أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٩
وحنين ، وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمر مصدّقيه أن يأخذوا العفو منهم ويتوقّوا كرائم أموالهم ، فقدم المصدّق على النبي صلىاللهعليهوسلم فأخبره الخبر ، وقال : يا رسول الله إنما كنت في ثلاثة نفر ، فوثبت خزاعة على التميميين فأخرجوهم من محالهم ، وقالوا : لو لا قرابتكم ما وصلتم إلى بلادكم ، ليدخلن علينا بلاء من عداوة محمّد وعلى أنفسكم حيث تعرضون لرسل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، تردونهم على صدقات أموالنا ، فخرجوا راجعين إلى بلادهم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من لهؤلاء القوم الذين فعلوا ما فعلوا؟» فانتدب أول الناس عيينة (١) بن حصن الفزاري فقال : أنا والله لهم ، أتبع آثارهم ولو بلغوا ببرين (٢) حتى آتيك بهم إن شاء الله ، فترى فيهم رأيك أو يسلموا ، فبعثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم في خمسين فارسا من العرب ، ليس فيها مهاجر واحد ولا أنصاري ، فكان يسير بالليل ويكمن لهم بالنهار ، خرج على ركوبة حتى انتهى إلى العرج (٣) ، فوجد خبرهم أنهم قد عارضوا إلى أرض بني سليم ، فخرج في أثرهم حتى وجدهم قد عدلوا من السّقيا يؤمون أرض بني سليم في صحراء ، قد حلوا وسرحوا مواشيهم ، والبيوت خلوف ليس فيها أحد إلّا النساء ونفير ، فلما رأوا الجمع ولوا وأخذوا منهم أحد عشر رجلا ، ووجدوا في المحلة من النساء إحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيا ، فجلبهم إلى المدينة ، فأمر بهم النبي صلىاللهعليهوسلم فحبسوا في دار رملة بنت الحارث ، فقدم منهم عشرة من رؤسائهم : العطارد بن حاجب بن زرارة ، والزبرقان بن بدر ، وقيس بن عاصم ، وقيس بن الحارث ، ونعيم بن سعد ، وعمرو بن الأهتم ، والأقرع بن حابس ، ورياح بن الحارث بن مجاشع (٤) ، فدخلوا المسجد قبل الظهر ، فلما دخلوا سألوا عن سبيهم فأخبر بهم فجاءوهم فبكى الذراري والنساء ، فرجعوا حتى دخلوا المسجد ثانية ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم يومئذ في بيت عائشة ، وقد أذّن بلال بالظهر بالأذان الأول ، والناس ينتظرون خروج رسول الله صلىاللهعليهوسلم فعجلوا خروجه ، فنادوا : يا محمّد ، أخرج إلينا ، فقام إليهم بلال فقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم يخرج الآن. فاشتهر (٥) أهل المسجد أصواتهم ، فجعلوا يخفقون بأيديهم ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأقام بلال الصلاة ، وتعلقوا به يكلمونه ، فوقف رسول الله صلىاللهعليهوسلم معهم بعد إقامة بلال الصلاة مليّا ، وهم يقولون : أتيناك بخطيبنا وشاعرنا فاستمع منا ، فتبسم النبي صلىاللهعليهوسلم ثمّ مضى فصلّى
__________________
(١) الأصل : عتيبة ، والتصويب عن م والواقدي.
(٢) ببرين : رمل معروف في ديار بني سعد بن تميم (معجم ما استعجم) ، وفي معجم البلدان : من أصقاع البحرين.
(٣) العرج : موضع بين مكة والمدينة ، قيل : على أربعة أميال من المدينة.
(٤) تقدم أنهم عشرة ، والأسماء التي ذكرت ثمانية فقط (؟!).
(٥) الأصل : «فاستشهد» واللفظة غير واضحة في م لسوء التصوير ، والمثبت عن المختصر ومغازي الواقدي.
بالناس الظهر ، ثم انصرف إلى بيته ، فركع ركعتين ، ثم خرج فجلس في صحن المسجد ، [وقدموا عليه](١) وقدّموا عطارد بن حاجب التميمي فخطب ، فقال : الحمد لله الذي له الفضل علينا ، والذي جعلنا ملوكا ، وأعطانا الأموال نفعل فيها المعروف ، وجعلنا أعزّ أهل المشرق ، وأكثرهم مالا ، وأكثرهم عددا ، فمن مثلنا في الناس؟ ألسنا رءوس الناس وذوي فضلهم؟ فمن يفاخر فليعدد مثل ما عددنا ، ولو شئنا لأكثرنا من الكلام ولكنا نستحي من الإكثار فيما أعطانا الله ، أقول هذا لأن يؤتى بقول هو أفضل من قولنا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لثابت بن قيس : «قم فأجب خطيبهم» ، فقام ثابت وما كان درى من ذلك بشيء ، وما هيّأ قبل ذلك ما يقول فقال : الحمد لله الذي السموات والأرض خلقه ، قضى فيهما أمره ، ووسع كل شيء علمه ، فلم يك (٢) شيء إلّا من فضله ، ثم كان مما قدّر الله أن جعلنا ملوكا ، اصطفى لنا من خلقه رسولا ، أكرمهم نسبا ، وأحسنهم زيا ، وأصدقهم حديثا ، أنزل عليه كتابه ، وائتمنه على خلقه ، وكان خيرته من عباده ، فدعا إلى الإيمان ، فآمن المهاجرون من قومه ، وذوي رحمه ، أصبح الناس وجها ، وأفضل الناس فعالا ، ثم كنا أول الناس إجابة حين دعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فنحن أنصار الله ورسوله ، نقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلّا الله ، فمن آمن بالله ورسوله منع منا ماله ودمه ، ومن كفر بالله ورسوله جاهدناه في ذلك وكان قتله علينا يسيرا ، أقول قولي هذا وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات ، ثم جلس ، فقالوا : يا رسول الله ائذن لشاعرنا ، فأذن له ، فأقاموا الزبرقان بن بدر فقال (٣) :
نحن الملوك فلا حي يقاربنا (٤) |
|
فينا الملوك وفينا تنصب البيع |
وكم قسرنا من الأحياء كلهم |
|
عند النهاب وفضل الخير (٥) يتّبع |
ونحن نطعم عند القحط ما أكلوا |
|
من السّديف إذا لم يؤنس القزع (٦) |
وننحر الكوم عبطا في أرومتنا (٧) |
|
للنازلين إذا ما أنزلوا شبعوا |
__________________
(١) زيادة عن مغازي الواقدي ، سقطت من الأصل وم.
