

٣٧٧

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (١) :

سمعت أبي يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : قد سمع عطاء من عائشة.

قال : وسئل أبو زرعة : سمع عطاء من عائشة؟ فقال : نعم.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنبأ علي بن الحسن (٢) الرّبعي ، ورشأ بن نظيف ، قالا : أنا محمّد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن محمّد بن داود ، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد ، قال : عطاء بن أبي رباح رأى عائشة ، دخل عليها مع عبيد بن عمير بثبير فسألها عن الهجرة ، وروى عن أبي سلمة ، وعن عروة بن عياض ، وعن عروة بن الزبير ، وعن ابن أبي مليكة. وعن عائشة بنت طلحة ، وغيرهم ، عن عائشة وأحاديث عطاء عن عائشة مراسيل.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد بن الحسين ، وحدّثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو بكر الحيري ، نا أبو العباس الأصم ، نا السّري بن يحيى ، نا أحمد بن يونس ، نا أبو بكر بن عياش ، عن ابن عطاء ، عن أبيه ، قال : كنا نكون عند ابن عباس فيأتيه الأشراف ، فما يصرف وجهه عنا حتى نفرغ.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو صادق بن أبي الفوارس العطار قال : سمعت أبا الحسين الكارزي (٣) يقول : سمعت أبا عبد الله أحمد بن القاسم الجمحي المكي يقول : سمعت سلمة بن شبيب يقول : سمعت عبد الرّزّاق يقول :

أخذ أهل مكة الصلاة عن ابن جريج ، وأخذها ابن جريج عن عطاء ، وأخذها عطاء عن [ابن](٤) الزبير ، وأخذها ابن الزبير من أبي بكر الصدّيق ، وأخذ أبو بكر الصّدّيق عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأخذها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن جبريل عليه‌السلام.

قال عبد الرّزّاق :

وما رأيت أحدا أحسن صلاة من ابن جريج ، كان يصلي ونحن خارجين فنرى كأنه

__________________

(١) الجرح والتعديل ٦ / ٣٣٠.

(٢) الأصل : «الحسين» تصحيف واللفظة غير واضحة في م لسوء التصوير ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٨٠.

(٣) الكارزي بفتح الكاف وكسر الراء والزاي ، وقال ابن ماكولا : بفتح الراء. هذه النسبة إلى كارز ، قرية بنواحي نيسابور ، على نصف فرسخ منها (الأنساب).

(٤) زيادة عن م.

٣٧٨

أصطوانة (١) ، وما التفت يمينا ولا شمالا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأ رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن عبد العزيز ، ثنا أبي ، وسلمة بن شبيب ، عن عبد الرّزّاق بن همّام ، قال :

أخذ أهل مكة الصلاة عن ابن جريج ، وأخذها ابن جريج عن عطاء ، وأخذها عطاء عن عبد الله بن الزبير ، وأخذها عبد الله بن الزبير من أبي بكر الصّدّيق ، وأخذها أبو بكر الصّدّيق من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأخذها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من جبريل عن الله تعالى.

أخبرنا أبو محمّد السندي ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أبو عمرو بن حمدان قال : سمعت إبراهيم بن إسحاق الأنماطي يقول : سمعت محمّد بن سهل بن عسكر يقول : سمعت عبد الرّزّاق يقول :

ما رأيت عالما أحسن صلاة من ابن جريج ، وذلك أنه أخذ من عطاء بن أبي رباح ، وأخذ عطاء من ابن الزبير ، وأخذ ابن الزبير من أبي بكر الصّديق ، وأخذ أبو بكر الصدّيق من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن جبريل ، وأخذ جبريل عن ربه.

قال : ونا إبراهيم بن إسحاق ، نا محمّد بن يحيى ، نا أحمد بن حنبل ، عن عبد الرّزّاق ، فذكر الحديث.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن الضبي ، أنا أبو علي الواعظ.

قالا : أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدّثني أبي ، نا عبد الرّزّاق قال :

أهل مكة يقولون : أخذ ابن جريج الصلاة من عطاء ، وأخذها عطاء من ابن الزبير ، وأخذها ابن الزبير من أبي بكر ، وأخذها أبو بكر من النبي [صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٣) ، وما رأيت أحدا أحسن صلاة من ابن جريج.

عورض آخر الجزء الثامن والثلاثين بعد الثلاثمائة يتلوه :

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي تاج العروس بتحقيقنا : اسطوانة بالسين ، وهي السارية أو العمود.

(٢) مسند أحمد بن حنبل ١ / ٣٧ رقم ٧٣ ط دار الفكر بيروت.

(٣) زيادة عن م والمسند.

٣٧٩

أنا أبو القاسم الشحامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، وأخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو بكر.

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن (١) ـ رحمه‌الله ـ قال :

أخبرنا أبو المظفر بن إبراهيم (٢) ، نا (٣) أبو بكر البيهقي ، أنا محمّد بن عبد الله الحافظ أبو (٤) بكر.

وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ أبو عمرو بن السماك ، ثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله.

[ح](٥) وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأ محمّد بن هبة الله.

وأخبرنا أبو المظفر (٦) ، أنبأ محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (٧) ، نا سلمة ، قالا : ثنا عبد الرزاق ، وفي رواية البيهقي : نا سلمة بن شبيب ، نا أحمد بن حنبل ، نا عبد الرّزّاق ، عن ابن جريج ، قال : كان عطاء بعد ما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة ليقرأ مائتي آية من البقرة ، وهو قائم ما يزول منه شيء ولا يتحرك.

أخبرنا أبو علي الحسن (٨) بن أحمد المقرئ في كتابه ، ثنا أبو نعيم الحافظ (٩) ، نا محمّد بن أحمد بن الحسن (١٠) ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا علي بن المديني ، نا يحيى بن سعيد ، عن ابن (١١) جريج ، قال : كان عطاء بعد ما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة ليقرأ مائتي آية من البقرة ، وهو قائم ما يزول منه شيء ولا يتحرك (١٢).

أخبرنا أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد المقرئ ، أنا أبو الفوارس طراد بن محمّد ، أنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ، نا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، نا أحمد بن منصور ، نا عبد الوهاب بن همّام أخو عبد الرزاق ، قال : سمعت ابن عيينة قال : قلت لابن جريج : ما

__________________

(١) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م.

(٢) في م : القاسم.

(٣) الأصل : «بن» والمثبت عن م.

(٤) كذا بالأصل ، والذي في م : نا أبو بكر محمّد بن المؤمل نا الفضل بن محمّد ، نا أحمد بن حنبل.

(٥) الزيادة عن م.

(٦) بعدها في م : أنا أبو بكر قالا.

(٧) المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ١ / ٧٠٣.

(٨) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م. قارن مع مشيخة ابن عساكر ٤٢ / أ.

(٩) الخبر في حلية الأولياء ٣ / ٣١٠.

(١٠) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م والحلية.

(١١) الأصل : أبي ، والتصويب عن م والحلية.

(١٢) الخبر السابق مكرر بالأصل.

٣٨٠