(٢) الأصل وم : يكن.
(٣) الأبيات في مغازي الواقدي ٣ / ٩٧٧ وسيرة ابن هشام ٤ / ٢٠٨ وديوان حسان بن ثابت ط بيروت ص ١٤٤ والبداية والنهاية بتحقيقنا ٥ / ٥١.
(٤) في سيرة ابن هشام والديوان والبداية والنهاية :
نحن الكرام فلا حي يعادلنا
والبيع جمع بيعة وهي موضع الصلاة.
(٥) في المصادر الثلاثة السابقة : العز.
(٦) القزع محركة : السحاب الرقيق.
(٧) الكوم جمع كوماء ، وهي العظيمة السنام من النوق. وعبطا أي من غير غلة.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أجبهم يا حسان بن ثابت» فقام فقال (١) :
إن الذوائب من فهر وإخوتهم |
|
قد شرعوا (٢) سنة للناس تتبع |
يرضى بها كل من كانت سريرته |
|
تقوى الإله وبالأمر الذي شرعوا |
قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم |
|
أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا |
سجية تلك منهم غير محدثة |
|
إن الخلائق فاعلم شرها البدع |
لا يرقع الناس ما أوهت أكفهم |
|
عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا |
ولا يضنون عن جار بفضلهم |
|
ولا ينالهم في مطمع طبع |
إن كان في الناس سباقون بعدهم |
|
فكل سبق لأدنى سبقهم تبّع |
أكرم بقوم رسول الله شيعتهم |
|
إذا تفرقت الأهواء والشيع |
أعفة ذكرت في الوحي عفتهم |
|
لا يطمعون ولا يرديهم طمع |
كأنهم في الوغى والموت مكتنع (٣) |
|
أسد ببيشة (٤) في أرساغها فدع |
لا فرح (٥) إن أصابوا في عدوهم |
|
وإن أصيبوا فلا خور (٦) ولا جزع |
وإن (٧) أصبنا الحي لم ندبّ لهم |
|
كما يدبّ إلى الوحشية الذرع |
نسمو إلى الحرب نالتنا مخالبها |
|
إذا الزعانف (٨) من أطرافها خشعوا |
خذ منهم ما أبوا عفوا إذا غضبوا |
|
ولا يكن همك الأمر الذي منعوا |
فإن [في](٩) حربهم فاترك عداوتهم |
|
سمّا غريضا (١٠) عليه الصاب والسّلع |
أهدى لهم مدحا قلب يؤازره |
|
فيما أحب لسان حائك صنع |
وأنهم أفضل الأحياء كلّهم |
|
إن جدّ بالناس جدّ القول أو شمعوا (١١) |
وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد أمر بمنبر فوضع في المسجد ينشد عليه حسان وقال : «إنّ الله
__________________
(١) من قصيدته المشهورة ، ديوانه ص ١٤٥ ، والمصادر الأخرى السابقة.
(٢) الأصل ومغازي الواقدي ، وفي الديوان وسيرة ابن هشام والبداية والنهاية : بينوا.
(٣) الموت مكتنع : أي دان (شرح السيرة لأبي ذر).
(٤) بيشة : من عمل مكة مما يلي اليمن من مكة على خمس مراحل (انظر معجم البلدان).
(٥) الديوان : «لا فخر» وفي سيرة ابن هشام : لا يفخرون إذا نالوا.
(٦) خور : الضعفاء ، وفي سيرة ابن هشام : ولا هلع بدل : جزع.
(٧) الديوان وسيرة ابن هشام : إذا أصبنا.
(٨) الزعانف : أطراف الناس وأتباعهم.
(٩) زيادة عن الديوان والمصادر.
(١٠) الديوان وسيرة ابن هشام : شرا يخاض.
(١١) شمعوا : مزحوا ، أو هزلوا. وأصل الشمع : الطرب واللهو.
ليؤيد حسان» (١) ، وخلا الوفد بعضهم إلى بعض فقال قائلهم : تعلمنّ والله أن هذا الرجل مؤيد مصنوع له ، والله لخطيبه أخطب من خطيبنا ، ولشاعرهم أشعر من شاعرنا ، ولهم أحلم منا ، وكان ثابت بن قيس من أجهر الناس صوتا ، وأنزل الله على نبيه صلىاللهعليهوسلم في رفع أصوات التميميين ويذكر أنهم نادوا النبي صلىاللهعليهوسلم من وراء الحجرات فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ) إلى قوله : (أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ)(٢) ، يعني تميما حين نادوا النبي صلىاللهعليهوسلم ، وكان ثابت حين نزلت هذه الآية لا يرفع صوته عند النبي صلىاللهعليهوسلم ، فرد رسول الله صلىاللهعليهوسلم الأسرى والسبي.
وقام عمرو بن الأهتم يومئذ فهجا قيس بن عاصم ، كانا جميعا في الوفد وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد أمر لهم بجوائز ، وكان يجيز الوفد إذ قدموا عليه ويفضّل بينهم من العطية على قدر ما يرى ، فلمّا أجازهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «هل بقي منكم من لم نجزه؟» فقالوا : غلام في الرحل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أرسلوه نجزه» ، فقال قيس بن عاصم إنه لا شرف له ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «وإن كان ، فإنه وافد وله حقّ» ، فقال عمرو بن الأهتم شعرا يريد قيس بن عاصم :
ظللت مفترشا هلباك (٣) تشتمني |
|
عند الرسول فلم تصدف ولم تصب |
إنا وسؤددنا عود وسؤددكم |
|
مخلّف بمكان العجب والذنب |
إن تبغضونا فإن الروم أصلكم |
|
والروم لا تملك البغضاء للعرب |
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن (٤) ، أنا أبو الحسن السيرافي [أنا أحمد بن إسحاق](٥) نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٦) :
سنة تسع : فيها قدمت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وفود العرب فقدم عطارد بن حاجب بن زرارة والزبرقان بن بدر ، وقيس بن عاصم وعمرو بن الأهتم في أشراف من أشراف تميم ، وبلغني أن عطارد بن حاجب كان مع سجاح بنت الحارث بن سويد التي تنبّأت في بني تميم فقال عطارد (٧) :
__________________
(١) زيد في م ومغازي الواقدي : «بروح القدس ما دافع عن نبيه» وسرّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم يومئذ والمسلمون بمقام ثابت وشعر حسان.
(٢) سورة الحجرات ، الآية : ٦.
(٣) الهلباء والهلب : شعر الذنب (شرح السيرة لأبي ذر).
(٤) الأصل : الحسين ، والتصويب عن م.
(٥) الزيادة لتقويم السند عن م.
(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٩٣.
(٧) البيت في أسد الغابة ٣ / ٥٤٠ والإصابة ٢ / ٢٨٤.
أمست نبيتنا أنثى نطيف بها |
|
وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا |
٤٧٠٤ ـ عطاف المعلم (١)
الذي ينسب إليه الزقاق
والمعروف بزقاق عطاف
روى عن الأوزاعي ، ومالك بن أنس.
أدركه هشام بن عمّار ، وأحمد بن أبي الحواري (٢).
أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ مشافهة ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد.
قالا : أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٣) :
عطّاف المعلم الدمشقي روى عن الأوزاعي ومالك بن أنس ، أدركه هشام بن عمّار ، وأحمد بن أبي الحواري ، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ ثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأ تمام بن محمّد ، نا محمّد بن سليمان ، نا محمّد بن الفيض ، حدّثني أبي قال :
كان عطاف المعلم يعلم صبيا يقول له : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً)(٤) فيقول : والعاديات ذبحا ، حتى إذا أعياه ضرب بأسفل اللوح نحره ، فقال : يا معلم ضبحتني ضبحتني ، قال : فأين كان هذا الكلام من تلك الساعة يا كذا وكذا (٥).
__________________
(١) ترجمته في الجرح والتعديل ٧ / ٣٣.
(٢) بالأصل : «أحمد بن الجلودي» والمثبت عن م ، وانظر الجرح والتعديل.
(٣) الجرح والتعديل ٧ / ٣٣.
(٤) سورة العاديات ، الآية الأولى.
(٥) الأصل : «فأكذبني وكذبني» والتصويب عن م والمختصر.
ذكر من اسمه عطاء
٤٧٠٥ ـ عطاء بن أبي رباح
واسم أبي رباح
أسلم أبو محمّد القرشي الفهري (١)
مولى آل [أبي](٢) خثيم (٣).
رأى عقيل بن أبي طالب.
وسمع جابرا ، وابن عباس ، وأبا هريرة ، ورافع بن خديج ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وجابر بن عمير ، وعبد الله بن عمرو ، وعبد الله بن الزبير ، وأبا سعيد الخدري ، وزيد بن خالد الجهني ، وعبد الله بن عمرو بن العاص.
روى عنه سليمان بن موسى الأشدق ، وقيس بن سعد ، وأبو الزبير ، وعبد الملك بن أبي سليمان ، وابن جريج ، وعمرو بن دينار ، والزهري ، وقتادة بن دعامة ، ومالك بن دينار ، ويحيى بن أبي كثير ، وجابر بن يزيد الجعفي ، وأيوب السختياني ، وإسماعيل بن عبد الرّحمن السّدّي ، وحبيب بن أبي ثابت ، والأعمش ، وحبيب المعلم ، وإبراهيم بن ميمون الصائغ ، وعبد الله بن المؤمّل المخزومي ، والأوزاعي ، والحجاج بن فرافصة ، وهمّام بن يحيى وليث بن أبي سليم ، وأيوب بن عتبة اليمامي ، وأيوب بن نهيك ، ويزيد بن
__________________
(١) أنظر أخباره في :
تهذيب الكمال ١٣ / ٤٤ تهذيب التهذيب ٤ / ١٢٨ وطبقات ابن سعد ٥ / ٤٦٧ وميزان الاعتدال ٣ / ٧٠ العبر ١ / ١٤١ التاريخ الكبير ٦ / ٤٦٣ والجرح والتعديل ٦ / ٣٣٠ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٧٨ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٠١ ـ ١٠٢) ص ٤٢٠ وانظر بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(٢) زيادة عن تهذيب الكمال.
(٣) في المختصر : آل حنتم.
عبد الرّحمن بن مالك الدمشقي ، وطلحة بن عمرو المكي ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، وعقبة الأصم ، وجعفر بن برقان ، والوضين بن عطاء ، وعفير بن معدان الحمصي ، ويزيد بن أبي زياد.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأ أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا محمّد بن أحمد بن أبي العوام الرّياحي ، نا يزيد ـ يعني ـ ابن هارون ، أنا عمر بن قيس ، عن عطاء ، عن جابر بن عبد الله.
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم استلم الحجر فقبّله ، واستلم الركن اليماني فقبّل يده [٨١٣٠].
أخبرنا أبو نصر بن رضوان ، وأبو علي الحسن (١) [بن](٢) المظفر بن السبط ، وأبو غالب بن البنّا ، قالوا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا إسحاق بن الحسين بن ميمون الحربي ، نا هوذة بن خليفة ، نا عمر بن قيس المكي ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن زيد بن خالد الجهني ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال :
«من جهّز غازيا في سبيل الله ، أو خلفه في أهله ، كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الغازي شيء ، ومن جهّز حاجا أو خلفه في أهله كان له مثل أجر الحاج من غير أن ينقص من أجر الحاج شيء ، ومن فطر صائما (٣) كان له مثل أجره» [٨١٣١].
أخبرنا أبو الحسن (٤) محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما ، أنبأ أبو القاسم عبد الله بن الحسن (٥) بن محمّد الخلّال ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي الصيدلاني ، أبو بكر عبد الله بن محمّد بن زياد النيسابوري ، حدّثني أبو حميد ، نا حجّاج ، عن ابن جريج.
قال : وأنا الجرجاني ، أنا عبد الرّزّاق ، عن ابن جريج قال :
قلت لعطاء : هل لرجل بالشام رخصة في الشتاء أن يمسح بقدميه مسحا ليس عليهما خفان؟ قال : لا ، ثم قال : أما أنا فإنّي كنت غاسلا هنالك في الشتاء ثمّ تلا عليّ قوله في الوضوء ، قال : لا أراه إلّا الغسل ، إنّما الرخصة في المسح على الخفين من أجل الدفء.
__________________
(١) الأصل : الحسين ، تصحيف والمثبت عن م ، قارن مع مشيخة ابن عساكر ٤٨ / ب.
(٢) زيادة عن م والمشيخة.
(٣) الأصل : «فطرها» والمثبت : «فطر صائما» عن م والمختصر.
(٤) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م ، قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٦٨ / ب.
(٥) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٦٨.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي بكر أحمد بن علي ، أخبرني أبو الحسين علي بن أيوب الكاتب القمي ، أنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني ، نا محمّد بن أحمد الكاتب ، نا عبد الله بن أبي سعد الورّاق ، نا عمر بن شبّة ، حدّثني سعيد بن منصور الرّقّي ـ وكان أسن أهل الرّقّة ـ حدّثني عثمان بن عطاء الخراساني قال :
انطلقت مع أبي وهو يريد هشام بن عبد الملك ، فلما قربنا إذا شيخ أسود على حمار ، عليه قميص دريس (١) وجبة دنسة ، وقلنسوة لاطئة (٢) دنسة ، وركاباه (٣) من خشب ، فضحكت وقلت لأبي : من هذا الأعرابي؟ قال : اسكت هذا سيد فقهاء أهل الحجاز ، هذا عطاء بن أبي رباح.
فلما قربت نزل أبي عن بغلته ونزل هو عن حماره ، فاعتنقا وتساءلا ، ثم عادا فركبا فانطلقا حتى وقفا بباب هشام ، فلما رجع أبي سألته ، فقلت : حدّثني ما كان منكما؟ قال : لما قيل لهشام : عطاء بن أبي رباح ، أذن له ، فو الله ما دخلت إلّا بسببه ، فلما رآه هشام قال : مرحبا مرحبا ، هاهنا ، هاهنا ، فرفعه حتى مسّت ركبته ركبته ، وعنده أشراف الناس يتحدثون ، فسكتوا ، فقال هشام : ما حاجتك يا أبا محمّد؟ قال : يا أمير المؤمنين أهل الحرمين أهل الله ، وجيران رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقسم فيهم أعطياتهم وأرزاقهم ، قال : نعم ، يا غلام اكتب لأهل المدينة وأهل مكة بعطاءين وأرزاقهم لسنة ، ثم قال : هل من حاجة غيرها يا أبا محمّد؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، أهل الحجاز وأهل نجد أصل العرب ، وقادة الإسلام ترد فيهم فضول صدقاتهم ، قال : نعم ، اكتب يا غلام بأن تردّ فيهم صدقاتهم ، هل من حاجة غيرها يا أبا محمّد؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، أهل الثغور يرمون من وراء بيضتكم ، ويقاتلون عدوكم قد أجريتم لهم أرزاقا تدرّها عليهم ، فإنهم إن هلكوا غزيتم قال : نعم ، اكتب ، تحمل أرزاقهم إليهم يا غلام ، هل من حاجة غيرها يا أبا محمّد؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، أهل ذمتكم لا تجبى صغارهم ولا تتعتع كبارهم ولا يكلفون ما لا يطيقون ، فإن ما تجبونه معونة لكم على عدوكم ، قال : نعم ، اكتب يا غلام بأن لا يحملوا ما لا يطيقون ، هل من حاجة غيرها؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، اتّق الله في نفسك ، فإن خلقت وحدك ، وتموت وحدك ، وتحشر وحدك ، وتحاسب وحدك ، لا والله ما معك ممن نرى أحد.
__________________
(١) الدرس والدريس : الثوب الخلق (القاموس).
(٢) لطأ بالأرض : لصق (القاموس).
(٣) الركاب من السرج كالغرز من الرحل (القاموس).
قال : وأكبّ هشام وقام عطاء ، فلما كنا عند الباب إذا رجل قد تبعه بكيس ما أدري ما فيه أدراهم أم دنانير ، وقال : إن أمير المؤمنين أمر لك بهذا ، قال : لا أسألكم عليه أجرا ، إن أجري إلّا على رب العالمين.
قال : ثم خرج عطاء ، ولا والله ما شرب عندهم حسوة (١) من ماء فما فوقه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ ثابت بن منصور ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد الأنماطي ، وأحمد بن الحسن بن خيرون ، قالا : أنا أبو الحسين الأصبهاني ، نا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خياط ، قال (٢) :
عطاء بن أبي رباح يكنى أبا محمّد ، واسم أبي رباح أسلم مولى لبني جمح ، ويقال : لبني فهر ، توفي سنة [سبع](٣) عشرة ومائة.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو بكر البرقاني ، أنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه الهروي ، نا الحسين بن إدريس ، أنا محمّد بن عبد الله بن عمار الموصلي ، قال : عطاء بن أبي رباح ، أبو رباح ، اسمه أسلم (٤).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن (٥) بن محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٦) ، قال :
في الطبقة الثانية من أهل مكة : عطاء بن أبي رباح ، ويكنى أبا محمّد ، وكأنه من مولدي الجند ، ونشأ بمكة ، وهو مولى لبني فهم ، أو لجمح ، واسم أبي رباح أسلم ، وانتهت فتوى مكة إليه وإلى مجاهد في زمانهما ، وأكثر ذلك إلى عطاء.
قال الواقدي : وأبو نعيم : مات سنة خمس عشرة ومائة.
قال الواقدي : وهو ابن ثمان وثمانين سنة.
الهيثم بن عدي : توفي سنة أربع عشرة ومائة.
__________________
(١) أي شربة.
(٢) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٤٩١ رقم ٢٥٣٦.
(٣) الزيادة عن م وطبقات خليفة.
(٤) الأصل : أسلمى ، والمثبت عن م.
(٥) الأصل : الحسين ، والتصويب عن م ، والسند معروف.
(٦) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد. وانظر تهذيب الكمال ١٣ / ٤٨.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسين ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنبأ محمّد بن إسماعيل ، قال (١) :
عطاء بن أبي رباح أبو محمّد [مولى](٢) آل أبي خثيم القرشي المكي ، واسم أبي رباح أسلم.
قال حيوة بن شريح عن عباس بن الفضل ، عن حمّاد بن سلمة : قدمت مكة سنة مات عطاء سنة أربع عشرة ومائة.
وقال أبو نعيم : [مات](٣) سنة خمس عشرة ومائة ، سمع ابن عباس وأبا هريرة ، وأبا سعيد ، وجابرا ، وابن عمر ، روى عنه عمرو بن دينار ، وقيس بن سعد ، وحبيب بن أبي ثابت.
قال عبد الله الجعفي : نا ابن عيينة ، نا ابن جريج ، عن عطاء : رأيت عقيل بن أبي طالب شيخا كبيرا.
أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله ـ مشافهة ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأ أبو علي ـ إجازة ـ.
[ح](٤) قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنبأ علي بن محمّد.
قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٥) :
عطاء بن أبي رباح ، واسم أبي رباح أسلم ، مولى بن خثيم القرشي الفهري أبو محمّد المكي ، رأى عقيل بن أبي طالب ، روى عن أبي هريرة ، وابن عباس ، وجابر بن عبد الله ، ورافع بن خديج ، وجابر بن عمير ، وعائشة ، ومعاوية بن أبي سفيان ، روى عنه سليمان موسى الأشدق (٦) ، وقيس بن سعد ، وأبو الزبير ، وعبد الملك بن أبي سليمان ، سمعت أبي يقول ذلك.
__________________
(١) التاريخ الكبير ٦ / ٤٦٣.
(٢) الزيادة عن التاريخ الكبير ، وم.
(٣) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن التاريخ الكبير.
(٤) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل وأضيف عن م.
(٥) الجرح والتعديل ٦ / ٣٣٠.
(٦) الأصل : الأسدي ، والمثبت عن م والجرح والتعديل.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن (١) الدارقطني ، قال :
عطاء بن أبي رباح ، واسم أبي رباح أسلم المكي ، مولى آل ختيم ، وآل خثيم موالي بني فهر ، روى عن ابن عباس ، وابن عمر ، وأبي هريرة ، وعائشة.
وقال خالد بن أبي نوف عن عطاء : أدركت مائتين من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم ، روى عنه الزهري وعمرو بن دينار ، وابن جريج ، والناس بعد كان فقيه بمكة ومفتيها ، وكان أسود متنين الوجه ، وأعلم الناس بالمناسك وغيرها.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن عبد الرّحيم (٢) بن أحمد.
وحدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى ، ثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنبأ أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد نا عبد الغني بن سعيد ، قال رباح : .... (٣) عطاء بن أبي رباح.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن (٤) ، أنا أبو نصر البخاري قال :
عطاء بن أبي رباح ، واسمه أسلم ، أبو محمّد مولى آل أبي خثيم (٥) القرشي الفهري المكي ، وهو من مولدي الجند ، ونشأ بمكة ، سمع ابن عباس ، وجابر بن عبد الله ، وأبا هريرة ، وعبيد بن عمير ، وعروة بن الزبير ، روى عنه عمرو بن دينار ، والزهري ، وقتادة ، وأيوب ، وابن جريج ، وحبيب المعلم ، [في العلم](٦) وأجزاء الصلاة والجنائز والأطعمة وغير موضع.
قال حمّاد بن سلمة : قدمت مكة سنة مات عطاء سنة أربع عشرة ومائة.
ذكره البخاري والذهلي.
وقال محمّد بن سعد : قال الهيثم : توفي سنة أربع عشرة ومائة.
وقال البخاري ومحمّد بن سعد : قال أبو نعيم : مات سنة خمس عشرة ومائة ، وقال ابن سعد مثل أبي نعيم.
__________________
(١) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م.
(٢) الأصل : عبد الرحمن ، والمثبت عن م.
(٣) غير واضحة بالأصل وم.
(٤) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م.
(٥) في الأصل : خيثمة ، تصحيف ، والتصويب عن م.
(٦) الزيادة عن م.
قال الذهلي : وفيما كتب إليّ أبو نعيم مثله ، وقال عمرو بن علي : مات سنة خمس عشرة ومائة ، وهو ابن ثمان وثمانين سنة ، قال الواقدي مثل عمرو (١).
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٢) :
أما رباح بفتح الراء والباء المعجمة بواحدة : عطاء بن أبي رباح ، أسلم ، المكي ، مولى آل خثيم (٣) آل خثيم موالي (٤) بني فهر ، وروى عن ابن عمر ، وابن عباس ، وأبي هريرة ، وعائشة ، وكان فقيه أهل مكة ، روى عنه عمرو بن دينار ، والزهري ، وابن جريج وغيرهم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسين بن خيرون ، أنا عبد الملك بن محمّد ، أنبأ أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : قال عمي أبو بكر : كنية عطاء بن أبي رباح أبو محمّد.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسن (٥) بن الحمّامي ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الحسن ، أنا إبراهيم بن أبي أمية ، قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : وكنية عطاء بن أبي رباح أبو محمّد.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنبأ أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول :
أبو محمّد عطاء بن أبي رباح ، سمع ابن عباس ، وأبا هريرة ، وأبا سعيد ، وجابرا ، وابن عمر ، روى عنه عمرو بن دينار ، وحبيب بن أبي ثابت.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي [نا](٦) الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو محمّد عطاء بن أبي رباح.
قرأنا على أبي الفضل أيضا ، عن أبي (٧) طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدّولابي ، قال (٨) : أبو محمّد عطاء بن أبي رباح.
__________________
(١) انظر تهذيب الكمال ١٣ / ٥٤.
(٢) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٧ و ١٢.
(٣) الأصل : خيثمة ، والتصويب عن م والاكمال.
(٤) الأصل : مولى ، والتصويب عن م والاكمال.
(٥) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م.
(٦) زيادة لتقويم السند ، وفي م : أملانا.
(٧) الأصل : «أبو» والتصويب عن م.
(٨) الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ١٠٠.
أنبأنا (١) أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنبأ أبو بكر الصّفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأ أحمد الحاكم قال :
أبو محمّد عطاء بن أبي رباح القرشي الفهري المكي ، واسم أبي رباح أسلم مولى لبني جمح ، ويقال مولى لبني فهر ، ويقال مولى لآل أبي خثيم الفهري ، وكان عامل عمر بن الخطاب على مكة ، يقال كان من موالي الجند ، ونشأ بمكة ، انتهت فتوى مكة إليه وإلى مجاهد في زمانهما ، وأكثر ذلك إلى عطاء ، سمع جابر بن عبد الله ، وابن عباس ، وأبا هريرة ، روى عنه الزهري ، وعمرو بن دينار وقتادة ، وحبيب بن أبي ثابت الأسدي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري (٢) ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال (٣) : قال محمّد بن عبد الرحيم قال علي : وعطاء بن أبي رباح اسم أبي رباح أسلم مولى حبيبة بنت ميسرة بنت أبي (٤) خثيم (٥).
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي ، قالت : أنبأ أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو الطيب المنبجي ، نا عبيد الله (٦) بن سعد الزهري ، ثنا عمي قال : قال ابن إسحاق : عطاء بن أبي رباح مولى حبيبة ابنة ميسرة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو عمرو بن السماك ، نا حنبل بن إسحاق ، نا هارون ، ثنا ضمرة ، قال : سمعت رجلا يقول : اسم أم عطاء بركة ، وأبوه أبو رباح : أسودان (٧).
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا أبو محمّد بن درستويه ، أنا يعقوب (٨) ، نا أحمد بن الخليل ، نا هارون بن معروف ، نا ضمرة بن ربيعة قال : سمعت إنسانا يقول : أم عطاء بركة ، وأبوه أبو رباح أسودان.
أخبرنا أبو محمّد الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني (٩) ، أنا أبو محمّد بن أبو نصر ، أنا
__________________
(١) الأصل : أنبا ، والمثبت عن م.
(٢) الأصل : الطيوري ، تصحيف ، والصواب عن م ، والسند معروف.
(٣) المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ٣ / ٧٢ وانظر تهذيب الكمال ١٣ / ٤٨.
(٤) كتبت بالأصل فوق الكلام ، وسقطت من أصل المعرفة والتاريخ.
(٥) الأصل والمعرفة والتاريخ : خيثم ، والتصويب عن م.
(٦) الأصل : عبد الله ، تصحيف ، والتصويب عن م.
(٧) تهذيب الكمال ١٣ / ٤٨.
(٨) المعرفة والتاريخ ٢ / ١٨.
(٩) الأصل وم : الكناني ، تصحيف.
أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال (١) : ويقال : عطاء بن أسلم مولى لبني فهر.
[وقال :] بلغني عن مخلد بن حسين (٢) ، عن هشام بن حسان قال : كان عطاء بن أبي رباح أسود.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، وابن بالوية ، قالا : ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا عباس بن محمّد ، قال : سمعت ابن يحيى يقول :
كان عطاء بن أبي رباح معلم كتّاب (٣) اسم أبي رباح أسلم ، وكان عطاء بن أبي رباح أسود (٤).
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، نا محمّد (٥) بن الحسن ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (٦) ، حدّثني أحمد بن الخليل ، نا يحيى بن أبي بكير ، نا أيوب بن ثابت ، قال : رأيت عطاء وكان أشلّ أعور (٧).
[أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، نا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري (٨) ، أنا الأحوص بن المفضل بن غسان ، نا أبي ، [نا](٩) وهب بن جرير بن حازم حدثني أبي قال : رأيت يد عطاء شلاء ضربت في أيام ابن الزبير (١٠).
قال وهب قال أبي : وحدثني أبو عمرو بن العلاء قال : سمعت رجلا قال : [قلت](١١) لعطاء : يا أبا محمّد والله إنك يومئذ لخنشليل (١٢) بالسيف ، وقال : أنهم دخلوا علينا (١٣).
__________________
(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٤٤٩ ـ ٤٥٠.
(٢) في م : حسن ، وفي تاريخ أبي زرعة : الحسين.
(٣) إلى هنا في تهذيب الكمال ١٣ / ٤٨.
(٤) أقحم بعدها بالأصل : أنا ثابت بن أبي رباح.
(٥) بالأصل : «نا محمّد بن الحسين نا عبد الله ، نا محمّد بن الحسين نا عبد الله» قومنا السند عن م.
(٦) المعرفة والتاريخ ١ / ٧٠١.
(٧) كذا بالأصل وم ، وفي المعرفة والتاريخ : «أفزر».
(٨) إعجامها ناقص في م ، وفوقها ضبة.
(٩) زيادة منا.
(١٠) كلام غير مقروء في م ، صوبنا العبارة في الخبر عن سير أعلام النبلاء ٥ / ٨١ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٠١ ـ ١٢٠ ص ٤٢٢).
(١١) سقطت من م ، ومكانها فيها ضبة ، والزيادة عن تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء.
(١٢) الخنشليل : الجيد الضرب بالسيف (اللسان).
(١٣) تهذيب الكمال ١٣ / ٤٨ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٨١.
وكان عطاء بن أبي رباح من مولدي الجند](١).
أخبرنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنّا ، قالا : قرئ على أبي محمّد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٢) قال :
سمعت بعض أهل العلم يقول : كان عطاء أسود ، أعور ، أفطس ، أشلّ ، أعرج ، ثم عمي بعد ذلك ، وكان ثقة ، فقيها ، عالما ، كثير الحديث.
قال ابن سعد (٣) : وهو مولى آل أبي ميسرة بن أبي خثيم (٤) الفهري.
أنبأ أبو الحسن محمّد بن مرزوق بن عبد الرزاق ، وحدّثنا أبو الحجاج يوسف بن مكي الفقيه عنه ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنبأ أحمد بن أبي جعفر القطيعي ، نا محمّد بن العباس الخزّار (٥) ، أنبأ أبو أيوب سليمان بن إسحاق الخلّال ، قال أبو إسحاق الحربي :
كان عطاء بن أبي رباح عبدا أسودا لامرأة من أهل مكة ، وكان أنفه كأنه باقلى.
قال : وجاء سليمان بن عبد الملك أمير المؤمنين إلى عطاء هو وابناه فجلسوا إليه يصلّي ، فلما صلّى انتقل إليهم ، فما زالوا يسألونه عن مناسك الحج وقد حوّل قفاه إليهم ، ثم قال سليمان لابنيه : قوما ، فقاما ، فقال : يا بني لا تنيا في طلب العلم ، فإنّي لا أنسى ذلّنا بين يدي هذا العبد الأسود.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، قال : نا أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد ، أنا محمّد بن عبد الله بن أحمد ، نا محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن ، نا هلال بن العلاء ، نا عبد الله بن جعفر ، نا أبو المليح قال : رأيت عطاء بن أبي رباح أسود يخضب بالحنّاء (٦).
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمّام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر ، نا ابن أبي خيثمة ، نا أبو الفتح نصر بن المغيرة ، قال : قال سفيان بن عيينة : عطاء أكبر من ابن أبي مليكة ، عطاء قد شهد مقتل عثمان.
__________________
(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م.
(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ٤٦٨ و ٤٧٠.
(٣) طبقات ابن سعد ٥ / ٤٦٧.
(٤) الأصل : خيثم ، والتصويب عن م وابن سعد.
(٥) الأصل : «الجرار» وفي م : «الحرار» وكلاهما تصحيف.
(٦) تهذيب الكمال ١٣ / ٤٨ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٨١.
أنبأ أبو الحسن (١) علي بن المسلّم الفقيه ، قالا : ثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأ أبو خازم (٢) بن الفراء ، أنا أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور ، قال : قرئ على محمّد بن مخلد ، حدثكم العباس بن (٣) حاتم ، نا عبد الرّحمن بن يونس أبو مسلم المستملي ، نا سفيان بن عيينة ، عن عمر بن قيس المكي ، عن عطاء بن أبي رباح قال : أعقل قتل عثمان بن عفان (٤).
قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمّام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنبأ أبو الطيب محمّد بن القاسم بن جعفر ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، قال : وقال علي بن محمّد ، عن أبي حفص الباهلي ، عن عمر بن قيس : قال : سألت عطاء : متى ولدت؟ قال : لعامين خلوا من خلافة عثمان (٥).
ذكر أبو العباس أحمد بن يونس بن المسيّب الضّبّي : أن عطاء ولد سنة سبع وعشرين (٦).
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّاء ، وأبو محمّد بن بالوية ، قالا : ثنا محمّد بن يعقوب ، نا عباس بن محمّد ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : كان عطاء بن أبي رباح أسود.
قال : وسمعت يحيى يقول (٧) : حدّثني يحيى بن سعيد القطان قال : لم يسمع عطاء من ابن عمر إنما رآه رؤية.
لا معنى لهذا الانكار ، فقد سمع عطاء من أقدم من ابن عمر ، وكان يفتي في زمان ابن عمر.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا عيسى بن
__________________
(١) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب ما أثبت عن م ، والسند معروف.
(٢) الأصل وم : حازم ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، تقدم التعريف به.
(٣) في م : العباس بن محمّد بن حاتم.
(٤) تهذيب الكمال ١٣ / ٥٣ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٠١ ـ ١٢٠ ص ٤٢٢) وسير أعلام النبلاء ٥ / ٨٧.
(٥) سير أعلام النبلاء ٥ / ٨٧ وتاريخ الإسلام ص ٤٢٢ وتهذيب الكمال ١٣ / ٥٣.
(٦) تهذيب الكمال ١٣ / ٥٣.
(٧) زيد هنا في م :
وأخبرنا أبو البركات ، أنا أبو الفضل ، أنا أبو العلاء. أنا أبو بكر نا أبو أمية الغلابي ، نا أبي قال : نا أبو زكريا ....
علي (١) ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا داود بن عمرو ، نا الحسين بن صهيب بن عبد الله مولى محمّد بن هشام ، قال : قلت لعطاء : أدركت أبا الدرداء؟ قال : نعم ، وعائشة ، وابن عباس.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن هبة الله بن الحسين بن منصور ، وعلي بن أحمد بن محمّد بن حميد ، قالا : أنا علي بن محمّد بن عبد الله بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله ، نا محمّد بن أحمد (٢) بن البراء ، قال : قال علي بن المديني :
عطاء بن أبي رباح لقي عبد الله بن عمر ، ورأى أبا سعيد الخدري ، رآه يطوف بالبيت ، ولم يسمع منه ، وجابر ، وابن عباس ، ورأى عبد الله بن عمرو ، ولم يسمع من زيد بن خالد الجهني ، ولا من أم سلمة ، ولا من أم هانئ ، وسمع من عبد الله بن الزبير ، وابن عمر ، ولم يسمع من أم كرز شيئا (٣) ، روى عن أم حبيب بنت ميسرة ، عن أم كرز ، وسمع من عائشة ، وجابر بن عبد الله.
كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشيرويي.
[و](٤) أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن أحمد العامري.
[ح و](٥) أخبرتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن فضلويه ، أنبأ أبو بكر الخطيب ، قال : أنا أبو بكر الحيري ، نا أبو العباس الأصم ، نا الربيع بن سليمان ، أنبأ الشافعي ، أنا سعيد ، عن ابن جريج ، قال :
قلت لعطاء : هل رأيت أحدا من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا استلموا قبلوا أيديهم؟ فقال : نعم ، رأيت جابر بن عبد الله ، وابن عمر ، وأبا سعيد الخدري ، وأبا هريرة ، إذا استلموا قبّلوا أيديهم ، قلت : وابن عباس؟ قال : نعم ، حسبت كثيرا ، قلت : هل تدع أنت إذا استلمت أن تقبّل يديك؟ قال : فلم استلمه إذا؟.
أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلّال ـ مشافهة ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنبأ ابن طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد.
__________________
(١) أقحم بعدها بالأصل : «عبد الله بن علي» قومنا السند عن م.
(٢) «بن أحمد» سقط من م.
(٣) تهذيب التهذيب ٤ / ١٣٠.
(٤) زيادة عن م.
(٥) زيادة عن م.
قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (١) :
سمعت أبي يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : قد سمع عطاء من عائشة.
قال : وسئل أبو زرعة : سمع عطاء من عائشة؟ فقال : نعم.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنبأ علي بن الحسن (٢) الرّبعي ، ورشأ بن نظيف ، قالا : أنا محمّد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن محمّد بن داود ، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد ، قال : عطاء بن أبي رباح رأى عائشة ، دخل عليها مع عبيد بن عمير بثبير فسألها عن الهجرة ، وروى عن أبي سلمة ، وعن عروة بن عياض ، وعن عروة بن الزبير ، وعن ابن أبي مليكة. وعن عائشة بنت طلحة ، وغيرهم ، عن عائشة وأحاديث عطاء عن عائشة مراسيل.
كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد بن الحسين ، وحدّثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو بكر الحيري ، نا أبو العباس الأصم ، نا السّري بن يحيى ، نا أحمد بن يونس ، نا أبو بكر بن عياش ، عن ابن عطاء ، عن أبيه ، قال : كنا نكون عند ابن عباس فيأتيه الأشراف ، فما يصرف وجهه عنا حتى نفرغ.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو صادق بن أبي الفوارس العطار قال : سمعت أبا الحسين الكارزي (٣) يقول : سمعت أبا عبد الله أحمد بن القاسم الجمحي المكي يقول : سمعت سلمة بن شبيب يقول : سمعت عبد الرّزّاق يقول :
أخذ أهل مكة الصلاة عن ابن جريج ، وأخذها ابن جريج عن عطاء ، وأخذها عطاء عن [ابن](٤) الزبير ، وأخذها ابن الزبير من أبي بكر الصدّيق ، وأخذ أبو بكر الصّدّيق عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، وأخذها النبي صلىاللهعليهوسلم عن جبريل عليهالسلام.
قال عبد الرّزّاق :
وما رأيت أحدا أحسن صلاة من ابن جريج ، كان يصلي ونحن خارجين فنرى كأنه
__________________
(١) الجرح والتعديل ٦ / ٣٣٠.
(٢) الأصل : «الحسين» تصحيف واللفظة غير واضحة في م لسوء التصوير ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٨٠.
(٣) الكارزي بفتح الكاف وكسر الراء والزاي ، وقال ابن ماكولا : بفتح الراء. هذه النسبة إلى كارز ، قرية بنواحي نيسابور ، على نصف فرسخ منها (الأنساب).
(٤) زيادة عن م.
أصطوانة (١) ، وما التفت يمينا ولا شمالا.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأ رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن عبد العزيز ، ثنا أبي ، وسلمة بن شبيب ، عن عبد الرّزّاق بن همّام ، قال :
أخذ أهل مكة الصلاة عن ابن جريج ، وأخذها ابن جريج عن عطاء ، وأخذها عطاء عن عبد الله بن الزبير ، وأخذها عبد الله بن الزبير من أبي بكر الصّدّيق ، وأخذها أبو بكر الصّدّيق من النبي صلىاللهعليهوسلم ، وأخذها النبي صلىاللهعليهوسلم من جبريل عن الله تعالى.
أخبرنا أبو محمّد السندي ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أبو عمرو بن حمدان قال : سمعت إبراهيم بن إسحاق الأنماطي يقول : سمعت محمّد بن سهل بن عسكر يقول : سمعت عبد الرّزّاق يقول :
ما رأيت عالما أحسن صلاة من ابن جريج ، وذلك أنه أخذ من عطاء بن أبي رباح ، وأخذ عطاء من ابن الزبير ، وأخذ ابن الزبير من أبي بكر الصّديق ، وأخذ أبو بكر الصدّيق من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن جبريل ، وأخذ جبريل عن ربه.
قال : ونا إبراهيم بن إسحاق ، نا محمّد بن يحيى ، نا أحمد بن حنبل ، عن عبد الرّزّاق ، فذكر الحديث.
أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن الضبي ، أنا أبو علي الواعظ.
قالا : أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدّثني أبي ، نا عبد الرّزّاق قال :
أهل مكة يقولون : أخذ ابن جريج الصلاة من عطاء ، وأخذها عطاء من ابن الزبير ، وأخذها ابن الزبير من أبي بكر ، وأخذها أبو بكر من النبي [صلىاللهعليهوسلم](٣) ، وما رأيت أحدا أحسن صلاة من ابن جريج.
عورض آخر الجزء الثامن والثلاثين بعد الثلاثمائة يتلوه :
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي تاج العروس بتحقيقنا : اسطوانة بالسين ، وهي السارية أو العمود.
(٢) مسند أحمد بن حنبل ١ / ٣٧ رقم ٧٣ ط دار الفكر بيروت.
(٣) زيادة عن م والمسند.
أنا أبو القاسم الشحامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، وأخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو بكر.
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن (١) ـ رحمهالله ـ قال :
أخبرنا أبو المظفر بن إبراهيم (٢) ، نا (٣) أبو بكر البيهقي ، أنا محمّد بن عبد الله الحافظ أبو (٤) بكر.
وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ أبو عمرو بن السماك ، ثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله.
[ح](٥) وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأ محمّد بن هبة الله.
وأخبرنا أبو المظفر (٦) ، أنبأ محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (٧) ، نا سلمة ، قالا : ثنا عبد الرزاق ، وفي رواية البيهقي : نا سلمة بن شبيب ، نا أحمد بن حنبل ، نا عبد الرّزّاق ، عن ابن جريج ، قال : كان عطاء بعد ما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة ليقرأ مائتي آية من البقرة ، وهو قائم ما يزول منه شيء ولا يتحرك.
أخبرنا أبو علي الحسن (٨) بن أحمد المقرئ في كتابه ، ثنا أبو نعيم الحافظ (٩) ، نا محمّد بن أحمد بن الحسن (١٠) ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا علي بن المديني ، نا يحيى بن سعيد ، عن ابن (١١) جريج ، قال : كان عطاء بعد ما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة ليقرأ مائتي آية من البقرة ، وهو قائم ما يزول منه شيء ولا يتحرك (١٢).
أخبرنا أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد المقرئ ، أنا أبو الفوارس طراد بن محمّد ، أنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ، نا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، نا أحمد بن منصور ، نا عبد الوهاب بن همّام أخو عبد الرزاق ، قال : سمعت ابن عيينة قال : قلت لابن جريج : ما
__________________
(١) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م.
(٢) في م : القاسم.
(٣) الأصل : «بن» والمثبت عن م.
(٤) كذا بالأصل ، والذي في م : نا أبو بكر محمّد بن المؤمل نا الفضل بن محمّد ، نا أحمد بن حنبل.
(٥) الزيادة عن م.
(٦) بعدها في م : أنا أبو بكر قالا.
(٧) المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ١ / ٧٠٣.
(٨) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م. قارن مع مشيخة ابن عساكر ٤٢ / أ.
(٩) الخبر في حلية الأولياء ٣ / ٣١٠.
(١٠) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م والحلية.
(١١) الأصل : أبي ، والتصويب عن م والحلية.
(١٢) الخبر السابق مكرر بالأصل.